الإخوان المسلمون في مواجهة الحملة الصهيونية.. أبعاد المؤامرة وواجبات المرحلة
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
منذ نشأتها في عام 1928، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين حركة دعوية تقليدية فقط، بل حملت مشروعا نهضويا شاملا، جمع بين الفكر الإسلامي الأصيل، والبعد الاجتماعي، والسياسي، والمقاوم. هذه الخصوصية جعلت الجماعة هدفا دائما للقوى العالمية المناهضة لأي مشروع تحرري في العالم الإسلامي. وفي مقدمة هذه القوى: الصهيونية المسيحية التي ترى في الإخوان تهديدا مباشرا لمشروعها في المنطقة، خصوصا لارتباط الجماعة التاريخي بالمقاومة، ورفض التطبيع، واحتضانها للقضية الفلسطينية، وروحها الشعبية العابرة للحدود.
طبيعة الحملة الصهيونية ضد الإخوان
لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية، وذلك عبر محاور متعددة:
لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية،
- الشيطنة الإعلامية: تشويه صورة الجماعة واتهامها بالإرهاب، بالرغم من التزامها بالنهج السلمي والمشاركة السياسية في الدول التي سمحت بها، مستغلين بعض النزاعات في المنطقة لتقديم الجماعة كغطاء للتطرف.
- الحصار السياسي والقانوني: ممارسة الضغوط على الحكومات الغربية لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، كما حصل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بعض الفترات، وسَنّ قوانين تقيّد أنشطتهم في أوروبا، ومراقبة الجمعيات المرتبطة بالفكر الإسلامي الوسطي.
- دعم الانقلابات والأنظمة القمعية: دعم مباشر أو غير مباشر للانقلابات التي تستهدف الإخوان، كما حدث في مصر عام 2013، وتمويل أنظمة استبدادية تعتبر الجماعة تهديدا لبقائها.
- تفكيك الجماعة من الداخل: محاولات الوقيعة والتشكيك في القيادات، والعمل على خلق انشقاقات داخلية، ودفع الشباب إلى الانحراف عن المنهج الوسطي إما إلى التطرف أو الاحباط.
لماذا تُستهدف الجماعة؟
السبب الحقيقي وراء هذا الاستهداف العالمي لا يكمن في الأخطاء أو المواقف السياسية المرحلية، بل في الأسس التي قامت عليها الجماعة:
- مشروع مقاومة حقيقي: ارتبط اسم الإخوان بالمقاومة، لا سيما في فلسطين (حماس مثالا)، ورفض الاحتلال والغزو الثقافي والسياسي.
- شبكة عالمية ممتدة: للجماعة حضور وتأثير في مختلف الدول الإسلامية، بل وفي الجاليات المسلمة في الغرب، ما جعلها قوة شعبية لا يمكن احتواؤها بسهولة.
- البديل الأخلاقي والسياسي: تمثل الجماعة في نظر الشعوب بديلا عن الأنظمة الفاسدة والتابعة، وهو ما يهدد مصالح القوى العالمية.
ما الذي يجب على الإخوان فعله لمواجهة هذه الحملة؟
أولا، تعزيز البناء الداخلي ووحدة الصف:
1- تجاوز الخلافات الداخلية والانقسامات التنظيمية.
2- بناء مؤسسات قوية قادرة على التواصل مع قواعدها وشبابها.
3- تدريب الكوادر على التفكير النقدي والالتزام المنهجي.
ثانيا: خطاب إعلامي جديد ومنفتح:
1- التحول من خطاب دفاعي إلى خطاب مبادر يوضح رسالة الجماعة وأهدافها.
2- استخدام وسائل الإعلام الجديدة بفعالية للتواصل مع الجماهير، خصوصا الشباب.
3- الانخراط في حملات إعلامية لفضح جرائم الاحتلال والأنظمة القمعية.
ثالثا: الانفتاح السياسي والمدني:
1- بناء تحالفات مع القوى السياسية والمدنية في الدول المختلفة على أرضية مشتركة (الديمقراطية، العدالة، مقاومة الاستبداد).
2- تجاوز فكرة العمل الحزبي الضيق والانخراط في هموم الشعوب.
المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع
رابعا: التواجد الفعّال في الغرب:
1- تطوير الخطاب الدعوي والفكري ليتناسب مع بيئة الجاليات المسلمة في الغرب.
2- تأسيس مراكز أبحاث ومؤسسات قانونية تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين.
3- المساهمة في النقاشات العامة حول الإسلام والاندماج والهوية.
خامسا: دعم المقاومة والتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية:
1- الاستمرار في دعم خيار المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
2- فضح جرائم الكيان الصهيوني أمام الرأي العام العالمي.
3- التنسيق مع حركات التضامن العالمية لبناء جبهة أخلاقية وإنسانية.
سادسا: التوثيق والتأريخ:
1- توثيق جرائم الاستهداف التي طالت الجماعة، من اغتيالات، واعتقالات، وتشريد.
2- كتابة الرواية الذاتية التاريخية التي توضح دور الإخوان في مقاومة الاستعمار والاستبداد.
خاتمة:
المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع، لكنهم كذلك من أهم أدوات مقاومته. إن التحديات كبيرة، ولكنها ليست مستحيلة، والمطلوب اليوم ليس فقط الدفاع، بل المبادرة، والتجديد، والاتحاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مشروع الصهيونية الحملة حملة اخوان اسلامي مشروع صهيوني قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع دعم التراث الثقافي
صراحة نيوز-أطلق اليوم الثلاثاء في محافظة إربد مشروع دعم التراث الثقافي المستدام لحماية موقع أبيلا الأثري، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة، بهدف ترميم المعالم الأثرية، وتطوير البنية التحتية للموقع، وتعزيز دوره ضمن المسار السياحي الوطني.
وأكد الأمين العام لوزارة السياحة والآثار يزن الخضير، خلال رعايته حفل الإطلاق مندوباً عن وزير السياحة، أن المشروع يجسد التزام الأردن بالحفاظ على تراثه الثقافي كركيزة للهوية الوطنية والتنمية المستدامة، مشيراً إلى أن حماية التراث تمثل استثماراً في المستقبل يعزز السياحة الثقافية ويوفر فرصاً اقتصادية للمجتمعات المحلية، خصوصاً للشباب والنساء.
وأضاف أن المشروع يضع المجتمع المحلي في صلب العملية التنموية من خلال إشراكه في أعمال الصيانة والتأهيل والترويج السياحي، مثمناً دعم الاتحاد الأوروبي والوكالة الإيطالية المستمر في صون التراث الأردني وتعزيز الوعي بأهميته.
وأوضح مدير التعاون الدولي في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأردن باتريك لامبريخت أن الاتحاد خصص منحة بقيمة 10 ملايين يورو لدعم التراث الحضاري في الأردن، لافتاً إلى أن إطلاق المشاريع في موقعي أبيلا ومكاور يمثل ثمرة تعاون بناء مع الحكومة الأردنية لتحقيق تنمية محلية وسياحية مستدامة.
كما أكدت رئيسة وحدة الشرق الأوسط في المفوضية الأوروبية آنا بيريس، أن دعم الاتحاد الأوروبي للتراث الثقافي في الأردن يعد من أبرز أولوياته، مشيرة إلى أن التعاون مع المجتمعات المحلية يجعل المواقع الأثرية مصادر فخر وانتماء وفرص اقتصادية.
وتضمن الحفل عرض تفصيلي لأهداف المشروع ومكوناته، والتي تشمل أعمال التنقيب والحفظ والترويج السياحي محلياً وعالمياً، إضافة إلى برامج تدريبية وتوعوية تربط المدارس والجامعات والمجتمع المدني بأهمية التراث الوطني والانتماء إليه. وفي ختام الحفل، تجول الحضور في الموقع الأثري واستمعوا إلى شرح حول تاريخه وأهميته الحضارية ضمن المشهد الأثري الأردني الغني.
ويذكر أن المشروع ينفذ بتمويل من الاتحاد الأوروبي بمنحة تبلغ خمسة ملايين يورو، تم توقيعها في حزيران 2024، لدعم أعمال الحفظ والترويج السياحي والتدريب في موقع أبيلا الأثري.