دمشق-سانا

تحيق بالتراث الثقافي في العالم جملة من المخاطر تتعلق بآثار المناخ والطبيعة وتدخلات البشر، ولكن فيما يخص التراث الثقافي السوري فإن هذه المخاطر تزداد، ولا سيما بعد سنوات الحرب التي ألحقت بهذا التراث الكثير من الأضرار.

وتوضح الباحثة المهندسة سندس عمر حميدي المنسقة في جمعية إيكونوموس سوريا، خلال حديث مع سانا الثقافية، أن المخاطر المحيطة بالتراث الثقافي تشمل الظواهر الطبيعية كالأعاصير وموجات الحرارة والزلازل، والعوامل البشرية كالتوسع البيتوني والنزاعات المسلحة التي تهدد المواقع التراثية.

وأشارت حميدي إلى أن تحديد المخاطر المحدقة بالتراث الثقافي السوري لا يكفي، بل لابد للحد منها أو إزالتها من نشر الوعي بين الناس بأهميتها التاريخية، وتدريب الموظفين على التعامل مع حالات الطوارئ، ووضع خطط ملائمة للعمل، ومراقبة تحققها مع مرور الزمن، فضلاً عن دراسة إمكانية إدخال تغييرات لتحسين النتائج المرجوة.

ومن التقنيات الحديثة التي يمكن الاعتماد عليها لصون التراث الثقافي، وفقا لحميدي، الذكاء الاصطناعي الذي يمكن من التعرف على التراث الثقافي واستكشافه من قبل جميع الأفراد، وإدارة المخاطر المحيطة، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي vr والواقع المعزز ar وتطبيقات ميتافيرس، التي تقوم بجولات افتراضية للمتاحف، ما يسمح للأفراد من جميع أنحاء العالم باستكشاف الآثار القديمة والمتاحف والمواقع التراثية من منازلهم.

وبينت حميدي أن دور التقنيات الحديثة لا يقتصر على الترويج والزيارات، بل إنه يساهم بالتحليلات التنبؤية ونماذج التعليم الآلي للتنبؤ بالمخاطر المحتملة كالكوارث الطبيعية، ما يتيح اتخاذ تدابير استباقية لحماية المواقع التراثية، وتنفيذ مهام عدة كإنتاج المحتوى، والتقارير والملخصات وإنشاء محتوى تسويقي ومراجعة الأداء والتنبؤ به، والفحص البصري الآلي لكشف عيوب المباني التراثية بدقة عالية.

وتساعدنا تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تبين حميدي، في تحديد الخسائر التي لحقت بمواقع التراث ومعالجتها كالإصلاح والترميم، وتطوير أنظمة إنذار مبكر لحماية المواقع الأثرية، لإنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للمواقع التراثية، وتطوير حلول ترميم دقيقة باستخدام التقنيات الحديثة.

ولكن بحسب حميدي، فإن هناك بالمقابل آثاراً سلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي تتصل باحتمال قيام أنشطة غير قانونية تستغل القدرة العالية لهذه التقنية، لتوظيف العنصر التراثي لغايات ربحية تسيء له، حيث دعت للحيلولة من ذلك باتباع أساليب وقائية تكشف عن المخاطر وتأثير مضارها.

وتختم حميدي حديثها بالتأكيد على أن جهود الباحثين والمتطوعين المهتمة بالتراث الثقافي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون مرجعاً أساسياً للعالم، للتعريف بحضاراتنا ونقلها للأجيال القادمة وكأنهم يعيشون الماضي بكل تفاصيله.

تابعوا أخبار سانا على 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی بالتراث الثقافی التراث الثقافی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البشرية بحلول عام 2027

قالت مجلة لوبوان إن باحثين تنبؤوا بأن الذكاء الاصطناعي العام قد يصبح موجودا وقادرا على خداع مبتكريه في عام 2027، وتوقعوا أن يكون تأثيره هائلا في العقد القادم.

وقال باحثو الذكاء الاصطناعي في سيناريو "الذكاء الاصطناعي 2027" -حسب تقرير مختصر بقلم إليونور بوينتو- إنهم يتوقعون أن يكون تأثير الذكاء الفائق خلال العقد القادم هائلا، وأن يتجاوز تأثير الثورة الصناعية"، وذلك أثناء شرح الباحث السابق في "أوبن إيه آي" دانيال كوكوتاجلو للمراحل القادمة لهذا القطاع قبل "الانفجار الذكي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الصحافة الفرنسية تحذر من كارثة سببها نتنياهو لن يخرج منها أحد سالماlist 2 of 2هآرتس: الحرب تقاس بخواتيمها فهل تكون لإسرائيل كلمة الفصل؟end of list

وحسب تنبؤات الباحثين، من المتوقع حدوث تغيير كبير العام المقبل، بحيث تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة في الحياة اليومية، مثل طلب وجبة أو إدارة ميزانية، كما أنه من المتوقع أن يتحسن أداء "المساعدات الشخصية" المدعومة بالذكاء الاصطناعي كل عام، لتكسب ما يعرف بالذكاء الاصطناعي العام الذي ربما يكون قادرا على فهم المعرفة وتعلمها وتطبيقها عبر مجموعة واسعة من المهام البشرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوكلاء سيتمكنون من البحث والتحسين الذاتيين، ومن تعلم الكذب والامتثال لتوقعات المبدعين لتحقيق هدف مختلف، ولكن هذا الخداع هو الأكثر إثارة للقلق، لأن الذكاء الاصطناعي -كما يقول الباحثون- قد يخترق نظام التقييم الخاص به لتحقيق نتائج أفضل.

إعلان

ويطمح العديد من الخبراء والعلماء إلى جعل الذكاء الاصطناعي أداة أكثر فعالية وقوة بجعله ذكاء اصطناعيا فائقا، متفوقا على قدرة الإنسان العقلية في التحليل والحفظ والاكتشاف وغيرها من السمات، غير أن ما يخشاه جمهور آخر من العلماء هو أن ذلك سيحد من نمو وتطور الحضارة البشرية.

وبالفعل أشار عالم الفلك الأسكتلندي مايكل غاريت في دراسة حديثة إلى بعض انعكاسات هيمنة الذكاء الاصطناعي، ودوره في تهديد عجلة النمو الحضاري، وصوّر في الدراسة نهاية مأساوية تنتظر البشرية خلال العقود القادمة، ونبه إلى أهمية وضع معايير محكمة وقوية لضبط عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المجالات العسكرية، لأن هناك سوابق باستخدام أسلحة فتاكة في حالات الحرب.

ورغم الضجيج المثار حول الذكاء الاصطناعي، توصلت دراسة حديثة إلى أن الشركات التي تتبناه ما زالت قليلة، حيث تمثل خصوصية البيانات والتنظيم والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات عوائق رئيسية أمام استخدامه على نطاق واسع.

مقالات مشابهة

  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البشرية بحلول عام 2027
  • واتساب تكشف عن 4 ميزات جديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
  • شاهد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر من خطره على البشر
  • تأهيل 10 آلاف شخص في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
  • ميتا تحارب تطبيقات صينية مثيرة للجدل تسيء استخدام الذكاء الاصطناعي
  • إيمان كريم تستعرض في نيويورك استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز شمول الأشخاص ذوي الإعاقة