"مبالغ خرافية" و"غش إعلاني".. كواليس استعراض المشاهير للثراء
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أبدى عدد من المواطنين قلقهم المتزايد إزاء تكرار ظاهرة إعلان مبالغ المشاهير وإظهار ثرواتهم وقدراته المالية بشكل علني عبر منصات التواصل الاجتماعي، محذرين من التبعات السلبية لهذه الممارسات على النسيج المجتمعي، وبشكل خاص على فئة الشباب.
وطالبوا بضرورة وضع آليات وضوابط تنظيمية للحد من هذا السلوك المتنامي الذي يرون فيه تهديدًا للقيم ومصدرًا للإحباط.
أخبار متعلقة %76 إناث يسيطرن على التمريض بالمملكة.. والصحة تستحوذ على 51% من الكوادرختم المسلخ والتبريد الإلزامي.. أبرز ضوابط محلات اللحوم الجديدةنوع جديد من الغش
وفي هذا السياق، رأى محمد بن عبود أن إعلان المشاهير عن ثرواتهم وأموالهم بشكل علني يُعد أمرًا غير مناسب إطلاقًا، سواء من الناحية المجتمعية أو حتى المادية فيما يتعلق بإظهار الترف أمام الناس.محمد بن عبودمحمد بن عبود
وأشار إلى أنه على الرغم من كون هذا الأمر قد يندرج تحت الحرية الشخصية، إلا أنه قد يؤثر سلبًا على المجتمع وعلى الشخص نفسه.
وتطرق إلى مسألة الإعلانات التي يقدمها بعض المشاهير دون مراعاة للمصداقية أو الضمير، واصفًا إياها بإعلانات تهدف للتكسب المادي البحت وقد تلحق الضرر بالمجتمع صحيًا وماديًا، معتبرًا ذلك نوعًا من الغش.
مطلب بتدخل الجهات المختصة
واقترح بن عبود كحل لهذه المشكلة تشكيل لجان من الجهات المختصة للحد من ظاهرة إظهار أموال المشاهير علنًا، وكذلك لضبط الإعلانات المقدمة من قبلهم.
من جانبه، أوضح فرج التركي أن لديه وجهة نظر تنقسم إلى شقين فيما يتعلق بإعلان المشاهير عن أموالهم علنًا.فرج التركيفرج التركي
بينما يرى أن بعض المشاهير الذين يقدمون محتوى جيد، كذكر القصص الملهمة أو العمل كمرشدين سياحيين، قد يكون حديثهم عن إيراداتهم دافعًا إيجابيًا لأصحاب المواهب، فإنه في المقابل انتقد بشدة أولئك المشاهير الذين يظهرون فجأة ويستعرضون مشترياتهم وحياتهم الباذخة.
جرح مشاعر الجمهور
واعتبر "التركي" أن هذا السلوك الأخير غير جيد لعدة أسباب، منها أنه يجرح مشاعر الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى ما وصل إليه هؤلاء، كما يعكس عدم مراعاة لمشاعر الناس، خاصة أولئك الذين ينجرفون خلف هذه المظاهر دون علم بمصادر هذه الدخول.
وخلص إلى أن عملية عرض الثراء من قبل أصحاب المحتوى غير الهادف تحمل مضارًا اجتماعية تفوق فوائدها.
وأشاد التركي بالجهود التي تبذلها هيئة الإعلام في متابعة المشاهير، مقترحًا أن يقوم المشاهير ذوو المحتوى المميز بتوجيه حملات توعوية لعدم الانجراف خلف كل من يعلن عن ثروته وعدم تصديق كل ما يُعرض.
أرقام خيالية
بدوره، أشار حسين الحسين إلى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة قيام العديد من المشاهير بذكر مبالغ وصفها بالخيالية كأرباح لهم، مؤكدًا أن هذه الأرقام غالبًا ما تكون مبالغًا فيها، مما يؤثر سلبًا على المتلقين، وخاصة الشباب.حسين الحسينحسين الحسين
ولفت إلى أن البعض أصبح يفضل الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على حساب مسارات مهنية تقليدية كالطب والهندسة، وهو ما ستظهر آثاره السلبية مستقبلًا.
وأعرب الحسين عن أمله في أن يتم تقنين هذا الأمر مستقبلًا، بحيث يتم مساءلة من يقوم بذكر هذه المبالغ عن مصادرها، ووضع حدود معينة لا يتم تجاوزها في هذا السياق.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: محمد العويس محمد العويس مبالغ المشاهير إلى أن
إقرأ أيضاً:
الغارديان: قادة الغرب الذين دعموا المذبحة لا يمكنهم صنع سلام لفلسطين
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للصحفية نسرين مالك، رأت فيه أن قادة الغرب المشاركين في قمة شرم الشيخ هم أنفسهم من "مكّنوا ورعوا المذبحة في غزة"، ولهذا بحسب قولها لا يمكنهم بناء مستقبل فلسطيني حقيقي".
وقالت مالك في مقالها إن شرم الشيخ استضافت أبرز تجمع لقادة العالم في الشرق الأوسط منذ سنوات، حيث يشارك في القمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وآخرون، تحت شعار "إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وبدء عهد جديد من الأمن الإقليمي".
ورأت الكاتبة أن "هذه اللغة تنذر بمستقبل خالٍ من المحاسبة أو معالجة الأسباب الجذرية للصراع"، معتبرة أن الهدنة، إن صمدت، ستؤدي إلى "تطبيع نتائج المذبحة"، بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي بلا مساءلة، ويُطوى فصل آخر من انتهاكات إسرائيل سرا، ليس فقط ضد الفلسطينيين بل ضد مَن دعموها أيضا.
وأضافت مالك أن تعبيرا عربيا يتبادر إلى الذهن في هذا السياق هو "حاميها حراميها"، في إشارة إلى أن الدول التي سلحت إسرائيل هي ذاتها التي تبحث الآن عن طريق لتحقيق السلام في غزة.
وتابعت أن الصور القادمة من القطاع تكشف دمارا غير مسبوق، حيث يعود السكان إلى منازلهم ليجدوا "أرضا قاحلة سوتها القنابل والجرافات بالأرض"، مؤكدة أن حتى ضوء الشمس في الصور يبدو "خارقا للطبيعة" لأن المباني التي كانت تخلق الظلال اختفت تماما. وأشارت إلى أن الناجين يعودون ليقيموا خياما جديدة بانتظار المساعدات، لكن هذه المرة "بخطر أقل للتعرض للقصف أثناء النوم".
وتساءلت الكاتبة عن مصير الحياة بعد الموت في غزة، وعن الأطفال الأيتام والمشوهين الذين فقدوا أسرهم، موضحة أن "الدمار لم يطل البنية التحتية فقط، بل محا أيضا النسيج الاجتماعي، إذ أُبيدت عائلات كاملة على مدى أجيال". ونقلت عن أحد سكان غزة قوله عن شقيقه الذي فقد عائلته في غارة واحدة: "يتجول باستمرار حول الأنقاض التي ماتوا فيها".
وقالت إن أعداد القتلى مرشحة للارتفاع مع استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن "ما لا يقل عن 10 بالمئة من سكان غزة قُتلوا أو جُرحوا، وهو تقدير متحفظ".
وأضافت أن تجاهل هذه الحقائق والتعامل معها كتكاليف للحرب "يشكل جريمة أخلاقية وسياسية"، مشددة على أن "الهجوم يجب أن يتوقف، لكن الأهم هو معالجة الظروف التي سمحت بوقوعه واستمراره".
وأكدت مالك أن حجم الدمار يجعل من الصعب التركيز على أي شيء سوى وقف القتل، "لكن هذا التركيز ذاته يحمل في طياته خطر التبرئة"، مشيرة إلى أن ترامب "يستعد للاحتفال بنصره في صنع السلام"، رغم أنه ساهم في تمكين ما حدث، فيما أشاد جاريد كوشنر بـ"سلوك إسرائيل"، قائلا: "بدلا من تكرار همجية العدو، اخترتم أن تكونوا استثنائيين".
وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أثنى على ترامب لدوره في تأمين الصفقة، بينما ركز على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وذكرت أن مكتب رئيس الوزراء أعلن أنه سيشيد "بشكل خاص" بالرئيس الأمريكي في قمة شرم الشيخ.
وعلقت قائلة: "هكذا أصبح لدينا جريمة بلا مجرمين، وإبادة جماعية بلا مرتكبي إبادة جماعية، وشعب بائس يُقال إن حماس هي من أذلته، ويُتعامل معه الآن كمن يحتاج إلى الإطعام والرعاية بينما يُمحى من جديد تاريخه وهويته".
وأوضحت مالك أن هذه التبرئة ستكون هذه المرة أكثر إلحاحا، لأن مسؤولية الدول التي سلحت إسرائيل وقمعت الاحتجاجات ضدها "باتت أوضح من أي وقت مضى"، مشيرة إلى أن تلك الدول "ستسارع إلى شرم الشيخ لتبرئة نفسها"، لأنها زودت إسرائيل بالسلاح، ورفضت الالتزام بأحكام المحكمة الجنائية الدولية حين أصدرت مذكرة توقيف بحق بنيامين نتنياهو.
وقالت الكاتبة إن "الحديث عن السلام في غزة" تحول إلى فرصة للنسيان، ومحاولة لمحو مرحلة من الوعي الجماعي التي كشفت تواطؤ بعض الحكومات الغربية في تدمير غزة، مضيفة أن ما حدث "لن يُنسى بسهولة"، وأن "المستقبل الآمن لسكان غزة لا يمكن أن يصنعه من تلطخت أيديهم بدمائهم".
واختتمت مقالها بالتأكيد على أن وقف القتل لا يعني نهاية المأساة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين سيظلون يواجهون القتل ومصادرة الأراضي والاعتقال دون محاكمة عادلة، وأن "ما تعلمه العالم خلال العامين الماضيين لا يمكن تجاهله".
وقالت نسرين مالك في ختام مقالها في "الغارديان": "لقد تخلى مرتكبو هذا الدمار منذ زمن طويل عن أي ولاية على الشعب الذي ساعدوا في قتله وتحطيمه"، مضيفة أن ما يُكشف الآن من أعداد القتلى والدمار في غزة يجعل إنكار الحقيقة مستحيلا، وختمت بعبارة مستوحاة من قصيدة "جيرونشين" للشاعر تي. إس. إليوت: "بعد هذه المعرفة، أي غفران؟".