تتويج بناهي بـ«السعفة الذهبية» يشعل أزمة دبلوماسية بين طهران وباريس
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
تصاعدت حدة التوتر بين طهران وباريس بعد تتويج المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، حيث استدعت إيران القائم بأعمال السفارة الفرنسية احتجاجًا على تصريحات وصفتها بـ”المهينة” من الجانب الفرنسي. يروي هذا الحدث قصة مخرج تحدى القمع والسجون، وفوزه الذي يحمل رسائل سياسية قوية في وجه النظام.
وأعلنت وسائل إعلام رسمية، أن إيران استدعت القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران للاحتجاج على تصريحات فرنسية عقب تتويج بناهي (64 عاماً) بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه “مجرد حادث”، الذي يتناول معضلة سجناء سابقين يحاولون الانتقام من جلاديهم، في انتقاد مباشر لسلوك قوات الأمن الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، نشر على منصة إكس تغريدة انتقد فيها إيران قائلاً: “في عمل من أعمال المقاومة ضد قمع النظام الإيراني، فاز جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية ما يبعث الأمل لدى جميع المناضلين من أجل الحرية في كل مكان”.
وأفادت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية بأن القائم بالأعمال الفرنسي استُدعي إلى وزارة الخارجية الإيرانية على خلفية “التصريحات المهينة والاتهامات التي لا أساس لها” التي أطلقها الوزير الفرنسي ضد إيران.
ودانت الخارجية الإيرانية “إساءة استخدام الحكومة الفرنسية” لمهرجان كان السينمائي “للترويج لأجندتها السياسية ضد إيران”.
هذا ولم يصدر أي تعليق رسمي من إيران بشأن فوز بناهي، الذي يُعد ثاني إيراني يحصل على جائزة مهرجان كان السينمائي بعد عباس كيارستمي عام 1997 عن فيلم “طعم الكرز”.
يُذكر أن بناهي، الذي عرف بنقده المستمر للحكومة، تعرض للسجن مرتين؛ الأولى لمدة 86 يوماً عام 2010، والثانية لنحو سبعة أشهر بين عامي 2022 و2023، حيث نفذ إضراباً عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنه.
ويُعتبر بناهي من أبرز وجوه السينما الإيرانية، وحصدت أعماله جوائز عديدة في أهم المهرجانات العالمية مثل كان والبندقية وبرلين، متخطياً بذلك تحديات القمع والرقابة المفروضة عليه.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إيران إيران وفرنسا السعفة الذهبية فرنسا مهرجان كان السعفة الذهبیة
إقرأ أيضاً:
إيران تبدي استعدادها للتفاوض وتتمسك بقدراتها العسكرية
أكدت إيران السبت، استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في الملف النووي، وفي ذات الوقت جددت تمسكها بمواصلة تخصيب اليورانيوم وشددت على أن قدراتها العسكرية لا يمكن أن تخضع للنقاش.
جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في لقائه بالعاصمة الإيرانية طهران، سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية.
وقال وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده تلقت رسائل متعددة من أميركا لاستئناف التفاوض.
وشدد عراقجي على أن طهران لا تخشى التفاوض "إذا توافرت مصالح شعبنا".
وقال "إذا كانت واشنطن مصرة على العودة للتفاوض، علينا الاقتناع بعدم تكرار الطرف الأميركي لجوءه للخيار العسكري".
وأضاف أن برنامج إيران النووي كان سلميا وسيظل "وملتزمون باتفاقية الضمانات الشاملة ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وأكد أن طهران، لن تقبل بأي اتفاق لا يشمل حقها في تخصيب اليورانيوم "ولن نتفاوض بشأن قدراتنا العسكرية".
وقال "يجب أن نكون واثقين بأن حضورنا في المفاوضات لن يؤدي إلى الحرب من جانب واشنطن أو دول أخرى".
رسائل غير مباشرةوكشف عراقجي عن تلقي بلاده عدة رسائل غير مباشرة من واشنطن بشأن استئناف المفاوضات، مؤكدًا أن إيران حصلت على ضمانات بعدم تحول هذه المفاوضات إلى صراع عسكري، وهي تدرس حاليًا هذه الخيارات.
وأوضح أن المفاوضات يجب أن تقتصر على ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات، مؤكدًا أن طهران لن تتفاوض على برنامجها الصاروخي أو قدراتها الدفاعية، كما تطالب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
وقال إن "إيران خرجت منتصرة من الحرب بصمودها، ومن الطبيعي أن دولة ترفع رايتها عاليًا لا تخشى التفاوض. وأفضل وقت للتفاوض هو بعد تجاوز تهديد عسكري بنجاح".
تقرير سياسي مهد للعدوان
في ذات السياق قال وزير الخارجية الإيراني، إن طهران ليست راضية عن أداء وكالة الطاقة الذرية "ونؤمن بأن تقريرها السياسي مهد الطريق للعدوان على بلادنا".
إعلانوأبدى أسفه لعدم إدانة مدير الوكالة الهجمات التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال عراقجي "نشعر بالحزن لعدم إدانة هذه الهجمات من الوكالة ومديرها العام (رافائيل غروسي). الحقيقة أن منشآتنا تعرضت لأضرار بالغة، لكن الأخطر هو أن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والقانون الدولي قد تعرضا لانتهاك مباشر".
وتطرق الوزير إلى القانون الذي أقره مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) والذي يجبر الحكومة على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية، مشددًا في الوقت ذاته على أن التعاون لم يتوقف رغم مغادرة بعض المفتشين البلاد.
وأضاف: "وفقًا للتطورات الأخيرة، سيتم من الآن فصاعدًا تنفيذ جميع أنشطة إيران وتعاونها مع الوكالة من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي، وسيجري تقييم طلبات الوكالة وفقًا لمصالحنا القومية حالةً بحالة".
وأكد عراقجي، أن إيران لم تسعَ ولن تسعى لإنتاج السلاح النووي، مستندًا إلى فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي: "لو كنا نفكر في امتلاك قنبلة نووية، لكنا فعلنا ذلك من قبل. لكن التزامنا بالمبادئ الإسلامية والإنسانية يمنعنا من أن نسلك هذا الطريق".