تحذير أممي من تفاقم أزمة الغذاء في مناطق الحوثيين
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) في تقرير حديث من تصاعد أزمة انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين شمالي اليمن، خلال الأشهر المقبلة، نتيجة تداعيات قرار الولايات المتحدة تصنيف الجماعة كـ"منظمة إرهابية أجنبية".
وأوضح التقرير، الصادر يوم الجمعة، أن هذا التصنيف مرجّح أن يؤدي إلى تدهور الوضع الغذائي المتردي أصلًا في مناطق سيطرة الحوثيين، مشيرًا إلى أن ذلك سينعكس بشكل مباشر على معيشة ملايين المدنيين، خصوصًا مع تقييد حركة الواردات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتفاقم العنف المسلح.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أن أبرز التحديات القادمة تتمثل في انخفاض تدفق الواردات الغذائية، وارتفاع تكاليف المواد الأساسية، وخاصة الغذاء والوقود، إلى جانب تعطّل التحويلات المالية التي يعتمد عليها كثير من اليمنيين كمصدر دخل رئيسي، فضلًا عن التضييقات المتزايدة التي تفرضها الجماعة على عمل المنظمات الإنسانية والإغاثية.
وسلط التقرير الضوء على استمرار تراجع واردات الغذاء عبر موانئ البحر الأحمر، حيث سُجّل انخفاض بنسبة 3% في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما انخفضت واردات الوقود بنسبة 6%، نتيجة لقرار حظر دخول المشتقات النفطية عبر الموانئ التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، والذي دخل حيّز التنفيذ في 4 أبريل/نيسان الماضي.
وتزامن ذلك مع انخفاض سعة التخزين في ميناء الحديدة، الذي يعاني من قصف متكرر منذ يوليو/تموز 2024، في وقت تغيب فيه أي مؤشرات على قيام الحوثيين بترميم الميناء أو توفير بدائل لوجستية، ما يُفاقم من هشاشة الوضع الإنساني في البلاد.
وأكد التقرير أن الغموض لا يزال يحيط بسلسلة الإمدادات الغذائية في مناطق الحوثيين، حيث تتزايد المخاوف من تعطل عمليات الاستيراد والتوزيع بفعل تداعيات التصنيف الأمريكي، في ظل استمرار الجماعة في فرض قيود على حركة البضائع والمساعدات.
ووفقًا للتقديرات الأممية، فإن أكثر من 12.4 مليون شخص في مناطق سيطرة الحوثيين يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بينهم نحو أربعة ملايين شخص يعيشون أوضاعًا بالغة الخطورة، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة خلال عام 2025.
واتّهم التقرير جماعة الحوثي بالتسبب المباشر في تراجع العمليات الإنسانية والإغاثية، سواء من خلال التدخل في عمل المنظمات أو من خلال فرض قيود تعسفية على المساعدات، ما جعل وصول الإغاثة إلى المحتاجين أكثر صعوبة.
وفي ختام التقرير، دعا برنامج الغذاء العالمي إلى ضرورة تسهيل عمل المنظمات الإنسانية وعدم تسييس المساعدات، محذرًا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع نطاقًا في الأشهر القادمة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی مناطق
إقرأ أيضاً:
تحذير أممي من ارتفاع عدد الجوعى في اليمن إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل
حذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر منأن عدد الجوعى قد يرتفع إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل، في حين قد يزداد عدد الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد إلى 1,2 مليون مطلع العام المقبل، ما يعرض الكثيرين منهم لخطر ضرر دائم في القدرات الجسدية والذهنية.
وقال فليتشر، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون الجوع، بينهم أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون «سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.
وأضاف أن أزمة الأمن الغذائي في أفقر دول العالم العربي تتفاقم منذ أواخر عام 2023.
وبحسب الخبراء الذين يضعون "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، وهو من أبرز المراجع الدولية في تقييم مستويات الجوع، فإن أكثر من 17 ألف يمني يصنفون ضمن أسوأ ثلاث مراحل من انعدام الأمن الغذائي، مرحلة الأزمة أو ما هو أسوأ.
وأوضح فليتشر أن الأمم المتحدة لم تشهد هذا المستوى من الحرمان منذ ما قبل الهدنة التي رعتها المنظمة الدولية في أوائل عام 2022.
وأشار إلى أن هذه الأزمة تتزامن مع تراجع حاد في تمويل المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، ما يعني خفض أو قطع المساعدات الغذائية.
ووفقاً للأمم المتحدة، لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024، والتي تبلغ قيمتها 2,5 مليار دولار، سوى 222 مليون دولار فقط حتى منتصف مايو، أي نحو 9% فقط من التمويل المطلوب.