بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : جميعنا نعرف فمنذ سنوات قليلة يعيش العالم “ومنطقتنا جزء منه”مخاض تشكيل العالم الجديد الذي معالمه ان يكون متعدد الأقطاب بدلا من القطب الواحد الاميركي الذي كان سببا في الكثير من مشاكل العالم ومشاكل منطقتنا والعراق احد ضحاياه .وهناك استراتيجية راسخة ومعروفة وهي ما ان يرحل عالم فيأتي بمكانه عالم جديد له سماته وملفاته وأزماته وعناوينه الجديدة “وهنا نتكلم في السياسة “.

ولكن لا يولد هذا العالم الجديد إلا بعد حرب عالمية. فبعد الحرب العالمية الاولى ولد عالم جديد ،وهكذا بعد الحرب العالمية الثانية ولد عالم جديد آخر والتي ولدت من رحمه اتفاقية سايكس بيكو ، والحركة الصهيونية ، وتقسيم العالم بين قطبين … الخ .
ثانيا :-وقد يسأل سائل :-كيف تتحدثون عن ولادة عالم جديد ولم تحصل حرب عالمية ثالثة ؟
الجواب : نحن أصلا نعيش أجواء وفصول الحرب العالمية الثالثة “ولكن هذه المرة ” اصبحت على فصول وفي اكثر من مكان ومن فصولها :-
أ:-كوفيد ١٩ ” وباء كورونا ” هو احد فصولها لتدمير اقتصاديات ونفوس العالم، وفرض أنظمة وأخلاقيات جديدة في العمل والاقتصاد وفي المجتمعات وفي العلاقات بين الدول … الخ !
ب:- الحرب الروسية – الاوكرانية هي فصل من فصول الحرب العالمية الثانية.وما يسمى بالربيع العربي هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة
ج:- الصراع المتقطع بين إيران وكل من إسرائيل والولايات المتحدة وانتقالها إلى تقطيع سلسلة حلفاء إيران في الشرق الأوسط والتي لازالت جارية هذا كله احد فصول الحرب العالمية الثالثة !
د:- احداث السابع من اكتوبر ( طوفان الأقصى ) هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة … وكذلك ماحصل وسيحصل من تطبيع بين إسرائيل ودول عربية ، ومايحدث في السودان وسوريا حاليا هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة . وولادة الشرق الأوسط الجديد الذي نعيش فصوله !
هـ:-مجيء رئيس أميركي لا يتفاهم وهو ترامب ( عينه على جائزة نوبل) والعين الأخرى على ترتيب العالم ليضمن حصة اميركا القوية في العالم الجديد هو احد فصول الحرب العالمية الثالثة والرجل بغضون 100 يوم سبّبَ صداعا للعالم اجمع من الصين إلى لبنان، ومن كندا إلى الدنمارك، ومن بنما إلى اليمن، والفصول الأخرى قادمة وسوف ( تشمل التغيير السياسي في العراق ) وقريبا جدا !
ثالثا : ونتيجة ما تقدم انفتحت شهية الدول الكبيرة للتوسع على دول اخرى لضمان بقاءها قوية وكبيرة في العالم الجديد وهناك امثلة حول ذلك:
أ: روسيا توسعت فقضمت شبه جزيرة القرم وربع مساحة أوكرانيا ، واخذت موقعا استراتيجيا في سوريا وفي ليبيا وفي أفريقيا ..وتحالفت مع ايران وكوريا الشمالية والصين !
ب:-تركيا توغلت في ليبيا ومن ثم قضمت سوريا وبعض المناطق من العراق لتسجل نفسها الدولة القوية في العالم الجديد
ج:- إسرائيل هي الأخرى توسعت فقضمت غزة وتحاول قضم سيناء خصوصا عندما استولت على محور فيلادلفيا وتخطط لشق قناة ” بن غوريون ” لتكون قناة بديلة عن قناة السويس والهدف ضرب الاقتصاد المصري . ومن هناك استباحت الأراضي السورية والسماء السوري واصبحت تبعد مسافة قليلة عن قلب دمشق العاصمة وهناك حالة توسع نحو الضفة ثم الأردن لتحقيق اسرائيل الكبرى !
رابعا : وهذه الولايات المتحدة التي اعلنتها بلا خجل انها ستقضم (كندا ، وبنما ، وخليج المكسيك ، وغرينادا التابعة للدنمارك ، وبعد ان قضمت البحر الاحمر هذه الايام ، وهاهي وبدون خجل تفرض إتاوات على قناة السويس وسوف تسيطر على باب المندب، وتريد اخذ ارض غزة ) ومن هناك تريد التوسع في القطب وكذلك تصر لن تعطي تايوان للصين …. الخ !
خامسا :- المهم …ولكي لا نبتعد عن صلب المقال نعود إلى الصراع الذي تفجر من جديد بين الهند وباكستان !
أ: يعتبر هذا المثلث والمتكون من ( الهند وباكستان وبنغلادش) مثلث يجلس على براميل من البارود وليس برميل واحد . وان السلام فيما بين هذه الدول الثلاث هو سلام قلق على مر العقود بسبب الخلافات (التاريخية والعقائدية والدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية ) لانه بالأصل كانت جغرافية هذه الدول واحدة وتقسمت فيما بعد .
ب:- ناهيك ان موقع الهند وباكستان من الناحية الجغرافية معقد جدا ومخيف لأنهما تقعان بالقرب من دول عظمى فيما بينها تنافس وسباق في كل شيء فيما تكلمنا عن الصين وروسيا . ناهيك ان هناك تنافس شديد بين الهند وباكستان في خطوط الطاقة والاقتصاد وخطوط الحرير القديمة والجديدة النازله نحو بحر العرب .ناهيك ان الهند حليف إلى امريكا واسرائيل، وباكستان حليف إلى الصين .
ج:- وعلينا ان لا نقفز عن نقطة الخلاف التاريخية والنفسية والجيوسياسية والديموغرافية وهي ( قضية كشمير ) هذا الاقليم الكبير جدا والغني بالثروات ناهيك عن موقعه السياحي والاستراتيجي الذي نفوسه باكثرية مسلمه تحكمها اقلية هندية متطرفة .
د:- والغريب في الموضوع ايران المسلمة متحالفة مع الهند ضد باكستان ، وافغانستان تتوجس من باكستان وايران ، وبنغلادش بينها وبين الهند مشاكل وكراهية واضيف اليها موضوع لجوء رئيسة بنغلادش إلى الهند اخيرا وعدم تسليمها من قبل الهند وهي ( الشيخة حسينة ) … وبين الهند والصين مشاكل حدودية وسياسية وامنية ناهيك عن الكراهية فيما بينهما، وبين باكستان والصين علاقات استراتيجية ..والهند وقعت اتفاق استراتيجي مع روسيا اخيرا ( هل رأيتم عمق التشابك والخلافات؟)
سادسا:
أ:-الهند في قناعتها عندما تكسر شوكة باكستان( وهي مصلحة إيرانية افغانية اسرائيلية )سوف توجه ضربة استراتيجية واقتصادية للصين وحينها يتنال رضا الولايات المتحدة ودعمها حسب الحسابات الهندية . ( ان لم يكن من تحت الطاولة هناك اتفاق بين واشنطن ودلهي اصلا)
ب:- وبعد ذلك تستطيع الهند وبكل سهولة قضم ( كشمير ) للابد.. وقضم أراضٍ من بنغلادش الضعيفة واعادة نظام الشيخة حسينة في بنغلادش .وربما تبتلع الهند فيما بعد النيبال وصولا إلى سيرلانكا التي تعيش اقتصادا متدهورا ( وايضاً ستكون ضربة للصين في سيرلانكا)
الخلاصة :
أ:-كل ماتقدم هو فصل من فصول الحرب العالمية الثالثة والجارية . وان هذه الفصول هي من مخاض ولادة العالم الجديد والذي اهم عناوينه ( القوي يأكل الضعيف ) اي الدول القوية ستقضم الدول الضعيفة او الصغيرة ( وهذا ما يحدث قبيل ولادة كل عالم جديد ) اي حصل بعد الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية ….
ب:-ومن هنا تحاول الكويت على سبيل المثال قضم خور عبد الله ولكننا نذكرهم بأهزوجة ثورة العشرين ضد الإنجليز وعلى لسان اجدادي مفجري الثورة وهي ( الماگدرنه أيغص بينه ) !
ج: وحتى السعودية اثارت موضوع جزيرتي تيران وصنافير اللتان تقعان في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر. تحت إدارة مصر . فأثارت مشكلة حاليا بين مصر والسعودية !
سمير عبيد
٧ مايو ٢٠٢٥

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الهند وباکستان العالم الجدید بین الهند عالم جدید

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: الصراع الحالي لا ينفصل عن الاستخدام السياسي للدين لإيران وإسرائيل

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن اللحظة الراهنة تمثل مرحلة حاسمة قد تكون نهاية الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل وأمريكا، قائلاً: إحنا وسط لحظات مهمّة للغاية، قد تكون هذه الحرب بصدد أن تلملم أوراقها الأخيرة، أو تطلق صواريخها الأخيرة، لنبدأ بعدها محاولة لفهم ما جرى، من خلال قراءة فكرية معمقة".

وأشار ابراهيم عيسى، خلال تقديم برنامج “حديث القاهرة”، المذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، إلى أن الصراع الحالي لا ينفصل عن الاستخدام السياسي للدين، سواء من الجانب الإيراني أو من اليمين الإسرائيلي الحاكم، مضيفا: “القصة كلها تدور حول صراع يلعب فيه بورقة الدين بشكل واسع، حتى من قبل الإسرائيليين، أو على الأقل من قبل اليمين الإسرائيلي المسيطر على الحكومة”.

ما علاقة 7 أكتوبر بحرب إسرائيل على إيران؟برلماني: الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران لم تكن متكافئة من حيث موازين القوىلميس الحديدي: إسرائيل لم تستطع رغم قوتها الجامحة تحقيق كامل النصر ولا توفير الحماية لشعبهاولي العهد السعودي يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

وتناول ابراهيم عيسى إشكالية الحصول على المعلومة الحقيقية خلال فترة الحرب التي استمرت 12 يومًا، في ظل تضارب الروايات، قائلاً: “الوقائع الخاصة بالحرب، خاصة خلال 12 يومًا من القتال، كانت محاطة بتضارب كبير في المعلومات، وسط انحيازات واضحة في وسائل الإعلام، وتغطية متأثرة بالعاطفة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتابع ابراهيم عيسى قائلا : "كيف يمكن للمتابع أن يرصد الحقيقة أو يكوّن رأيا موضوعيا في ظل هذا التدافع المتناقض من المعلومات والآراء؟"

طباعة شارك ابراهيم عيسى ايران اسرائيل

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: روسيا داعمة للموقف الإيراني في هذه الحرب
  • اتفاق جوبا وتصاعد الصراع على السلطة
  • العراق و الصراع: دبلوماسية النأي تتحدى زوابع الحرب
  • مدبولي: الاجتماعات مع اللجان الاستشارية مستمرة رغم توقف الحرب بالمنطقة
  • إبراهيم عيسى: الصراع الحالي لا ينفصل عن الاستخدام السياسي للدين لإيران وإسرائيل
  • أمازون العالمية توقف الشحن إلى إسرائيل
  • تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع بين إسرائيل وإيران؟
  • السياح الهنود يحجمون عن زيارة تركيا بسبب دعمها باكستان
  • الامارات تطالب بتخصيص مكان في لوحة المفاتيح وتخاطب شركات التكنولوجيا العالمية لاعتماد الرمز الجديد للدرهم
  • الرئيس الإيراني: لم نبدأ الحرب بعد ولا نريدها