مسقط- الرؤية

 

رعى معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة أمس، انطلاق الندوة الدولية بعنوان "استشراف الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي"، بمسقط؛ حيث ناقشت قضايا أساسية ترتبط بالتحديات القانونية والتقنية والأخلاقية التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء.


 

وبحثت الندوة- التي نظمها المجلس الأعلى للقضاء- وضع الحلول والاقتراحات لضمان الاستخدام الفعال والآمن للذكاء الاصطناعي، واستشراف الأثر المحتمل لهذه التقنيات على النظام القضائي، وتقديم مقترحات حول التطورات التكنولوجية لتعزيز العدالة وتحسين كفاءة الإجراءات القضائية، وتقديم رؤى مستقبلية للتدريب القانوني الذكي في قطاع العدالة، وتشجيع الابتكار والتطوير المستدام في المرفق القضائي.


 

وأوصت الندوة بإصدار تشريع يحدد ضوابط ونطاق استخدام الذكاء الاصطناعي، وحالات اللجوء إليه، والأدوات المسموح الركون إليها، كبرامج التحليل، والتنبؤ، والقياس، وتقييم المخاطر، وغيرها. وفي ختام أعمالها أمس، أفضت الأوراق العلمية والنقاش الذي صاحب الندوة إلى وضع توصياتٍ مدروسة تُحدد مسارًا واضحًا لتوظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع القضائي، مع التركيز على معالجة الفجوات التشريعية، وبناء أنظمة داعمة قادرة على التعامل مع التعقيدات التقنية، وتجنب التحيزات التي قد تُضعف نزاهة الأحكام. وخرجت الندوة بعدد من التوصيات في أن تساهم في توجيه الجهود نحو استخدام مسؤول وأخلاقي لهذه التقنيات الواعدة في العمل القضائي في سلطنة عُمان. وأوصت بسن قانون يضمن رقابة بشرية فعالة على القرارات المولدة تلقائيًّا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلى استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل العملية القضائية، ووضع قواعد كفيلة بحماية هذه البيانات وضمان أمنها ومنع إساءة استخدامها من خلال تشريع أو إدخال تعديلات على قوانين حماية البيانات الشخصية أو قوانين العقوبات.

وأوصت كذلك بإصدار تشريع واضح لتحديد إطار قانوني للمسؤولية والمساءلة عن أفعال وأخطاء أنظمة الذكاء الاصطناعي سواء كان مدخل البيانات أو المبرمج، أو القاضي أو المحامي او الإدارات المساعدة، أو غيرهم، ووجود تنظيم قانوني يؤكد على أن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا أداة مساعدة للقضاة وليس بديلًا عنهم ويجب الحفاظ على سلطة وتقدير القضاة البشريين في اتخاذ القرارات النهائية. وبينت أن النص على الحجية القانونية المستمدة من مخرجات الذكاء الاصطناعي ويصنفها إلى مخرجات لها طبيعة الدليل، ومخرجات لها طبيعة القرائن، ومخرجات لها طبيعة الأَمَارات. وأوصت بإصدار تشريع قانوني شامل وكامل يسمح باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أمام القاضي، وفي كافة مراحل الدعوى القضائية، من تقديم معلومات قانونية أساسية للأفراد، وتقييم احتمالية نجاح الدعوى، وتوجيه الأفراد إلى الخيارات المتاحة قبل اللجوء إلى القضاء، وتنظيم وتصنيف المستندات المقدمة عند قيد الدعوى، وفرز صحف الدعوى والمذكرات، وتسريع عملية الكشف عن المستندات الإلكترونية وتحديد المستندات ذات الصلة، والمساعدة في إدارة الجداول الزمنية للقضية وتحديد المواعيد النهائية للإجراءات المختلفة.

ودعت المؤسسات والمنظمات العاملة في تطوير الخوارزميات والبيانات المستخدمة في عمليات اتخاذ القرار القضائي إلى الالتزام بتوفير معلومات شفافة واضحة ومتاحة للمستخدمين والجمهور بشكل يسهل فهمه وإنشاء لجنة للشفافية الخوارزمية، لإجراء مراقبة دورية على الخوارزميات المستخدمة في العمل القضائي، للتحقق من أنها تعمل بشكل عادل ومنصف ولا تحتوي على تحيزات عنصرية أيًّا كان مرجعها، وتشمل هذه المراقبة الدورية تقييمًا للبيانات المستخدمة من حيث جودتها وعدم تحيزها وطرق التدريب عليها ورقابة أداء الخوارزميات ذاتها.

وأوضحت الندوة بأهمية احتفاظ القضاة بسلطتهم التقديرية في اتخاذ القرارات والأحكام النهائية بناءً على فهمهم الشامل للقضية والحد من خطر تحول القضاة إلى مجرد منفذين لتوصيات الذكاء الاصطناعي وقراراته، مما يقوض دورهم الإنساني في فهم السياق وتطبيق القانون بروح العدالة.

كما دعت بتوجيه مطوري خوارزميات الذكاء الاصطناعي بوضع اعتبارات العوامل الشخصية أثناء تصنيعها للخوارزميات مثل المستوى التعليمي للفرد ومكان الإقامة والبيئة الاجتماعية على سبيل المثال لضمان تحقيق العدالة الناجزة.

وذكرت أن البيانات تعد وقود خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم لاحقًا في إنشاء قواعد البيانات لاسيما لغرض استرجاع السوابق القضائية، أو تحليل وقائع القضية، الأمر الذي يتطلب معه أن يكون مُدخل البيانات أمينًا ذا ضمير يقظ لأن الخطأ في أي بيان قد يؤثر على العدالة. كما دعت إلى تعزيز التعاون الدولي لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وضمان استفادة جميع الدول بتبادل البيانات والمعلومات القضائية، والاعتراف المتبادل بالمعايير الأخلاقية، مع ضرورة بناء قدرات القضاة على مستوى دولي. كذلك وضع إجراءات مشتركة لضمان العدالة عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأوصت الندوة بضمان فعالية أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي الذي يتطلب بلا شك بنية متقدمة تدعم استخدامه، كذلك ضرورة تعزيز القدرات التقنية وتوفير الفرص التدريبية للعاملين في مرفق القضاء وضرورة التحديث المستمر لنماذج الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة المستخدمة في تقديم المشورة القانونية، لضمان نزاهتها بصفة مستمرة كذلك ضمان تأمينها، وضرورة تطوير الشراكات بين مرفق القضاء والشركات العاملة في هذا القطاع للاستفادة من تجاربها التقنية وإيلاء أهمية للأمن السيبراني باعتباره ممكنًا لمهمة أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي، وتحقيق فعاليته بشكل مستدام.


 

من جهته، قال سعادة عيسى بن حمد العزري أمين عام المجلس الأعلى للقضاء- في كلمة له- إن الذكاء الاصطناعي أصبح إحدى الركائز التي تعتمد عليها المجتمعات الحديثة في تحقيق مزيد من الكفاءة والفعالية في إنجاز الأعمال، موضحًا أنه في العمل القضائي، يُمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تسهم في تسريع الفصل في النزاعات، وتحسين دقة العمل، وتسهيل الوصول الى العدالة. وأضاف سعادته أن موضوع الذكاء الاصطناعي يمثل للمؤسسات القضائية حول العالم فرصًا وتحديات، ففي الوقت الذي يمثل التطور التقنيً المتسارع فرصة لتغيير أساليب العمل وسرعتها في المؤسسات القضائية، فإنه لا يخلو من تحديات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بضرورة الحفاظ على القيم والمبادئ التي تُعد أُسسًا راسخة لمنظومة القضاء وسبل تقديم العدالة.

وأشار سعادته إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي لا يعني أبدًا المساس بدور القاضي أو استبداله؛ بل يمكن من خلاله دعم القاضي وتمكينه لأداء مهامه بشكل أكثر دقة وسرعة، من خلال تحليل البيانات القضائية واستخلاص السوابق والأحكام المشابهة والتنبؤ بالمدة الزمنية للفصل في القضايا بناءً على معايير موضوعية، والتصنيف الذكي للدعاوى بحسب نوعها ودرجتها وأولويتها، ومقارنة القضايا والاستفادة من السوابق والمبادئ القضائية السابقة، بالإضافة إلى مساعدة القضاة في كتابة مسودات الأحكام من خلال توفير نماذج استرشادية وتحليل النصوص القانونية ذات الصلة.

من جانبه أوضح الدكتور سالم بن زويد الهاشمي الأمين العام المساعد للتخطيط والتحول الرقمي في كلمة له أن ندوة "استشراف الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي" تهدف لاستعراض الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي في منظومة القضاء لما له من أهمية كبيرة في ظل التحولات التقنية السريعة التي يشهدها عصرنا الحالي والتحديات القانونية المصاحبة.


 

وأردف قائلًا إن سلطنة عُمان أولت اهتمامًا كبيرًا ببرنامج التحوّل الرقمي الحكومي لكونه الداعم الأساس للقطاعات الإستراتيجية والحيوية، ولأثره البالغ في تعزيز الاقتصاد الوطني، وكونه أيضًا متطلبًا عالميًا تُبنى عليه النظم الاقتصادية والإدارية، ومحركًا جوهريًا لجلب الاستثمارات الخارجية.

وبين أن المجلس الأعلى للقضاء أولى جلّ اهتمامه بتسريع إجراءات التحول الرقمي في كافة قطاعاته الحيوية؛ حيث قام بتطوير عدد من البرامج والأنظمة الإلكترونية في مجالات مختلفة بدءًا بإدارة القضايا وبوابة المتقاضين وبرنامج التنفيذ الإلكتروني، وبرنامج توثيق الخاص بخدمات الكاتب بالعدل، تلبية لاحتياجات ومتطلبات العمل، وبما يؤطر الإجراءات والخدمات التي يقدمها المجلس في مسارات إلكترونية توفر الوقت والجهد.

وفي مجال التخطيط الإستراتيجي، ذكر أن المجلس اعتمد محورًا للتحول الرقمي في خطته الإستراتيجية بعيدة المدى (2024- 2040)؛ ليكون إطارًا مرجعيًّا لعمليات التحول الرقمي لكافة الإجراءات والخدمات القضائية والعدلية والعمليات الإدارية والمالية المرتبطة بها، كما يسعى إلى مواكبة التطور التقني المتسارع، وتوظيف أفضل التقنيات كإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ المستقبلي بالأحكام القضائية، وتفعيل روبوتات الدردشة القضائية، وتفعيل تقنية سلاسل الكتل (البلوك تشين) لتوثيق الأحكام والقرارات القضائية ووثائق الكاتب بالعدل وغيرها من التقنيات الناشئة، بما يحقق تبسيط الإجراءات، وتسهيل وصول الخدمات للمستفيدين بكفاءة وجودة عالية.

واشتملت أعمال الندوة على عدة جلسات؛ حيث جاءت الجلسة بعنوان التحديات القانونية والأخلاقية والأمنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي.


 

وحملت الجلسة التالية عنوان التطورات المستقبلية والتعاون الدولي في استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي.

وتضمنت الندوة 3 محاور؛ الأول تناول التحديات القانونية والأخلاقية والأمنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء، فيما استعرض الثاني تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي، أما المحور الثالث فتطرق إلى التطورات المستقبلية والتعاون الدولي في استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء.


 

وسعت الندوة إلى مناقشة التصورات المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء واستشراف الأثر المحتمل لهذه التقنيات على النظام القضائي وتقديم مقترحات حول التطورات التكنولوجية لتحقيق العدالة وتحسين الكفاءة القضائية بالإضافة إلى تشجيع الابتكار والتطوير المستدام في المرفق القضائي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الفجر" تحاور د. إيناس ناسه: نعد معلما رقميا قادرا على توظيف الذكاء الاصطناعي

في إطار التوجهات الاستراتيجية لجامعة القاهرة نحو تعزيز منظومة التعليم والتدريب التربوي، وتنمية مهارات المعلمين في ضوء التحولات الرقمية المتسارعة، تنظم كلية الدراسات العليا للتربية ندوة علمية مهمة بعنوان: "التمكين المهني للطالب المعلم وتوظيفه في ضوء الذكاء الاصطناعي"، وذلك صباح الأحد المقبل بمقر الكلية. تأتي الندوة تحت رعاية  الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وبإشراف كل من  الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث،  الدكتورة غادة عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، في تأكيد واضح على اهتمام الجامعة بدمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، ورفع كفاءة الطالب المعلم لمواكبة متطلبات العصر.

تسلط الندوة الضوء على التجارب التطبيقية للطلاب المعلمين في أثناء تدريبهم العملي، ومدى استفادتهم من أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم وإنتاج محتوى تعليمي مبتكر، بما يسهم في تطوير مهاراتهم التدريسية.

 كما تهدف إلى تعميق الفهم بأهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم الأداء المهني للمعلمين، وتحقيق التواصل الفعّال بين الكلية والمدارس ومجتمع التعلم، في إطار استراتيجية شاملة تسعى لتأهيل كوادر تعليمية قادرة على الابتكار والإبداع.

ما الهدف الأساسي من الندوة التي عقدتموها مؤخرًا؟

تهدف الندوة إلى استعراض وتقييم جهود طلاب الكلية في تطبيق ما تعلموه عمليًا، وكذلك تسليط الضوء على دور مكتب التربية العملية، والمديرين والمشرفين في المدارس المتعاونة. منظومة التربية العملية لدينا تبدأ بتوزيع الطلاب على المدارس وفقًا لمكان السكن والتخصص، ثم تتم متابعتهم من قبل مشرفين أكاديميين متخصصين وأحيانًا من طلبة الدراسات العليا المؤهلين، بما يضمن تجربة تدريبية فعلية ومتكاملة.

كيف يتم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تدريب الطلاب عمليًا؟

نحرص على توجيه الطالب خلال فترة التدريب العملي لتحقيق أقصى استفادة، من خلال تنسيق فعال بين إدارة المدرسة والمشرف الأكاديمي والطالب نفسه. لا نريد للطالب أن يخرج من التدريب دون اكتساب مهارات واقعية داخل الفصل. في الندوة، عرضنا أداء الطلاب ومستوى التعاون مع المدارس. كما نظمنا معرضًا ضم إنتاجًا طلابيًا استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تصميم وسائط تعليمية تفاعلية تعكس مدى جدية تطبيق المفاهيم التكنولوجية التي تعلموها.

ما طبيعة هذه الوسائط التعليمية؟ وكيف تُسهم في تجويد عملية التدريس؟

المنتجات الطلابية تمثل نقطة تحول، حيث نسعى لأن يكون المعلم المعاصر قادرًا على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بمرونة. لم نعد في زمن المعلم التقليدي، بل أصبح المعلم الرقمي هو النموذج الأمثل. ومن خلال المقررات الدراسية والتدريبات المتخصصة، زودنا الطلاب بأدوات متعددة، ليتمكنوا من إنتاج محتوى تفاعلي يناسب مراحل التعليم المختلفة، ويسهم في تحسين التفاعل داخل الفصل.

كيف تُؤهلون الطلاب والمعلمين للتعامل مع الذكاء الاصطناعي؟

بفضل توجيهات الدكتورة إيمان هريدي، عميدة الكلية، أنشأنا وحدة الذكاء الاصطناعي بهدفين رئيسيين: الأول، تأهيل أعضاء هيئة التدريس لاستخدام ونقل المعرفة والأدوات التكنولوجية بشكل أخلاقي ومنهجي. والثاني، إعداد الطالب المعلم ليمارس دوره المستقبلي بكفاءة. لذلك أطلقنا دورات تدريبية تستهدف تطوير مهارات الطلاب ومفاهيمهم، ليصبحوا أكثر استعدادًا للانخراط في بيئات تدريس حديثة.

ما الرسالة الأساسية التي تسعون لنقلها من خلال هذا التوجه؟

نريد أن نؤكد أن الذكاء الاصطناعي واقع قائم لا يمكن تجاهله، ويجب استثماره بما يتناسب مع طبيعة التخصصات والمراحل التعليمية. عملنا على تنظيم ورش تعريفية وندوات تمهيدية لتوضيح مفاهيم أساسية كتعلم الآلة والتعلم العميق، قبل تدريب الطلاب على أدوات محددة. لا يمكننا تعليم استخدام أداة دون بناء أساس معرفي نظري متين لدى الطالب.

هل هناك تركيز أيضًا على الطالب الباحث وليس فقط الطالب المعلم؟

بالطبع. الطالب الباحث يحتاج إلى إدراك كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد رسالته العلمية، بدءًا من أدوات مثل ChatGPT وGemini، وصولًا إلى كيفية التحقق من مصداقية المحتوى وتوثيقه. نعمل على توجيههم للاستفادة من هذه الأدوات بذكاء وبشكل علمي دقيق، ونسعى لتوسيع قائمة التطبيقات التي يمكنهم الاعتماد عليها في أبحاثهم.

هل تشمل خطتكم نشر التدريب ليشمل المدارس والمجتمع؟

هذا جزء جوهري من خطتنا. بعد تدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب، نخطط لتقديم برامج تدريبية موجهة للمجتمع. نريد أن يعرف أولياء الأمور كيف يتعامل أبناؤهم مع أدوات الذكاء الاصطناعي، وأن نساعدهم في توجيه الاستخدام السليم. التدريب يجب ألا يقتصر على البيئة الأكاديمية، بل يمتد ليشمل الأسرة والمجتمع ككل، تعزيزًا لاستخدام واعٍ ورشيد لهذه التقنيات.

ما أبرز التوصيات التي خرجت بها الندوة؟

التوصية الأساسية كانت بضرورة الربط الفعلي بين ما يتلقاه الطالب من تدريبات في الكلية، وبين ما يطبقه في مدارس التدريب العملي. الطالب يجب أن يعرف كيف يوظف ما تعلمه في تصميم الدروس، وابتكار أساليب تدريس جديدة قائمة على التكنولوجيا. كذلك، شددنا على أهمية بناء وعي تقني لدى الطالب، فلا يقتصر الأمر على إتقان أداة واحدة، بل على امتلاك أساس معرفي يمكنه من التعامل مع أي تقنية مستقبلية بكفاءة ووعي.

كلمة أخيرة؟

نقول للجميع: العالم يتغير سريعًا، والذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية. علينا أن نواكب هذا التغير، ونتسلح بالمعرفة والتدريب، بما يتماشى مع استراتيجية الجامعة ووثيقة مصر الوطنية للذكاء الاصطناعي. المعلم هو محور التطوير، ويجب أن يكون مستعدًا دائمًا.

في ختام هذا اللقاء، تؤكد الدكتورة إيناس السيد محمد ناسه أن دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة إعداد وتأهيل الطالب المعلم لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة تفرضها طبيعة العصر ومتغيراته التكنولوجية السريعة. فالتحول نحو المعلم الذكي والطالب الباحث القادر على توظيف الأدوات الرقمية الحديثة يتطلب تأهيلًا منهجيًا شاملًا يبدأ من الكلية ولا ينتهي عند حدود المدرسة. ومن خلال الجهود المبذولة داخل وحدة الذكاء الاصطناعي بكلية الدراسات العليا للتربية، تتجلى رؤية جامعة القاهرة في تقديم تعليم عصري، قائم على الابتكار والوعي التكنولوجي، يواكب تطلعات الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، ويسهم في تحقيق أهداف وثيقة مصر للذكاء الاصطناعي. كما أن التوصيات التي خرجت بها الندوة تمثل خارطة طريق مهمة لتعزيز التكامل بين الجوانب النظرية والعملية في إعداد المعلم، وتوسيع نطاق الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المجتمع، بما يشمل الأسر وأولياء الأمور، لبناء وعي مشترك يعزز من الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا في التعليم.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تتجه إلى وضع تشريعات قانونية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في القضاء
  • كلية العلوم بجامعة حلوان تنظم ندوة تأهيل الشباب في سوق العمل
  • الذكاء الاصطناعي ودوره في البحث الجنائي .. ندوة بعلوم بنها
  • رئيس "جهاز الرقابة" يرعى انطلاق الندوة الدولية حول "استشراف الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي"
  • «الذكاء الاصطناعي ودوره في البحث الجنائي» في ندوة بجامعة بنها بالعبور
  • صلاح فؤاد لـ "الفجر": الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل التعليم ويعزز تمكين المعلمين
  • الأمن العام يُنظّم ندوة حول عمل الشرطة النسائية ويستعرض قصص نجاحها الميدانية
  • فرحات زايد: الذكاء الاصطناعي يغيّر صناعة المحتوى.. والمستقبل يحمل مفاجآت
  • "الفجر" تحاور د. إيناس ناسه: نعد معلما رقميا قادرا على توظيف الذكاء الاصطناعي