أعرب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عن قيمة الإيمان بالله وعظمته، مؤكدًا أن الإنسان قد يفقد الكثير إذا لم يحظَ برضا الله والإيمان به وذكره، وقال خلال كلمته في حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لأئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية:
"يفوتك الكتير أوي، لو فاتك ومرضيش عنك، ولو متشرفتش بالإيمان به وذكره".

عاجل - السيسي يشيد بالإمام السيوطي نموذجًا يُحتذى به ويؤكد: الإخلاص والعلم يصنعان الخلود السيسي خلال تخرج أئمة الأوقاف: لا تأثير للكلام دون عمل.. والموعظة وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات

وأوضح الرئيس أن الدولة قامت بدورها في هذا المجال، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تعتمد على جهد وعطاء الأئمة والدعاة، قائلًا:
"حاولنا نعمل حاجة وقمنا بالدور دا، وفى دور يستكمل بيكم أنتم، وبتمنى لكم كل التوفيق، وأتمنى لكل الناس في مصر إن نبقى على قلب رجل واحد فى بناء الإنسان، مش بس على المستوى الديني".

ضرورة استثمار المساجد في التعليم وبناء الوعي المجتمعي

وفي معرض حديثه عن دور المساجد في حياة المسلمين، لفت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن مصر تمتلك عددًا هائلًا من المساجد، لكنها لا تُستغل بالشكل الأمثل، مشيرًا إلى أن المساجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تُستخدم لكل شؤون الحياة.

وقال الرئيس:
"عندنا مساجد كتيرة جدًا، وعندنا في نفس الوقت حجم قليل من المدارس... النهاردة ليه ما بنستفدش من المساجد؟ بتشتغل في كل صلاة 10 دقايق، ليه ما نخليش فيها مساحة لتعليم ولادنا؟ ممكن أعمل الجامع ويبقى جواه المدرسة".

وشدد سيادته على ضرورة التفكير في كيفية توظيف المساجد لخدمة المجتمع، ليس فقط من خلال الموعظة والخطبة، وإنما بتقديم دور تعليمي وتربوي متكامل يشارك في بناء الأجيال القادمة.

دعوة لتجديد الخطاب الديني لمواكبة تطورات العصر

وفي إطار حديثه عن أهمية تجديد الخطاب الديني، أكد الرئيس السيسي أن إعداد خطبة جميلة وحده لا يكفي، بل يجب أن يرافقها فهم واقعي ومعالجة عصرية لقضايا المجتمع.

وقال الرئيس:
"كلام كتير احنا محتاجين نفكر فيه أكتر، إنك تعد خطبة كويسة أوي وجميلة وتبقى سلسة... لكن هتعمل إيه مع جيرانك وأولادك والدنيا اللي بقت مليانة كتير؟"، مؤكدًا أن من يرفض التطور يخاطر بأن يظل أسير خطاب ديني تقليدي لم يعد ملائمًا لتحديات الحاضر.

الرئيس: علينا مواجهة التغيرات بلغة العصر دون المساس بالثوابت

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن التغيرات التي يشهدها العالم يوميًا لا تعني المساس بالثوابت الدينية، بل تتطلب فهمًا عميقًا للتعامل مع المستجدات، وخاصة في ظل وجود لغات وسلوكيات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الرئيس:
"كل يوم صفحة التاريخ بتتغير وبيبقى في تطور... أكيد التطور اللي بيحصل دا، أنت هتجد مثلا على مواقع التواصل لغة جديدة، هتعمل إيه؟ هتتهم أصحابها ولا تفكر في حل؟"، داعيًا إلى تفهم طبيعة التحولات وعدم الوقوف منها موقف العداء.

السيسي: لا يجب أن نفقد هويتنا اللغوية.. واللغة العربية في خطر

أبدى الرئيس السيسي قلقه من تراجع الاهتمام باللغة العربية في ظل هيمنة اللغات الأجنبية، مؤكدًا أن اللغة العربية ليست فقط لغة تعليم، بل هي لغة القرآن الكريم والهوية الثقافية.

وقال:
"الناس كلها شايفة إن اللغة العربية مش لغة العصر... هتلاقي الولاد كلهم مش عاوز يتكلموا عربي... ما ينفعش نسيب لغة القرآن".

 

ختام إنساني وتحية لقداسة البابا الراحل

واختتم السيد الرئيس كلمته بتوجيه التحية والدعاء والتمنيات الطيبة لجميع الخريجين، قائلًا:
"كل سنة وأنتم طيبين، وربنا يوفقكم جميعًا ويبارك في جهودكم وفي جهودنا، ويجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية".

كما قدم تعازيه في وفاة بابا الفاتيكان، واصفًا إياه بأنه "شخصية عظيمة كان لها إسهام رائع في الإنسانية".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي وزارة الأوقاف الاكاديمية العسكرية تخرج الأئمة الإيمان بالله تجديد الخطاب الديني التعليم الديني استثمار المساجد اللغة العربية وسائل التواصل الاجتماعي بابا الفاتيكان المساجد فی

إقرأ أيضاً:

الهوية الدينية والثقافية تواجهان تحديات العولمة .. والحوار والتفاعل الإيجابي يحققان التوازن

يلعب الدين دورا حيويا في تشكيل القيم والأخلاقيات التي تحدد هوية الفرد والمجتمع. ومع تزايد التأثيرات الثقافية العالمية، يصبح من الضروري فهم كيف يمكن للدين أن يعزز الهوية الثقافية؟ وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات التكيف مع هذه التغيرات دون أن يفقدوا جوهرهم الثقافي؟

قال الشيخ منذر بن عبدالله السيفي: «إن العلاقة بين الدين والهوية الثقافية في مجتمعنا معقدة ومتشابكة، حيث يشكل الدين جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية، ويحدد الأخلاق والمبادئ والسلوكيات. في المقابل، تتأثر الهوية الثقافية بالدين من خلال العادات والتقاليد وممارسة الشعائر، ومن المعروف أن الدين يواجه تحديات عدة في المجتمعات المعاصرة، حيث تتأثر الهوية بعوامل مثل العولمة والتغيرات الاجتماعية، الدين هو أكبر إيمان في حياة الإنسان، ويعبر عن الإيمان الذي يفسر سر الوجود، الإنسان، والكون، والحياة. لقد أدركت جميع الأمم أن قضية الهوية قضية محورية، وأن من لا ينتبه إليها سيذوب حتماً في ثقافة أخرى، مما يؤدي إلى فقدان ميزاته الخاصة، ويجب على مجتمعنا أن يحرص على هويته، وأن يكون واعيًا لأولئك الذين يحاولون تذويب هويتنا وطمس معالمها، بعيدًا عن الدين. فالمجتمع الذي يرغب في البقاء يجب أن يلتزم بهويته، ومن هنا تأتي أهمية أن تحرص كل دولة أو أمة على حماية هويتها ومواجهة غزو الثقافات الأخرى».

قيم ومعتقدات

وأضاف يلعب الدين دورًا محوريًا في تشكيل قيم الأفراد ومعتقداتهم الثقافية، من خلال تقديم إطار أخلاقي يحدد الهوية ويعزز التماسك الاجتماعي. يساهم الدين في توجيه السلوك وتشكيل القيم، بالإضافة إلى تحديد الأدوار والمسؤوليات في المجتمع. كما يوفر إطارًا لفهم العالم، ويمنح إحساسًا بالهدف والانتماء. لقد كان الدين جزءًا لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية لقرون، حيث لعب دورًا مهمًا في تشكيل الثقافات والقيم الاجتماعية.

وأشار السيفي إلى أن الدين يؤثر أيضًا على العادات والتقاليد، حيث يشكل إطارًا أخلاقيًا وقيميًا يوجه سلوك الأفراد والجماعات، ويحدد ما هو مقبول وما هو مرفوض. يمتد تأثير الدين ليشمل مختلف جوانب الحياة، مثل التربية والزواج واللباس والممارسات الاقتصادية، وتعتبر الأعراف، كأفعال وأقوال متفق عليها من قبل المجتمع، مشابهة للتقاليد، حيث اعتاد الأفراد عليها بشكل تلقائي على مر الزمن. تعكس هذه الأعراف ثقافة المجتمع وإنجازاته الحضارية، وغالبًا ما تدخل كمصدر ومرجع في الكثير من القوانين. تختلف درجة تأثير الدين على الحياة العامة باختلاف الشعوب، وقد شهد هذا التأثير تقلبات عبر التاريخ. موضحا أن الدين يمكن أن يؤدي إلى تباين الهويات الثقافية بين الأفراد، حيث لا يقتصر الدين على كونه مجموعة من المعتقدات والممارسات الروحية، بل هو أيضًا نظام ثقافي يؤثر على القيم والأخلاق والسلوكيات.

وأشار الشيخ منذر إلى أن الدين يمكن أن يعزز التفاهم الثقافي بين المجتمعات المختلفة عبر تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء. كما يمكن أن يوفر الدين أرضية مشتركة للتعاون في القضايا الإنسانية، ويشجع على فهم وتقدير التنوع الثقافي. لا يمكن تصور وجود الهوية الثقافية دون وجود الإسلام، ولتحقيق التوازن، من الضروري تعزيز قيم التفاهم والاحترام بين الجميع وتعزيز الوعي بالثقافات المختلفة وتشجيع الحوار بين المجتمعات. علاوة على ذلك، ينبغي أن تكون القوانين والسياسات العامة شاملة، تعكس التنوع الثقافي للمجتمع، مثل ضمان حقوق الأقليات الثقافية وتشجيع مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية، وتعزيز اللغات والثقافات المختلفة من خلال الإعلام والتعليم.

عصر العولمة

وأوضح أن الشباب يتعامل مع تأثير الدين على هويتهم الثقافية في عصر العولمة بطرق متعددة، حيث يواجهون تحديات وفرصًا متباينة. يسعى البعض للحفاظ على هويته الدينية والثقافية من خلال التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية، بينما يتأثر آخرون بالثقافات الأخرى ويتبنون مواقف أكثر انفتاحًا وتأقلمًا مع التغيرات العالمية. وتتسم ثقافة العولمة بخصائص معينة تجعلها قوية، حيث تُنقل عبر الوسائل الاتصالية الحديثة، وهي غالبًا ما تفرض من أعلى دون أن تعكس احتياجات محلية أو تلتزم بمضمون التراث الثقافي. تتضمن وسائل الغزو الثقافي الناعم تأثيرات الدعاية الثقافية، التي تسعى لنقل أفكار ومعلومات محددة.

تحديات

تواجه المجتمعات تحديات كبيرة في الحفاظ على هويتها الثقافية وهذه التحديات تشمل: تراجع دور الموروث الثقافي فقد يؤدي التمسك الشديد بالقيم الدينية إلى التجاهل أو التقليل من أهمية بعض جوانب التراث الثقافي غير الديني مما قد يؤدي إلى فقدان بعض الممارسات والتقاليد الثقافية، وصراع القيم فقد تنشأ صراعات بين القيم الدينية والقيم الثقافية التقليدية خاصة إذا كانت بعض الممارسات الثقافية تتعارض مع مبادئ أو تعاليم دينية معينة، والتفسيرات الدينية المتشددة التي قد تؤدي بعض التفسيرات الدينية المتشددة إلى فرض قيود على التعبير الثقافي أو الفني مما قد يؤثر على حريه الإبداع والابتكار، ويمكن لوسائل الإعلام الدينية أن تلعب دورا مهما في نشر القيم الدينية ولكنها قد تؤثر أيضا على الهوية الثقافية إذا لم يتم التوازن بين الجانبين، والجمود الثقافي الذي قد يؤدي إلى صعوبة التكيف مع التغيرات الاجتماعية مما يترتب عليه تراجع الاهتمام بالهوية الثقافية، ونقص الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية مما قد يؤدي إلى إهمال هذا الجانب، بالإضافة إلى محدودية الموارد فمجتمعاتنا تواجه تحديات في توفير الموارد اللازمة للحفاظ على التراث الثقافي مثل: ترميم المواقع التاريخية ودعم الكتاب والأدباء.

ويمكن استخدام الدين كوسيلة لتعزيز الهوية الثقافية دون انقسامات من خلال تعزيز الهوية الثقافية والتأكيد على القيم المشتركة والأخلاق الحميدة التي يتبناها الدين مع التركيز على الجوانب الإيجابية التي تجمع الناس بدلا من تلك التي تفرقهم وينبغي أن يكون هناك حوار مفتوح حول الدين وأهميته في تشكيل الهوية الثقافية مع التأكيد على احترام التنوع الديني حيث إن الدين له دور محوري في تشكيل الهوية الثقافية حيث يجمع بين العقيدة والقيم والتقاليد التي تشكل نسيجا متماسكا يعزز الوحدة بين الشعوب.

واختتم الشيخ منذر حديثه قائلا: «إن فهم العلاقة بين الدين والهوية الثقافية أمر بالغ الأهمية في بناء مجتمعات متماسكة ومتوازنة فالدين يلعب دورا محوريا في تشكيل الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات حيث يزودهم بقيم وأخلاقيات ومبادئ توجه سلوكهم وتفاعلاتهم الاجتماعية وأن هويتنا تكمن في الدين الإسلامي وأن فهم العلاقة بين الدين والثقافة لا يكتسب أهمية من الناحية النظرية والأكاديمية فقط بل له أهمية كبيرة من حيث التطبيقات الاجتماعية ووضع السياسات الثقافية».

وشدد السيفي على ضرورة أن يحافظ الشباب على الهوية الثقافية والقيم الإسلامية من خلال إحياء المناسبات الدينية التي تحمل في طياتها موروثات تاريخية وروحية عميقة، والحذر من الوقوع في الأفكار الهدامة المضللة التي تبثها الوسائل المعاصرة، كما حذر من التحديات الكبرى التي تواجههم مثل العولمة والتفكك الاجتماعي والتطرف الديني وتلقي الأفكار والعادات الدخيلة دون وعي أو تفكير.

مقالات مشابهة

  • الهوية الدينية والثقافية تواجهان تحديات العولمة .. والحوار والتفاعل الإيجابي يحققان التوازن
  • الرئيس السيسي: أحيي شباب مصر الأوفياء لمساهمتهم في بناء حاضر يليق بتاريخ مصر
  • برلماني: توجيهات الرئيس لبناء إعلام وطني ضمانة للحفاظ على الهوية
  • الرئيس السيسي يستقبل اليوم رئيس أوغندا لبحث سبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية
  • إشادة برلمانية بتوجيهات الرئيس السيسي لتطوير الإعلام.. نواب: تستهدف بناء وعي وطني مستنير
  • أحمد المسلماني يكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي حول بناء الشخصية المصرية وإصلاح الإعلام
  • برلمانية: توجيهات الرئيس السيسي لتطوير الإعلام تعزز الشفافية وتدعم بناء الإنسان المصري
  • «الشوربجي» يشكر الرئيس السيسي على تقديره لدور الصحافة والإعلام في بناء الشخصية المصرية
  • إعلام النواب: توجيهات الرئيس السيسي لتطوير الإعلام تستهدف بناء وعي وطني مستنير
  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: توجيهات الرئيس السيسي بإتاحة المعلومات للإعلام خطوة لترسيخ الشفافية وتعزيز الثقة المجتمعية