موقع 24:
2025-05-23@20:59:20 GMT

توسع بريكس.. لماذا الآن وإلى أين؟

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

توسع بريكس.. لماذا الآن وإلى أين؟

جاء قرار تجمع بريكس في قمته الأخيرة بجنوب إفريقيا بضم ست دول جديدة كأعضاء أساسيين فيه، لكي يمثل انطلاقة جديدة حقيقية لهذا التجمع الآخذ في التوسع والتطور.

ويأتي هذا القرار بالتوسع ليكون الأكبر والأهم منذ عقد أول قمة للتجمع عام 2009 بعضوية أربع دول (روسيا – الصين – الهند – البرازيل)، وأضيفت إليها في العام التالي جنوب إفريقيا ليتخذ التجمع اسمه من الحرف الأول لكل دولة.

ومنذ ذلك الوقت وحتى ما قبل اندلاع الحرب الروسية – الغربية على الأراضي الأوكرانية بقليل، ظل تحرك التجمع في الإطار العالمي متمهلاً ويشوبه الحذر وأحياناً البطء.

إلا أن حالة الاستقطاب الدولية الكبيرة التي رافقت هذه الحرب والمتواصلة حتى اليوم، ومعها كل الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي تصاحبها، سواء في الطاقة أم الحبوب أم سلاسل الإمداد أم في نظم ومؤسسات التمويل والنقد الدولية، منحت بريكس فرصاً جديدة غير مسبوقة ومساراً مختلفاً عما سلكته طوال أعوامها السابقة.

وقد ترافق هذا الانقسام السياسي – العسكري – الاقتصادي مع تطور انقسام آخر قديم ليصبح حاداً للغاية، جوهره اقتصادي وإن راح يجنح شيئاً فشيئاً نحو المواجهة السياسية – العسكرية، بين الولايات المتحدة والصين.

فقد تداخلت العلاقات السياسية والاقتصادية بين هذين البلدين في ظل الحرب وحالة المقاطعة والعقوبات الأمريكية – الغربية غير المسبوقة على روسيا، لكي تضيف للهاجس الأمريكي الاقتصادي الكبير من الصين هواجس أخرى سياسية وعسكرية، تتعلق بما تراه واشنطن "حلفاً" جديداً في مواجهتها آخذ في التشكل.

ولم تكن الهند بمنأى عن شكوك واشنطن في دعم روسيا، على الرغم من احتفاظها المعلن بالحياد تجاه الحرب المشتعلة، وكان سند هذا بالنسبة لواشنطن هو التطور اللافت في التبادلات التجارية، وخصوصاً في مجال الطاقة بين روسيا والهند فيما بعد اندلاع الحرب.

في ظل هذه التطورات المهمة والجديدة في النظامين الدوليين، السياسي والاقتصادي، راح العالم يتجه بصورة مباشرة وسريعة في اتجاهين: الأول هو تضعضع فكرة العولمة التي رآها البعض في العقود الأخيرة المسار والمصير الوحيدين لمستقبل العالم.. وكان الثاني هو التوجه سريعاً نحو تحطيم فكرة القطبية الأحادية لقيادة العالم على المستوى السياسي، واستبدال مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي الكبرى والغربية –مثل صندوق النقد والبنك الدولي والدول السبع الكبار وغيرها– بمؤسسات وتجمعات اقتصادية أخرى تكسر هذه الهيمنة الأمريكية – الأوروبية، وتؤسس لنظام اقتصادي دولي مختلف.

والتقطت دول بريكس الخمس الخيط الاقتصادي بسرعة ومهارة لكي تسعى لتعميق مجالات التعاون بين أعضائها، وفي الوقت نفسه توسيع أنشطتها وعلاقتها المالية والاقتصادية والتجارية مع عدد أكبر من دول العالم.

ولم تكن دول العالم النامية ومتوسطة النمو بعيدة عن هذا المسعى، فهي أُرهقت من نماذج التنمية الغربية ومن علاقاتها المضطربة مع مؤسسات التمويل الموروثة منذ الحرب العالمية الثانية والمسيطر عليها أمريكياً وأوروبياً.. ولذا، فقد التقى المسعيان في خلق حالة من التفاعل غبر مسبوقة بين عدد كبير من هذه الدول وبين تجمع بريكس سواء على مستواه ككيان أم على مستوى التعاون مع كل من دوله.

ولذلك لم يكن غريباً في التقاء المسعيين أن يكون الهدف المباشر هو تدعيم تجمع بريكس كمقدمة ضرورية لتأسيس مؤسسات اقتصادية ومالية وتجارية جديدة، في ظل هدف كبير أبعد وهو خلق نظام اقتصادي دولي جديد.. وبناءً على هذا فقد بدا منطقياً أن تنظر قمة بريكس الأخيرة في جنوب إفريقيا طلبات انضمام لعضوية التجمع من 23 دولة حول العالم، وأن يشارك هذه القمة قرابة خمسين من رؤساء دول ورؤساء حكومات العالم.

وبقرار التجمع ضم ست دول جديدة لعضويته، وللفخر ثلاث منها عربية هي مصر والإمارات والسعودية، يتسع تمثيله السكاني ووزنه الاقتصادي ومساحته الجغرافية، والذي كان قبل الضم يشمل نحو 25% من اقتصاد العالم وحوالي 40% من سكانه.

ليس هذا فقط، فالمسعى الأبعد للتجمع يبدو أنه أضحى أقرب كثيراً –وإن اكتنفته صعوبات ليست بالهينة– مما كان عليه لدى تأسيسه، وهو صياغة جديدة للنظام الاقتصادي الدولي أكثر تعددية وأقل مركزية وأوسع مشاركة من مختلف دول العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

«أيمن العشري»: الملتقي المصري البلغاري خطوة جديدة نحو زيادة التعاون الاقتصادي المتميز

أكد أيمن العشري رئيس غرفة القاهرة التجارية علي أهمية الاستفادة من العلاقات السياسية المصرية البلغارية المتنامية لزيادة التعاون الاقتصادي المصري البلغاري خلال المرحلة القادمة.

جاء ذلك خلال مشاركته في الملتقى الاقتصادي المصري البلغاري الذي نظمه اتحاد الغرف التجارية المصرية اليوم، الخميس، في حضور الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية و جورج جورجييف وزير خارجية بلغاريا والمهندس فيسليين تودوروف نائب رئيس اتحاد الغرف البلغارية.

ودعا «العشري» الشركات البلغارية في مختلف المجالات للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في مختلف القطاعات منها في المجالات الصناعية، و الاستثمارية و التجارية وغيرها من الفرص المتاحة بالسوق المصري خاصة في ظل الدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية المصرية للمستثمرين والاستثمار في مصر.

وتابع رئيس غرفة القاهرة، أن «هناك حوافز كبيرة ومتنوعة لدعم الاستثمار وتوطين الصناعات المختلفة وتشريعات اقتصادية داعمة وحوافز ضريبية وتسهيلات غير مسبوق تقوم بها الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة فضلا عن ما شهدته مصر من بنية تحتية وشبكات طرق وكباري وكهرباء وغيرها من الحوافز التي تشجع المستثمرين علي دخول السوق المصري».

وأكد «العشري» علي أهمية مثل هذه الملتقيات لتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية التي تساهم في تطوير التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين متوقعا ان تكون هناك طفرة علي صعيد العلاقات الاقتصادية المصرية البلغارية عقب هذا الملتقي الهام المدعوم من القيادات السياسية في البلدين.

مقالات مشابهة

  • «أيمن العشري»: الملتقي المصري البلغاري خطوة جديدة نحو زيادة التعاون الاقتصادي المتميز
  • لماذا يخشى قادة العالم زيارة البيت الأبيض ويتطلعون للصين في عهد ترامب؟
  • منتدى قطر الاقتصادي يناقش إرث كأس العالم كنموذج للتنمية
  • لماذا اختار الأهلي ريفيرو لقيادة الفريق في كأس العالم للأندية؟
  • لماذا عبد الناصر.. الآن؟!
  • لماذا يتعمد عثمان ميرغني التضليل؟
  • لماذا فتح الرفاعي ملف الاستقلال الآن؟
  • وفد تجاري يشارك بالملتقى الاقتصادي العربي الألماني
  • الشيطان يكمن في التفاصيل.. لماذا توجس الأوكرانيون بعد اتصال ترامب ببوتين؟
  • لماذا قادة السودان باستمرار يفتقرون إلى الرؤية؟