البلاد – عدن
لليوم الحادي عشر على التوالي، واصل الطيران الأمريكي ضرباته على مواقع حوثية استراتيجية بهدف كبح قدرات الميليشيا المتمردة على استهداف الملاحة البحرية وحرية حركة التجارة العالمية.
وشنت المقاتلات الأمريكية، أمس الاثنين، غارات جوية على محيط مدينة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، فيما تجدد القصف على مديرتي سحار وساقين، واستهدفت الغارات معسكرات الحوثيين في سحار، حيث دمرت مخازن للأسلحة، بينما استهدفت غارة أخرى مواقع في ساقين، غرب المحافظة.


وتتعرض مواقع الحوثيين في صعدة لقصف متواصل منذ 14 مارس الجاري، عقب إعلان الجيش الأمريكي بدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الميليشيا.
إلى ذلك، طال القصف مخازن أسلحة في منطقة عصر بمديرية معين، غرب صنعاء. وأفادت مصادر ميدانية بأن القصف استهدف معسكر التموين العسكري في عصر، الذي يُعتقد أنه يضم مخازن للأسلحة والذخائر التابعة للحوثيين.
وعمت الميليشيا حالة ارباك شديدة في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها شمال وغرب اليمن مع تصاعد وتيرة الغارات الجوية الأمريكية على مواقعهم ومخازن أسلحتهم وثكناتهم العسكرية والقواعد العسكرية السرية التي أنشأتها في صعدة والجوف والبيضاء والحديدة لتخزين الصواريخ والمسيرات ومنصات إطلاقها.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر “منع كافة قيادات الحوثي ومرافقيهم في صنعاء من حمل الهواتف الجوالة، أو التواصل عبرها مهما كانت الأسباب”، وأيضًا “اختفاء كافة قادة الجماعة من مختلف المستويات في الحديدة، حيث غير معظمهم أرقام هواتفهم، ولم يعد بالإمكان التواصل معهم أو معرفة أماكن اختبائهم”.
وعلى وقع الغارات المستمرة على مواقع الحوثيين في اليمن، جددت وزارة الخارجية الأمريكية تأكيدها على أنها ماضية في وقف تهديدات جماعة الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر، ووفق بيان للوزارة فإن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو شدد على أن “الحكومة الأمريكية مصممة على إعادة إرساء حرية الملاحة في البحر الأحمر عبر عمليات عسكرية ضد الحوثيين”، فيما أفاد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، بأنّ ثلاثة أرباع حركة الشحن الأمريكية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليا إلى تجنّب المنطقة والمرور عبر الساحل الجنوبي لإفريقيا، بسبب الضربات التي ينفّذها الحوثيون.
وأضاف والتز أنّ “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر ضرب الحوثيين بقسوة، على عكس الإدارة السابقة” خلال عهد الرئيس جو بايدن، مؤكدًا أن “الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، هو جانب أساسي من أمن أمريكا القومي”، في مواجهة الحوثيين الذين يملكون صواريخ كروز متطورة وصواريخ بالستية وبعض أكثر الدفاعات الجوية تطورا.
ودفعت هجمات ميليشيا الحوثي ضد السفن المارة في خليج عدن والبحر الأحمر، منذ نوفمبر 2023، بزعم التضامن مع الفلسطينيين في غزة، شركات الشحن العالمية الكبرى إلى إيقاف عملياتها في قناة السويس المصرية، ما تسبب في تراجع إيرادات القناة إلى ما يزيد على 60 %، حسب تقديرات رسمية، بينما تمتلك إسرائيل مؤانئ كبرى على ساحل البحر المتوسط مثل حيفا وإشدود (إسدود)، ما يجعل تضررها من استهدافات الحوثيين محدودًا مقارنة بمصر.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

اليمن أمام مجلس الأمن: مليشيا الحوثي تهدد الملاحة الدولية وتحوّل البحر الأحمر إلى ساحة حرب

حذّرت الجمهورية اليمنية من خطورة الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، مؤكدة أن هذه الاعتداءات تمثل تهديداً دائماً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتتسبب في كوارث بيئية واقتصادية عالمية.

جاء ذلك في بيان ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله السعدي، أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة النقاش المفتوحة حول "الأمن البحري: الوقاية والابتكار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات الناشئة"، حيث شدد على أن ضمان أمن وسلامة الممرات المائية يُعد ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار وازدهار الدول.

وأوضح السعدي، أن اليمن شارك بفاعلية في المحافل الدولية لتعزيز الأمن البحري، وسعى منذ عام 2006 بالتعاون مع المنظمة البحرية الدولية إلى وضع آلية إقليمية لمكافحة القرصنة والسطو المسلح، ما أثمر توقيع مدونة سلوك جيبوتي عام 2009، وتطويرها لاحقاً عبر تعديلات جدة لتشمل مكافحة الصيد غير المشروع، والتهريب، والاتجار بالبشر، وحماية البيئة البحرية.

وأشار إلى دور المركز الإقليمي لتبادل المعلومات البحرية (REMISC) في رصد حركة الملاحة وتبادل البيانات مع الدول الأعضاء.

ولفت السعدي إلى أن الهجمات الحوثية الأخيرة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والقوارب المفخخة على سفن الشحن وخطوط الملاحة الدولية تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة، فضلاً عن تدمير البيئة البحرية، مستشهداً بغرق الناقلة "روبيمار" المحملة بـ22 ألف طن من فوسفات الأمونيا و180 طناً من وقود السفن، بالإضافة إلى استهداف الناقلتين "MAGIC SEAS" و"ETERNITY C" مؤخراً، ما أسفر عن قتلى ومفقودين واحتجاز بحارة.

وأكد البيان ضرورة إيجاد آليات دولية عاجلة وفاعلة للتعامل مع هذه الكوارث، ودعم الهيئة العامة للشؤون البحرية في اليمن بمعدات مكافحة التلوث البحري، وتمكينها من إنقاذ السفن وطواقمها عند الطوارئ.

كما شدد على أن تهديدات مليشيا الحوثي ليست وليدة اللحظة، بل هي نهج مستمر منذ سنوات، تغذّيه إيران عبر تزويد المليشيا بالسلاح والتقنيات، وتحويل موانئ الحديدة إلى منصات تهريب وعمليات إرهابية. 

ودعا جميع الدول الأعضاء للالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر الأسلحة، وتعزيز الرقابة الدولية لمنع وصولها إلى الحوثيين.

وجدد اليمن دعوته للدول المانحة والمنظمات الدولية لدعم خفر السواحل اليمنية لتمكينها من حماية حدود البلاد البحرية، مثمناً دعم المملكة المتحدة في هذا المجال، ومعلناً تطلعه لإطلاق شراكة الأمن البحري اليمني في سبتمبر المقبل بالرياض، برعاية مشتركة سعودية-بريطانية.

واختتم بتأكيد أهمية تبني المجتمع الدولي استراتيجية شاملة وفعالة توحّد الجهود الوطنية والإقليمية والدولية، لتمكين الحكومة اليمنية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي والمياه الإقليمية، وتحويل البحر الأحمر من بؤرة تهديد إلى جسر للسلام كما كان عبر التاريخ.

مقالات مشابهة

  • طارق صالح: تأمين الملاحة الدولية مرهون بإنهاء النفوذ الإيراني
  • حاملة طائرات أمريكية تعود لمضيق هرمز مع تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر
  • واشنطن: إيران تقف خلف التصعيد والتوتر في المنطقة بدعمها للحوثيين وهجماتهم البحرية
  • تقارير غربية: اليمن حيّد القوة البحرية البريطانية وأربك الأساطيل الدولية في البحر الأحمر
  • اليمن أمام مجلس الأمن: مليشيا الحوثي تهدد الملاحة الدولية وتحوّل البحر الأحمر إلى ساحة حرب
  • روسيا: العمليات البحرية اليمنية سببها الحرب الإسرائيلية على غزة
  • تفاهمات صينية إيرانية لتحيّد الحوثيين في البحر الأحمر.. تجارة آمنة لبكين وخسائر لمنافسيها
  • غموض في موقف الصين وحقيقة اتفاقها مع الحوثيين
  • الصين تحث جميع الأطراف إلى العمل على ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر
  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية