توصلت الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الباهظة التي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها على سلع حليفتها الآسيوية.
وبموجب الاتفاق التجاري بين البلدين، انخفضت الرسوم الجمركية على الصادرات اليابانية إلى أمريكا لتصل إلى 15 بالمئة بدلاً من 25 بالمئة. كما تضمن الاتفاق تعهدًا من اليابان باستثمار 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، وفقًا لـ”سكاي نيوز عربية”.


ويعتبر الاتفاق الأكثر أهمية في سلسلة الصفقات التجارية التي توصل إليها البيت الأبيض، إذ تم الاتفاق قبل الموعد النهائي لفرض رسوم في الأول من أغسطس .
وكان ترامب قد قال على منصة تروث سوشيال: “وقعتُ للتو أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ مع اليابان. هذه فترة مميزة للغاية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أننا سنحافظ دائمًا على علاقة ممتازة مع اليابان”.
من ناحيته، أشاد رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الذي يواجه ضغوطا سياسية بعد هزيمة انتخابية كبيرة يوم الأحد، بالاتفاق ووصفه بأنه “أقل رقم بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة”.
وأضاف إيشيبا بأن الجانبين اتفقا أيضًا على خفض الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على السيارات اليابانية من 25 إلى 15 بالمئة.
يذكر أن صادرات السيارات تمثل أكثر من ربع صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

اتفاق التجارة الأميركي الياباني يجنّب الاقتصاد العالمي السيناريو الأسوأ

أكدت وكالة رويترز -في تحليل نشرته أمس الأربعاء- أن الاتفاق التجاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة واليابان قد يشكّل مرجعاً أساسياً للعديد من الاتفاقات التي يجري التفاوض بشأنها حالياً مع واشنطن، مرجحة أن الاقتصاد العالمي يمكنه أن يتكيّف مع مستوى الرسوم الجديد البالغ 15%.

وبحسب الوكالة، ينص الاتفاق على:

خفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات اليابانية إلى 15% بعدما كانت تبلغ 27.5%. خفض  الرسوم التي كان من المفترض أن تُطبق على سلع يابانية أخرى اعتباراً من الأول من أغسطس/آب، من 25% إلى 15%.

ويُعد الاتفاق مع رابع أكبر اقتصاد في العالم الأكثر أهمية ضمن سلسلة من الاتفاقات التي أبرمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن، إذ يتضمن التزامات استثمارية وقروضاً موجّهة نحو السوق الأميركية، ويزيد من الضغوط على الصين والاتحاد الأوروبي اللذين يواجهان مواعيد حاسمة خلال أغسطس/آب، وفقاً لما ذكرته رويترز.

الرسوم لا تزال مرتفعة لكن يمكن التعايش معها

ورغم أن مستوى 15% لا يُعد منخفضاً، فقد نقلت رويترز عن عدد من الاقتصاديين أن مثل هذا المستوى يظل مقبولاً مقارنةً بحالة الغموض السابقة التي جعلت من المستحيل على الشركات وضع خطط استثمارية واضحة.

الأسواق المالية استجابت بارتياح للاتفاق الياباني الأميركي (غيتي)

وأشار موهيت كومار كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة "جيفريز" إلى أن "متوسط الرسوم الجمركية الأميركية بلغ حوالي 2.5% عام 2024، بينما يقف حالياً عند نحو 17%" وذلك في إشارة إلى الزيادة التي أعقبت إعلان ترامب في الثاني من أبريل/نيسان عن يوم "تحرير التجارة".

وأوضح كومار "السيناريو المرجّح هو أن تستقر الرسوم الجمركية في حدود 15%، رغم أن الاتفاقات الأخيرة توحي بإمكانية تجاوز هذا المستوى قليلاً".

وأضاف "من منظور الاقتصاد الكلي، هذا تطور سلبي، ولكن يمكن للاقتصاد العالمي تحمّله".

إعلان ارتياح بالأسواق ومكاسب قطاع السيارات

وقالت رويترز إن الأسواق المالية أظهرت ارتياحاً ملحوظاً بعد الإعلان عن الاتفاق. فقد قفز مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3.5% أمس قبل أن يواصل الارتفاع اليوم ويسجل زيادة بـ2.2%.

وارتفعت أسهم شركات السيارات الأوروبية على خلفية آمال بتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مماثل مع واشنطن.

وفي هذا السياق، صرّح ديريك هالبيني رئيس وحدة الأبحاث في بنك "إم يو إف جي" في لندن بأن "المعيار الجديد للاقتصادات الكبرى سيكون بين 10% و15%، مع احتمالات فرض مستويات أعلى قليلاً على الدول الأصغر".

وقال دان هيرلي خبير المحافظ لدى "تي روي برايس" في تعليقات عبر البريد الإلكتروني "تؤكد هذه الصفقة التجارية مع الولايات المتحدة مجددا على العلاقة على المستويين الإستراتيجي والاقتصادي.. على أساس 3-5 سنوات، ما زلنا متفائلين بشأن الأسهم اليابانية.. التقييمات ليست مبالغا فيها بأي حال من الأحوال".

وبعد توقيف الاتفاق أمس، ارتفعت أسهم شركة "فولفو" بأكثر من 10%، بينما صعدت أسهم شركات "بورشه"، و"بي إم دبليو"، و"مرسيدس-بنز"، و"فولكسفاغن" بين 4% و7%.

وتعد هذه الشركات من أبرز المصدرين إلى السوق الأميركية، مما يجعلها من أكثر المستفيدين من أي تهدئة بالسياسات الجمركية.

وقال جيم ريد محلل الأسواق في "دويتشه بنك" إن الأنباء الإيجابية حول الاتفاق "ساعدت على تبديد مخاوف المستثمرين من احتمال عودة الرسوم إلى مستويات مرتفعة مطلع أغسطس" لكنه أشار في المقابل إلى أن "التهديدات لا تزال قائمة بالنسبة لعدد من الاقتصادات الكبرى، مثل الاتحاد الأوروبي (30%) وكندا (35%) والبرازيل (50%)".

وأضاف "نعرف من التجربة السابقة أن تفاصيل الاتفاقات قد لا تتضح إلا في اللحظات الأخيرة".

أثر على التضخم الأميركي

وأشارت رويترز إلى أن توقعات التضخم الأميركي على المدى الطويل تراجعت قليلاً عقب الاتفاق، مما قد يفسح المجال أمام الاحتياطي الفدرالي الأميركي لتخفيض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام.

ولكن الوكالة أوضحت أن الأسواق لا تزال ترى احتمالات شبه معدومة لإجراء خفض في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للمجلس، في حين لا تتوقع الأسواق أول خفض فعلي للفائدة قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

الاتفاق يتضمن التزامات يابانية بضخ استثمارات وقروض موجهة نحو الأسواق الأميركية (غيتي) الاتحاد الأوروبي بمواجهة اختبار الرسوم

وقالت رويترز إن الاتحاد الأوروبي، الذي يتولى التفاوض التجاري نيابةً عن الدول الأعضاء الـ27، قد يكون الجهة التالية في لائحة واشنطن.

فقد أعلن الرئيس ترامب أنه سيُطبّق رسوماً بنسبة 30% على الصادرات الأوروبية اعتباراً من الأول من أغسطس/آب المقبل، وهو ما دفع الاتحاد إلى التهديد بإجراءات مضادة.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أوروبيين أن مثل هذا المستوى من الرسوم سيكون له أثر بالغ السلبية على اقتصاد القارة الذي يعتمد بشكل رئيسي على التبادل التجاري، وقد يؤدي إلى تدمير قطاعات كاملة من التجارة العابرة للأطلسي.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي كان يأمل في التوصل إلى اتفاق على مستوى 10%، لكنه بات يتوقع الآن معدلات أعلى بعد فشل المفاوضات السابقة في كبح التوجه الأميركي.

إعلان الصين أمام مهلة مصيرية

وتواجه الصين مهلة نهائية في 12 من أغسطس/آب المقبل، حيث ستُعاد تفعيل رسوم أميركية تصل إلى 145% على صادراتها، مقابل رسوم بنسبة 125% على البضائع الأميركية المتجهة إلى الصين، في حال عدم التوصل إلى اتفاق أو تمديد المفاوضات.

وأكدت مؤسسة "آي إن جي" المالية أن الاتفاق الأميركي الياباني "سيزيد الضغوط على مصدّري آسيا الكبار لإبرام صفقات أفضل" مشيرة إلى أن "اتفاقات قد أُبرمت بالفعل مع الفلبين وإندونيسيا، ومن المتوقع التوصل إلى اتفاقات إضافية قبل الأول من أغسطس/آب".

وبحسب رويترز، فإن اتفاق التجارة الأميركي الياباني قد يكون بمثابة إنقاذ مرحلي لتفادي أزمة تجارية عالمية كانت وشيكة، لكنه لا يشكّل بالضرورة نهاية مسار المواجهات التجارية المتصاعدة.

مقالات مشابهة

  • تقليص الرسوم الجمركية وفتح الأسواق أمام السلع الأمريكية| تفاصيل
  • باكستان والولايات المتحدة يقتربان من التوصل لاتفاق تجاري بينهما
  • ترامب يعلّق على اتفاق تجاري محتمل مع الاتحاد الأوروبي
  • الولايات المتحدة تبرم صفقة تجارية تاريخية مع اليابان
  • الاتحاد الأوروبي يدلي ببيان عن اتفاق تجاري مع واشنطن
  • اتفاق التجارة الأميركي الياباني يجنّب الاقتصاد العالمي السيناريو الأسوأ
  • مع اقتراب أغسطس.. اشتعال حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة ودول العالم
  • شركات السيارات الأميركية تنتقد اتفاق ترامب مع اليابان
  • ترامب يفرض شرطاً مقابل خفض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
  • اتفاق تجاري مع إندونيسيا .. ترامب يتعهد بخفض الرسوم الجمركية مقابل فتح الأسواق