ما وراء اشتباكات تايلند وكمبوديا؟ صحف أميركية تجيب
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
أبدت الصحف الأميركية اهتماما كبيرا بالاشتباكات الدموية بين تايلند وكمبوديا على الحدود المتنازع عليها يوم الخميس، وأسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، وفقا للسلطات التايلندية.
وتبادلت الدولتان الجارتان الاتهامات بشأن من أطلق الرصاصة الأولى، وطرد سفير كل منهما لدى الأخرى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما سبب فرض بريطانيا قيودا على التأشيرات لجنسيات معينة؟list 2 of 2غزاوي بلندن: أعيش جحيما فثلاجتي ممتلئة وأمي مُجوَّعة وأختي تطعم أطفالها الحشائشend of listوأبرزت 3 من كبريات الصحف والمجلات الأميركية خلفيات تاريخية عن طبيعة الصراع بين تايلند وكمبوديا، وأسباب اندلاعه مرة أخرى، وقارنت بين القوة العسكرية التي تمتلكها كل منهما، ودور النزاع الأخير في الأزمة السياسية التي تعصف ببانكوك حاليا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن التصعيد العسكري، يوم الخميس، جاء بعد شهور من التوترات المتصاعدة، ووسط أزمة سياسية داخل تايلند أدت إلى تعليق مهام رئيسة الوزراء بيتونغتارن شيناواترا في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، ما أعطى بعدا داخليا حادا للأزمة الخارجية.
واعتبرت أن النزاع الحدودي بين البلدين ليس جديدا، إذ يعود إلى خلافات قديمة عن ترسيم الحدود، استندت إلى خريطة تعود لعام 1907 وضعتها سلطات الاستعمار الفرنسي في كمبوديا.
وقد شهدت المنطقة توترات متكررة، لكن التوتر الأخير تفاقم منذ مايو/أيار الماضي، إثر مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي. وأدى انفجار لغم أرضي في وقت سابق من الشهر الحالي إلى بتر ساق جندي تايلندي.
وأوضحت الصحيفة، أن العامل السياسي ساهم في تفجير الأزمة، خصوصا بعد تسريب مكالمة هاتفية حساسة بين بيتونغتارن شيناواترا ورئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين -والد رئيس الوزراء الحالي هون مانيت- حيث ظهرت بيتونغتارن في التسجيل وهي تتحدث إليه بلغة وُصفت بالخاضعة، واصفة إياه بـ"العم"، ومبدية استعدادها "لترتيب أي شيء يطلبه".
وقد أثار التسجيل غضبا شعبيا واسعا داخل تايلند، خاصة في ظل حساسية العلاقة بين بيتونغتارن -ابنة رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا- والجيش التايلندي القوي.
شهدت المنطقة توترات متكررة، لكن التوتر الأخير تفاقم منذ مايو/أيار الماضي، إثر مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي
مقارنات عسكريةومع تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتحذيرات كمبودية من رد عسكري، يخشى مراقبون من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصا مع غياب قناة دبلوماسية فعالة بعد تقليص العلاقات بين العاصمتين.
إعلانوقارنت مجلة نيوزويك في تقرير لمراسلتها لشؤون الأمن والدفاع، إيلي كوك، القدرات العسكرية لتايلند وكمبوديا استنادا إلى بيانات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية البريطاني ومقره الرئيس في لندن، التي تكشف عن فوارق هائلة في الميزانيات والتجهيزات العسكرية.
ووفقا لتلك البيانات، تمتلك تايلند جيشا كبيرا وحديثا نسبيا، بميزانية دفاعية تبلغ 5.7 مليارات دولار سنويا، مقارنة بـ1.3 مليار دولار فقط لكمبوديا.
ويُعد سلاح الجو التايلندي من بين الأفضل تجهيزا في جنوب شرقي آسيا، ولديه 112 طائرة مقاتلة، منها 46 طائرة من طراز إف-16.
وفي المقابل، تفتقر كمبوديا تماما إلى الطائرات المقاتلة، ويقتصر سلاحها الجوي على 26 مروحية وعدد محدود من الأفراد يقدر بنحو 1500 شخص فقط.
عدد الجنودوفي حين أن تايلند لها نحو 130 ألف جندي نظامي، إضافة إلى عدد مماثل من المجندين، وقرابة 400 دبابة رئيسية، وحاملة طائرات و7 فرقاطات، فإن لدى كمبوديا قوات برية يبلغ قوامها نحو 75 ألف جندي، وتستخدم دبابات قديمة من طراز (تي-54) و(تي-55) تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، إضافة إلى عربات طراز (بي إم بي-1) الروسية البرمائية. لكنها لا تملك قوة بحرية تُذكر.
وعن المدفعية، فإن الطرفين يستخدمان أنظمة إطلاق صواريخ ومدافع، لكن تايلند تستفيد من تنوع حديث يشمل أنظمة أميركية وصينية وإسرائيلية، بينما تعتمد كمبوديا على أنظمة تعود إلى الحقبة السوفياتية وبعض الأنظمة الصينية من تسعينيات القرن الماضي.
ورغم الفجوة الواضحة في التسليح والتقنيات، حذرت القيادة الكمبودية -وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق هون سين- تايلند من "الافتخار بتفوقها العسكري"، متوعدة بـ"أقسى أنواع الردع".
ويبدو أن تايلند واثقة من تفوقها العسكري، وقد صعّدت ردودها الجوية في الأيام الأخيرة. غير أن استمرار المواجهات عند الحدود المتنازع عليها، ولجوء كمبوديا إلى مجلس الأمن الدولي، قد يهدد -برأي نيوزويك- بانزلاق الوضع نحو نزاع أوسع ما لم تُبذل جهود إقليمية أو دولية جادة لنزع فتيل الأزمة.
وعلى موقعها الإلكتروني، اعتبرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية، أن التصعيد العسكري الأخير هو الأعنف منذ أكثر من عقد، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين جيشي البلدين في 6 مناطق متنازع عليها ذات أهمية تاريخية، أبرزها في محيط معبد براسات تا موين ثوم، ومعبد بريا فيهير الهندوسي، الذي حسمت محكمة العدل الدولية السيادة عليه لصالح كمبوديا عام 1962، قبل أن يتجدد النزاع عنه عدة مرات منذ عام 2008.
واتفقت بلومبيرغ مع ما خلصت إليه صحيفة نيويورك تايمز ومجلة نيوزويك من خطورة الأوضاع بين الدولتين الجارتين.
وأشارت إلى أن تقارير دولية تحذر من أن استمرار التصعيد يُنذر بتقويض الاستقرار الإقليمي في مثلث الزمرد، وهي منطقة حدودية مشتركة بين تايلند وكمبوديا ولاوس.
وقالت إن التحذير يأتي وسط دعوات لاحتواء الأزمة بالوسائل الدبلوماسية وتفعيل آليات تسوية النزاعات، في ظل رفض تايلند اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، التي لجأت إليها كمبوديا في محاولات متكررة لحسم النزاع الحدودي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات
إقرأ أيضاً:
«اشتباكات دامية».. ماذا يحدث على حدود تايلاند وكمبوديا؟
تجدّدت المواجهات المسلحة، اليوم الخميس، بين القوات الكمبودية ونظيرتها التايلاندية عند الحدود المشتركة بين البلدين، في أحدث فصول النزاع المزمن حول السيادة على منطقة حدودية متنازع عليها، ما أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى.
وفي حين تبادلت العاصمتان الاتهامات حول الطرف البادئ بإطلاق النار، تؤكد التصريحات الرسمية من الجانبين أن الاشتباكات اندلعت قرب معبدين يقعان على الحدود بين مقاطعة «سورين» التايلاندية و «أودار مينشي» الكمبودية، وهي منطقة لطالما مثّلت بؤرة توتر بين البلدين الجارين.
تصعيد مستمر منذ مايويأتي هذا التصعيد بعد شهور من التوتر المتصاعد، منذ أن تحوّل نزاع حدودي في منطقة «المثلث الزمردي» حيث تتقاطع حدود تايلاند وكمبوديا مع لاوس، إلى مواجهة دامية في مايو الماضي، راح ضحيتها جندي كمبودي. ومنذ ذلك الحين، دخل البلدان في دوامة من الاتهامات المتبادلة، شملت قيودًا على التنقل التجاري والحدودي، وصلت ذروتها أمس الأربعاء بطرد تايلاند للسفير الكمبودي واستدعاء مبعوثها لدى بنوم بنه، على خلفية إصابة جندي تايلاندي ببتر في ساقه نتيجة انفجار لغم.
كمبوديا: «دافعنا عن أراضينا»وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوتشيتا، إن «الجيش التايلاندي انتهك سلامة أراضي مملكة كمبوديا، بشنّه هجومًا مسلحًا على قواتنا المتمركزة للدفاع عن الأراضي السيادية». مؤكدة أن الرد الكمبودي جاء في إطار «الدفاع الشرعي عن النفس، وبما يتوافق مع القانون الدولي».
وأضافت: «القوات المسلحة الكمبودية تصدّت للهجوم وأجبرت الجنود التايلانديين على التراجع، فيما لا تزال المنطقة تشهد حالة تأهب قصوى».
تايلاند: «كمبوديا أطلقت النار أولاً»وفي المقابل، حمّل الجيش التايلاندي المسؤولية للجانب الكمبودي، قائلاً إن الاشتباكات بدأت حين حلّقت طائرة بدون طيار كمبودية فوق معبد «تا موين» قبل أن يقترب ستة جنود كمبوديين مسلحين، أحدهم يحمل قذيفة صاروخية، من السياج الحدودي.
وأوضح الجيش أن القوات التايلاندية حاولت تحذير الجنود من التقدم، إلا أن الطرف الآخر «أطلق النار دون مبرر» مما أدى إلى اندلاع اشتباك عنيف بالقرب من القاعدة العسكرية التايلاندية.
وأعلن الجيش التايلاندي لاحقًا أن القوات الكمبودية استهدفت منطقة «كاب شونج» بصاروخين من طراز BM-21، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين تايلانديين، توفي أحدهم لاحقًا متأثرًا بجراحه. وردًا على ذلك، شنّت القوات الجوية التايلاندية ضربات استهدفت موقعين عسكريين داخل الأراضي الكمبودية.
تحذيرات دبلوماسية وقلق متصاعدودعت وزارة الخارجية التايلاندية رعاياها المتواجدين في كمبوديا إلى مغادرة البلاد «في أقرب وقت ممكن» وسط مخاوف من توسّع رقعة الاشتباكات.
وأعربت عدة منظمات إقليمية عن قلقها من انزلاق الوضع إلى صراع مفتوح، داعية الطرفين إلى ضبط النفس والعودة لطاولة الحوار.
وتشهد الحدود «التايلاندية- الكمبودية» منذ سنوات توترات متقطعة، تندلع غالبًا بسبب خلافات على ترسيم الحدود ومناطق أثرية متنازع عليها، أبرزها «معبد برياه فيهير» المُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والذي سبق أن فجّر صدامات دبلوماسية وميدانية بين البلدين.
إلى أين يتجه الصراع؟ورغم المساعي الدولية المتكررة لتسوية النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، يبدو أن جذور الخلاف التاريخي، وغياب اتفاق نهائي لترسيم الحدود، لا تزال تعيق جهود التهدئة وتدفع بالوضع إلى مزيد من الاشتعال.
ويخشى مراقبون من أن استمرار التراشق العسكري قد يفتح الباب أمام مواجهات أوسع، في منطقة تتسم بحساسية جغرافية وأهمية استراتيجية للبلدين.
اقرأ أيضاً«الحدود ولعت تاني» اشتباكات جديدة بين تايلاند وكمبوديا
الفريق ربيع يبحث سبل التعاون مع سفير تايلاند في مجال الخدمات البحرية
السفيرة المصرية في تايلاند تلتقي بوزير الدفاع