برغم أنهم جاثمون على مؤسسات الدولة في صنعاء وأملاك الناس 8 سنوات عجاف، إلا أنهم يعجزون عن إقناع المواطن اليمني بالتعاطي معهم في أي مطلب، ولذا يحشرون الله والنبي ومقدسات الناس؛ لتسويق رغائبهم النهبوية، وتمرير سرقاتهم الإيمانية.
قال السلالي العزي في منشور له أمس: إنه بدأ يتشمشم المولد من الآن، وفعلًا هو موسم دسم للأطهار؛لتقشيط الناس وتمشيطهم بقايا ما يمتلكون.
وسلالي آخر في حوث، يطالب الأطفال في مدرسة ابتدائية بالتبرع بقيمة إفطارهم للنبي!
هؤلاء ما عرفتهم اليمن، وما شافتهم العيون، ولن تشوف زيهم.
يا لطيف يا لطيف!
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
استغلال مشاعر الآخرين بـالخديعة!
منذ أن خلق الله الإنسان على الأرض، وارتكاب الجرائم يلاحقه، ابتداءً من قتل قابيل أخاه هابيل بسبب الغيرة، ثم توالت جرائم البشرية عبر القرون والعصور، وتطورت أشكال الجرائم وبشاعتها، وازدادت قوة بعد أن تقدم العلم وأصبحت التكنولوجيا عاملًا أساسيًا في إنجاز بعض الاعمال الاجرامية.
وأمام دخان التطور التقني، لم تغب الجريمة عن مجالاته الواسعة، فأصبح الناس يُستهدفون بعضهم البعض إلكترونيًا، ويتعرض " الملايين " حول العالم يوميًا لهجمات متتالية من أشخاص "مجهولين" عبر قنوات ووسائل وبرامج وتعاملات إلكترونية مشبوهة، مما تسبب هذا الامر في إحداث خسائر مالية " كبيرة" لدى الناس، وعُقد نفسية عند الكثير من المتضررين.
لقد تطورت أشكال "الجريمة" وانتقلت مع الوقت من شكلها التقليدي الى الرقمي، فلم تعد الجرائم منحصرة في زاوية محددة أو مكان معين، بل أصبحت الجريمة تنتقل من قارة إلى أخرى في غضون ثوانٍ معدودة، اما أطراف الجريمة فليسوا متشابهين أو ذوي مستوى فكري محدد، بل هم أكثر براعة في اقتناص الفرص وتظليل الناس بهدف الإضرار بهم.
اذا كانت الجهات الرقابية في العالم، توقع سنويًا اعداد من شبكات النصب والاحتيال، والقبض على افراد العصابات المنظمة التي تتخفى عن الأنظار العامة لفترات متفاوتة، فالمحتالون أو المجرمون يتوزعون في أماكن عدة من العالم، يستعينون في اعمالهم الاجرامية بأحدث تقنيات الاختراق الإلكتروني، ويتمكنون من احداث الاضرار المباشرة والاسيتلاء على مدخرات الناس، كل ذلك لانهم يستخدمون حيل مبتكرة وتكنولوجيا مؤثرة.
في وقتٍ سابق كان "الفضاء الإلكتروني" هو ساحة الحرب وميدان المعركة، وبعد أن اكتشفت الكثير من العمليات الخطيرة، انتقل الجناة الى منعطف آخر حيث يتم الان استغلال مشاعر الناس مجتمعيًا بقصد التربح ونهب الأموال بسهولة ؛ فبعض المحتالين يسألون الناس ويدعونهم إلى التبرع للمحتاجين حول العالم، يبتعدون في طلباتهم عن الحديث عن طريق المؤسسات اوالجهات المعتمدة، وما أن يستولوا على الاموال حتى يقومون بتوجيهها إلى جهات خارجية "مشبوهة"!
جميعنا يعلم يقينا بأن طرق الاحتيال كثيرة، والحذر منها واجب، فربما تقع أنت اليوم، وأنا غدًا، وغيرنا فيما بعد، هذا مسلسل متواصل في حلقاته التراجيدية التي لا تنتهي بسقوط الابرياء المدوي في بئر الخديعة. ومن المؤسف في الأمر أننا نستسجيب الى طلبات الغير خاصة عندما تأخذنا العاطفة الانسانية والمشاعر الجياشة إلى منعطفٍ مجهول.
وبدون أي مقدمات نصبح في نظر القانون أشخاصًا "متهمين"، ويجب علينا تحمّل المسؤولية كاملة عن تصرفاتنا، "حتى وإن كانت بحسن نية"، لأننا لم نتيقن من الجهات التي نساعدها ونمدها بالأموال، وإنما اكتفينا بـ"حسن النية" كضامنٍ لنا عند الغير.
لقد انسلخ المخربون من كل القيم والأخلاق الفاضلة، وسلكوا طرقًا ملتوية من أجل الحصول على الأموال بغير حق...في كل لحظة هناك جرائم إلكترونية تُرتكب بحق "البسطاء"، واستغلالٌ متعمدٌ لمشاعر الناس أصبح واقعًا سهلًا. فـ"المتسول" يعرف كيف يحتال على المارة، وكذلك "الجناة "يعرفون كيف يتسللون إلى قلوب الناس للإيقاع بهم.
حوادث كثيرة تم الكشف عن تفاصيلها، بعض تلك الحوادث أصابتنا بحالة من الذهول وذلك لدقة تفاصيل ارتكابها، وكيف تم تنفيذها بعناية فائقة دون أن يُكشف الأمر أمام الضحية إلا بعد فوات الأوان. في مجمل الحديث، نحن بشر، لدينا من المشاعر ما يكفي لتوقعنا في الخطأ، لكن الحذر دائمًا هو من يضع حدًا لانجراف مشاعرنا نحو الهاوية.
رسائل طلب التبرعات أصبحت أمرًا مطروحًا في هواتفنا النقالة، خاصة عند قرب المناسبات الدينية، وأصبح الشخص منا حائرًا في أمره: هل يُعطي أم يمتنع؟
لقد زادت مخاوف الناس في تقديم العطاء بعد سلسلة من جرائم الاحتيال التي تم الكشف عن طرقها، لذا بات الأمر مخيفًا للغاية. أشخاص يطرقون الأبواب يتسولون طلبًا للمساعدة، لا يرضون بالقليل، يرغبون فيما قل وزنه وزاد ثمنه، ومنهم من يستوقفك في الشارع. لقد أصبحت لا تعرف "المحتاج من المحتال".
الجهات الرقابية لا تكف عن مناشدة الناس الحذر من الانسياق وراء الرسائل والدعوات التي يرسلها بعض الأشخاص من أجل التبرع بالمال، ثم تُوجَّه هذه العطايا إلى وجهات أخرى لا تمتّ للإنسانية بصلة، بل يمكن أن تشكل خطرًا على الوطن.