نجاح توطين 3 تقنيات متقدمة في جراحة العمود الفقري لأول مرة بالمنطقة
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
◄ المدينة الطبية الجامعية أول مؤسسة تجمع بين هذه التقنيات الثلاث
مسقط- العُمانية
نجح فريق جراحة العمود الفقري في مستشفى جامعة السلطان قابوس بالمدينة الطبية الجامعية، في تطبيق ثلاث تقنيات جراحية متقدمة لعلاج أمراض وتشوهات العمود الفقري لأول مرة على مستوى المنطقة، شملت استخدام الروبوت الجراحي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية الواقع الافتراضي خلال عملية واحدة في وقت واحد، ما يمثل نقلة نوعية في خدمات الرعاية التخصصية، ويعكس التزام المدينة الطبية الجامعية بتعزيز جودة الرعاية الصحية وتوطين أحدث التقنيات الطبية العالمية.
وجرى تطبيق هذه التقنيات في عدد من الجراحات المعقدة، منها عمليات تقويم اعوجاج العمود الفقري (الجنف)، وعلاج تضيق قنوات الأعصاب، واستئصال الأورام المرتبطة بالعمود الفقري.
وتُعد المدينة الطبية الجامعية أول مؤسسة صحية في المنطقة تجمع بين هذه التقنيات الثلاث بشكل متكامل في العملية ذاتها، مما يجعلها رائدة إقليميًا في مجال جراحة العمود الفقري التخصصية. وقال الدكتور حميد الفرعي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري: "إن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في مجال جراحات العمود الفقري بسلطنة عُمان، حيث تمكّن الفريق الطبي من دمج ثلاث تقنيات طبية متقدمة ضمن عملية واحدة، وهو ما أسهم بشكل ملموس في رفع دقة الإجراءات الجراحية وتقليل نسب المخاطر والمضاعفات، بما ينعكس إيجابًا على نتائج العلاج وسرعة تعافي المرضى".
وشملت التقنيات الثلاث استخدام الروبوت الجراحي في عمليات العمود الفقري، والذي يُستخدم لتوجيه الأدوات الجراحية بدقة فائقة أثناء العمليات، بما يُساعد في تقليل نسب الخطأ وتحقيق نتائج أكثر أمانًا، إضافة إلى تقليل مدة العملية وتسريع تعافي المريض.
كما تم استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي أتاحت تصميم نماذج تشريحية دقيقة للعمود الفقري والتخطيط الجراحي للحالة، مما يُسهم في تحسين دقة العمليات وتقليل المخاطر، خاصة في حالات التشوهات الشديدة والمعقدة مثل اعوجاج العمود الفقري. وتم استخدام تقنية الواقع الافتراضي لتوفير صورة مقطعية حيّة ودقيقة لمنطقة الجراحة في أثناء العملية، ما ساعد في الحصول على رؤية أوضح وهندسة تشريحية مُفصلة للحالة والذي أسهم في إجراء الجراحة بدقة أكبر وتقليل المضاعفات. ويأتي هذا التوجه الاستراتيجي للمدينة الطبية الجامعية في إطار توطين أحدث التقنيات الطبية التخصصية، بما يتماشى مع مستهدفات القطاع الصحي في رؤية "عُمان 2040"، والتي تركز على بناء نظام صحي مبتكر قائم على الجودة والاعتماد على الكفاءات الوطنية.
وأكدت الدكتورة سهام بنت سالم السنانية الرئيسة التنفيذية للمدينة الطبية الجامعية أن تطبيق هذه التقنيات المتقدمة تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز ثقة المرضى بالخدمات الصحية الحكومية، والارتقاء بمستوى الرعاية التخصصية، من خلال تنفيذ سياسة الحكومة بشأن تطوير القطاع الصحي، وتوطين التقنيات الطبية الحديثة والاستفادة منها لتوفير الخدمات الصحية وفق المعايير العالمية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الطبیة الجامعیة العمود الفقری هذه التقنیات
إقرأ أيضاً:
حكم إجراء جراحة للمريض فاقد الوعي بتفويض من أهله.. الإفتاء ترد
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم إجراء عملية جراحية للمريض فاقد الوعي بتفويض من أهله؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: يجوز للطبيب شرعًا أن يجري عمليةً جراحيةً بناءً على توكيل وموافقة من أهل المريض غير الواعي، على أن يكون ذلك مبنيًّا على تحقق المصلحة الطبية المقرَّرة من أهل الخبرة الثقات، وعدم اشتمالها على ما ينافي سلامة المريض أو يفضي إلى ضررٍ محضٍ، وبشرط أن تكون العملية من الحالات العاجلة التي لا تحتمل التأخير إلى حين استعادة المريض وعيه وأهليته للإذن، وذلك وفقًا للشروط والأحكام والإجراءات والضمانات التي تنص عليها اللوائح والقوانين الطبية المنظمة لهذا الشأن.
حثّ الشرع الشريف على التداوي
حثَّ الشرع الشريف على التداوي من الأمراض، وأمر باتِّخاذ كافة السبل والإجراءات المؤدية إلى مداواتها والعلاج منها؛ أخذًا بالأسباب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَنزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنزَلَ لَهُ شِفَاءً» أخرجه الإمام البخاري.
وعن أسامة بن شريك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَدَاوَوا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَم يُنزِل دَاءً إِلَّا أَنزَلَ مَعَهُ شِفَاءً» أخرجه الإمامان: البخاري في "الأدب المفرد"، والإمام أحمد.
حكم إجراء عملية جراحية للمريض من دون موافقته
إجراء العمليات الجراحية من جملة الوسائل المشروعة في التداوي؛ إذ "الوسائلُ لها أحكام المقاصد"، كما في "قواعد الأحكام" للإمام العز بن عبد السلام (1/ 53، ط. مكتبة الكليات الأزهرية)، وقد يحتاج بعض المرضى إلى التدخل الجراحي لحفظ حياتهم أو دفع ضرر عنهم، أو لتحقيق مصلحة صحيَّةٍ معتبرة.
والأصلُ أن العمليات الجراحية ونحوها من التصرفات الطبية لا يجوز إجراؤها إلا برضا المريض وإذنه إذا كان كامل الأهلية -بالغًا عاقلًا-، وقادرًا على إبداء الإذن، فلا يَحلُّ لأحدٍ أن يجبره على العلاج، ولا أن يتصرف في بدنه بغير رضاه، فإن أُجبر أو تُصرِّف فيه بغير إذنه، عُدَّ ذلك اعتداءً محرَّمًا داخلًا في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190].
ويؤيِّد هذا الأصلَ ما تقرر شرعًا من أنه لا يجوز لأحدٍ أن يتصرَّف في مِلك الغير أو في حقه بلا إذن أو ولاية معتبرين -كما في "الأشباه والنظائر" للإمام ابن نجيم (ص: 243، ط. دار الكتب العلمية)، و"درر الحكام في شرح مجلة الأحكام" للعلامة علي حيدر (1/ 96، ط. دار الجيل)-، ولا شك أن التصرف في أعضاء الإنسان وأجزاء بدنه من حقوقه الخاصة التي لا يجوز لأحد غيرهِ أن يتصرف فيها إلا بإذنه ورضاه، وذلك في حدود ما أذن به الشرع الحنيف من وجوه التداوي ونحوها.
قال الإمام الخطيب الشِّربِينِي في "مغني المحتاج" (3/ 449، ط. دار الكتب العلمية) في شأن المريض الذي استأجر شخصًا لقلع ضرسه أو سنه الوجعة، ثم امتنع عن تمكينه من إجراء الجراحة مع وجود الألم: [فإن لم تبرأ، ومنعه من قلعها: لم يجبر عليه] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدَامَة في "المغني" (5/ 401، ط. مكتبة القاهرة) في معرض بيان العلة من عدم إجبار المريض على قلع ضرسه إذا امتنع منه: [وإن لم يبرأ، لكن امتنع المستأجر من قلعه، لم يجبر عليه؛ لأن إتلاف جزء من الآدمي محرم في الأصل، وإنما أبيح إذا صار بقاؤه ضررًا، وذلك مفوض إلى كل إنسان في نفسه إذا كان أهلًا لذلك، وصاحب الضرس أعلم بمضرته ومنفعته وقدر ألمه] اهـ.
حكم إجراء عملية جراحية للمريض فاقد الوعي بتفويض من أهله
إذا كان المريض فاقدًا للوعي أو غير قادر على التعبير عن إرادته، واستدعى الأمر تدخُّلًا جراحيًّا ولم يكن ثمة متسع من الوقت من الانتظار لأخذ إذنه، أو كان غير مؤهَّل لإعطاء الإذن ابتداءً، لصِغَرٍ أو لمرضٍ كالجنون -فإن الحقَّ في الإذن الطبي ينتقل حينئذٍ إلى من يلي أمره من الأولياء كالأب ونحوه، وذلك مراعاةً لمصلحته، وحفظًا لنفسه.
ويستأنس في ذلك بما ورد عن السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لَدَدنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَينَا: «لَا تَلُدُّونِي»، قَالَ: فَقُلنَا: كَرَاهِيَةُ المَرِيضِ بِالدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «أَلَم أَنهَكُم أَن تَلُدُّونِي»، قَالَ: قُلنَا: كَرَاهِيَةٌ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبقَى مِنكُم أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ -وَأَنَا أَنظُرُ- إِلَّا العَبَّاسَ، فَإِنَّهُ لَم يَشهَدكُم» أخرجه الإمامان: البخاري واللفظ له، ومسلم. ومعنى «لَدَدنَا»: "أي: جعلنا في جانب فمه دواءً بغير اختياره"، كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (8/ 147، ط. دار المعرفة).