منذ نشأتها في عام 1928، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين حركة دعوية تقليدية فقط، بل حملت مشروعا نهضويا شاملا، جمع بين الفكر الإسلامي الأصيل، والبعد الاجتماعي، والسياسي، والمقاوم. هذه الخصوصية جعلت الجماعة هدفا دائما للقوى العالمية المناهضة لأي مشروع تحرري في العالم الإسلامي. وفي مقدمة هذه القوى: الصهيونية المسيحية التي ترى في الإخوان تهديدا مباشرا لمشروعها في المنطقة، خصوصا لارتباط الجماعة التاريخي بالمقاومة، ورفض التطبيع، واحتضانها للقضية الفلسطينية، وروحها الشعبية العابرة للحدود.



طبيعة الحملة الصهيونية ضد الإخوان

لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية، وذلك عبر محاور متعددة:

لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية،
- الشيطنة الإعلامية: تشويه صورة الجماعة واتهامها بالإرهاب، بالرغم من التزامها بالنهج السلمي والمشاركة السياسية في الدول التي سمحت بها، مستغلين بعض النزاعات في المنطقة لتقديم الجماعة كغطاء للتطرف.

- الحصار السياسي والقانوني: ممارسة الضغوط على الحكومات الغربية لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، كما حصل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بعض الفترات، وسَنّ قوانين تقيّد أنشطتهم في أوروبا، ومراقبة الجمعيات المرتبطة بالفكر الإسلامي الوسطي.

- دعم الانقلابات والأنظمة القمعية: دعم مباشر أو غير مباشر للانقلابات التي تستهدف الإخوان، كما حدث في مصر عام 2013، وتمويل أنظمة استبدادية تعتبر الجماعة تهديدا لبقائها.

- تفكيك الجماعة من الداخل: محاولات الوقيعة والتشكيك في القيادات، والعمل على خلق انشقاقات داخلية، ودفع الشباب إلى الانحراف عن المنهج الوسطي إما إلى التطرف أو الاحباط.

لماذا تُستهدف الجماعة؟

السبب الحقيقي وراء هذا الاستهداف العالمي لا يكمن في الأخطاء أو المواقف السياسية المرحلية، بل في الأسس التي قامت عليها الجماعة:

- مشروع مقاومة حقيقي: ارتبط اسم الإخوان بالمقاومة، لا سيما في فلسطين (حماس مثالا)، ورفض الاحتلال والغزو الثقافي والسياسي.

- شبكة عالمية ممتدة: للجماعة حضور وتأثير في مختلف الدول الإسلامية، بل وفي الجاليات المسلمة في الغرب، ما جعلها قوة شعبية لا يمكن احتواؤها بسهولة.

- البديل الأخلاقي والسياسي: تمثل الجماعة في نظر الشعوب بديلا عن الأنظمة الفاسدة والتابعة، وهو ما يهدد مصالح القوى العالمية.

ما الذي يجب على الإخوان فعله لمواجهة هذه الحملة؟

أولا، تعزيز البناء الداخلي ووحدة الصف:

1- تجاوز الخلافات الداخلية والانقسامات التنظيمية.

2- بناء مؤسسات قوية قادرة على التواصل مع قواعدها وشبابها.

3- تدريب الكوادر على التفكير النقدي والالتزام المنهجي.

ثانيا: خطاب إعلامي جديد ومنفتح:

1- التحول من خطاب دفاعي إلى خطاب مبادر يوضح رسالة الجماعة وأهدافها.

2- استخدام وسائل الإعلام الجديدة بفعالية للتواصل مع الجماهير، خصوصا الشباب.

3- الانخراط في حملات إعلامية لفضح جرائم الاحتلال والأنظمة القمعية.

ثالثا: الانفتاح السياسي والمدني:

1- بناء تحالفات مع القوى السياسية والمدنية في الدول المختلفة على أرضية مشتركة (الديمقراطية، العدالة، مقاومة الاستبداد).

2- تجاوز فكرة العمل الحزبي الضيق والانخراط في هموم الشعوب.
المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع
رابعا: التواجد الفعّال في الغرب:

1- تطوير الخطاب الدعوي والفكري ليتناسب مع بيئة الجاليات المسلمة في الغرب.

2- تأسيس مراكز أبحاث ومؤسسات قانونية تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين.

3- المساهمة في النقاشات العامة حول الإسلام والاندماج والهوية.

خامسا: دعم المقاومة والتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية:

1- الاستمرار في دعم خيار المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.

2- فضح جرائم الكيان الصهيوني أمام الرأي العام العالمي.

3- التنسيق مع حركات التضامن العالمية لبناء جبهة أخلاقية وإنسانية.

سادسا: التوثيق والتأريخ:

1- توثيق جرائم الاستهداف التي طالت الجماعة، من اغتيالات، واعتقالات، وتشريد.

2- كتابة الرواية الذاتية التاريخية التي توضح دور الإخوان في مقاومة الاستعمار والاستبداد.

خاتمة:

المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع، لكنهم كذلك من أهم أدوات مقاومته. إن التحديات كبيرة، ولكنها ليست مستحيلة، والمطلوب اليوم ليس فقط الدفاع، بل المبادرة، والتجديد، والاتحاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مشروع الصهيونية الحملة حملة اخوان اسلامي مشروع صهيوني قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حسام الغمري: استهداف السفارات المصرية سلوك دنيء يعكس تحول الجماعة إلى العنف الشامل

قال حسام الغمري باحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإعلامي الذي يعمل من داخل وطنه يمتلك تفوقًا نفسيًا لا يمكن مقارنته بالإعلامي الذي يعيش في الخارج ويعمل ضد بلده.

وأضاف الغمري، في حواره مع الإعلامى خالد أبو بكر والباحث حسام الغمري، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ هذا التفوق ينبع من وضوح الراية والموقف، حيث يشعر الإعلامي الوطني بأنه في خندق الدفاع عن بلاده، بينما يعمل الإعلاميون المتأخونون بالخارج كأُجراء لا يؤمنون بما يرددونه من شعارات.

وتابع، أن المشهد الإعلامي المعارض في الخارج يعاني من تراجع كبير في المصداقية والروح، موضحًا أن الإعلامي المعارض الذي يعيش خارج الوطن يتحول إلى أداة مأجورة، تفتقد إلى الإيمان الحقيقي بما تروج له، على عكس الإعلام الوطني الذي يعبر عن قناعة وموقف.

واستشهد الغمري بمقالة كتبها منذ عام، تحدث فيها عن هذا التفوق النفسي الذي لاحظه فور عودته إلى مصر وممارسته العمل الإعلامي من الداخل.

وأكد حسام الغمري أن تجربته الشخصية، كمن عاش في "مطبخ" تلك الجماعات الإعلامية المتأخونة، جعلته يلمس حجم التناقض والدناءة التي وصلت إليها بعض الكيانات المعارضة، لاسيما ما يتعلق بممارسات استهداف السفارات المصرية في الخارج.

واعتبر أن هذه التصرفات تمثل انحدارًا أخلاقيًا واستغلالًا مفضوحًا للقضية الوطنية، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان انتقلت من العنف السياسي إلى "العنف الشامل" في خطابها واستراتيجيتها.

وذكر، أنّ ما لم يكن يتوقعه شخصيًا هو درجة الانحدار والدناءة التي بلغتْها جماعة الإخوان، متسائلًا كيف يمكن لمن يدّعي الدفاع عن قضية أن يستهدف سفارات بلده ويحرض ضدها؟ وختم قائلاً إن ما رآه وعايشه خلال السنوات الماضية جعله يتيقن من أن الإعلام الوطني، رغم كل التحديات، هو الأقرب إلى الناس والأصدق تعبيرًا عن نبضهم.

خالد أبو بكر: مواقف الرئيس السيسي القومية رسخت مكانته لدى المصريين ..فيديوخالد أبو بكر عن خطاب الرئيس السيسى : عبّر عن كل مصري واعٍ ومُدرك لتحديات الأمن القوميخالد أبو بكر: لن تؤثر حملات التشويه الخارجية في وعي المصريين ..فيديوخالد أبو بكر: أي شخص يشكك في موقف مصر من غزة عليه بالصمتخالد أبو بكر : تنظيم الإخوان الدولي يلجأ إلى بث الأكاذيب لإثارة الفوضى بمصر


 

طباعة شارك حسام الغمرى خالد أبو بكر الإخوان

مقالات مشابهة

  • باحث: الإخوان بالخارج في مأزق سياسي بعد كشف تحركاتهم المشبوهة
  • الداخلية تنفي مزاعم الإخوان بشأن ضابط شرطة وتؤكد: استقال منذ عامين ويعاني مرضًا نفسيًا
  • أحمد موسى: مظاهرة تل أبيب تكشف تنسيق الإخوان مع إسرائيل
  • محمد موسى: الإخوان أداة استخباراتية لضرب استقرار مصر والمنطقة
  • النيابة الأردنية تستدعي متهمين بالتستر على أملاك جماعة الإخوان
  • النيابة العامة تبدأ بملاحقة المتسترين على أملاك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة
  • الأردن.. النيابة تستدعي "متسترين" على أملاك جماعة الإخوان
  • النيابة العامة تستدعي أشخاصاً يتسترون على أملاك جماعة الإخوان المحظورة
  • نتنياهو مرشد الجماعة الأعلى.. حسام الغمري: الإخوان رفضوا التظاهر ضد إسرائيل
  • حسام الغمري: استهداف السفارات المصرية سلوك دنيء يعكس تحول الجماعة إلى العنف الشامل