عربي21:
2025-12-09@06:50:16 GMT

افتحوا المعبر فغزة درع مصر الاستراتيجي

تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT

منذ ما يقارب العامين، لا تدور حرب على أعتاب الحدود المصرية فحسب، بل هي اختبار قاسٍ للمبادئ، معركة غير متكافئة بين إرادة الصمود في غزة وبين غطرسة الكيان الصهيوني، المدعوم بلا خجل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وبلا حياء من بعض الأنظمة العربية كالإمارات.

لقد بلغ هذا التحالف الصهيوني الغربي مبلغا من الفوقية حاصر فيه أهلنا في غزة، جردّهم من كل مقومات الحياة: طعام وماء ودواء وكساء، تاركا إياهم فريسة شمس الصيف الحارقة وبرد الشتاء القارس.



الأكثر إيلاما، هو المشهد المخزي الذي يرى فيه كل مصري نظام السيسي شريكا في هذا الحصار، يغلق معبر رفح ويقطع شرايين الحياة عن غزة وأهلها المرابطين.

ولئن كان نظام السيسي قد بلغ هذا الحد من المشاركة في هذا الحصار المُميت، فالسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: أين عقلاء الدولة المصرية؟ ألم يبقَ بينهم من يملك الشجاعة ليأخذ على يد هذا النظام ويفتح المعبر لإغاثة أهلنا في غزة؟

إنها ليست مجرد دعوة دينية تمليها علينا عقيدتنا الإسلامية، ولا نداء عروبي يفرضه علينا وحدة اللغة، ولا حتى مجرد استغاثة إنسانية يمليها ضمير حي، إنها دعوة تمليها ضرورات الأمن القومي المصري، والذي تمثل فيه غزة ومقاومتها اليوم خط الدفاع الأول لمصر في مواجهة الكيان الصهيوني، عدوها الاستراتيجي الأول.

المقاومة الفلسطينية: جيش مصر الميداني الأول

منذ أن عبرت قواتنا الباسلة قناة السويس وحطمت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر" في أكتوبر 1973، ترسخت حقيقة واحدة لا لبس فيها في الوجدان المصري: الكيان الصهيوني هو العدو الاستراتيجي الأول لمصر. إن صون الأمن القومي ليس ترفا، بل هو يقظة دائمة، وإرادة صلبة، وفهم عميق لطبيعة الصراع الوجودي معه.

اليوم، بينما يتواصل العدوان الوحشي على قطاع غزة الذي تجاوز ضحاياه 59 ألف شهيد فلسطيني، وتتعثر المفاوضات بوساطة مصرية تفتقر أحيانا للقوة، يبرز المشهد كتحدٍّ متعدد الأبعاد يتجاوز الإطار الإقليمي، وتأتي تصريحات التمويل الأمريكي لسد النهضة الإثيوبي كتهديد مائي إضافي يلقي بظلاله. كل هذا يؤكد أن اللحظة الراهنة تستدعي استلهام روح أكتوبر لإعادة تقييم جذري لموقع المقاومة الفلسطينية، في معادلة الأمن القومي المصري الشامل، بعيدا عن أي سجالات سياسية ضيقة أو حسابات آنية.

غزة.. الحصن الاستراتيجي الشرقي لمصر

لا بد أن ترتكز الرؤية المصرية على إدراك عميق للدور المحوري الذي يلعبه وجود قوة مقاومة منظمة في غزة، وذلك من عدة محاور حاسمة:

المحور الأول: منع التمدد الصهيوني وخلق منطقة عازلة:

إن زوال المقاومة سيخلق فراغا أمنيا خطيرا، أو ما هو أسوأ، سيؤدي إلى سيطرة صهيونية مباشرة على القطاع. حينها ستجد القاهرة نفسها وجها لوجه مع قوات الاحتلال على كامل حدودها الشرقية، وفي مقدمتها حدودها البحرية الأكثر حساسية. إن وجود المقاومة يشكل جيش مصر الميداني الأول؛ حاجزا يفرض على الكيان الصهيوني تكلفة باهظة لأي محاولة سيطرة كاملة أو توغل. هذا الواقع يحول دون تحقيق هذا الكابوس الاستراتيجي الذي يتهدد مصر.

المحور الثاني: الحفاظ على حيوية القضية الفلسطينية:

فلسطين ليست مجرد قضية خارجية لمصر، بل هي جوهر سياستها الخارجية ومرتبطة ارتباطا وثيقا بهويتها القومية. استمرار المقاومة يضمن بقاء القضية حية على الأجندة الدولية، ويمنع تصفيتها عبر حلول أحادية الجانب، ويعزز بلا شك الدور القيادي لمصر على الصعيد الإقليمي.

المحور الثالث: سدّ الطريق أمام التهجير القسري إلى سيناء:

يمثل الدفع الجماعي للفلسطينيين نحو سيناء أحد أبرز المخاوف الوجودية لمصر. صمود المقاومة داخل غزة يحمي سيناء من عبء ديموغرافي وأمني واقتصادي مدمر.

ثماني أدوات للنفوذ المصري في إدارة المعادلة

يجب أن تمتلك مصر ترسانة متعددة الأبعاد لإدارة هذه الأزمة المعقدة ودعم الصمود الفلسطيني، ومن أهم هذه الأدوات:

1- قوة الردع العسكري للجيش المصري:

يمثل الجيش المصري القوة الحاسمة في هذه المعادلة. فبعد عامين من الحرب الصهيونية المدمرة مع غزة، بالإضافة إلى الحرب الخاطفة مع إيران، أصبح الكيان الصهيوني منهكا عسكريا، واقتصاديا، ومعنويا.

يُدرك الكيان الصهيوني جيدا عدم قدرته على خوض حرب على جبهتين، أو حتى مواجهة محدودة مع الجيش المصري في ظل هذه الظروف الراهنة. إن أي تصعيد مع مصر سيكون بمثابة ضربة قاضية للكيان الصهيوني، مما يمنح القاهرة نفوذا غير مسبوق لفرض شروط تحمي أمنها القومي.

2- العمق الأمني في سيناء:

على مصر استغلال الانتهاك الصهيوني لاتفاقية السلام لتعزيز الوجود العسكري المصري على الحدود مع غزة خصوصا، وفي سيناء عموما. هذا يعزز الموقف التفاوضي، ويحمي الأمن القومي من التداعيات الخطيرة للأزمة، ويوفر -ضمن إطار مرن- إمكانيات "إدارة" محدودة لتدفقات عبر الحدود لدعم صمود القطاع أو حتى مواجهة جيش الكيان الصهيوني إن استوجب الأمر ذلك.

3- الوساطة الحاضنة للمقاومة والغطاء التفاوضي:

عندما يدرك الكيان الصهيوني رفض مصر القاطع للقضاء على المقاومة، فإن ذلك يمنحها هامشا تفاوضيا أوسع، ويحد من قدرة تل أبيب على فرض شروطها القصوى، ويدفعها في النهاية إلى قبول مطالب جوهرية كوقف دائم لإطلاق النار ورفع الحصار.

4- السيطرة الاستراتيجية على معبر رفح:

بوصفه الشريان الحيوي الوحيد لغزة، يمنح المعبر مصر نفوذا حاسما في التحكم بتدفق المساعدات الإنسانية (وإن كان نظام السيسي يستخدمه الآن ضد أهل غزة ولصالح الكيان الصهيوني) والأفراد والبضائع، ليصبح أداة ضغط لتحقيق المصالح المصرية المتوافقة مع استمرار المقاومة.

5- قنوات الاتصال المباشر مع المقاومة:

على مصر أن تمتلك قنوات اتصال فريدة ومباشرة مع قيادة المقاومة. هذا يمكنها من فهم الديناميكيات الداخلية، وتقديم الدعم الضروري لصمود غزة.

6- النفوذ الدبلوماسي والإقليمي والدولي:

يجب أن تستغل مصر دورها التاريخي كوسيط رئيس يمنحها شرعية دولية لا مثيل لها لحشد الدعم للقضية الفلسطينية، وممارسة الضغط اللازم على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه ورفض التهجير، والتنسيق الفعال مع قوى إقليمية وازنة كتركيا وقطر لتشكيل جبهة ضغط موحدة.

7- القوة الناعمة والإعلام:

لا بد لمصر من الاستغناء عن الوجوه الإعلامية ذات التوجه الصهيوني واستبدالها بوجوه وطنية مخلصة. هذا يعزز النفوذ الإعلامي المصري، ويسهم في تشكيل الرأي العام العربي والدولي الداعم للمقاومة وفضح جرائم الاحتلال. كما يجب أن تسمح مصر بالتحركات الشعبية (الحقيقية وليست المصطنعة على عين النظام) بإرسال رسائل قوية عن عمق التأييد الشعبي لقضية غزة.

8- البحر الأحمر:

برغم عدم قيام مصر بدورها المنوط بها كأم الدول العربية كاملا حتى الآن، إلا أن موقفها من عمليات الحوثيين في البحر الأحمر يكشف عن عمق استراتيجي لدى متخذ القرار العسكري المصري.

لقد تحملت مصر تكلفة السيطرة اليمنية على البحر الأحمر -رغم تأثيرها السلبي على حركة الملاحة بقناة السويس- ورفضت المشاركة مع التحالف الأمريكي ضد الحوثيين، رغم قدرتها.

فضغط الحوثيين على الملاحة المتجهة للكيان الصهيوني يشكل دعما مباشرا لموقف المقاومة في غزة ويشتت جهود العدو.

الخلاصة: استراتيجية دعم غزة لا تقبل التردد

تشكل غزة، بصمودها الأسطوري رغم الوحشية الصهيونية، حجر الزاوية في الأمن القومي المصري. إن دعم مصر للمقاومة -دبلوماسيا ولوجستيا وأمنيا- مدعوما بقوة الردع العسكري، والموازنة الدقيقة لملف اليمن، والتصدي للتحديات المائية، ليس خيارا تكتيكيا عابرا، بل هو استراتيجية وجودية تحمي الحدود وتضمن الاستقرار وتحافظ على المكانة القيادية لمصر. أمن مصر يبدأ من أمن غزة وحياة المصريين مرتبطة ارتباطا استراتيجيا بحياة أهل غزة.

واستمرار العدو في حصار أهل غزة، ومحاولة السيطرة أو تفكيك المقاومة؛ يهدد الأمن القومي المصري جوهريا. وقرار دعم غزة هو الضامن لمستقبل آمن لمصر وللأجيال القادمة في ظل هذه المعادلة الإقليمية والدولية المعقدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء المصرية غزة الحصار المقاومة الاحتلال مصر احتلال مقاومة غزة حصار قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مدونات قضايا وآراء مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمن القومی المصری الکیان الصهیونی فی غزة

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة ينظم احتفالية الختم المصري للمساواة بين الجنسين EGES

نظم المجلس القومي للمرأة احتفالية الختم المصري للمساواة بين الجنسين EGES  ، وذلك بحضور المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، جاءت الاحتفالية بحضور كل من الدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيسة المجلس، وكل من الدكتورة ميرفت أبوعوف ، والمستشارة ماريان قلدس،  والدكتورة ماريان عازر والدكتورة أماني عصفور،  و الدكتورة رشا مهدي و المهندسة هدى منصور ، والدكتور عصام العدوي ، عضوات وأعضاء المجلس القومى للمرأة، وؤ إيمان خليفة الأمينة العامة للمجلس،و المستشارين محمد سويدان وهانى جورجى المستشارين القانونيين المجلس ، وعدد من قيادات المجلس، وممثلي شركات القطاع الخاص، وممثلي المؤسسات المحلية والدولية، بالاضافة لكلمة مسجلة للوزيرة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى

هدفت الاحتفالية إلى الاحتفاء بالشركات التي التزمت بتطبيق معايير المساواة وتكافؤ الفرص داخل بيئة العمل، وتشجيع باقي مؤسسات القطاع الخاص على تبني سياسات داعمة للمرأة، بما يضمن بيئة عمل آمنة وعادلة ومحفزة للإنتاج.

وفى بداية كلمتها توجهت المستشارة أمل عمار،  بخالص الشكر والتقدير لمعالي الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط لدعمها المستمر للمجلس القومي للمرأة ومشاركتها اليوم بكلمة في هذا الحفل الكريم.

وأعربت عن سعادتها وتشريفها و رحبت  بالجميع في هذه الاحتفالية الهامة التي جسدت فيها معا حرص القطاع الخاص بخلق بيئة عمل عادلة وآمنة للمرأة المصرية، فضلًا عن تعزيز مشاركتها الإقتصادية بإعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.

وأضافت:  لقد وضعت الدولة المصرية، بإرادة سياسية واضحة، قضية تمكين المرأة في الصدارة وجعلتها  أولوية قصوى ، ورسخت ذلك في الدستور المصري بنصوص صريحة تعلي مبدأ المساواة وعدم التمييز، وتكفل للمرأة حقها في العمل والمشاركة والقيادة، وقد جاءت الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 لتترجم هذا الالتزام الوطني إلى سياسات وبرامج عملية جعلت من التمكين الاقتصادي محورًا رئيسيا يدعم العدالة الاجتماعية ويرفع من تنافسية الاقتصاد المصري.

وتابعت : ولا يفوتني التأكيد على أن هذه الجهود تأتي في ظل دعم غير مسبوق من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل تمكين المرأة إحدى أولويات البناء في الجمهورية الجديدة. مؤكدًا أن مشاركة المرأة ليست خيارًا تكميليا، بل ضرورة وطنية لتعظيم الإنتاج وتنوع مصادر النمو.

وشددت أن ختم المساواة بين الجنسين ليس مجرد اعتماد شكلي، بل هو معيار مؤسسي يترجم التزام المؤسسات بقيم العدالة وتكافؤ الفرص، استنادا إلى نموذج ختم المساواة التابع للبنك الدولي حيث قد صمم وفق معايير دقيقة تشمل التوظيف العادل التطوير المهني وبناء المسار الوظيفي المساواة في الأجور، سياسات مكافحة التحرش والعنف داخل العمل 

وموائمة العمل مع مسؤوليات الأسرة.

وقالت : وقد أصبح هذا الختم اليوم إطارًا مؤسسيًا متكاملاً داخل المجلس القومي للمرأة، ينفذ وفق أعلى درجات النزاهة والشفافية.

وتابعت : ويشرفني أن أعلن أن 15 شركة قد حصلت على شهادة ختم المصري للمساواة بين الجنسين، واليوم نحتفل ب 14 شركة أخري لاعتمادها رسميا. كما وقعت 16 شركة جديدة خطابات نوايا للبدء في مسار الاعتماد، وهو ما يعكس تنامي الوعي المؤسسي بأن المساواة ليست بعدا اجتماعيًا فحسب، بل عنصرًا أصيلا في كفاءة الأداء ورفع الإنتاجية واستدامة النمو.

واستطردت :  السيدات والسادة شركائنا في القطاع الخاص إن رحلتكم نحو الحصول على هذا  الختم هي رحلة مؤسسية ناضجة تبدأ من إعلان رغبتكم بالتعاون، مرورًا بالتوجيه والتقييم الذاتي وتشكيل اللجان الداخلية وإعداد خطط العمل وصولا إلى التقييم المستقل ومنح الشهادة، وفق نموذج  وإدارة للمساواة بين الجنسين (GEM) الذي يجعل من هذا المسار رحلة تطوير حقيقية داخل كل مؤسسة.

وتابعت : إن اختياركم الانضمام إلى هذا المسار يعكس رؤية ومسؤولية وإرادة صادقة ليست التزاما مفروضا، بل قناعة بأن الاستثمار في بيئة عمل عادلة هو استثمار في قوة المؤسسة ومكانتها وإستدامة وجودها، وهي خطوة نثق أنها ستنعكس إيجابا على استقرار مؤسساتكم، وتعزيز قدراتها التنافسية وترسيخ صورتها كشريك مسؤول وواع بقيمة الاستثمار في الإنسان وتمكين النساء.

وأضافت : ولضمان جودة التنفيذ، قام المجلس القومى للمرأة بتأهيل وإعتماد عدد 16 مدققا مستقلا تم تدريبهم خصيصا على آليات التقييم وفق نموذج الختم ليكونوا الضمانة الفنية النزيهة  وضمان الشفافية وتعزيز مصداقية العملية محليًا ودوليًا.

وقالت : إن ما نحتفل به اليوم هو تجسيد واقعي لفلسفة الدولة المصرية في إشراك القطاع الخاص في تنفيذ رؤية وطنية واضحة لتمكين المرأة اقتصاديًا وهو دليل على أن المساواة ليست شعارًا نرفعه، بل ممارسة يومية تترجم في نظم العمل وثقافة المؤسسات وقرارات التوظيف والترقي والتقييم.

وتابعت : وفي هذا الإطار، أتوجه بالشكر والتقدير لكل مؤسسات آمنت بهذا المسار والتزمت بمعاييره ولكل قيادة خصصت وقتًا وموارد لإحداث تغيير حقيقي داخل بيئة عملها، كما أتوجه بالشكر لشركائنا من البنك الدولي ومؤسسة باث فايندر وشركة ) اهيد اوف ذا كيرف ) Ahead of the Curve على دعمهم التقني والفني الذي ساهم في تحويل هذه المنظومة إلى واقع ملموس داخل المجلس القومي للمرأة.

وأضافت : ولا يفوتني في هذا المقام توجيه الشكر لصديقتي الغالية معالي الوزيرة الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة الأسبق ووزيرة التضامن الاجتماعي لكل ما بذلته من جهد لخروج هذا الختم إلى النور ، وكذلك أوجه خالص الشكر للوزيرة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة السابقة و وعضوة المجلس القومي للمرأة ، حيث حصل في عهدها وتحت رئاستها جهاز تنمية المشروعات على "ختم المساواة بين الجنسين " في القطاع العام عام 2019 كأول جهة بالمنظومة الحكومية  تحصل على هذا الختم .

واختتمت كلمتها :  إن طموحنا أكبر من مجرد شهادات للاعتماد؛ طموحنا هو بناء بيئة عمل مصرية تتكافأ فيها الفرص، ويعلو فيها صوت الكفاءة والاستحقاق، وتكون المرأة فيها شريكا كاملا في بناء الوطن ومستقبله.

وقد  تقدمت الدكتورة رانيا المشاط في كلمة مسجلة خلال الإحتفالية بخالص الشكر إلى جهود المجلس القومي للمرأة، حيث يأتي هذا الاجتماع احتفالاً بحصول 14 شركة من القطاع الخاص على شهادة الختم المصري للمساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن تمكين المرأة في المجتمع للمشاركة المتكافئة في سوق العمل هو قاعدة أساسية لبناء اقتصاد تنافسي قادر على الصمود أمام الصدمات والتحولات العالمية المتسارعة حيث تظهر تقديرات البنك الدولي أن تحقيق المساواة بين الجنسين في التوظيف والأجور يمكن أن يرفع الناتج المحلي لإجمالي الفرد بما يصل إلى 20 % على الصعيد المحلي، ويسهم ذلك مباشرة في تسحين رفاهة الأسر وتحسين رأس المال البشري، وفي هذا الإطار يبرز القطاع الخاص كشريك لا غنى عنه فهو الذي يملك القدرة على إعادة تصميم بيئات العمل.

وفي كلمتها استعرضت مي محمود المديرة العامة لمركز تنمية مهارات المرأة دور المركز لدعمه إجراءات الحصول على ختم المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن ختم المساواة بين الجنسين يسترشد بنموذج المساواة بين الجنسين GEM الذي وضعه البنك الدولي وذلك للقضاء على التمييز ضد المرأة وإنهاء الممارسات التي تعيق ترقي النساء إلى المناصب العليا في الشركات، حيث  انطلق الختم المصري للمساواة بين الجنسين في عام 2021، عبر مبادرة مدعومة من البنك الدولي، بالشراكة مع المجلس وبدعم من سفارة المملكة المتحدة في مصر.

و استعرضت صفاء حبيب رئيسة الإدارة المركزية للمراسم والإعلام، نبذة حول مشروع "بيئة عمل آمنة للمرأة في قطاع السياحة"، مؤكدة أن استمرار التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص يمثل مسارًا حقيقيًا للتنمية، وأن المشروع يُعد من أهم النماذج الناجحة التي نُفذت بالشراكة مع القطاع الخاص، مشيرة إلى أن مشروعات المجلس المتنوعة تتكامل جميعها لخدمة هدف واحد وهو تمكين المرأة في جميع المجالات. 

كما استعرضت المهندسة داليا واصل مدير عام إدارة تخطيط المدن السياحية قصة نجاحها في بيئة العمل والتي تقوم على العدالة وعلى تكافؤ الفرص ما ساهم في إطلاق طاقات المرأة على مستوى العمل، مشيرة إلى ضرورة دعم دور الام العاملة ما ينعكس على استقرار المجتمع وتقدمه وبخاصة المرأة التي تهتم بأبناءها من ذوي الهمم.

وخلال الجلسة الحوارية " الختم المصري للمساواة بين الجنسين والعائد على الاستثمار " التى ادارتها الدكتورة مرفت أبو عوف عضوة المجلس، أكدت خلالها المستشارة ماريان قلدس، عضوة المجلس والرئيس التنفيذي للمركز المصري للتحكيم الاختياري وتسوية المنازعات المالية غير المصرفية، أن تعزيز المساواة بين الجنسين داخل الشركات ينعكس مباشرة على زيادة الإنتاجية، مشيرة إلى أن الدراسات الدولية أثبتت أنه مع زيادة اندماج السيدات في سوق العمل وتحقيق المساواة، يمكن أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى ٣٤٪، وهو ما يمثل هدفًا وطنيًا تسعى الدولة المصرية لتحقيقه.

وأوضحت المستشارة ماريان قلدس أن ختم المساواة يُعد أحد الأدوات الداعمة للحفاظ على مكتسبات المرأة وتعزيز بيئة عمل عادلة، 

واستعرضت مستجدات قانون العمل الجديد، والمكتسبات والمزايا  التى منحها للمرأة.

وأضافت مروة حمزة الرئيس التنفيذي للموارد البشرية بشركة راية خلال كلمتها تجربة شركة راية في الحصول على ختم المساواة بين الجنسين، مشيرة الى أهمية المساواة بين الجنسين لجعل بيئة العمل محفزة على الإنتاج ولدعم الحصول على الأرباح، مشيرة الى أهمية دعم السياسات الخاصة بهذا الصدد، كما أشارت إلى مشاركة السيدات في العديد من الصناعات التي كانت حكراً على الرجل منها خطوط الإنتاج، فضلاًً عن المناصب القيادية.

واكدت نهى السباعي، مدير مكتب مؤسسة باثفايندر في مصر والأردن، أن الوصول للتنمية الحقيقية يتطلب تعزيز دور المؤسسات في مختلف القطاعات، خاصة تلك التي تمتلك فرصًا أكبر لتشغيل السيدات، مع التأكيد على أن لكل شركة نموذجها الخاص وآليات عملها في مجالات السياسات، والشمول المالي، والحماية، ومنع العنف ضد المرأة، وأن القطاع الخاص شريك رئيسي في تعزيز تمكين المرأة،

فيما أكدت مريم الجمال رئيس إدارة الموارد البشرية والتنظيم فى بنك الأسكندرية  على أنه تم إحراز تقدم كبير في قانون العمل في مصر، كما أكدت على دور الحوكمة في دعم مجال الشركات والبنوك، مشيرة إلى أن بنك اسكندرية قد حصل على ختم المساواة عام ٢٠٢٥، كما تم زيادة عدد السيدات في المناصب القيادية بنسبة كبيرة، مشيرة إلى أهمية توفير برامج العمل المختلفة  والرعاية الصحية الملائمة للسيدات. 

وأكد محمد أويس، المستشار المالي بشركة إيليت للاستشارات المالية،على أهمية احترام الثقافات المجتمعية خلال تنفيذ البرامج، مشيرًا إلى أن الفريق استعان بالرجال في عمليات التدريب، سواء في المحاسبة أو إعداد خطط الربح والخسارة والتسويق، إلى جانب تدريب السيدات على قوانين الشركات وكيفية استخراج السجل التجاري والبطاقة الضريبية. مؤكدا أن نجاح أي مبادرة يعتمد على رغبة الشركة في التنفيذ وإيمانها بدورها في خدمة المجتمع، مشيرًا إلى أن العمل المجتمعي والاقتصادي لا يكتمل إلا بشراكات حقيقية تعود بالنفع على المرأة والأسرة والاقتصاد.

وفي نهاية اللقاء قامت المستشارة أمل عمار بتسليم الشهادات للشركات الحاصلة على الختم المصري للمساواة بين الجنسين.

وقد  أقيم " معرض المصرية " للمنتجات الحرفية وذلك على هامش الاحتفالية ، والتي تنوعت ما بين المنتجات الحرفية اليدوية الجلدية والقماشية المختلفة، كما تم عرض عدد من الأفلام التسجيلية التي تبرز دور المجلس القومي للمرأة في دعم وتمكين المرأة.

مقالات مشابهة

  • من السيطرة المطلقة إلى القلق.. تحولات في تعامل الكيان الصهيوني مع الأمن السيبراني
  • ضحى عاصي: فوز سلوى بكر هو فوز لمصر.. وفرحت للأدب المصري
  • السيسي وحفتر: استقرار السودان يرتبط بالأمن القومي لمصر وليبيا
  • الرئيس السيسي: استقرار السودان يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي لمصر وليبيا
  • الكيان الصهيوني ومشروع تقسيم السودان
  • طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني في ندوة بجامعة الحديدة
  • مصر القومي: الدولة تصد الأكاذيب الإسرائيلية وتحمي غزة من مخطط التهجير القسري
  • عبد العاطي: الصومال «ركن أساسي» في منظومة الأمن القومي المصري والعربي والإفريقي
  • ناطق “حماس”: العدو الصهيوني يتمسك بمخطط التهجير من غزة عبر معبر رفح
  • القومي للمرأة ينظم احتفالية الختم المصري للمساواة بين الجنسين EGES