حذّرت الحكومة التايلندية، اليوم الجمعة، من أن الاشتباكات الحدودية المتصاعدة مع كمبوديا قد تتحوّل إلى حرب شاملة، في وقت تستعد فيه الأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الأزمة، وسط نزوح آلاف المدنيين من المناطق الحدودية.

وقال رئيس الوزراء التايلندي بالوكالة، بومتام ويشاياشاي، في تصريحات للصحفيين في بانكوك: "إذا ما شهد الوضع تصعيدًا، فقد يتحوّل إلى حرب، حتى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات"، في إشارة إلى المعارك المستمرة لليوم الثاني على التوالي.

وأفادت تقارير محلية بمقتل 14 شخصًا على الأقل في تايلند، بينما أكدت كمبوديا أول حالة وفاة لديها اليوم الجمعة. كما أصيب عدد من المدنيين في المناطق المتأثرة، بينهم أربعة جُرحوا في قصف استهدف مواقع قرب معبد بوذي، بحسب مسؤولين كمبوديين.

وتشهد المناطق الحدودية، خصوصًا مقاطعتي أوبون راتشاثاني وسورين في تايلند، اشتباكات عنيفة شملت استخدام المدفعية الثقيلة وقاذفات صواريخ من طراز BM-21 من قبل القوات الكمبودية، وفقًا لما أعلنه الجيش التايلندي، الذي قال إنه رد "بنيران داعمة مناسبة".

في المقابل، اتهمت كمبوديا الجيش التايلندي بقصف معبد بوذي كان يؤوي مدنيين، في حين نفت تايلند استهدافها لأي مواقع مدنية، متهمة كمبوديا باستخدام "دروع بشرية" عبر نشر أسلحتها في مناطق مأهولة.

ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من التوترات التي بدأت في مايو/أيار الماضي بمقتل جندي كمبودي خلال مواجهة حدودية، أعقبتها تدابير متبادلة شملت فرض قيود على السفر والتجارة. وتصاعدت الأزمة هذا الأسبوع بعد إصابة خمسة جنود تايلنديين بلغم أرضي، ما دفع بانكوك إلى سحب سفيرها من كمبوديا وطرد المبعوث الكمبودي لديها، إضافة إلى إغلاق كافة المعابر الحدودية البرية، وتحذير مواطنيها من البقاء في كمبوديا.

ورداً على ذلك، خفّضت كمبوديا مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع تايلند، واستدعت موظفي سفارتها في بانكوك.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا مساء اليوم في نيويورك لبحث سبل احتواء التصعيد، بينما أعربت ماليزيا، التي تترأس حاليًا رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، عن قلقها من انزلاق الأزمة إلى مواجهة مسلحة شاملة.

وفي هذا السياق، عرض رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم الوساطة بين الجانبين، بعد اتصالات هاتفية أجراها مع كل من الزعيم الكمبودي هون مانيت ورئيس الحكومة التايلندية بالإنابة، داعيًا إلى "الحوار السلمي والحل الدبلوماسي".

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البلدين إلى "ضبط النفس"، وشدد على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل السلمية.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند الحدود تلتهب ومجلس الأمن ينعقد.. تايلند وكمبوديا على شفا انفجار لماذا غضبت واشنطن من رد حماس بينما رحّب به الوسطاء؟ أزمة داخلية تهدد كيان الاحتلال.. باراك يدعو للعصيان المدني ارتفاع حصيلة ضحايا التجويع في غزة ومناشدات عاجلة بكسر الحصار تحت غطاء التحالف..القوات السورية تباغت أوكار "داعش" في حلب Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاًمع اقتراب انتهاء المحاكمة.. آمبر هيرد تتراجع عن أقوالها وجوني ديب يسخر منها © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

إقرأ أيضاً:

ما وراء اشتباكات تايلند وكمبوديا؟ صحف أميركية تجيب

أبدت الصحف الأميركية اهتماما كبيرا بالاشتباكات الدموية بين تايلند وكمبوديا على الحدود المتنازع عليها يوم الخميس، وأسفرت عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، وفقا للسلطات التايلندية.

وتبادلت الدولتان الجارتان الاتهامات بشأن من أطلق الرصاصة الأولى، وطرد سفير كل منهما لدى الأخرى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما سبب فرض بريطانيا قيودا على التأشيرات لجنسيات معينة؟list 2 of 2غزاوي بلندن: أعيش جحيما فثلاجتي ممتلئة وأمي مُجوَّعة وأختي تطعم أطفالها الحشائشend of list

وأبرزت 3 من كبريات الصحف والمجلات الأميركية خلفيات تاريخية عن طبيعة الصراع بين تايلند وكمبوديا، وأسباب اندلاعه مرة أخرى، وقارنت بين القوة العسكرية التي تمتلكها كل منهما، ودور النزاع الأخير في الأزمة السياسية التي تعصف ببانكوك حاليا.

تحذيرات

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن التصعيد العسكري، يوم الخميس، جاء بعد شهور من التوترات المتصاعدة، ووسط أزمة سياسية داخل تايلند أدت إلى تعليق مهام رئيسة الوزراء بيتونغتارن شيناواترا في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، ما أعطى بعدا داخليا حادا للأزمة الخارجية.

واعتبرت أن النزاع الحدودي بين البلدين ليس جديدا، إذ يعود إلى خلافات قديمة عن ترسيم الحدود، استندت إلى خريطة تعود لعام 1907 وضعتها سلطات الاستعمار الفرنسي في كمبوديا.

وقد شهدت المنطقة توترات متكررة، لكن التوتر الأخير تفاقم منذ مايو/أيار الماضي، إثر مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي. وأدى انفجار لغم أرضي في وقت سابق من الشهر الحالي إلى بتر ساق جندي تايلندي.

وأوضحت الصحيفة، أن العامل السياسي ساهم في تفجير الأزمة، خصوصا بعد تسريب مكالمة هاتفية حساسة بين بيتونغتارن شيناواترا ورئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين -والد رئيس الوزراء الحالي هون مانيت- حيث ظهرت بيتونغتارن في التسجيل وهي تتحدث إليه بلغة وُصفت بالخاضعة، واصفة إياه بـ"العم"، ومبدية استعدادها "لترتيب أي شيء يطلبه".

وقد أثار التسجيل غضبا شعبيا واسعا داخل تايلند، خاصة في ظل حساسية العلاقة بين بيتونغتارن -ابنة رئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا- والجيش التايلندي القوي.

شهدت المنطقة توترات متكررة، لكن التوتر الأخير تفاقم منذ مايو/أيار الماضي، إثر مقتل جندي كمبودي في اشتباك حدودي

مقارنات عسكرية

ومع تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتحذيرات كمبودية من رد عسكري، يخشى مراقبون من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، خصوصا مع غياب قناة دبلوماسية فعالة بعد تقليص العلاقات بين العاصمتين.

إعلان

وقارنت مجلة نيوزويك في تقرير لمراسلتها لشؤون الأمن والدفاع، إيلي كوك، القدرات العسكرية لتايلند وكمبوديا استنادا إلى بيانات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية البريطاني ومقره الرئيس في لندن، التي تكشف عن فوارق هائلة في الميزانيات والتجهيزات العسكرية.

ووفقا لتلك البيانات، تمتلك تايلند جيشا كبيرا وحديثا نسبيا، بميزانية دفاعية تبلغ 5.7 مليارات دولار سنويا، مقارنة بـ1.3 مليار دولار فقط لكمبوديا.

ويُعد سلاح الجو التايلندي من بين الأفضل تجهيزا في جنوب شرقي آسيا، ولديه 112 طائرة مقاتلة، منها 46 طائرة من طراز إف-16.

وفي المقابل، تفتقر كمبوديا تماما إلى الطائرات المقاتلة، ويقتصر سلاحها الجوي على 26 مروحية وعدد محدود من الأفراد يقدر بنحو 1500 شخص فقط.

عدد الجنود

وفي حين أن تايلند لها نحو 130 ألف جندي نظامي، إضافة إلى عدد مماثل من المجندين، وقرابة 400 دبابة رئيسية، وحاملة طائرات و7 فرقاطات، فإن لدى كمبوديا قوات برية يبلغ قوامها نحو 75 ألف جندي، وتستخدم دبابات قديمة من طراز (تي-54) و(تي-55) تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، إضافة إلى عربات طراز (بي إم بي-1) الروسية البرمائية. لكنها لا تملك قوة بحرية تُذكر.

وعن المدفعية، فإن الطرفين يستخدمان أنظمة إطلاق صواريخ ومدافع، لكن تايلند تستفيد من تنوع حديث يشمل أنظمة أميركية وصينية وإسرائيلية، بينما تعتمد كمبوديا على أنظمة تعود إلى الحقبة السوفياتية وبعض الأنظمة الصينية من تسعينيات القرن الماضي.

ورغم الفجوة الواضحة في التسليح والتقنيات، حذرت القيادة الكمبودية -وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق هون سين- تايلند من "الافتخار بتفوقها العسكري"، متوعدة بـ"أقسى أنواع الردع".

ويبدو أن تايلند واثقة من تفوقها العسكري، وقد صعّدت ردودها الجوية في الأيام الأخيرة. غير أن استمرار المواجهات عند الحدود المتنازع عليها، ولجوء كمبوديا إلى مجلس الأمن الدولي، قد يهدد -برأي نيوزويك- بانزلاق الوضع نحو نزاع أوسع ما لم تُبذل جهود إقليمية أو دولية جادة لنزع فتيل الأزمة.

من آثار قصف مدفعي كمبودي على مبنى بتايلند (رويترز) معابد في خطر

وعلى موقعها الإلكتروني، اعتبرت وكالة بلومبيرغ الإخبارية، أن التصعيد العسكري الأخير هو الأعنف منذ أكثر من عقد، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين جيشي البلدين في 6 مناطق متنازع عليها ذات أهمية تاريخية، أبرزها في محيط معبد براسات تا موين ثوم، ومعبد بريا فيهير الهندوسي، الذي حسمت محكمة العدل الدولية السيادة عليه لصالح كمبوديا عام 1962، قبل أن يتجدد النزاع عنه عدة مرات منذ عام 2008.

واتفقت بلومبيرغ مع ما خلصت إليه صحيفة نيويورك تايمز ومجلة نيوزويك من خطورة الأوضاع بين الدولتين الجارتين.

وأشارت إلى أن تقارير دولية تحذر من أن استمرار التصعيد يُنذر بتقويض الاستقرار الإقليمي في مثلث الزمرد، وهي منطقة حدودية مشتركة بين تايلند وكمبوديا ولاوس.

وقالت إن التحذير يأتي وسط دعوات لاحتواء الأزمة بالوسائل الدبلوماسية وتفعيل آليات تسوية النزاعات، في ظل رفض تايلند اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، التي لجأت إليها كمبوديا في محاولات متكررة لحسم النزاع الحدودي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قتلى والاشتباكات تتوسع بين كمبوديا وتايلند رغم دعوات وقف إطلاق النار
  • ما وراء اشتباكات تايلند وكمبوديا؟ صحف أميركية تجيب
  • شبح الحرب يلوح في سماء آسيا.. اشتعال الحدود بين تايلاند وكمبوديا ومجلس الأمن يتحرك
  • تايلاند وكمبوديا تعلنان حصيلة قتلى الاشتباكات الحدودية بينهما
  • تايلند تحذر من تحول الاشتباكات مع كمبوديا إلى حرب
  • انفجار يهز إدلب.. أكثر من 100 قتيل وجريح
  • قتلى ومصابون في تصعيد الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلند
  • تايلاند: كمبوديا متعطشة للحرب وسط الاشتباكات الحدودية
  • تجدد الاشتباكات الحدودية بين تايلند وكمبوديا