إلى أي مدى يقترب الدولار من الانهيار؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
نشرت صحيفة "إيكونوميست" تقريرا حول تأثير عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على مكانة الدولار الأمريكي كملاذ آمن، مبينة أن المستثمرين أصبحوا معتادين على الاضطرابات السياسية والاقتصادية، إذ لم تُحدث قرارات كبيرة مثل فرض رسوم جمركية أو تهديد بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي سوى ردود فعل محدودة في الأسواق.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21، إن المستثمرين الأمريكيين تعرضوا لصدمات متتالية منذ إعادة انتخاب ترامب، لدرجة أنه أصبح من الصعب مفاجأتهم في الوقت الحاضر، حتى أن الإعلانات التي كانت تعد زلزالية، لم تعد تثير سوى ردود فعل فاترة، وقد حدث استثناء نادر في 16 تموز/ يوليو.
وتابع، "عندما بدا أن ترامب يفكر في إقالة جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ولكن حتى في ذلك الوقت كان رد الفعل محدودًا نسبيا: ارتفاع في عوائد سندات الخزانة وتراجع قيمة الدولار، ثم تراجع ترامب عن قراره وعادت الأمور إلى طبيعتها. وفي اليوم التالي سجلت أسواق الأسهم الأمريكية أعلى مستوياتها على الإطلاق".
وأردف، أنه "على الرغم من اعتياد المستثمرين على هذه الفوضى، إلا أنهم لا يتجاهلونها تماما، وإحدى علامات قلقهم انخفاض الدولار بنسبة 10 بالمائة تقريبًا مقابل سلة من عملات العالم الغني منذ تنصيب ترامب، بعكس توقعات وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي اعتقد أن الرسوم الجمركية ستعزز الدولار من خلال تقليل حاجة الشركات الأمريكية لشراء العملات الأجنبية. وهناك أسباب كثيرة تدفع المستثمرين إلى توخي الحذر بشأن شراء الأصول الأمريكية".
ولكن ما مدى الضرر الذي لحق بمكانة أمريكا كملاذ آمن لتخزين الأموال؟
أوضحت الصحيفة أن أسباب القلق في هذا الشأن تبرز عند النظر إلى المحرك التقليدي لتحركات الدولار: الفروق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وبقية العالم؛ فقيمة عملات الدول المتقدمة عادة ما تزداد مع ارتفاع أسعار الفائدة، إذ يسعى المستثمرون الأجانب للاستفادة من العوائد الأفضل، لكن هذه العلاقة انهارت مؤقتا في نيسان/ أبريل،
وعندما دفعت إعلانات ترامب بشأن الرسوم الجمركية المستثمرين إلى بيع الأصول الأمريكية، ما أدى إلى قفزة في عوائد سندات الخزانة وانخفاض حاد في قيمة الدولار، وهذا النمط شائع في الأسواق الناشئة، وقد ظهر أيضًا في أزمة سوق السندات البريطانية سنة 2022.
ومنذ نيسان/ أبريل، عادت العلاقة بين الدولار وفروق أسعار الفائدة إلى مسارها الطبيعي، لكن الدولار لم يستعد بعد ما فقده من قيمة، مما يشير إلى ضرر مستمر في تقييمه، وعلى الرغم من أن الاعتماد فقط على فروق أسعار الفائدة لا يعطي تقييمًا قاطعا، نظرًا لتأثير عوامل أخرى، إلا أن هذه المؤشرات تدل على أن ترامب قد تسبب في ضرر حقيقي.
وأضافت الصحيفة أن أحد السمات الأخرى المميزة الأخرى للدولار هو أنه يرتفع في أوقات اضطراب سوق الأسهم؛ حيث يندفع المستثمرون إلى الأصول الأمريكية الآمنة، وقد انقلب هذا النمط أيضًا في نيسان/ أبريل؛ حيث ارتفع مؤشر "فيكس" مع انخفاض قيمة الدولار، وهو مقياس لتقلبات سوق الأسهم غالبا ما يُستخدم كمؤشر على خوف المستثمرين.
ووفق الصحيفة فقد اقترح ستيفن كامين من معهد "أمريكان إنتربرايز"، استخدام العلاقة بين مؤشر "فيكس" والدولار كمقياس لهشاشة الدولار، ويساعد ذلك في عزل اللحظات التي ينفر فيها المستثمرون من الدولار. ويُظهر مقياس كامين هشاشة متزايدة بعد يوم التحرير، والتي تفاقمت على مدار الأسابيع التالية، غير أن المؤشر عاد بعد ذلك إلى مستوياته السابقة، حيث ظل ثابتًا عندها على مدار الشهر الماضي.
ويشير كل ذلك إلى أن الدولار قد يكون متضررا بشدة، لكن الضرر لا يزداد سوءا، وقد يتطلب أي تدهور إضافي أزمة خطيرة أخرى تتجاوز المشهد اليومي في البيت الأبيض الذي بات المستثمرون لا يكترثون له.
وختمت الصحيفة التقرير بأن هناك العديد من بؤر التوتر المحتملة. على سبيل المثال، إذا تم تنفيذ تهديدات الرئيس الأخيرة بفرض تعريفات جمركية في الأول من آب/ أغسطس، فإن معدلات الرسوم الجمركية الفعلية في أمريكا سترتفع إلى المستويات نفسها التي أثارت القلق في نيسان/ أبريل,
كما أن الضغط السياسي على الاحتياطي الفيدرالي قد يخرج عن السيطرة، وهناك دوما احتمال لأشياء غير متوقعة مع ترامب. لذا، فإن حجم الضرر الحقيقي الذي لحق بالدولار قد لا يظهر إلا عندما تحدث الأزمة التالية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الدولار انهيار الدولار الأزمة الاقتصادية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
وفاة عملاق المصارعة الأمريكي الذي أسر قلوب الملايين.. ترامب: فقدنا رمز القوة والقلب الكبير
توفي تيري “هالك هوغان” بوليا، المصارع الأمريكي الشهير، الخميس في منزله بولاية فلوريدا عن عمر 71 عاماً، إثر تعرضه لسكتة قلبية، وفقاً لتصريحات الشرطة الأمريكية.
ووفقاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية، تواجدت فرق الشرطة والإسعاف أمام منزل هوغان صباح الخميس، حيث تلقى العلاج الميداني قبل نقله إلى مستشفى مورتون بلانت، حيث أعلن عن وفاته.
ولم يتم الكشف حتى الآن عن سبب الوفاة النهائي، مع العلم أن هوغان كان قد خضع لعملية جراحية في الرقبة خلال مايو الماضي. ونفت زوجته الشائعات التي ترددت حول دخوله في غيبوبة بعد العملية، مؤكدة قوة قلبه.
وأعربت منظمة المصارعة العالمية الترفيهية WWE، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، عن حزنها العميق لوفاة هوغان، مشيرة إلى دوره الكبير في رفع شعبية المصارعة وتحويل المنظمة إلى ظاهرة عالمية خلال ثمانينيات القرن الماضي. واصفة إياه بأنه أحد أشهر شخصيات ثقافة البوب، ومشيدة بمساهماته وتأثيره الكبير على رياضة المصارعة.
بدأت مسيرة هوغان الاحترافية في أواخر السبعينيات، لكنه حقق انطلاقته الحقيقية منتصف الثمانينيات عندما ساعد فينس مكمان في تحويل اتحاد WWF إلى شركة عالمية، مما جعل هوغان نجماً لا يُضاهى، خاصة مع موسيقى دخوله الشهيرة “Real American” وعبارته الأيقونية “ماذا ستفعل عندما تجتاحك الهالكامانيا؟”.
يُذكر أن أبرز لحظات هوغان كانت في مباراة تاريخية ضد أندريه العملاق خلال “WrestleMania III” عام 1987، والتي اعتُبرت من أشهر لحظات المصارعة. استمرت هيمنته على WWE حتى منتصف التسعينيات قبل انتقاله إلى منظمة WCW.
بالإضافة إلى مسيرته في المصارعة، شارك هوغان في أفلام ومسلسلات تلفزيونية، لكنه تعرض لعدة فضائح كان أبرزها قضية تسريب شريط جنسي في 2012، ما أدى إلى قطع علاقته مع WWE مؤقتاً.
ونعى الرئيس الأميركي دونالدو ترمب، أيقونة مصارعة المحترفين هالك هوغان، الذي توفي الخميس، عن عمر ناهز 71 عاماً قائلاً في حسابه على موقع «تروث سوشيال»: “فقدنا اليوم صديقاً عزيزاً، لقد كان هالك هوغان رمزاً لشعار (لنجعل أميركا عظيمة من جديد) بكل معنى الكلمة، كان قوياً، وصلباً، وذكياً، ولكنه يتمتع بقلب كبير. لقد ألقى خطاباً مؤثراً للغاية في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وكان من أبرز أحداث الأسبوع. إنه أمتع الجماهير من جميع أنحاء العالم، وكان تأثيره الثقافي هائلاً. إلى زوجته سكاي، وعائلته، نتقدم بأحر التهاني وأصدق المواساة. سنفتقد هوغان كثيراً!”
كما نعاه تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية، برسالة مؤثرة عبر منصة “إكس”، معبراً عن تقديره الكبير لإسهامات هوغان في عالم المصارعة.
تيري “هالك هوغان” الذي توج بستة ألقاب في WWE ودخل قاعة مشاهير اتحاد المصارعة عام 2008، سيظل في ذاكرة عشاق المصارعة كأحد أعظم نجوم اللعبة على الإطلاق.