تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

إذا كنت من عشاق الدراما العائلية التي تترك أثرًا عميقًا في القلوب، فلا بد أنك تتذكر مسلسل "أبنائي الأعزاء.. شكراً"، أحد أبرز الأعمال التي جسدت المشاعر الأسرية ببساطة وعفوية، هذا المسلسل لم يكن مجرد قصة تُحكى، بل كان مرآة تعكس واقع الكثير من العائلات المصرية والعربية وهى الأب الذي منح كل شيء ولم ينتظر شيئًا.

"أبنائي الأعزاء.. شكراً" ليس مجرد مسلسل، بل هو تجربة إنسانية عميقة جعلتنا نعيد التفكير في علاقاتنا الأسرية، ونتساءل: هل نحن نمنح آباءنا الحب والتقدير الذي يستحقونه، أم أننا مشغولون عنهم كما كان أبناء عبد الحميد؟

دارت أحداث المسلسل حول شخصية عبد الحميد، الرجل الطيب المكافح الذي أفنى حياته في تربية أبنائه الأربعة وضحى بالكثير من أجلهم. ورغم تفانيه، إلا أن الأبناء عندما كبروا وتغيرت اهتماماتهم وانشغلوا بحياتهم الخاصة، بدأ يشعر بالغربة بينهم. تتوالى الأحداث ليواجه عبد الحميد مواقف صعبة تجعله يدرك أن العطاء بلا مقابل قد لا يكون دائمًا محل تقدير، لكنه يظل متمسكًا بحبه لأبنائه دون انتظار الشكر أو العرفان.

المسلسل يعكس التحولات الاجتماعية وتأثيرها على الأسرة، كما يطرح تساؤلًا مهمًا و هو هل تربية الأبناء تعني فقط توفير الحياة الكريمة، أم أنها تمتد إلى بناء جسور المودة والتفاهم التي تمنع جحود الأبناء مستقبلاً؟

حقق "أبنائي الأعزاء.. شكراً" نجاحًا ضخمًا عند عرضه، وظل محفورًا في ذاكرة الجمهور كواحد من أكثر الأعمال تأثيرًا في الدراما المصرية. بساطة القصة وصدق الأداء جعلت المشاهدين يتفاعلون مع الأحداث وكأنها جزء من حياتهم، خاصة أن المسلسل حمل مواقف مؤثرة وعاطفية مست قلوب الجميع.

كما اشتهرت عبارة "شكراً" التي كان يرددها الأب عبد الحميد بمرارة كلما خذله أحد أبنائه، وأصبحت أيقونة ترددها الأجيال حتى اليوم عند الشعور بالجحود أو النكران.

المسلسل تأليف محمد جلال عبد القوي، وإخراج إبراهيم الشقنقيري، ومن بطولة الفنان الكوميدى الراحل عبد المنعم مدبولي.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جلال عبد القوي عبد المنعم مدبولى إبراهيم الشقنقيري عبد الحمید

إقرأ أيضاً:

سيف بن زايد: شكراً محمد بن زايد على صدارة الإمارات الثورة الرقمية العالمية

«الخليج»: متابعات

قدم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأربعاء، الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشيداً برؤية سموه بعدما أصبحت دولة الإمارات في صدارة الثورة الرقمية العالمية.

ونشر سموه عبر حسابه في «إكس» تناول وسائل إعلام عالمية، إطلاق تحالف شركات تكنولوجيا عالمية الخميس الماضي مشروع «ستارجيت الإمارات» الذي يعد المشروع تجمعاً حوسبياً متطوراً للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بسعة قدرها 1 جيجاوات سيُقام في مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأمريكي الجديد في أبوظبي بسعة تصل إلى 5 جيجاوات.

وكتب سموه: «شكراً سيدي القائد، فبفضل الله سبحانه وتعالى ورؤية سموكم الثاقبة، أصبحت الإمارات في صدارة الثورة الرقمية العالمية:

• فاينانشال تايمز: OpenAI تنضم للخطة الأمريكية الإماراتية
• CNN: شراكة ترامب وأبوظبي لبناء مركز بيانات AI
• بلومبيرغ: إعلان مركز Stargate في أبوظبي
• CNBC: إنفيديا، سيسكو، أوراكل، وOpenAI تدعم المشروع
• رويترز: التشغيل في 2026».

وشهد الخميس الماضي، إعلان مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا ضمت شركة (جي 42) و(أوبن إيه آي) و(أوراكل) و(نفيديا) و(مجموعة سوفت بنك) و(سيسكو) إطلاقها مشروع 'ستارجيت الإمارات' وذلك في خطوة تاريخية نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي وتعميق التعاون الدولي.

مقالات مشابهة

  • القبة الزجاجية.. دراما نفسية تأسر المشاهد بتفاصيل الجريمة والاختطاف
  • يوم فني كبير .. القومي لحقوق الإنسان يكرم المهندس وصبحي ونجوم دراما رمضان
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • إنزو فيرنانديز.. البطل الذي لا يخسر
  • “كان عندي زمان حبوبة بتبيع المريسة” .. قصة الرجل الرفض الوزارة مع نميري
  • سيف بن زايد: شكراً محمد بن زايد على صدارة الإمارات الثورة الرقمية العالمية
  • خريجو «صنّاع المحتوى الاقتصادي»: شكراً أحمد بن محمد لدعمكم مسيرة التطوير
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • نظرة على أرقام سعود عبد الحميد مع روما بعد نهاية الموسم
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟