روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أعلنت المحكمة العليا في روسيا، يوم الخميس، أنها صادقت على رفع حركة طالبان من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وهو إجراء رمزي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين موسكو وكابول.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن القاضي المكلّف القضية قوله بعد جلسة مغلقة إن "القرار يدخل حيز التنفيذ فورا".
ويمثل هذا القرار انتصارا دبلوماسيا لطالبان، التي تم إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية في روسيا منذ عام 2003، مما جعل أي تواصل معها يعتبر جريمة تستوجب العقوبة بموجب القانون الروسي.
ورغم هذا التصنيف، شاركت وفود من طالبان في عدد من المنتديات التي استضافتها روسيا، في إطار سعي موسكو إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة.
وجاء حكم المحكمة استجابة لطلب من مكتب المدعي العام الروسي، في أعقاب اعتماد قانون في العام الماضي يتيح للمحاكم تعليق التصنيف الرسمي للحركة كمنظمة إرهابية.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
تناول كاتب روسي التحولات التي فرضها التصعيد الإيراني الإسرائيلي على السياسة الروسية ويحلل موقع موسكو بين حسابات الربح والخسارة في ظل تعقيد المشهد الراهن في العلاقات الدولية.
يقول الكاتب كامران غاسانوف إن الصراع الإسرائيلي الإيراني، والهجوم الأميركي على إيران أسفرت عن نشوء واقع جيوسياسي جديد، لا في الشرق الأوسط فحسب، بل في ملف أوكرانيا أيضا، ما يمنح روسيا هامشا استراتيجيا جديدا في علاقاتها مع واشنطن.
ويرى غاسانوف في مقال بصحيفة "إزفستيا" الروسية أن الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، رغم طابعها الإقليمي، تحمل تداعيات عالمية تمسّ توازن القوى بين موسكو وواشنطن.
ويقول إن بلاده، إذا أرادت الحفاظ على مكانتها،عليها أن تتصرف كقوة عالمية لا تقبل الإملاءات، بل تفرض شروطها ضمن عالم متعدد الأقطاب.
إعادة تشكيل مواقف موسكو
ويؤكد غاسانوف أن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل يجري في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة.
فبينما كانت روسيا سابقا على خلاف حاد مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن أوكرانيا، فإن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أوجدت مناخا جديدا من "الكيمياء الشخصية" بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ساعدت على استئناف حوار مباشر بين موسكو وواشنطن بشأن أوكرانيا.
غير أن دخول الولايات المتحدة عسكريا في الصراع، عبر ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، أدّى إلى تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، مما دفع روسيا لإعادة تقييم موقعها في الإقليم.
شراكة استراتيجية مع طهرانويرى غاسانوف أن إيران تمثل شريكا استراتيجيا لروسيا، بعد توقيع اتفاقية شاملة في موسكو قبل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وعلى الرغم من خسارة روسيا لحليفها بشار الأسد في دمشق، فإنها ما تزال حاضرة عسكريا في سوريا، وتحتفظ بعلاقات قوية مع دول الخليج، رغم الضغوط الغربية.
إعلانويحذّر الكاتب من تفسير الإضعاف الأميركي-الإسرائيلي لإيران كضربة معنوية لمكانة روسيا ونفوذها الإقليمي، وكسبب لفقدان رؤية موسكو لتعددية أقطاب العالم، خصوصا أن إيران عضو في "بريكس" و"منظمة شنغهاي".
غاسانوف: في أي مفاوضات مقبلة، خصوصا بشأن أوكرانيا، موسكو ستتفاوض من موقع القوة وليس من خلال تنازلات أحادية الجانب. المكاسب المحتملة والمخاطر الكبرىويشير المقال إلى أن بعض المحللين الروس رأوا في التصعيد فرصة، لأن انشغال واشنطن بالشرق الأوسط قد يضعف دعمها لأوكرانيا.
إلا أن غاسانوف يحذّر من أن هذه المكاسب قصيرة الأمد لا توازي الخطر الاستراتيجي المتمثل في خسارة شريك مهم كإيران، خاصة إذا أدى الصراع إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات في الشرق الأوسط لمصلحة الولايات المتحدة.
موسكو تتحرك للوساطة.. ولكن من موقع قوةوحسب الكاتب، اختارت روسيا مسار الدبلوماسية، لكنها لا تعول على النوايا الحسنة وحدها. إذ تسعى موسكو إلى التوسط لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بالتنسيق مع دول أخرى بالمنطقة وغيرها.
ويؤكد غاسانوف أن موسكو أوصلت رسائل واضحة إلى واشنطن وتل أبيب مفادها: "لن نسمح بتدمير شريكنا الإيراني".
ورغم ما وصفه بـ "العلاقة الشخصية الطيبة" بين بوتين وترامب، يشدد الكاتب على أن روسيا تدرك جيدا أن ترامب، مثل أسلافه، لا يحترم سوى القوة.
وبالتالي، فإن موسكو في أي مفاوضات مقبلة، خصوصا بشأن أوكرانيا، ستتفاوض من موقع القوة وليس من خلال تنازلات أحادية الجانب.