في ليلة أخرى حالكة في سجل المعاناة، لم يعرف قطاع غزة طعم النوم ولا هدوء اللحظات تحت وطأة الأحزمة النارية والقصف المدفعي العنيف، الذي لم يكتفِ باستهداف البيوت الآمنة، بل امتدت نيرانه إلى مراكز الإيواء التي تحتضن آلاف النازحين، لتجد العائلات نفسها أمام موجة تهجير جديدة تضاف إلى فصول النزوح المستمر.

وتتكرر مشاهد الموت والدمار في حرب الإبادة الجماعية التي تجاوزت 20 شهرا، وكأنها تعيد كتابة المأساة ذاتها كل مرة، فتتجاوز حدود الخراب المادي إلى جراح غائرة في ذاكرة المكان ووجدان الإنسان، في حرب بلا نهاية، نزفها يطال كل زاوية ويترك أثرا عميقا لا يمحوه الزمن.

وتوالت ردود الفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مئات المغردين الفلسطينيين عن صدمتهم من الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت حجم الدمار واستمرار القصف والأحزمة النارية المكثفة على مختلف مناطق القطاع.

وأكدوا أن هذه المشاهد أعادت إلى ذاكرتهم بدايات الحرب الإسرائيلية، لا سيما في مدينة غزة وشمالها، حيث تتكرر صور الخراب والمعاناة بشكل صادم يفوق الوصف.

شهادات المغردين والناشطين

قال مغردون إن مدينة غزة وشمالها لم تذوقا النوم طوال الليل، في ظل القصف العنيف والأحزمة النارية التي استهدفت البيوت ومراكز الإيواء، في محاولة جديدة لإجبار النازحين على التهجير.

وأضافوا أن ما جرى يُعدّ من أعنف موجات القصف منذ بداية الحرب، حيث تُسقط إسرائيل أطنانا من المتفجرات في هجمات جوية وبحرية ومدفعية متواصلة.

المجرم يواصل القصف العنيف بالأحزمة النارية التي لا تتوقف شرق غزة تحديدًا منطقة الزيتون هذا المساء..
يا رب لطفك بأهلنا في غزة pic.twitter.com/feX8dr9AYM

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) June 29, 2025

وأشار آخرون إلى أن فصول الموت تتكرر كأنها لم تتوقف يوما، خراب يطال الأرواح قبل الأبنية، ونزيف يمتد إلى كل شارع مع اشتداد ضراوة الهجمات، ما دفع مئات العائلات للنزوح في عتمة مرعبة لا تعرف الرحمة.

القصف لم يتوقف على مدينة غزة، بل ازداد ضراوة مع ساعات الليل الأخيرة، ودفع مئات العائلات للنزوح في عتمة مرعبة.
إحدى المدارس التي كانت تؤوي النازحين أُجبرت على الإخلاء تحت القصف، فاستهدفهم جيش الإبادة الإسرائيلي أثناء فرارهم. https://t.co/coc8Fz05Sx pic.twitter.com/i6iPfNBrty

— Tamer | تامر (@tamerqdh) June 30, 2025

إعلان

وكتب بعض النشطاء أن القصف لا يتوقف ولا حتى لساعة واحدة، بينما يتحدث العالم عن مؤشرات تسوية لا يلمس منها الناس إلا مزيدا من الدمار، مؤكدين: "كثيرون لم يعودوا يصدقون ما يُروّج من وعود. يريدون وقفا نهائيا لهذه المقتلة. ما دون ذلك، تبقى فرص الموت قائمة، وفرص النجاة صدفة أحلاها مُرّ".

مشاهد لا تشبه إلا الجحيم

وقال نشطاء: "أحزمة نارية لا تهدأ، تطوِّق الليل من كل الجهات. ليل غزة جحيم مفتوح، قاسٍ حد الانفجار في الروح. ليل لا يشبهه ليل، تمضغه السماء قصفا وتبتلعه الأرض ركاما".

أحزمةٌ نارية لا تهدأ، تطوِّق الليل من كل الجهات، ليلُ غزة جحيمٌ مفتوح، قاسٍ حد الانفجار في الروح، ليلُ غزة ويلٌ لا يُشبهه ويل، قاسٍ بشكلٍ لا يُقاس، تمضغُه السماءُ قصفًا، وتبتلعه الأرضُ رُكامًا.????

— Tamimi????????????????????????❤️???????????????? (@tamimi686) June 30, 2025

وكتب ناشط: "مع بدء ساعات الليل واشتداد الظلام، يبدأ مسلسل الأحزمة النارية والقصف العنيف المتواصل ليل غزة ليس كأي ليل، فنحن ننتظر طلوع الشمس قبل أن يبدأ الظلام".

لَيْلَةٌ هستيريّة.. لا يُشبهها وَصف!

لَيْلَةٌ جُنونيّة هستيريّة بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، قصفٌ مُتواصلٌ كأنّها اللّيلةُ الأولى من الحَرب، دَويُّ الانفجارات يهُزّ الأرض، والسماء تقذف نارها بلا توقف
بيوتٌ تتصدّع، خيامٌ تتطاير، والمشهدُ فاق كُلّ توصيف، لا صحافة تُغطي#غزه_تباد pic.twitter.com/NkFuhkHHmz

— وِجدَان ???? (@wejdan_f0123mw9) June 30, 2025

وأضاف آخر: "ليلة قاسية في غزة بعد يوم دامٍ. ما يجري هنا فظائع، مجازر، أهوال.. يا من اعتدتم المشهد، أوقفوا صمتكم فالعدو لم يتوقف عن قتله. يا بشر.. نقولها ونصرخ بكل أعماقنا، غزة تُذبح، جوعا، وقصفا، ونزوحا".

ووصف مدونون المشهد بأنه يفوق كل وصف: "الأحزمة النارية تخلع القلوب وتصمّ الآذان. جنون ينزل من السماء ولا أحد يسمع أنين الأرض. جحيم يهبط على رؤوس الأبرياء، لا يفرّق بين بيت أو خيمة، ولا بين طفل وامرأة".

ما نعيشه شيء يفوق الوصف…
الأحزمة النارية تخلع القلوب، وتصمّ الآذان،
جنونٌ ينزل من السماء، ولا أحد يسمع أنين الأرض!
رحماك يا رب بالنساء والأطفال…
فلا ملجأ لنا سواك.

— عمر محمد العطل (@Oalotol) June 29, 2025

مراكز الإيواء تتحول إلى مقابر

في سياق متصل، أكد مدونون أن الاحتلال خلال 3 ساعات فقط، واثنتين منهما بفارق 10 دقائق، حوّل 3 مدارس للإيواء في شرق غزة وجباليا والتفاح إلى مذابح جماعية، سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى في قصف متعمّد.

خلال 3 ساعات، واثنتين منهم بفارق عشر دقائق فقط، حوّل الاحتلال 3 مدارس للإيواء في شرق غزة وجباليا والتفاح إلى مذابح جماعية.
عشرات الشهداء والجرحى في قصف متعمّد..

مدارس الإيواء أصبحت مقابر، والعالم يُشاهد بصمت.

— mohammed haniya (@mohammedhaniya) June 29, 2025

وأشاروا إلى أن مدارس الإيواء تحولت إلى مقابر جماعية، والعالم يُشاهد بصمت مخزٍ. كما وصفوا الاستهداف الممنهج لأكبر أماكن النزوح في مدينة غزة وشمالها بأنه حلقة جديدة من حلقات الإبادة الجماعية، حيث لم تتوقف الأحزمة النارية ولا روبوتات الاحتلال المفخخة عن قصف المنطقة منذ 24 ساعة.

إعلان

وأضافوا أن 4 مراكز إيواء تعرضت لهجمات شرسة خلال الساعات الأخيرة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وسط اكتظاظ شديد، بعد أوامر الإخلاء التي طالت أحياء مثل الزيتون وجباليا.

هجمة شرسة على مراكز الإيواء
أربعة مراكز استُهدفت في الساعات الأخيرة لتخلف عدد من الشهداء والجرحى نظرا للإكتظاظ بعد أوامر الإخلاء في حي الزيتون وجباليا صباح اليوم
مدرسة الفلاح في حي الزيتون
مدرسة حلاوة في جباليا
مدرسة حليمة السعدية في جباليا
مجموعة مدارس يافا في حي الزيتون pic.twitter.com/dMtLvmxPT5

— hamla kaddour (@HamlaKaddour) June 29, 2025

وأوضحوا أن إحدى المدارس التي كانت تأوي النازحين أُجبرت على الإخلاء تحت القصف، ليتم استهداف العائلات أثناء محاولتها الفرار.

واختتم أحد النشطاء بقوله: "مدارس الإيواء صارت مقابر… خيام النازحين صارت مقابر… مراكز المساعدات صارت مراكز الموت".

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 189 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأحزمة الناریة مراکز الإیواء مدینة غزة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على شاطئ بحر غزة لـ 71 شهيدا وجريحًا

ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على استراحة في شاطئ بحر غزة، اليوم الاثنين، إلى 21 شهيدا فلسطينيا ونحو 50 مصابا.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر طبية قولها إن 21 فلسطينيا على الأقل استشهدوا، بينهم صحفي، وأصيب 50 آخرون، بينهم حالات حرجة، في قصف طائرات الاحتلال الحربية استراحة "الباقة" على شاطئ بحر غزة، مشيرة إلى أن أعداد الشهداء والمصابين قابلة للزيادة.

وأضافت أن من بين الشهداء الصحفي إسماعيل أبو حطب، فيما أصيبت الصحفية بيان أبو سلطان بجروح، ولم يتضح بعد طبيعة إصابتها.

وباستشهاد أبو حطب، ترتفع حصيلة شهداء الأسرة الصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع منذ 21 شهرا إلى 227 صحفيًا وصحفية.

ومنذ السابع من شهر أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 56 ألفا و531 فلسطينيا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 133 ألفا و642 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 56 ألفا و531 فلسطينيا

غارات إسرائيلية جديدة على غزة تسفر عن 72 شهيدًا

استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة العشرات برصاص الاحتلال أثناء انتظار المساعدات بغزة

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على شاطئ بحر غزة لـ 71 شهيدا وجريحًا
  • قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي / شاهد
  • غزة تحت القصف الإسرائيلي.. استهداف مباشر للنازحين والصحفيين وجريمة في رفح
  • القنصل الإيراني: التبادل التجاري بين العراق وإيران لم يتوقف خلال القصف الإسرائيلي
  • رئيس أركان الجيش الإيراني يهدد إسرائيل بالرد على ضرباتها إذا كررت القصف
  • الأردن ينسحب من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكأس العالم لكرة السلة.. وإشادات
  • اليمن يوسع نطاق الردع.. بئر السبع في دائرة القصف
  • "فتوح" يُعقّب على الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لمراكز الإيواء بغزة
  • عشرات الشهداء بسبب القصف الإسرائيلي بغزة .. وجوتيريش: عمليات الإغاثة التي تدعمها أمريكا غير آمنة