يشهد الأمن السيبراني تحولًا جذريًا مع تبني مجرمي الإنترنت لأساليب أكثر تطورًا للتغلب على إجراءات الحماية التقليدية، خاصة تلك التي تستهدف المؤسسات المالية.

فقد كشفت دراسة تحليلية موسعة شملت 46 منتدى من منتديات الويب العميق، وأكثر من 26 ألف منشور ونقاش بين مجرمي الإنترنت، عن اتجاهات خطيرة في التهديدات السيبرانية التي طالت قطاع الخدمات المالية خلال عام 2024.

انتعاش سوق برمجيات سرقة البيانات

أبرزت نتائج البحث تنامي اقتصاد خفي قائم على برمجيات سرقة المعلومات (Infostealers)، حيث تم رصد ما بين 3 إلى 4 إشارات يوميًا على كل منتدى حول أدوات “سرقة المعلومات كخدمة” (Infostealer-as-a-Service)، وهي أدوات تُباع للمخترقين على شكل خدمات جاهزة للاستخدام.

أظهر تحليل المحتوى وجود انقسام واضح في هذا النظام الإجرامي، حيث يستهدف مطورو البرمجيات كلًا من المهاجمين الأفراد والمجموعات الاحترافية المرتبطة بجهات تهديد متقدمة (APT groups)، مقدمين لهم واجهات استخدام محسنة، ودعمًا فنيًا، ووحدات مخصصة لسرقة بيانات الدخول الخاصة بالشركات.

هجوم سيبراني ضخم يستهدف منصة X.. وإيلون ماسك يكشف التفاصيلأدوات مصممة خصيصًا لاختراق المؤسسات

رصد باحثو شركة Radware تطورًا خطيرًا في كيفية تسويق هذه البرمجيات، إذ بات مطورو أدوات السرقة يوفرون إصدارات مخصصة تستهدف الحسابات المؤسسية تحديدًا.

على سبيل المثال، يقدم برنامج Mystic Stealer خاصية استخراج كلمات المرور من برنامج Outlook، وهو تطبيق يستخدم على نطاق واسع داخل المؤسسات، مما يدل على استهداف مباشر للبنية التحتية الرقمية للمؤسسات المالية.

الأخطر من ذلك هو أن هذه الأدوات أصبحت في متناول أي شخص يمتلك قدرًا بسيطًا من المعرفة التقنية، ما يعني أن تنفيذ هجمات سيبرانية معقدة لم يعد حكرًا على المحترفين فقط.

لامركزية الجريمة الإلكترونية تعيق الملاحقة

تشير الدراسة إلى أن لامركزية الجريمة الإلكترونية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تسهل المنتديات الإجرامية فصلًا تامًا بين مطوري أدوات الهجوم ومنفذيها، مما يعقد عملية التتبع ويجعل تدخل جهات إنفاذ القانون أكثر صعوبة.

صعود بوتات الـOTP عبر تيليجرام

أحد أخطر التطورات التي شهدها عام 2024 هو انتشار خدمات "بوتات OTP" عبر تطبيق Telegram، وهي أدوات تتيح للمهاجمين تنفيذ هجمات الهندسة الاجتماعية بشكل آلي وذكي.

تبدأ هذه الهجمات باستخدام تقنيات Credential Stuffing، التي تعتمد على بيانات دخول مسربة مسبقًا. 

وإذا تطلب الحساب المستهدف مصادقة ثنائية (2FA)، يتم تفعيل البوتات لإرسال رسائل صوتية أو نصية مزيفة، غالبًا ما تكون باستخدام أصوات مولدة بالذكاء الاصطناعي، لإقناع الضحية بالكشف عن رمز التحقق.

بمجرد حصول المهاجمين على رمز OTP، يقومون بتغيير كلمة المرور ورقم الهاتف المرتبط بالحساب، مما يؤدي إلى إقصاء الضحية بالكامل.

بحسب الإعلانات على المنتديات، هناك حاليًا أكثر من 38 خدمة بوت OTP متاحة، بأسعار تتراوح بين 10 و50 دولارًا للهجوم الواحد، مع ارتفاع نسبته 31% في عدد الإشارات إلى هذه الأدوات ما بين عامي 2023 و2024.

تحوّل جذري في استراتيجيات الدفاع السيبراني

يمثل هذا التصعيد في أدوات وأساليب الهجوم تحولًا استراتيجيًا يتطلب من المؤسسات المالية إعادة النظر في منظوماتها الأمنية، والانتقال من الدفاع التقليدي إلى أساليب استخباراتية استباقية تعتمد على مراقبة التهديدات في منصات الديب ويب والدارك ويب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمن السيبراني مجرمي الإنترنت سرقة البيانات المزيد

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى أكثر من 67 ألف شهيد

الثورة نت /..

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الخميس، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية عشرة شهداء، بينهم شهيد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 49 إصابة مختلفة.

وأوضحت الوزارة أن عددا من الضحايا لا يزالون عالقين تحت الركام وفي الطرقات، بسبب تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم نتيجة الدمار الكثيف واستمرار القصف الصهيوني في بعض المناطق.

ووفق البيان، ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 67,194 شهيدا و169,890 مصابا، فيما بلغت الحصيلة منذ 18 آذار/مارس 2025 وحتى اليوم 13,598 شهيدا و57,849 إصابة.

وفيما يتعلق بضحايا ما يعرف بـ”شهداء لقمة العيش”، أفادت الوزارة بوصول شهيدين و13 إصابة خلال الساعات الماضية، ليرتفع إجمالي عددهم إلى 2,615 شهيدا وأكثر من 19,177 إصابة منذ بداية الحرب.

مع دخول اليوم الـ734 من حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والوسطاء التوصل إلى اتفاق يمهد لإنهاء الحرب في قطاع غزة، إلا أن “جيش” العدو الصهيوني واصل شن هجمات وغارات على مناطق متفرقة في القطاع.

وأصدر “جيش” العدو الصهيوني أوامر للقوات بإعادة الانتشار والانسحاب إلى الخطوط الخلفية، محذرا السكان من العودة إلى مناطق شمالية تعتبر وفق تقديره “مناطق قتال”.

وأكد الدفاع المدني في غزة أن “جيش” العدو الصهيوني شن، فجر الخميس، سلسلة غارات، خاصة في شمال القطاع، استهدفت مدينة غزة وأدت إلى أضرار واسعة.

كما أفاد الدفاع المدني باستشهاد شخص نتيجة إطلاق نار في شارع الجلاء، في حين ألقت طائرة “كواد كابتر” ثلاث قنابل على مجموعة من النازحين قرب محطة البربري في نفس الشارع، ما تسبب بأضرار مادية.

وفي سياق متصل، استهدفت المدفعية الصهيونية شمال مخيم النصيرات، بالإضافة إلى محيط شارع الصناعة بحي الصبرة وغرب تل الهوى بمدينة غزة، ما أدى إلى أضرار مادية دون معلومات فورية عن وقوع إصابات.

وردا على هذه التطورات، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي توجيهات للسكان بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء التنقل، وعدم استخدام شارعي الرشيد وصلاح الدين أو الاقتراب من محيطهما إلا بعد صدور تعليمات رسمية لضمان السلامة.

وشدد المكتب على أن الحفاظ على الأرواح يمثل أولوية وطنية ومسؤولية جماعية، وأن الالتزام بالتعليمات الرسمية هو صمام الأمان خلال هذه المرحلة الحساسة.

كما أصدر المتحدث باسم “جيش” العدو الصهيوني، أفيحاي أدرعي، بيانا يحذر فيه سكان القطاع من العودة إلى شمال وادي غزة، مؤكداً أن القوات لا تزال تطوّق المدينة وأن أي اقتراب من مناطق تمركز الجيش في الجنوب والشرق خطير للغاية، داعيا السكان للالتزام بالتعليمات الرسمية حتى صدور توجيهات واضحة.

مقالات مشابهة

  • مكتوم بن محمد يعتمد استراتيجية القطاع المالي في دبي
  • شركات تتجسّس على الإنسان وتحوّله إلى نقطة بيانات
  • "المركزي المصري" يطلق صندوقاً لتحديث القطاع المصرفي وتعزيز الشمول المالي
  • المدن التي دمرتها الحروب حول العالم.. غزة في المقدمة
  • وزير المالية: الاقتصاد يتحسن بصورة أكثر تنوعًا ويستهدف التصنيع والتصدير.. نواب: خطوة هامة لتعزيز النمو وتنويع مصادر النقد الأجنبي
  • المصرف المركزي يبحث مع البنوك آليات تعزيز تنافسية القطاع المالي
  • أكثر من 146 ألف مكالمة هاتفية تم إجراؤها بين المحبوسين وذويهم
  • كيف تحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة اختراق رئيسية بيد هاكرز كوريا الشمالية والصين
  • المؤسسات التربوية التي انتهت صلاحية استخدمها.. هذا ما قاله وزير التربية
  • ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الصهيونية على غزة إلى أكثر من 67 ألف شهيد