منظمة التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسهيل عودة النازحين
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
أعربت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي عن القلق البالغ إزاء ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في دولة فلسطين المحتلة من اعتداءات إسرائيلية متصاعدة.
وجددت المنظمة بالتأكيد على ضرورة إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار الشامل والمستدام وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي وتولي دولة فلسطين مسؤوليتها كاملة، بدعمٍ عربي وإسلامي ودولي، وفتح جميع المعابر مع قطاع غزة.
وأعربت في البيان الختامي للاجتماع الطارئ الذي عقدته بمقر الأمانة العامة بجدة، على مستوى المندوبين الدائمين بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، واستهداف الأماكن المقدسة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخصوصًا المسجد الإبراهيمي في الخليل.
وأكد البيان أن الاجتماع الطارئ ينطلق من مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، والتأكيد على جميع القرارات الصادرة عن الدورات المتعاقبة لمؤتمر القمة الإسلامي ومجلس وزراء الخارجية والمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة بشأن قضية فلسطين والقدس الشريف، وعلى الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، وعلى الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس، وضرورة الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية فيها.
وأشار إلى الأهمية الدينية والتاريخية والثقافية الفريدة للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بوصفه من المواقع الفلسطينية المسجلة على قائمة التراث الإنساني العالمي المعرضة للخطر لدى اليونسكو، ورابع الأماكن المقدسة عند المسلمين، مؤكدًا على قرارات اليونسكو ومسؤوليتها تجاه صون وحماية المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل بوصفها جزءًا لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين وتراثها الثقافي، وضرورة التصدي لجريمة الإبادة الثقافية ضد الشعب الفلسطيني التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك من خلال تزوير التراث والذاكرة والهوية الوطنية الفلسطينية ومحاولة إلغائها، ومحاولات فرض السيطرة على المسجد الإبراهيمي في الخليل وتهويده وتغيير هويته ومعالمه التاريخية.
وأعرب البيان عن القلق البالغ إزاء ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في أرض دولة فلسطين المحتلة، وخصوصًا المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة والمسجد الإبراهيمي في الخليل، من اعتداءات إسرائيلية متصاعدة تجدد التأكيد على ضرورة إلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، بوقف إطلاق النار الشامل والمستدام وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي وتولي دولة فلسطين مسؤوليتها كاملة، بدعم عربي وإسلامي ودولي، وفتح جميع المعابر مع قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، بما في ذلك محيط معبر رفح من الجانب الفلسطيني بما يسمح بعودته للعمل في ظل استمرار عمل المعبر على الجانب المصري دون انقطاع، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
وشدد على مسؤولية الدول كافة في التصدي للجرائم الجسيمة ووقفها والتقيد التام بالقانون الدولي وبالتدابير الاحترازية التي أمرت بها محكمة العدل الدولية، وبقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2735 و 2728 (2024)، كما يدين بأشد العبارات سياسة التجويع والتدمير الممنهج والحصار الإسرائيلي غير القانوني، وفرض آليات غير قانونية لتوزيع المساعدات، وتقويض عمل الأمم المتحدة في توزيع المساعدات، واستهداف المدنيين بالإهانة والقتل أثناء تلقي المساعدات وفقًا للآلية الإسرائيلية غير القانونية المستحدثة، وهي الممارسات التي أدَّت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية بشكل خطير وغير مسبوق في قطاع غزة وجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة.
ورفض البيان أي دعوات أو خطط أو سياسات تهدف إلى أي شكل من أشكال التهجير للشعب الفلسطيني داخل أو خارج فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة أو تغيير التركيبة الديمغرافية فيها، كما يحذر الدول كافة من التعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع مخططات التهجير الإسرائيلية لما يشكله أي تعاون محتمل في هذا السياق من انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي الإنساني، إلى جانب خطورة استمرار وتصاعد العدوان العسكري والجرائم المتصاعدة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وخصوصًا في مخيمات اللاجئين، بما في ذلك الاعتقالات، وهدم المنازل، وتدمير البنية التحتية، والتهجير القسري، وترحيل الشعب الفلسطيني، وتغيير التركيبة الديمغرافية، والاستيطان الاستعماري، ومحاولات فرض السيادة الإسرائيلية المزعومة عليها، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأدان البيان بأشد العبارات مخططات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية والخطيرة بنقل سلطة إدارة المسجد الإبراهيمي والإشراف عليه من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية وبلدية الخليل، إلى مجلس استيطاني غير قانوني بما يسمى "المجلس الديني اليهودي في مستوطنة كريات أربع"، ومحاولة تغيير معالمه ومكانته التاريخية والتراثية والدينية الفريدة، ويؤكد أن ذلك يُشكّل انتهاكًا صارخًا لقرارات الأمم المتحدة واليونسكو والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الحقوق والممتلكات الثقافية والدينية والمدنية وخاصة أثناء النزاع المسلح.
ويدين البيان بأشد العبارات القصف الإسرائيلي مؤخرًا للكنيسة اللاتينية في مدينة غزة، الذي أسفر عن استشهاد وإصابة عددٍ من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، وإلحاق أضرار جسيمة بمبنى الكنيسة ومرافقها التاريخية، والاعتداءات التي نفذها المستوطنون المتطرفون، تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على كنيسة الخضر والمقبرة المسيحية في بلدة الطيبة قرب مدينة رام الله، في انتهاكٍ صارخٍ لكل القيم والمواثيق والقرارات الدولية التي تحمي أماكن العبادة، كما يدين سياسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية الرامية لتهويد مدينة القدس المحتلة ومحاولات تغيير طابعها الجغرافي والديموغرافي من خلال سياسات الضم والاستيطان الاستعماري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي والممتلكات وإغلاق المحال التجارية والمؤسسات الفلسطينية وفرض المناهج التعليمية الإسرائيلية، فضلًا عن محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وخصوصًا المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأكد البيان أنه لا سيادة لإسرائيل سلطة الاحتلال غير القانوني، فوق الأرض الفلسطينية المحتلة أو تحتها، بما فيها القدس، ولا على أي أماكن دينية أو تاريخية أو مواقع التراث العالمي والوطني في دولة فلسطين، ويؤكد مساندته حق دولة فلسطين الحصري في الإدارة والصيانة والحماية اللازمة للمسجد الإبراهيمي في الخليل وضمان حرية الوصول إليه وممارسة الشعائر الدينية فيه، والحفاظ على هويته الثقافية والتاريخية ومعالمه الأثرية، باعتبار ذلك من الحقوق الدينية والثقافية للشعب الفلسطيني.
ودعا البيان إلى تكليف المجموعة الإسلامية بمواصلة التحرك لدى اليونسكو ولجنة التراث العالمي التابعة لها والمنظمات الدولية ذات العلاقة من أجل إدراج المواقع التراثية والثقافية المادية وغير المادية في فلسطين على قوائم التراث العالمي المتخصصة، والضغط على إسرائيل -قوة الاحتلال- لوقف الاعتداءات والانتهاكات الممنهجة ضد الأماكن التاريخية والدينية والثقافية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخصوصًا المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وإلزامها بتنفيذ قرارات اليونسكو كافة بشأن الحفاظ على سلامة وأصالة المواقع الفلسطينية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
كما يدعو المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحقوق الثقافية والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وجميع أجهزة الأمم المتحدة ذات العلاقة إلى الإسهام في رصد وحماية وتعزيز الحقوق الثقافية للشعب الفلسطيني وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان المتعلقة بالثقافة والتراث وتقديم تقارير حولها، وتقديم المساعدة التقنية الممكنة للحكومة الفلسطينية بهذا الشأن، وضمان احترام وتنفيذ الاحتلال الإسرائيلي التزاماته المتعلقة بالحقوق الثقافية الفلسطينية كجزءٍ من حقوق الإنسان الأساسية.
وحثَّ على تكليف الأمانة العامة للمنظمة بالتنسيق مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، وأي أجهزة أخرى ذات العلاقة؛ بهدف تنظيم أنشطة وفعاليات تبرز الأهمية الدينية والتاريخية والثقافية للبلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومضاعفة الجهود لحماية التراث الثقافي الفلسطيني، والعمل على حصر سجل الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي، والتصدي لجميع أعمال النهب والسلب والتدمير والتزوير التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق التراث الثقافي الإنساني في فلسطين.
وطالب اليونسكو بالقيام بدورها في صون وحماية الإرث والتراث الثقافي والتاريخي في فلسطين وإرسال بعثة رصد تفاعلية مشتركة بين مركز التراث العالمي والمجلس العالمي للمعالم والمواقع إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، على أن تشمل البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وتقييم حالة الحفاظ على التراث المادي وأثر التدخلات الإسرائيلية على القيمة العالمية الاستثنائية لهذه الأماكن. ودعا جميع الدول إلى الإسهام في ترميم البلدة القديمة في مدينة الخليل والحفاظ على تراث وحضارة هذه المدينة العريقة وتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين فيها، ودعم المرافق والبنى التحتية الثقافية فيها، ومواجهة محاولات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي الرامية لسرقة وتدمير وتزييف وتشويه التراث الثقافي للشعب الفلسطيني،
كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية وملموسة، بما فيها فرض عقوبات على النظام الاستعماري الإسرائيلي، للكف عن جميع الممارسات والإجراءات والسياسات غير القانونية، والعمل على مساءلة ومحاسبة إسرائيل، سلطة الاحتلال الاستعماري غير الشرعي على جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، سواءً من قبل مسؤوليها الحكوميين أو قوات احتلالها أو المستوطنين الإرهابيين.
وأكّد البيان على تكليف الأمانة العامة للمنظمة، بالتنسيق مع مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية "سيسريك" واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، من أجل تنظيم فعاليات ثقافية وإعلامية؛ بهدف تعزيز الوعي بشأن خطورة الانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية في فلسطين، وخصوصًا المسجد الأقصى المبارك في القدس والمسجد الإبراهيمي في الخليل، وذلك من خلال التدريب ومبادرات التعاون لفائدة خبراء فلسطينيين والعمل في الوقت ذاته على تعزيز مهاراتهم في تطوير إدارة التراث السياحي الإسلامي، والإسهام في ترميم وحماية الأماكن التاريخية والثقافية والدينية في الأرض الفلسطينية، وإبراز مكانتها الثقافية والتراثية والتاريخية والدينية.
وطالب الأمانة العامة التنسيق مع الإيسيسكو، وإرسيكا، والهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي وأجهزة المنظمة الأخرى ذات العلاقة لعقد ورشة متخصصة لخبراء القانون الدولي والتراث في الدول الأعضاء لمناقشة واقتراح خطة عمل لمواجهة الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل -سلطة الاحتلال غير الشرعي- ضد الأماكن التراثية والثقافية والدينية في فلسطين وتقديم التوصيات اللازمة بهذا الخصوص.
وشدد على أهمية إشراك الشباب في دعم الجهود الرامية إلى صون الهوية الثقافية والتاريخية لدولة فلسطين، وتشجع الأمانة العامة للمنظمة على التنسيق مع المؤسسات ذات الصلة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، مثل: منتدى شباب التعاون الإسلامي، والاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب للشروع في تنفيذ برامج تربوية وثقافية تعزز روح التضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني، وتسهم في صون التراث الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأدان وحذر بشدة من خطورة استمرار احتجاز الاحتلال الإسرائيلي عائدات الضرائب الفلسطينية بصورة غير قانونية ومخالفة للاتفاقيات الموقعة، مما يهدد قدرة الحكومة الفلسطينية على تقديم الخدمات الأساسية ويفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يكابدها الشعب الفلسطيني، ويدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل -قوة الاحتلال- لحملها على تنفيذ التزاماتها القانونية والمالية بهذا الخصوص.
ودعا الدول الأعضاء إلى تعزيز الدعم المالي والاقتصادي والإنساني لدولة فلسطين، ويؤكد ضرورة تفعيل شبكة الأمان المالية الإسلامية وفقًا للقرارات الصادرة عن الدورات المتعاقبة لمؤتمر القمة الإسلامي ومجلس وزراء الخارجية بهذا الخصوص، قصد الإسهام في تمكين الحكومة الفلسطينية من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وخصوصًا في ضوء العدوان الإسرائيلي.
ودعا الدول الأعضاء في المنظمة إلى مقاطعة جميع المهرجانات والأنشطة الأكاديمية والثقافية والفنية والرياضية التي تنظمها المؤسسات الرسمية أو الأهلية الإسرائيلية، لدورها في توظيف الثقافة والفن في تكريس نظام الاحتلال والاستيطان الاستعماري والفصل العنصري الإسرائيلي، أو تبريره أو تحسين صورته والتستر على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وتعزيز الاستحواذ الثقافي الإسرائيلي على الثقافة والفنون العربية الفلسطينية، مطالبًا الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد في هذا البيان، وتقديم تقريرٍ بشأنه إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجية.
أخبار السعوديةوقف إطلاق النارالعدوان الإسرائيلياللجنة التنفيذية لمنظمة التعاوناعتداءات إسرائيليةقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية وقف إطلاق النار العدوان الإسرائيلي اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون اعتداءات إسرائيلية المسجد الإبراهیمی فی الخلیل الأرض الفلسطینیة المحتلة منظمة التعاون الإسلامی الاحتلال الإسرائیلی الإسلامیة والمسیحیة العدوان الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی التراث العالمی التراث الثقافی لمنظمة التعاون الأمانة العامة قوات الاحتلال غیر القانونیة الأمم المتحدة ذات العلاقة دولة فلسطین بما فی ذلک فی فلسطین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
موجة غضب دولية عارمة إزاء استمرار حملة التجويع والتوحش الإسرائيلي في غزة
واشنطن تتحرك لإنقاذ الحصار الإسرائيلي على القطاع بعد بيان الـ 25 الغربي
الثورة/ إبراهيم الوادعي
وسط تنامي موجة الغضب العالمي شعبيا ورسميا، إزاء التجويع الصهيوني غير المسبوق عالميا لسكان قطاع غزة، وهي دول يفترض بها حليفة لواشنطن وتل ابيب، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس منتصف الأسبوع أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف «يتوجه إلى منطقة غزة في إطار جهود واشنطن لتحقيق وقف لإطلاق النار وإنشاء ممر إنساني لتقديم المساعدات».
وأضافت المتحدثة أن المحادثات ستركز على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الممر الإنساني وآلية تنفيذ وقف إطلاق النار..
زيارة ويتكوف إلى المنطقة والحديث الأمريكي عن مقترح ممر جديد للمساعدات ليس أكثر من محاولة أمريكية لإنقاذ الحصار الإسرائيلي على القطاع من الانهيار مع امتداد موجة الغضب الرسمي إلى دول يفترض أنها حليفة لواشنطن وتل أبيب، إذ أصدرت 25 دولة غربية- بينها كندا وفرنسا وبريطانيا- بيانا مشتركا أدان حملة التجويع الصهيونية الممنهجة ضد سكان القطاع، ودعت فورا إلى وقف العدوان عل قطاع غزة..
وقال مسؤول أمريكي أن ويتكوف يعتزم زيارة أوروبا ومناقشة عدد من القضايا فيما يبدو استياء أمريكيا من موقف حلفائها الغربيين إزاء التجويع غير المسبوق أقله في العصر الحديث.
بيان الـ 25
البيان المشترك الغربي انتقد ما أسماه «بالقتل غير الإنساني» للفلسطينيين، بمن فيهم المئات بالقرب من مواقع توزيع الغذاء ونددت الدول في بيان مشترك بما وصفته «التوزيع غير المنتظم للمساعدات» المقدمة للفلسطينيين في غزة وقالت إن من «المفزع» مقتل ما يزيد عن 800 مدني في أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
وقال وزراء خارجية هذه الدول في البيان مشترك إن «النموذج الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية لتوصيل المساعدات خطير، ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية».
شهادات من الداخل
وكشفت شهادات عنصر أمن أمريكي خدم في مراكز توزيع المساعدات الأمريكية قبل أن يستقيل، عن حجم الانتهاكاتِ والممارساتِ القمعية التي شهدتها تلك المراكزُ ضد الفلسطينيين.
وقال العنصر الأمني، الذي رفض الكشف عن هويته وكان قد خدم في الجيش الأمريكي لمدة خمسةٍ وعشرين عامًا، في مقابلةٍ مع القناة الثانيةَ عشرةَ الإسرائيلية، إن القائمين على هذه المراكز مارسوا عنفًا مفرطًا ضد السكان، مشيرًا إلى أن حُراسَ الأمنِ الأمريكيين يتصرفون بعشوائية ويطلقون النارَ على الفلسطينيين الذين حاولوا الوصولَ إلى المساعدات لإجبارهم على المغادرة.
وأضاف أن مراكز التوزيع تقع في مناطقَ نائيةٍ لا يُسمحُ للفلسطينيين بالوصول إليها بالسيارات، مما يجبرهم على حمل أمتعتهم الثقيلة سيرًا على الأقدام وسط ظروف قتال نشطة، منتقدًا آلية التوزيع التي وصفها بالمهينة وغيرِ الإنسانية.
وأشار إلى أن هذه المراكز كان يمكن أن تعمل بكفاءة أكبر لو توفرت الموارد والتنسيق اللازمين من الأمم المتحدة.
ورفضت الأمم المتحدة الانخراط في الألية الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة ووصفتها بالمهينة للكرامة الإنسانية وتفتقر إلى الجدية في إنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع..
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في قطاع غزة أواخر مايو الفائت من خلال 3 مراكز أنشاءتها في الوسط والجنوب والشمال داخل مناطق السيطرة الإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين وحتى الـ 24 من يوليو، قتل على أبوابها 1100 فلسطيني وجرح ما يزيد على 5000 فلسطيني من طالبي المساعدات، ناهيك عن انتهاك الكرامة الإنسانية للجائعين الباحثين عما يسد رمقهم
معاناة غزة بلغت نقطة تحول
منظمة أطباء بلاحدود الخيرية، أكدت أن الوضع في غزة وصل إلى «نقطة تحول» يوم الأربعاء (23 يوليو) مع انتشار الجوع وسوء التغذية على نطاق واسع في القطاع. في ظل غياب صحافة دولية تنقل الوضع
ودعت منظمة أطباء بلا حدود وأكثر من 100 منظمة أخرى الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، بما في ذلك المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري والدائم ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.
وقالت رئيسة قسم الطوارئ العاملة في الأراضي الفلسطينية في منظمة أطباء بلا حدود، أماند بازيرول : «نحن على أعتاب نقطة تحول. لقد تعامل السكان مع هذا الوضع ببراعة مذهلة، مدركين أن 100 % منهم الآن بحاجة إلى دعم الصحة النفسية، علاوة على احتياجاتهم الأخرى. لكننا نرى أن الصمود الذي لمسناه منذ بداية الهجوم، هو الآن – إنهم يستسلمون، إنهم يستسلمون بالفعل. لا شيء يُذكر. لا يستطيعون إطعام أطفالهم، يرونهم يموتون ويزدادون مرضًا كل يوم. ونرى ذلك بين موظفينا اليوم الذين لا يستطيعون الحصول على الطعام، لعدم وجوده.
وأضافت: «جميع المرافق الصحية مكتظة بأعداد المرضى، وبالكاد نستطيع التعامل مع هذا العدد، خاصةً مع إرهاق الكادر الطبي وحدود الإمدادات المتاحة في غزة حاليًا، حيث لا يدخل منها شيء تقريبًا. إنها حقًا قطرة في بحر مقارنةً بالاحتياجات الصحية للسكان اليوم».
(مقطع صوتي) (الإنجليزية) رئيسة قسم الطوارئ العاملة في الأراضي الفلسطينية في منظمة أطباء بلا حدود، أماند بازيرول، تقول:
«لدينا أطنان من المخزون تنتظر الدخول حتى نتمكن من التعامل مع الأنشطة المختلفة التي لدينا لأننا ندعم أقسام الولادة، وندعم رعاية الأطفال، وندعم رعاية الصدمات والحروق، وكلها ضرورية ومطلوبة بشدة في غزة اليوم، ولكننا نتحدث أيضًا عن سوء التغذية الذي ينمو بوتيرة سريعة في غزة، واحتياجات السكان، بحيث يمكن الوقاية من كل ذلك (سوء التغذية) بالإضافة إلى ذلك، بمجرد السماح للغذاء بالدخول إلى غزة».
واضافت رئيسة قسم الطوارئ في الأراضي الفلسطينية في منظمة أطباء بلا حدود، (عندما سُئلت عن شعورها كمنظمة في هذا الوضع):
«إنه لأمر مُحبط. إنه مُحبط للغاية. إنه أمرٌ لا تُوصفه الكلمات. نحن نحاول، وفي ظل عدم وجود أي صحفيين دوليين أو صحافة مستقلة، أن نُمكّن من الدخول. لقد قمنا بواجبنا، وحاولنا نقل جميع المعلومات والشهادات التي نراها في الداخل. الإحباط ليس كلمةً قويةً بما يكفي لوصف ما نراه. زملاؤنا يُعانون كل يوم. لقد فقدنا 12 من زملائنا بالفعل. أُصيب الكثير منهم. إنهم يُعانون كغيرهم. والأمر صعب، لأننا نطلب منهم الحضور إلى العمل يوميًا ومواصلة رعاية السكان والمرضى. لكن حتى هم، مُنهَكون تمامًا، ويتضورون جوعًا أيضًا، ولا يحصلون على الطعام. لذا، بصراحة، لا أجد كلماتٍ لوصف هذا الوضع.
المجاعة تتسع.. تحذير دولي
1100 منظمة دولية أصدرت بيانا أدانت فيه التجويع الصهيوني المستمر على سكان القطاع وحذرت من عواقب وخيمة إذا لم يتحرك العالم فورا ويضغط لدخول المساعدات فورا..
وانتقدت منظمة العفو الدولية البيان الغربي المشترك بشأن غزة وقالت إنه يفتقر إلى أي عزيمة أو قيادة أو إجراء للمساعدة في إنهاء الإبادة الجماعية في غزة .
وقالت المنظمة: كلام وزير الخارجية البريطاني بشأن معاناة أبناء غزة فارغ، يجب على الحكومة البريطانية أن توقف جميع صادرات الأسلحة إلى «إسرائيل» على الفور سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة بما في ذلك مكونات طائرات F-35 المقاتلة.
وأضافت على الحكومة البريطانية استخدام كل أداة سياسية وقانونية ودبلوماسية متاحة للمساعدة في إنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل» في غزة وإنهاء الاحتلال غير القانوني.
وختمت العفو الدولية بالتأكيد على انه دون اتخاذ إجراء حاسم ستتصاعد الهجمات المتواصلة على الفلسطينيين أكثر مما سيؤدي إلى عواقب أكثر تدميرا.
تحرك شعبي دولي يقلق « إسرائيل»
وفي إشارة مقلقة نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن يونانيين حاصروا ركابا ومنعوهم من النزل إلى جزيرة رودس واجبروهم على العودة إلى قبرص..
وأضافت أن ركاب السفينة الإسرائيلية «مانو شيبينغ» تفاجأوا بمظاهرة مؤيدة لفلسطين عند وصولهم إلى ليماسول في قبرص بعد منعهم من النزول في جزيرة يونانية خلال الساعات الماضية..
فيما ذكرت صحيفة إسرائيلية أن سياحا إسرائيليين تعرضوا للضرب وتركهم المهاجمون في مؤشر على اتخاذ التحركات الشعبية المؤيدة للفلسطينيين- حد قول الصحيفة- منحى خطيرا..
وتشهد دول العالم تحركات شعبية منددة بجريمة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد سكان قطاع غزة، ارتفعت وتيرتها مع توارد الأنباء عن انتشار المجاعة في غزة بعد 5 أشهر من الحصار الإسرائيلي القاسي ووفاة العشرات بينهم أطفال جراء الجوع..
تضليل إسرائيلي
وفي محاولة لامتصاص الغضب الدولي خاصة بعد البيان الغربي، نشرت سلطات الكيان الصهيوني مشاهد قالت إنها لمساعدات في معبر كرم أبو سالم تنتظر إدخالها إلى غزة ، واتهم مسؤول في الحكومة الإسرائيلية حماس بافتعال أزمة الجوع في القطاع، ومع فشل التعاطي الدولي مع الرواية الإسرائيلية سرب مسؤولون صهاينة أن نتنياهو يعتزم إيقاف الحرب على القطاع دون أن تلاقي هذه التصريحات صدى دولياً، ويبدو أن العالم قد سئم الكذب الصهيوني بعد نحو عامين من الإبادة في قطاع غزة ومقتل ما يزيد عن الف من طالبي المساعدات..
فضيحة عربية
وفيما ينأى حلفاء واشنطن بأنفسهم عن التوحش الإسرائيلي المدعوم أمريكيا من خلال بيان الـ 25، تأتي المساعدة من الجوار العربي ، حيث سجل الأزهر في هذا المقام الفضيحة الجديدة إلى جانب تواطؤ الأمة العربية المفضوح هو الآخر ، وقام بسحب بيان ندد فيه بسياسة التجويع الإسرائيلية لسكان قطاع غزة ، وسحبه بعد ساعات الأربعاء بذريعة إفساح المجال لمفاوضات وقف اطلاق النار وعدم التأثير عليها في سقوط كبير لمؤسسة دينية قدمت نفسها زورا معبرة عن ملايين المسلمين ، وظهرت خلال طوفان الأقصى مجرد أداة نفاق رخيصة بيد سياسي عميل ، قبل أن تحقق بالأمس السقطة الأخيرة..
وتقابل الأنظمة العربية اشتداد أزمة الجوع في غزة بمزيد الصمت وتوجيه أموالها بحسب رغبات ساكن البيت الأبيض مهندس المجاعة في غزة وعملية التهجير المزمعة متى بلغ الجوع مأخذه، وأعلنت السعودية عن تقديم مساعدات بنحو 4 ملايين دولار لسوريا فيما يموت قطاع غزة من الجوع.
وأمام هذا التواطؤ المكشوف والفضيحة، تظاهر المئات أمام السفارة المصرية في بيروت ، كما شهدت سفارات مصرية في أوروبا تظاهرات مماثلة طالبت السلطات المصرية بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى القطاع ..
في انتظار حيل «واشنطن»
وأمام قفز الحلفاء من مركب واشنطن وتعلق العرب ، وإيصاد دول في العالم أبوابها بوجه الرواية « الإسرائيلية الكاذبة» عن حقيقة ما يجري في القطاع متهمة الضحية بتجويع نفسها وشعبها ، تعول تل أبيب على حيل واشنطن لمنع سقوط سلاح التجويع من يدها، وأيضا الحلفاء العرب ولم يتأخر الأزهر عن التلبية في فضيحة مدوية لا يمكن للزمن أن يُنسيها أو يمحوها من الأذهان ، ذلك في الدنيا وعند الله لذوي العمائم من باعوا دينهم بعرض قليل حساب عسير..