بغداد اليوم - بغداد

رغم التصريحات الحكومية المتكررة بشأن دعم المحافظات وتوزيع التمويل بعدالة، لا تزال محافظات الوسط والجنوب تواجه أزمة حقيقية بسبب غياب المخصصات المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع الحيوية.

 ففي الوقت الذي تحظى فيه العاصمة بغداد بحصة الأسد من الاستثمارات والمشاريع، تعاني المحافظات الأخرى من نقص حاد في الخدمات وتأخر تنفيذ الخطط التنموية، ما أثار انتقادات واسعة من قبل نواب ومسؤولين محليين.

 ومع انتهاء عام 2024 دون صرف التمويل المقرر، تتصاعد المخاوف من استمرار هذا التهميش، وسط تساؤلات عن أسباب تعثر توزيع الأموال، ومدى جدية الحكومة في معالجة هذا الخلل الذي يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين ومستقبل التنمية في تلك المناطق.

وفي هذا السياق حدد النائب حيدر السعدي ،اليوم الخميس (27 اذار 2025)، مسارات إخفاق حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في دعم محافظات الوسط والجنوب، مشيراً إلى غياب العدالة في توزيع التمويل المالي.

وقال السعدي لـ"بغداد اليوم"، إن "ملف التمويل المالي لمحافظات العراق، ومنها محافظات الوسط والجنوب، يُعدّ من الملفات المهمة لديمومة الإعمار واستكمال مشاريع الخدمات في مختلف القطاعات، لكن الواقع يكشف عن إخفاق الحكومة في هذا الملف، حيث جرى تخصيص التمويل في الموازنة، إلا أن الحكومة ركزت على العاصمة بغداد وأهملت باقي المحافظات".

وأضاف أن "بغداد تستحق المشاريع والخدمات، لكن غياب العدالة في تمويل حصص محافظات الوسط والجنوب واضح، وهو ما يمثل إخفاقاً حكومياً"، لافتاً إلى أن "الاستثمارات بشكل عام تخضع لبرنامج الحكومات المحلية ولا يمكن تحميل الحكومة المركزية وحدها المسؤولية، إذ تتحمل الإدارات المحلية جزءاً منها، لكن المشكلة الأساسية تكمن في غياب التمويل".

وأوضح السعدي أن "عام 2024 انتهى دون حصول تلك المحافظات على أي تمويل، رغم وجود أرقام كبيرة في الموازنة مما أدى إلى تفاوت في مستوى الخدمات، وهو أمر يرتبط بنشاط الحكومات المحلية وسعيها لإدراج المشاريع ذات الجدوى"، مؤكداً أن "الأزمة المالية تبقى العائق الأكبر أمام إدراج المشاريع أو تنفيذ المخطط منها، وهو ما جعل محافظات الوسط والجنوب تعاني من غياب العدالة وعدم نيل استحقاقاتها المالية المقررة في الموازنة".

والاثنين (3 حزيران 2024)،صوتت اللجنة المالية، على إضافة زيادة قدرها 2 ترليون دينار إلى موازنة المحافظات.

وقال النائب برهان المعموري في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إن "اللجنة المالية صوتت على جداول موازنة 2024 وأضافت زيادة قدرها 2 ترليون دينار إلى حصة المحافظات لتصبح 3.5 ترليون"، مبينا أن "هذه الزيادة جاءت بعد أن اعترض أغلب أعضاء مجلس النواب على الجداول المرسلة من الحكومة وفي ضوء توفير الدعم المالي للمحافظات".

وأضاف، ان "اللجنة المالية أدت دورها وبذلت جهودًا مميزة وحققت المطلب الأساس المتضمن زيادة التخصيصات المالية للمحافظات رغم اننا طالبنا بزيادة أكثر والوقوف الى جانب قرار اللجنة المالية"، داعيا "أعضاء مجلس النواب إلى دعم اللجنة المالية الممثلة من جميع الكتل والمكونات والاسراع بعقد جلسة للتصويت على جداول الموازنة".

وأشار الى "المحافظات بحاجة إلى إطلاق التخصيصات المثبتة في جداول الموازنة لتحريك عجلة المشاريع المتلكئة والنهوض بالواقع الخدمي والعمراني خدمةً للصالح العام".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: محافظات الوسط والجنوب اللجنة المالیة

إقرأ أيضاً:

الشرع: مفاوضات غير مباشرة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والجنوب في صدارة الأولويات

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأربعاء، عن استمرار المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي عبر وسطاء دوليين، في محاولة لوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية، لا سيما في الجنوب.

وجاء تصريح الشرع خلال لقائه وجهاء وأعيان من محافظة القنيطرة وهضبة الجولان، في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، وفق بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية السورية، نُشر عبر منصة "إكس" .

وأشار البيان إلى أن اللقاء تناول القضايا الخدمية والمعيشية والأمنية التي تواجه سكان المحافظتين، مع التركيز على معاناتهم من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. 

اجتمع رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، حيث ناقش معهم الأوضاع الخدمية والمعيشية والأمنية في المحافظة، كما استمع إلى مداخلات الحضور التي تناولت احتياجاتهم ومعاناتهم من التوغلات والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وأكد السيد… pic.twitter.com/GwsJ339mo7 — رئاسة الجمهورية العربية السورية (@SyPresidency) June 25, 2025
واستمع الرئيس السوري إلى مداخلات الحضور، مؤكداً حرصه على إيصال أصواتهم والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية من خلال مسار تفاوضي غير مباشر.

وأكد الشرع في كلمته "أهمية دور الوجهاء في تعزيز التلاحم الوطني، ونقل هموم المواطنين والدفاع عن حقوقهم"، مشدداً على أن الدولة ماضية في سعيها السياسي والدبلوماسي لحماية سيادتها.

ويعد هذا التصريح هو الثاني من نوعه بشأن المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب، إذ سبق أن أشار الشرع إلى المسار ذاته خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، في أيار/مايو الماضي، حيث دعا الاحتلال الإسرائيلي إلى "وقف تدخلها في الشأن السوري، وإنهاء اعتداءاتها العشوائية".

وفي 7 أيار/مايو الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لتهيئة مناخ من التهدئة والتفاهم الأمني. ووفق المصادر، ركزت هذه الاتصالات غير المعلنة على قضايا أمنية ومخابراتية، بهدف بناء الثقة بين الطرفين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية.


وكان الشرع قد وجه، في آذار/مارس الماضي، دعوة للمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل انسحابها الفوري من جنوب سوريا، محذراً من أن توغلاتها العسكرية تشكل "تهديداً مباشراً" للأمن الإقليمي.

وفي كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الرئيس السوري إن "العدوان الإسرائيلي على الجنوب السوري يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية، ويقوض الاستقرار في المنطقة برمتها"، داعياً إلى "تحرك دولي فاعل يحترم التزامات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، التي تولت الحكم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، لم تبادر بتهديد الاحتلال الإسرائيلي أو اتخاذ مواقف تصعيدية، إلا أن الأخيرة كثفت هجماتها الجوية على سوريا منذ ذلك الحين، مستهدفة مواقع عسكرية ومنشآت تابعة للجيش السوري، وأوقعت عدداً من الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى توغلات متكررة في محافظتي القنيطرة وريف دمشق.

الجولان وجبل الشيخ في دائرة الاحتلال
ويحتل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 غالبية أراضي هضبة الجولان السورية، وقد استغلت الانقسام والحرب التي شهدتها البلاد بعد سقوط النظام السابق لتعزيز وجودها العسكري في المناطق الجنوبية.

وأعلنت تل أبيب، في وقت سابق، انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع دمشق عام 1974، والتي كانت تنظم التوتر على خط الجبهة في الجولان.


كما سيطرت القوات الإسرائيلية على "المنطقة العازلة" وجبل الشيخ الاستراتيجي، الذي لا يبعد سوى 35 كيلومتراً عن العاصمة دمشق، ويقع عند المثلث الحدودي بين سوريا ولبنان والاحتلال الإسرائيلي، بينما يمكن رؤيته من الأراضي الأردنية. 

ويُعد هذا الجبل نقطة مراقبة عسكرية حساسة، نظراً لارتفاعه الذي يبلغ 2814 متراً، ويطل على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والإسرائيلية.

في ظل هذه التطورات، يواجه الجنوب السوري تحديات متزايدة، في وقت تسعى فيه دمشق الجديدة إلى استعادة الاستقرار، والحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بالطرق السياسية والدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تراقب درجات الحرارة في الصعيد والقاهرة الكبرى اليوم.. إنفوجراف
  • منتدى المناخ يؤكد أهمية معالجة المخاطر المالية وتعزيز التمويل المستدام
  • مجلس إدارة بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة يعقد اجتماعه الثالث ويبحث سُبل تعزيز التمويل والاستدامة المالية
  • عطش البصرة يكتب فضيحة: محطات معطلة وحكومة محلية تتفرج على المأساة
  • "اليوم" تقف على أسواق المواشي في أول تطبيق للنظام.. والميزان غائب
  • الشرع: مفاوضات غير مباشرة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والجنوب في صدارة الأولويات
  • المالية تسدد 238 مليارا.. الحكومة توافق على تعديل قانون التأمينات الاجتماعية
  • المالية النيابية:أزمة رواتب الإقليم سببها حكومة البارزاني
  • 220 مليون دولار إنفاق إضافي... غادة أيوب تنتقد سياسة الحكومة المالية!
  • سافيتش خارج حسابات فنربخشة