حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) في تقرير حديث من تصاعد أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين شمالي اليمن، خلال الأشهر المقبلة، نتيجة تداعيات قرار الولايات المتحدة تصنيف الجماعة كـ"منظمة إرهابية أجنبية".

وأوضح التقرير، الصادر يوم الجمعة، أن هذا التصنيف مرجّح أن يؤدي إلى تدهور الوضع الغذائي المتردي أصلًا في مناطق سيطرة الحوثيين، مشيرًا إلى أن ذلك سينعكس بشكل مباشر على معيشة ملايين المدنيين، خصوصًا مع تقييد حركة الواردات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتفاقم العنف المسلح.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي أن أبرز التحديات القادمة تتمثل في انخفاض تدفق الواردات الغذائية، وارتفاع تكاليف المواد الأساسية، وخاصة الغذاء والوقود، إلى جانب تعطّل التحويلات المالية التي يعتمد عليها كثير من اليمنيين كمصدر دخل رئيسي، فضلًا عن التضييقات المتزايدة التي تفرضها الجماعة على عمل المنظمات الإنسانية والإغاثية.

وسلط التقرير الضوء على استمرار تراجع واردات الغذاء عبر موانئ البحر الأحمر، حيث سُجّل انخفاض بنسبة 3% في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما انخفضت واردات الوقود بنسبة 6%، نتيجة لقرار حظر دخول المشتقات النفطية عبر الموانئ التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، والذي دخل حيّز التنفيذ في 4 أبريل/نيسان الماضي.

وتزامن ذلك مع انخفاض سعة التخزين في ميناء الحديدة، الذي يعاني من قصف متكرر منذ يوليو/تموز 2024، في وقت تغيب فيه أي مؤشرات على قيام الحوثيين بترميم الميناء أو توفير بدائل لوجستية، ما يُفاقم من هشاشة الوضع الإنساني في البلاد.

وأكد التقرير أن الغموض لا يزال يحيط بسلسلة الإمدادات الغذائية في مناطق الحوثيين، حيث تتزايد المخاوف من تعطل عمليات الاستيراد والتوزيع بفعل تداعيات التصنيف الأمريكي، في ظل استمرار الجماعة في فرض قيود على حركة البضائع والمساعدات.

ووفقًا للتقديرات الأممية، فإن أكثر من 12.4 مليون شخص في مناطق سيطرة الحوثيين يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بينهم نحو أربعة ملايين شخص يعيشون أوضاعًا بالغة الخطورة، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة خلال عام 2025.

واتّهم التقرير جماعة الحوثي بالتسبب المباشر في تراجع العمليات الإنسانية والإغاثية، سواء من خلال التدخل في عمل المنظمات أو من خلال فرض قيود تعسفية على المساعدات، ما جعل وصول الإغاثة إلى المحتاجين أكثر صعوبة.

وفي ختام التقرير، دعا برنامج الغذاء العالمي إلى ضرورة تسهيل عمل المنظمات الإنسانية وعدم تسييس المساعدات، محذرًا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع نطاقًا في الأشهر القادمة.
 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: فی مناطق

إقرأ أيضاً:

من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي تحت مرمى صواريخ الحوثيين

عواصم - الوكالات

في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، عن اعتراضه صاروخين باليستيين أُطلقا من اليمن خلال أقل من ثلاث ساعات. وذكر الجيش أن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق، بما في ذلك وسط إسرائيل وشمالي الضفة الغربية، تحسبًا لأي تهديد محتمل.

والأحد الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق القدس والضفة الغربية، وتعليق حركة الطيران في مطار بن غوريون لفترة مؤقتة.

وفي يوم  الخميس 22 مايو، أعلن الناطق العسكري باسم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) عن استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي، بالإضافة إلى تنفيذ "عملية مزدوجة بطائرتين مسيرتين على هدفين جويين في يافا وحيفا المحتلتين" .الجزيرة نت

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تُظهر جماعة الحوثي قدرتها على استهداف العمق الإسرائيلي، مما يضيف بُعدًا جديدًا للصراع في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • تفاقم أزمة الكوليرا في السودان وسط انهيار الخدمات وتداعيات الحرب
  • أزمة نحل العسل تتفاقم.. خسائر بملايين الدولارات ومخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء
  • من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي في مرمى صواريخ الحوثيين
  • من صنعاء إلى تل أبيب.. العمق الإسرائيلي تحت مرمى صواريخ الحوثيين
  • رئيسة برنامج الغذاء العالمي: حماس لم تسرق شاحنات المساعدات
  • تحذير أممي من مجاعة في غزة: 5% فقط من الأراضي صالحة للزراعة
  • تحذير عاجل من الأرصاد بشأن الطقس وإعلان موعد انخفاض الحرارة
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • تحذير أممي حاسم: الاقتصاد اليمني على حافة الانهيار
  • 30 شهيدا بغزة وتحذير أممي من كارثة مدمرة بسبب نقص الغذاء