معرض الدوحة الدولي للكتاب يناقش "إشكالية الرواية العربية"
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين، أقيمت ندوة بعنوان "إشكالية الرواية العربية: رؤية نقدية"، شارك فيها الناقد والأكاديمي السعودي الدكتور عبدالله العقيبي وأدارها السيد عبدالرحمن الدليمي، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة.
وشهدت الندوة، التي حضرها جمع من المثقفين وجمهور المعرض، طرح رؤى معمقة حول مكانة الرواية العربية وتحدياتها المعاصرة، خاصة في علاقتها بالواقع وبالمؤسسة النقدية، فضلا عن الشروط الفنية والجمالية للرواية العربية.
واستعرض الدكتور العقيبي في البداية أهم المحطات التاريخية للرواية العربية منذ ظهورها بقالبها الفني في ثلاثينيات القرن الماضي وصولا إلى العصر الحديث والتطور الهائل في الرواية وأشكالها المختلفة، مشددا على أن العمل الروائي لايمكن أن ينمو ويتطور بالعقلية ذاتها التي تدير القصيدة أو القصة القصيرة؛ فالرواية، بما لها من امتداد زمني وبنيوي، تحتاج إلى عقلية قادرة على الصبر، والتقاط التفاصيل، والغوص في بنية الحياة لا الاكتفاء بتزيينها.
وقال إن الروائي الحقيقي يحتاج إلى أدوات مركبة، وإلى قدرة على التحاور مع الواقع، والانفتاح على الشخصيات لا التحكم بها، مشيرا إلى أن الشخصية الروائية أحيانا تتمرد على الكاتب، وتغير مصيرها، وتفرض منطقا سرديا جديدا، مما يعني أن الكتابة الروائية لا تخضع فقط للتخطيط، بل للحوار الحي مع النص أثناء إنجازه.
وأضاف: "الروائي الجاد يشبه الباحث، يحمل الفكرة ويعيش معها شهورا وربما سنوات. ومن هنا، فإن الأشخاص الذين تمرسوا بعقلية الباحث، واعتادوا مرافقة الفكرة وتحليلها في العمق، هم الأقدر على إنتاج روايات ذات قيمة حقيقية".
كما انتقد العقيبي بعض التوجهات في كتابة الرواية الحديثة، التي تسقط في فخ الأيديولوجيا، أو تنحاز إلى المستهلك، ما يؤدي إلى تراجع المتعة الفنية التي يجب أن تكون جوهر العمل الروائي، لتحل محلها متعة آنية خالية من الجهد الجمالي والمعرفي، لافتا إلى أن هناك كثيرا من الكتاب يخرجون من دائرة الحياة المعاصرة إلى الرواية التاريخية هروبا من السلطة بمفهومها الأكبر.
وقال إن غياب النظام النقدي المتكامل، أو ضعف التفاعل معه، يؤدي إلى إفقار التجربة الروائية، إذ لابد من استيعاب أدوات النقد لا اتباعه حرفيا، بل التفاعل معه بوصفه اقتراحا فنيا يثري النص ويحفزه، مؤكد في الوقت ذاته على ضرورة التوازن بين الموضوع والفن هو ما يجعل من عمله مثالا على الرواية التي تتجاوز الطرح المباشر، وتنفذ إلى جوهر الإنسان.
وأكد أن اختيار الموضوعات الإنسانية كموضوعات للرواية يجعلها أبقى بخلاف الأعمال التي تنتهج أيديولوجيا أو طابعا نخبويا.
وقال في النهاية إن الرهان اليوم يجب أن يكون على القارئ الذي يتحمل عناق الفكرة، لا الذي يبحث عن متعة عابرة أو رأي سريع، فالرواية العظيمة لا تستعجل تأثيرها، بل تتجذر وتبني وعيا لا يمحى بسهولة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة
إقرأ أيضاً:
الليلة.. 14 دار نشر تُشارك في افتتاح الدورة الأولى بمعرض الفيوم للكتاب
تستعد محافظة الفيوم لانطلاق فعاليات أكبر معرض للكتاب، اليوم الإثنين، في ساحة الشاشة بنادي محافظة الفيوم الرياضي، في السابعة مساءً، تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وبالتعاون مع نادي المحافظة، برئاسة النائب عماد سعد حمودة، وبتنظيم من أيمن فزاع مدير عام النادي.
ويفتتح المعرض كل من الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بحضور عدد كبير من كبار الأدباء والمثقفين والفنانين، وبمشاركة واسعة من قطاعات وزارة الثقافة، منها: الهيئة العامة لقصور الثقافة، هيئة الكتاب، المركز القومي للمسرح، مركز ثقافة الطفل، وقصر ثقافة الفيوم، إلى جانب 11 دار نشر خاصة تشارك لأول مرة.
ويُعد المعرض فرصة ثقافية متميزة لأهالي الفيوم، حيث يدمج بين المعرفة والفنون والترفيه، في إطار يعزز من روح الانتماء والوعي الثقافي لدى مختلف فئات المجتمع، خاصة الأطفال والشباب.
وقد خصصت إدارة النادي الباب الخلفي بجوار نقابة التطبيقيين لدخول الزوار إلى المعرض، الذي يستمر حتى 9 يوليو المقبل.
وكانت قد قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، عددًا من الفعاليات التثقيفية والفنية بمحافظة الفيوم، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة، لتعزيز الوعي الثقافي.
واحتفالاً بثورة 30 يونيو، نظم قسم ثقافة الطفل بالتعاون مع قسم الفنون التشكيلية، ورشة أشغال فنية نفذتها الفنانة ميرا أمير رئيس قسم الفنون التشكيلية بمشاركة سحر محسن مسئول الفنون التشكيلية، تلاها رسم على وجه الأطفال، وقدمت جيهان عبد الله رئيس قسم ثقافة الطفل، ورشة حكي بالعرائس بعنوان «كيف أكون بطلا» وذلك بمقر الأنشطة بحي جنوب
اقرأ أيضاًوزير الثقافة ينعى الكاتب الصحفى الكبير محمد عبد المنعم
تزامنا مع الاحتفالات بـ 30 يونيو.. «الثقافة» تطلق مشروع توثيق التراث الموسيقي لفرقة رضا
برنامج «مصر جميلة» لقصور الثقافة يختتم فعالياته بـ أبو سمبل