يبدو أن مصير "شطيرة الكباب" المحببة لدى الألمان بات اليوم مرهونًا بمفاوضات معقدة لم تبدأ بعد، وسط تصاعد أصوات العمال وتزايد قلق المستهلكين. اعلان

دخلت وجبة الكباب، التي تعد أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي في ألمانيا، دائرة القلق الوطني بعدما شهدت البلاد إضرابًا لعمال أحد أكبر مصانع إنتاج الكباب، ما قد ينذر بارتفاع في الأسعار أو حتى بنقص في الإمدادات، وفقًا لما نقلته وكالتا الأنباء الألمانية DPA والأمريكية أسوشيتد برس.

ففي بلدة مور جنوب غرب ألمانيا، يتوقف العمل مرارًا منذ أسابيع في مصنع Birtat Meat World SE، حيث يخوض مئات العمال إضرابات تحذيرية للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل، وسط تجاهل من إدارة الشركة التي تمتنع حتى اللحظة عن الدخول في مفاوضات جادة.

Related مع اقتراب الأعياد.. ما أهم تداعيات إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة؟إضراب عمال الموانئ في الساحل الشرقي للولايات المتحدة يوقف نصف الشحنات البحريةالنفايات تتكدّس في لشبونة.. والسبب إضراب عمال النظافة لليوم الثاني مطالب عمالية ومخاوف وطنية

المحتجون، وهم في الغالب من العمال المهاجرين القادمين من تركيا ورومانيا وبلغاريا، يطالبون بزيادة شهرية تبلغ 375 يورو (434 دولارًا)، إلى جانب توقيع اتفاقية عمل جماعية تشمل جميع الموظفين. ووفق نقابة الغذاء والمشروبات والتموين، فإن العمال يعانون من فروقات غير مبررة في الرواتب وغياب الشفافية في نظم الأجور.

وقال هاكان أولوكاي، رئيس النقابة الإقليمية، خلال وقفة احتجاجية أمام المصنع: "نحن لا نطلب المستحيل. نريد فقط ظروف عمل عادلة وأجورًا منصفة. إذا اختفى الكباب من بعض المطاعم لفترة قصيرة، فإن ذلك ثمن بسيط لتحقيق العدالة."

وأضاف مبتسمًا: "عندما نحصل على اتفاق جماعي جيد، سيعود الكباب إلى موائد الجميع، وسنكون جميعًا سعداء."

كباب بطعم الأزمات؟

شركة Birtat، التي تأسست قبل أكثر من 30 عامًا وتقع على بُعد 30 كيلومترًا شمال شتوتغارت، تعد واحدة من أكبر موردي الكباب في البلاد، حيث تنتج أسياخًا من اللحم المفروم أو المقطع (من الأبقار، العجول، الدجاج أو الديك الرومي) يصل وزن بعضها إلى 120 كيلوجرامًا، وتُجمد سريعًا قبل توزيعها على آلاف الأكشاك والمطاعم في مختلف المدن الألمانية. وتقول الشركة عبر موقعها الرسمي إنها تخدم أكثر من 13 مليون مستهلك شهريًا.

ومع تصاعد الإضرابات، بدأت بعض المطاعم بالفعل في التلويح بإمكانية رفع أسعار وجبة الكباب، في ظل تعطل سلاسل التوريد. ففي وقت كانت هذه الوجبة تباع قبل عقدين مقابل 2.50 يورو، فإن سعرها اليوم في أغلب المدن الألمانية تجاوز 7 يورو، ما أثار استياءً عامًا بين محبيها.

صمت إداري وغضب عمالي

حتى اللحظة، لم تصدر الشركة أي تعليق رسمي بشأن الإضراب أو المطالب العمالية، فيما أكدت وسائل إعلام محلية أن إدارة Birtat لم تُبدِ أي تجاوب يُذكر رغم تكرار الإضرابات ومشاركة أعداد متزايدة من الموظفين في الوقفات الاحتجاجية.

ويبدو أن مصير "شطيرة الكباب" المحببة لدى الألمان بات اليوم مرهونًا بمفاوضات معقدة لم تبدأ بعد، وسط تصاعد أصوات العمال وتزايد قلق المستهلكين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو مطاعم إضراب حد أدنى للأجور حقوق العمال إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو حركة حماس فرنسا الذكاء الاصطناعي قطاع غزة غزة الهند

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. الناطق باسم الدفاع المدني في غزة يُضرب عن الطعام

يواصل الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ16 على التوالي، احتجاجا على ما وصفها بـ"سياسة التجويع الممنهج" ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وقال بصل في تصريحات خاصة للجزيرة نت إنه بدأ هذه الخطوة مع تصاعد أعداد الوفيات الناتجة عن الجوع، ولا سيما في أوساط الأطفال والنساء وكبار السن، مؤكدا أنه لن يتراجع عن إضرابه ما لم يتم تأمين ممر إنساني لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة بشكل منتظم وآمن.

الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل يواصل إضرابه عن الطعام (الجزيرة)

ويأتي إضراب بصل في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أشهر، ومنع دخول المساعدات عبر المعابر، وسط تحذيرات أممية من وقوع مجاعة واسعة النطاق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تدبّر أرامل غزة أمورهن بلا معيل؟list 2 of 2جميعهم مجوعون.. قصص مؤلمة ترويها طبيبة أطفال متطوعةend of list

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت في بيان صدر أول أمس السبت ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة إلى 170 حالة -معظمها من الأطفال- منذ بدء منع إدخال الإمدادات الغذائية والطبية في مارس/آذار الماضي.

وتشير تقارير دولية إلى أن 96% من سكان القطاع باتوا غير قادرين على توفير الغذاء الكافي، في ظل انهيار شبه كامل لمنظومة الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الصحة والمياه.

إضراب محمود البصل يأتي في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها (الجزيرة)

ودعا بصل -الذي يرقد في خيمة اعتصام بالقرب من مقر الدفاع المدني بمدينة غزة- المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والعمل على وقف ما وصفها بـ"جريمة العصر"، مؤكدا أن صمته سيكون صرخة في وجه العالم الذي يرى ولا يتحرك.

وقال "نحن كعاملين في الدفاع المدني ننتشل الضحايا من تحت الركام، ونحاول إنقاذ المحاصرين، لكننا الآن أنفسنا لا نجد ما نسد به رمقنا، لم يعد لدينا ما نخسره سوى أن نقف ونقول: لا لهذا الموت البطيء".

الناطق باسم الدفاع المدني يمثل بإضرابه صرخة من الداخل الفلسطيني في وجه عالم لم يعد يكترث (الجزيرة)

وأثار إضراب بصل تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء وحقوقيون وسم "#إضراب_من_أجل_الحياة"، مطالبين بإنهاء الحصار وفتح المعابر لإدخال الإمدادات الحيوية.

إعلان

كما أعلنت نقابة العاملين في الخدمات الطبية والدفاع المدني تضامنها مع بصل، مطالبة المجتمع الدولي بـ"كسر جدار الصمت".

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن إغلاق المعابر أو تفاقم الأزمة الإنسانية رغم تصاعد الضغوط الدولية، ولا سيما بعد صدور تقارير عن سوء التغذية الحاد و"القتل أثناء طلب المساعدات".

إضراب محمود بصل ليس الأول، لكنه الأبرز من داخل المؤسسات المدنية العاملة في ظل الحرب والحصار، وهو يمثل -كما يقول الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني- صرخة من الداخل الفلسطيني في وجه عالم لم يعد يكترث، ورسالة بأن "الاحتلال لا يقتل فقط بالقصف، بل أيضا بالتجويع".

مقالات مشابهة

  • إضراب المعتقلين في مصر حق مشروع أم انتحار ممنوع؟!
  • 815 مليون يورو أرباح "دي إتش إل" الألمانية في الربع الثاني
  • تونس.. إضراب عن الطعام ليوم واحد تضامنا مع غزة
  • اتحاد عمال مصر: المرأة تصدرت المشهد الانتخابي ومشاركتها دليل على وعيها الوطني
  • تونس .. إضراب عن الطعام ليوم واحد تضامنا مع غزة
  • لليوم الثاني.. غرفة عمليات اتحاد العمال تتابع تصويتهم في الانتخابات
  • بالفيديو.. الناطق باسم الدفاع المدني في غزة يُضرب عن الطعام
  • العطش في ظل الحرب يمتزج بطعم الخوف والعجز في غزة
  • عمال هيئة نظافة وتجميل الجيزة يشاركون بقوة في انتخابات الشيوخ| صور