توقع البنك الدولي نمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي 3.2% العام الجاري و4.5% في العام المقبل، مدفوعا بالتراجع عن سياسة تخفيض إنتاج النفط التي كان قد أقرها تحالف أوبك بلس، إلى جانب التوسّع القوي في القطاعات غير النفطية.

وذكر البنك الدولي في أحدث إصدار من تقريره "المستجدات الاقتصادية لدول الخليج"، أن المنطقة شهدت نموا اقتصاديا ملحوظا بلغ 1.

7% في عام 2024، مقارنة بنسبة 0.3% في عام 2023، واستمر القطاع غير النفطي في إظهار قدرته على الصمود، بزيادة 3.7%.

وحسب التقرير، ساهم في تحقيق هذا النمو بشكل كبير كل من الاستهلاك الخاص، والاستثمار، والإصلاحات الهيكلية التي تم تنفيذها في دول المجلس.

تحديات

وظهرت تحديات مرتبطة بحالة عدم اليقين التي تحيط بالتجارة العالمية، فلا يزال خطر التباطؤ الاقتصادي العالمي يحمل آثارا سلبية على المنطقة، وللتخفيف من حدة هذه المخاطر، أشار التقرير إلى أن دول المجلس تحتاج إلى تسريع وتيرة الإصلاحات الرامية إلى تنويع النشاط الاقتصادي وتعزيز التجارة الإقليمية.

في هذا السياق، قالت المديرة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي بالبنك الدولي، صفاء الطيب الكوقلي "قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على الصمود في مواجهة حالة عدم اليقين على النطاق العالمي، واستمرارها في تعزيز أنشطة التنويع الاقتصادي، تؤكد التزامها القوي بتحقيق الازدهار على المدى الطويل".

وأضافت "تعد السياسات الإستراتيجية لدعم المالية العامة، والاستثمارات المستهدفة، والتركيز القوي على الابتكار وريادة الأعمال، وخلق فرص العمل للشباب، ضرورة قصوى للحفاظ على النمو والاستقرار".

مقر البنك الدولي في واشنطن (أدوبي ستوك)

ويناقش تقرير البنك الدولي مدى فاعلية السياسات المالية العامة في تحقيق الاستقرار بالاقتصاد الكلي وتشجيع النمو، وسط تقلبات أسعار النفط التي تشكّل مصدرا للضغط على الموازنة العامة في العديد من دول المنطقة، ويتوقع التقرير أن تشهد بعض دول المجلس عجزا متزايدا في المالية العامة عام 2025، ما يؤكد ضرورة فهم مدى فاعلية السياسات المالية العامة.

إعلان

ويخلص التقرير إلى أن الإنفاق الحكومي في دول المجلس ساهم في استقرار الاقتصادات بشكل فعّال، لا سيما خلال فترات الركود.

ويستعرض التقرير كذلك مسيرة سلطنة عُمان نحو ضبط الأوضاع المالية العامة كمثال يحتذى به للإصلاح الاقتصادي الفعال وإدارة المالية العامة للدولة على نحو مسؤول، ويُسلّط الضوء على أبرز التحديات التي واجهتها نتيجة الاعتماد الكبير على النفط، بالإضافة إلى التدابير التي اتخذتها لاستعادة توازن أرصدة الموازنة العامة للدولة.

ويستعرض التقرير كذلك النواتج الإيجابية التي حققتها عُمان من هذه الإصلاحات، وفي إطار برنامج خطة التوازن المالي متوسطة المدى 2020-2024، تبنت السلطنة إصلاحات واسعة النطاق لتنويع مصادر الإيرادات، وتحسين كفاءة الإنفاق، وإدارة الموارد النفطية بحكمة.

وأسفرت الإصلاحات عن نتائج ملموسة ظهرت منذ العام 2022، مع تحسن ملحوظ في أوضاع المالية العامة للدولة وانخفاض كبير في الدين العام، وفق التقرير.

آفاق النمو في الخليج

قطر

من المتوقع أن يظل النمو الاقتصادي مستقرا في قطر عند 2.4% خلال العام الجاري (بلغ 2.6% في عام 2024)، قبل أن تتسارع وتيرته إلى متوسط قدره 6.5% في 2026-2027 بسبب التوسع في طاقة الغاز الطبيعي المسال.

وحسب التقرير، فإن هذا التحسن في الآفاق المحسنة يدعمه النمو القوي في القطاعات غير النفطية، خاصة في مجالات التعليم والسياحة والخدمات، ومن المتوقع كذلك أن يشهد قطاع الهيدروكربونات نموا طفيفا بنسبة 0.9% في عام 2025، قبل حدوث الطفرة الكبيرة المرتقبة في عام 2026، بفضل توسع حقل الشمال للغاز الطبيعي المسال، مما يؤدي إلى زيادة بنسبة 40% في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، أما بالنسبة لنمو القطاعات غير النفطية، فمن المتوقع أن يظل قويا بفضل مشاريع تحديث وتطوير البنية التحتية والاستثمارات الدولية.

الكويت

من المتوقع أن يتعافى النمو الاقتصادي بشكل كبير، ويصل إلى 2.2% في عام 2025، مقارنة بانكماش بنحو 2.9% في عام 2024 وانكماش 3.6% في عام 2023، وما يفسر هذه التوقعات الإيجابية الإلغاء التدريجي لسقوف الإنتاج التي أقرتها أوبك بلس والتوسع في القطاعات غير النفطية المدعومة بنمو نشاط الائتمان ومشروعات البنية التحتية الكبيرة.

ومن المتوقع أن يظل النمو الاقتصادي مستقرا عند 2.7% خلال الفترة 2026-2027، وتعتمد الآفاق الاقتصادية طويلة الأجل على التنفيذ الناجح للإصلاحات الهيكلية وجهود تنويع النشاط الاقتصادي.

البحرين

من المتوقع أن يستقر النمو عند 3.5% في عام 2025 بعد عامين من الانخفاض، ويرجع التحسن مقارنة بعام 2024، الذي شهد نموا بنسبة 3%، إلى اكتمال مشروع تحديث مصفاة "بابكو" للتكرير، بالإضافة إلى النمو القوي في القطاع غير النفطي.

يرافق هذا النمو تطور القطاعات المدعومة برؤية البحرين الاقتصادية 2030، والتي تشمل البنية التحتية والخدمات اللوجيستية والتكنولوجيا المالية والسياحة.

وفي 2026-2027، من المتوقع أن يبلغ متوسط النمو الإجمالي 2.9% بفضل استمرار النمو غير النفطي والتوسع في مصفاة سترة لتكرير النفط.

عُمان

من المتوقع أن تتسارع وتيرة النمو تدريجيا إلى 3% في عام 2025 (مقابل 1.7% في عام 2024)، و3.7% في عام 2026، و4% في عام 2027.

إعلان

كما أنه من المتوقع أن يسهم الانتعاش في إنتاج النفط، مع نمو إجمالي الناتج المحلي النفطي بنسبة 2.1% في عام 2025، إلى جانب النمو القوي في القطاعات غير النفطية بنسبة 3.4%، في دفع المزيد من التحسن في آفاق النمو، يرجع هذا النمو في الأساس إلى الأداء القوي في قطاعات التشييد والبناء والصناعات التحويلية والخدمات.

السعودية

من المتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي في التعافي بعد انخفاضه إلى 1.3% في عام 2023، وسيرتفع إلى 2.8% في عام 2025، وسيبلغ متوسط قدره 4.6% في 2026-2027.

ويتوقع أن يؤدي الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج الطوعية التي أقرتها أوبك بلس إلى زيادة نمو إجمالي الناتج المحلي النفطي إلى 6.7% في عام 2026 و6.1% في عام 2027.

في الوقت نفسه، يُتوقع أن يستمر الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الارتفاع على نحو مطرد بنسبة 3.6% في المتوسط بين عامي 2025 و2027، حيث تسعى المملكة إلى استكمال تنفيذ برنامج التنويع الاقتصادي في إطار رؤية 2030.

 

البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد السعودية 2.8% في 2025 (غيتي)

الإمارات

من المتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي في اتجاهه التصاعدي ليبلغ 4.6% في عام 2025، ويستقر عند 4.9% خلال عامي 2026 و2027، وستواصل القطاعات غير النفطية دورها كمحرك رئيسي للنمو، وفق التقرير الذي توقع فيه البنك الدولي أن تحقق نسبة نمو تبلغ 4.9% في عام 2025.

وحسب التقرير، يعود هذا النمو إلى الاستثمارات العامة المستهدفة، وتحسين أطر الحوكمة، وتوسيع نطاق الشراكات الخارجية، كما أنه من المتوقع أن تسهم عودة إنتاج النفط إلى مستوياته الطبيعية، بفضل الإلغاء التدريجي للتخفيضات الطوعية التي أقرتها أوبكبلس في دعم هذا الاتجاه الصعودي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی القطاعات غیر النفطیة مجلس التعاون الخلیجی النمو الاقتصادی المالیة العامة من المتوقع أن البنک الدولی دول المجلس هذا النمو فی عام 2024 فی عام 2025 القوی فی

إقرأ أيضاً:

الصحة تبحث مع الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية القوانين والمراسيم التي تتطلب التعديل

دمشق-سانا

بحث وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي مع وفد من لجنة الشؤون القانونية في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية برئاسة مدير الشؤون القانونية القاضي فراس شاوردي، القوانين والمراسيم التي تتطلب التعديل أو الإلغاء في القطاع الصحي.

وناقش المشاركون بالاجتماع الذي عُقد اليوم في مبنى وزارة الصحة مراسيم إحداث بنوك الدم، والمؤسسة السورية الدوائية، وقوانين المشافي الخاصة وما يرتبط بها من أنظمة، بما يتوافق مع الإعلان الدستوري وإستراتيجية تشجيع الاستثمار بالقطاع الصحي.

وشدد الدكتور العلي على ضرورة تحديد أهداف للقانون بغية الوصول إلى قطاع صحي خالٍ من الفساد، ويتمتع بالشفافية والنزاهة إضافة إلى الكفاءة.

بدوره، أوضح وفد لجنة الشؤون القانونية أهمية التعاون مع الوزارة لوضع رؤية قانونية وتشكيل فريق عمل وتواصل، والتعاون لإنجاز العمل والنهوض بالقطاع الصحي، وتحديث وتطوير التشريعات القديمة، مشيدين بالتعاون الكبير من جانب الوزارة لتسهيل أداء عمل اللجنة وإنجاز مهامها.

حضر الاجتماع معاونا وزير الصحة الدكتور حسين الخطيب والدكتور عبدو محلي، وعدد من المديرين والمعنيين من الجانبين.

الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي 2025-08-07Ali Ghaddarسابق ناردين عيسى لـ سانا: قرأت أكثر من 100 كتاب وأعتز بفوزي في تحدي القراءة العربي على مستوى سوريا انظر ايضاً الصحة السورية تبحث مع منظمة “أطباء بلا حدود” سبل تعزيز التعاون في المجال الصحي

دمشق-سانا بحث وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي، مع وفد من منظمة “أطباء بلا حدود” …

آخر الأخبار 2025-08-07الصحة تبحث مع الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية القوانين والمراسيم التي تتطلب التعديل 2025-08-07وزير الخارجية التركي يؤكد وقوف مجدداً بلاده إلى جانب سوريا ودعم تطلعات شعبها 2025-08-07جمعية “مساحة أمان” تطلق أنشطتها بمعرض فني في حلب 2025-08-07وزير الاتصالات يطلع على واقع العمل في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد 2025-08-07افتتاح مسجد العباس في حي السلطانية بحمص بعد انتهاء ترميمه 2025-08-07وزير الصحة السوري يطّلع على الخدمات المقدمة في حملة “شفاء 2” 2025-08-07معاون وزير الخارجية الإندونيسي يؤكد دعم بلاده لسوريا في تجاوز التحديات الحالية 2025-08-07الصحة السورية تبحث مع منظمة “أطباء بلا حدود” سبل تعزيز التعاون في المجال الصحي 2025-08-07منظمة دولية: إسرائيل قصفت أكثر من 500 مدرسة تؤوي مهجّرين في قطاع غزة 2025-08-07انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي التخصصي لطب الأسنان في حلب

صور من سورية منوعات مرصد كوبرنيكوس للتغير المناخي: العالم يسجل ثالث أكثر شهور تموز حرارة على الأرض 2025-08-07 اكتشاف معبد عمره 6 قرون وسط تركيا 2025-08-06
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أمين مجلس التعاون يؤكد أن احتلال قطاع غزة يمثل تحديًا صارخًا لإرادة المجتمع الدولي
  • مجلس التعاون الخليجي يرحب باعتماد الحكومة اللبنانية قرار حصر حيازة السلاح بيد الدولة
  • جيه.بي مورغان يتوقع خفض الفائدة الأميركية 4 مرات متتالية
  • يعلن مشروع الاشغال العامة عن مناقصةمنحة من البنك الدولي
  • الصحة تبحث مع الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية القوانين والمراسيم التي تتطلب التعديل
  • إليكم أهداف ورقة برّاك التي وافق عليها مجلس الوزراء
  • بري ناقش المستجدات مع العريضي والتقى ممثل البنك الدولي الجديد
  • بروتوكولات واتفاقيات تجارية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وفيتنام
  • خطة طموحة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر واليابان في القطاعات ذات الأولوية
  • الهلالي: اليوم نفتح الباب نحو مستقبل من التعاون، يقوم على أسس من القانون والشفافية، ويستند إلى إرادة السوريين وعزيمتهم التي لا تكسر.