أعربت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدة أن "الكلمات باتت عاجزة عن وصف حجم المأساة المتفاقمة".

وخلال مقابلة إذاعية مع "فرانس إنترناشيونال"، قالت لحبيب إن "الفلسطينيين في غزة باتوا أمام خيارين مأساويين: إما الموت جوعًا أو الموت بالرصاص"، مشيرة إلى أن أحدث البيانات تفيد بوفاة 21 طفلًا بسبب الجوع، بالإضافة إلى مئات الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة القصف أو أُصيبوا بجروح قاتلة.

كندا تدين استهداف موظفي الأمم المتحدة وتدعو لمحاربة الجوع في غزةكوريا الجنوبية تُلغي محادثات تجارية مع الولايات المتحدة وسط تهديدات جمركية

وأشارت لحبيب إلى أن المجاعة في القطاع أصبحت واقعًا مأساويًا يتجاوز حدود الأزمة الإنسانية المعتادة، بل يُعبّر عن فشل أخلاقي وسياسي دولي، مضيفة أن "صور الأطفال الهياكل البشرية، ومشاهد الإعياء وفقدان الوعي، تفضح ضمير العالم الذي يكتفي بالتنديد دون فعل حقيقي".

وانتقدت لحبيب مشروع "مدينة المساعدات الإنسانية" الذي تروج له إسرائيل، ويهدف إلى تجميع ما يُقارب 600 ألف فلسطيني في مناطق محددة. ووصفت المشروع بأنه "محاولة جديدة للتهجير القسري"، مؤكدة أنه "يُفتقر لأي تصور سياسي طويل الأمد، ولا يمت بصلة لمبدأ حل الدولتين أو أي تسوية عادلة".

وتابعت: "ما يحدث ليس مجرد أزمة غذائية، بل جريمة بحق الإنسانية، في ظل استمرار الحصار، وغياب ممرات إنسانية آمنة، وعجز المجتمع الدولي عن فرض إرادة القانون".

وكانت إسرائيل قد توقفت عن تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس الماضي مع حركة "حماس"، والذي تضمن بنودًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ومنذ ذلك التاريخ، أغلقت السلطات الإسرائيلية المعابر الرئيسية المؤدية إلى غزة، ما أدى إلى تكدّس شاحنات المساعدات على الحدود دون قدرة على العبور.

وقد وثّقت مؤسسات حقوقية وصحية خلال الأسابيع الأخيرة تدهورًا خطيرًا في مؤشرات الأمن الغذائي، حيث أفادت تقارير أن مئات الآلاف باتوا يعيشون تحت خط المجاعة، فيما تُحذّر منظمات الإغاثة من انهيار تام في سبل البقاء، لا سيما في صفوف الأطفال والمرضى.

وفي ختام حديثها، طالبت لحبيب بضرورة تحرك أوروبي ودولي عاجل، لا يكتفي بإدانات شكلية، بل يشمل فرض آليات رقابية على دخول المساعدات وضمان توزيعها، وإنهاء الحصار الذي وصفته بـ"العقاب الجماعي". كما شددت على أن "السلام لا يُبنى على أنقاض شعب يتضور جوعًا"، داعية لإعادة إحياء مسار سياسي شامل يعيد للفلسطينيين كرامتهم وحقهم في الحياة.

طباعة شارك برنامج الغذاء العالمي الجوع في غزة الأمم المتحدة إسرائيل منظمة الصحة العالمية مفوضة الاتحاد الأوروبي قطاع غزة حاجة لحبيب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: برنامج الغذاء العالمي الجوع في غزة الأمم المتحدة إسرائيل منظمة الصحة العالمية مفوضة الاتحاد الأوروبي قطاع غزة حاجة لحبيب

إقرأ أيضاً:

الجوع يواصل حصد الأرواح في غزة.. وإسرائيل تسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جواً في القطاع

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "مقتلة جماعية" وشيكة قد تطال 100 ألف طفل خلال أيام، في حال عدم إدخال حليب الأطفال بشكل عاجل. اعلان

قُتل أكثر من 11 فلسطينيًا، بينهم أطفال، جوعًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في قطاع غزة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة التابعة للسلطة في غزة، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية إلى 127 حالة، من بينها 85 طفلًا.

وفيما وصف مقرر الأمم المتحدة الخاص بالحق في الغذاء الوضع بـ"الكارثة الإنسانية المتعمّدة"، وطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من "مقتلة جماعية" وشيكة قد تطال 100 ألف طفل خلال أيام، في حال عدم إدخال حليب الأطفال بشكل عاجل.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية وخدمات الإسعاف في غزة، السبت، بأن ما لا يقل عن 30 شخصًا قُتلوا خلال الليل جراء غارات جوية إسرائيلية وإطلاق نار، مشيرة إلى أن من بين القتلى مدنيين كانوا بانتظار استلام مساعدات إنسانية.

في المقابل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي قرر السماح للدول الأجنبية بإعادة استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة بدءًا من يوم أمس الجمعة، وفق ما نقلته عن مصدر عسكري رفيع.

Related "ضربة مزدوجة".. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف المسعفين في غزةمجاعةٌ في القطاع ومعابرُ مغلقة: مستشفيات غزة تقف عاجزة وهي ترى الأطفال يموتون جوعاآلاف المتظاهرين في هولندا يحتجون على حصار غزة في تظاهرات منسقة بعدة مدن

ونقل المصدر نفسه قوله: "عندما تريد الأمم المتحدة، فهي قادرة على التحرك. بعد الانتقادات الأخيرة، بدأت فجأة بإدخال مئات الشاحنات، رغم ادعائها سابقًا أنها عاجزة عن ذلك". وأضاف أن "جميع التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي تؤكد عدم وجود تغيير يُذكر في كمية الغذاء التي تدخل إلى غزة خلال الأسابيع الماضية، وما يحدث هو حملة منظمة من قبل حماس في سياق مفاوضاتها".

وأشار المصدر العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي وجّه طلبًا مباشرًا لكل من الإمارات والأردن لإعادة تفعيل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، كما كان الحال في مراحل سابقة من الحرب، معربًا عن أمله في أن تقود الأردن الطلعات الأولى.

ووفقًا لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية واطلعت عليها "بوليتيكو" و"جيروزاليم بوست"، فإن "الجيش الإسرائيلي يرى أن حماس تستخدم ورقة الجوع كوسيلة ضغط تفاوضية، وليس لأن الوضع الغذائي بات أكثر خطورة مما كان عليه في مراحل سابقة من الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا".

وأقر الجيش، رغم ذلك، بأن الأمن الغذائي في غزة يمرّ بمرحلة "حساسة وخطيرة"، مؤكدًا أنه يعمل "بجدّ" للحفاظ على التوازن بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية. كما أشار إلى أنه يحاول حاليًا إقناع الأمم المتحدة وجهات الإغاثة الدولية بإرسال نحو 900 شاحنة مساعدات إلى نقاط التوزيع داخل غزة، مؤكداً أن الشاحنات موجودة بالفعل في الجانب الغزي من الحدود، وتمت الموافقة عليها من قِبل الجيش الإسرائيلي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • دولة أوروبية تعتزم إسقاط مساعدات جوية في غزة
  • الجوع يواصل حصد الأرواح في غزة.. وإسرائيل تسمح للدول الأجنبية بإسقاط المساعدات جواً في القطاع
  • فيديو: شاحنات مساعدات إنسانية عاجلة تتجه من مصر إلى غزة
  • أعضاء في الكونغرس الأمريكي يحذرون من كارثة إنسانية في غزة بسبب التجويع الصهيوني
  • قوى أوروبية تدعو إلى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة فورا
  • حدث استثنائي في أجواء غزة… ما الذي سمحت به إسرائيل فجأة؟
  • 117 شهيدا بسبب المجاعة في غزة والصحة العالمية تحذر من زيادة كبيرة في الوفيات
  • النرويج: غزة تعيش جحيما حقيقيا ويجب محاسبة إسرائيل على جرائمها
  • ارتفاع عدد شهداء الجوع في غزة إلى 115