دخان.. تعكسه مرآة صغيرة
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
د. قاسم بن محمد الصالحي
قبضَ ابن إيلون ماسك "X Æ A-Xii" كفّيه، تارة يضمهما فوق رأس أبيه، وتارة أخرى يفردهما على الهواء، ثم خاطبه الرئيس دولاند ترامب الجالس على كرسيه في قاعة مكتب البيت الأبيض، مستخرجًا إجابات منه لتهدئته!، راح يَجول بها في تصريحات كالدخان العظيم، مادًا أصابعه المتيبسة، خلال حديثه عن الذكاء الاصطناعي وعالم التكنولوجيا، ودخانًا كثيفًا لسيناريوهاته التي يريدها للعالم والبشرية، بشراكة إيلون ماكس، في مشهد ينتهك بروتوكول العمل في المكتب البيضاوي!
تفقَّد الطفل الصغير المكان الذي يرسم فيه ما يراد للعالم من تحولات.
أين أنا؟، يمكن قراءة تساؤله في شفتيه وتقاطيع وجهه البريء، وذهن طفولته، ودوران عيناه في كلِّ اتجاه، اللتان تتبعان كلَّ حركة تصدر عن ساكن البيت الأبيض، وقهقهات الموجودين، لكنَّه في الوقت نفسه لا يفقه شيئًا.. سوى ما تلتقطه عدسات عينيه وهي تَحتضن حركة ما يدور حوله؛ لعلَّه يرى الموجود مثلَ ألعابه، فيعلِّل نفسه الحيرى بما يجري، مرَّة بعد مرة.. يَضغط بكفِّه على وجه ورأس أبيه، يتحسَّس حرارتهما، كأنَّه يَطمع أن تحدث معجزة ما، فيَظفر بفهم يوازي تفكيره الصغير، وبين الفينة والفينة.. كان يحرك جسده لأجل استيعاب الصوَرة التي تختزل في ذاكرته.
إحساسٌ طفولي يغمره نزولًا من رأسه، وكساء من البهجة تلف وجهه، إحساس يتعملَق وهو يرى من حوله يَغدون ويروحون، غير عابئين بتصرفاته.. ولأنَّه لا يعرف أحدًا من الذين يَراهم، يطلَب الاستعانة برأس ووجه أبيه ليحدِّد موقعه بينهم، لكنَّه موقِن من أنَّ صورة المكان باتت موصولة بل منقوشة في ذهنه الصغير!.. ما الذي يراد من وجوده، سؤال قد يطرحه عقل من رأى المشهد، ولعلنا هنا نسرد ما قد يكون إجابة لما يدور في ذهن "X Æ A-Xii"، الذي ارتخى جسدُه على بلاط المكتب البيضاوي يتفحص انعكاس صورته عليه، وإحساسه ببرودة الأرض تحته.
هنا.. لا نريد أن نثقل السرد عن "X Æ A-Xii"، بل نقصد تناول وجوده تحت كثافة دخان تصريحات الرئيس ترامب وكلمات إيلون.. أما طريقتنا في تناول حركات "X Æ A-Xii" ووجوده في مكان ليس لمن هو في سنه، هي أننا نورد ملخص، لحدث أثار تفاعلًا واسعًا بلغة سهلة.. حينما اصطحب إيلون ماسك ابنه الصغير إلى اجتماع رسمي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في ١١ فبراير 2025م، ودفع ترامب الى محاولة تهدئته.. هذا الحدث وأخرى غيرها تعكس تفاعلات متعددة الأوجه بين ترامب وماسك، تتراوح بين التعاون والدعم في قضايا تقنية والهجرة، إلى مواقف إنسانية عفوية أثارت جدلًا عامًا.. يبدو أن إيلون ماسك أحضر ابنه لتوجيه رسائل معينة، ربما أولها إشارة لعلاقته القوية مع الإدارة الأمريكية، إلى جانب الإشارة الرمزية حول الأجيال القادمة ودورهم في مجال التكنولوجيا، لكون أن ماسك منخرط في مشاريع مستقبلية كاستكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي، وربما وجود ابنه يستهدف نقش مستقبل عالم العلم والتعليم في ذهنية جيله والأجيال القادمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
أطفال الفاشر.. قلوب صغيرة ترتجف في مدينة محاصرة بالقصف.. توقف التكايا ينذر بالجوع
متابعات تاق برس- كشفت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر عن تعرض أحياء مدينة الفاشر منذ مساء أمس وحتى اليوم لقصف مدفعي عنيف ومكثف، فيما توقفت التكايا ونفدت المواد الغذائية من المخازن والمراكز الإغاثية، مما زاد من هشاشة الوضع الإنساني.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في بيانها: “مع توقف التكايا يوم أمس ونفاد المواد الغذائية، الآن قصف مدفعي عنيف ومكثف على الأحياء السكنية المختلفة ومراكز الإيواء والطرقات والأشجار.. البيوت تهتز على رؤوس ساكنيها والخوف يخيم على أطفال مدينة أنهكها الحصار وأحرقها الصمت والخذلان”.
الفاشرتنسيقية لجان المقاومةقصف مدفعي