الجزيرة:
2025-05-27@17:38:22 GMT

المسيحية تعاني القمع في مهدها المقدسي والفلسطيني

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

المسيحية تعاني القمع في مهدها المقدسي والفلسطيني

تعرض المسيحيون والمقدسات المسيحية في القدس لقرابة 40 هجمة عنيفة خلال الشهرين الماضيين فقط، شملت الاعتداء على قساوسة ومقابر وشواهد قبور مسيحية واقتحام كنائس، لتنتقل الاعتداءات إلى حيفا أيضا، حسب تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وأفاد التقرير بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية مصممة على إنشاء هوية "يهودية إسرائيلية" جديدة (بهذا الترتيب)، وفي مسعاها ذاك، تدمر أي شخص لا يتماشى مع "اليهودي الجديد"، ومن بينهم الفلسطينيون، والعمال، واللاجئون، والسود، والليبراليون وغيرهم، ويعد المسيحيون الهدف الأخير لهذه الحكومة اليمينية.

وتقول الصحيفة إن السنوات السابقة شهدت حربا ضد المسيحيين من قبل مجموعات وحاخامات هامشيين، كما جرى الاعتداء على كنيسة الخبز والسمك قرب بحيرة طبريا منتصف عام 2015.

وبنيت كنيسة "الطابغة" (الخبز والسمك) التابعة للكنيسة الكاثوليكية في ثمانينيات القرن الماضي على أطلال كنائس من القرنين الرابع والخامس الميلاديين، تخليدا لمعجزة يؤمن المسيحيون بموجبها بأن المسيح -عليه السلام- قام بها عندما أطعم 5 آلاف شخص بـ5 أرغفة وسمكتين.

وتشير التحقيقات إلى أن متطرفين من اليهود وقفوا وراء إضرام النار في الكنيسة الواقعة بكفار نحوم على ضفاف بحيرة طبريا، وخلّف الحريق أضرارا جسيمة، كما عُثر على كتابات بالعبرية تنادي بالقضاء على "الوثنيين".

قمع الإيمان بالقدس

وتقول "معاريف" إنه منذ انتخاب الحكومة، خاصة منذ تعيين أعضاء الجناح المتطرف وزراء وأعضاء كنيست، بدأ سباق محموم لقمع أنشطة الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحية، خاصة في القدس التي تعد قلب الخلاف بين اليهود والمسيحيين الفلسطينيين.

ومن وجهة نظر المتطرفين اليهود، فإن المسيحيين هم العدو المشترك لهم كما "العدو الإسلامي". وقبل فترة وجيزة، دخل بعض الشباب اليهودي أراضي كنيسة على جبل صهيون، وعندما طُلب منهم المغادرة قاوموا وصرخوا "جبل صهيون ملك للشعب اليهودي"، وكسر أحدهم تمثالاً للسيد المسيح عند مدخل الكنيسة، وورد أنه دخل مستشفى للأمراض النفسية.

وغير بعيد عن القدس، دخلت مجموعة من اليهود المتشددين كنيسة ستيلا ماريس في حيفا بدعوى أنها قبر قديس يهودي. ورد الشرطة المعتاد هو "في معظم الحالات، يكون السلوك مثيرًا للاشمئزاز، ولكن ليس على المستوى الإجرامي".

وقبل نحو 3 أسابيع، منعت الشرطة الإسرائيلية آلاف الأشخاص من تسلق جبل طابور (في القسم الجنوبي للجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر) ضمن احتفال ديني مسيحي معتاد. وكان أكثر من 3 آلاف مسيحي أتوا من خارج البلاد لحضور الاحتفالات الدينية من بلدان مثل اليونان ورومانيا وصربيا.

ووفقا لكنائس مسيحية، يعتقد مسيحيون أن جبل طابور (أو جبل التجلي، أو جبل الطور) هو مكان تجلي السيد المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا. وتقع "كنيسة التجلي" على قمة الجبل، وقد بنيت على بقايا كنيسة بيزنطية تعود للقرنين الخامس والسادس الميلاديين، ثم تلتها كنيسة أخرى في القرن الـ12 وتنتمي للرهبنة الفرنسيسكانية.

مسيحيو فلسطين والقدس

تضرب جذور المسيحيين العرب عميقا في أرض فلسطين، فالقدس تشع دوما بالحياة وتغذيها، واستقبلت على مر العصور إخوة وأخوات في الإيمان كحجاج مقيمين وعابرين، دعتهم للتعرف على المصادر المغذية لإيمانهم، حسبما يقول رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى.

ويتتبّع كتاب "على درب الآلام.. المسيحيّون والمقدّسات المسيحيّة في القدس" -الصادر عن مؤسسة القدس الدولية لمؤلفه محمود حبلي- تاريخ الوجود المسيحي بالقدس وحاضره، ويسلّط الضوء على القدس ومكانتها لدى المسيحيين الذين ينظرون إليها على أنّها المركز المسيحي الأوّل والأهمّ في العالم. ويؤكد الكتاب أن الاعتداءات الإسرائيلية تهدد الوجود المسيحيّ في القدس بصورة غير مسبوقة منذ احتلال فلسطين عام 1948، وينعكس ذلك عبر التناقص المستمر لأعداد المسيحيين في مدينتهم.

وفي مقدمته للكتاب، كتب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنّا أن القدس تُعتبر في التاريخ المسيحي أمّ الكنائس، لأنها أول كنيسة شُيّدت في العالم، ومنها انطلقت البشارة المسيحية إلى مشارق الأرض ومغاربها. ويقول: "إن نسبة المسيحيين في فلسطين اليوم لا تتعدى الـ1%، وهذه انتكاسة بالمقاييس كافة، ليس فقط للمسيحيين وحدهم، وإنما لأبناء شعبنا الفلسطيني كافة".

ويذكر الكتاب أن حضور القدس في الديانة المسيحية يُعتبر محوريا، فهي قبلة المسيحيين الأولى والوحيدة، والمركز المسيحي الأول والأهم في العالم، وأن مدينة القدس تكتسب هذه الأهمية بسبب المعتقد المسيحي القائل بـ"موت المسيح في القدس وقيامته في اليوم الثالث من القبر، حيث القيامة في المسيحية هي الحدث المركزي والأساسي، وهي قلب الإيمان المسيحي؛ ومن دون القيامة، لا وجود للمسيحية ولا معنى للعقيدة".

ومن هذا المنطلق، يعتبر المسيحيون أن مدينة القدس هي مركز الدنيا أو نصفها، لأن هذه المدينة -باعتقادهم- شهدت قيامة المسيح، ومنها انتشرت الديانة المسيحية إلى العالم، فبالقيامة كانت القدس -بناءً على الاعتقاد المسيحي- وما زالت تشكل مركزية إيمان المسيحيين وتعبدهم.

ويشير الكاتب إلى أن القدس اكتسبت عظمتها في المسيحية رسميا بعد إعلان الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية ديانة رسمية للدولة، إذ أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية في القدس، كبناء كنيسة القيامة والمهد وغيرها من الكنائس والأديرة.

وأدى هذا الأمر إلى أن أصبحت القدس -على مر العصور- مركزا لجذب مسيحيي العالم كافة، فأسسوا الرهبنات والأديرة والكنائس التي يزيد عددها في القدس وحدها على 100 دير وكنيسة ومؤسسة، وبناء عليه، تملك الكنيسة اليوم داخل أسوار المدينة ما يساوي %45 من المساحة الكلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القدس

إقرأ أيضاً:

واحدة من كل أربع نساء تقول إنها تعاني من أعراض الأكزيما بعد انقطاع الطمث

كشف استطلاع حديث عن وجود صلة بين انقطاع الطمث وتفاقم أعراض الأكزيما أو ظهورها لأول مرة لدى النساء.

وشمل هذا الاستطلاع أكثر من 700 امرأة بريطانية، أفادت 25% منهن بأنهن عانين من الأكزيما للمرة الأولى خلال هذه المرحلة العمرية، في حين ذكرت 32% منهن أن التغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث تسببت في جفاف البشرة في الوجه.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف تؤثر درجة حرارة الغرفة على صحتك؟list 2 of 4دراسة جديدة تكشف لغز تكوين حاجز الجلد الصحيlist 3 of 4هل سمنة الأطفال مرتبطة بالأمراض الجلدية المناعية؟list 4 of 4هل تعاني من الحكة؟ ربما بسبب الهواءend of list

أجري هذا الاستطلاع بالتعاون مع الجمعية البريطانية للأكزيما، ونشرت نتائجه صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حيث تشير النتائج إلى أهمية زيادة الوعي بشأن العوامل المحفزة للأكزيما، خاصة لدى النساء في منتصف العمر، ودور التغيرات الهرمونية في تفاقم المشكلات الجلدية مثل الجفاف والحساسية.

ما انقطاع الطمث؟

يعرف انقطاع الطمث (أو سن اليأس)، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بأنه المرحلة التي تنتهي فيها الدورة الشهرية عند المرأة بشكل دائم بسبب توقف وظيفة المبيضين عن إنتاج البويضات، ويعتبر انقطاع الطمث طبيعيا بعد مرور 12 شهرا متتاليا دون حدوث الدورة الشهرية دون وجود أسباب مرضية أو تدخل طبي مؤثر.

يحدث انقطاع الطمث الطبيعي عادة بين سن 45 و55 عاما، ولكن تعاني بعض النساء من الانقطاع المبكر (قبل سن الأربعين) بسبب عوامل مختلفة مثل الاضطرابات الوراثية أو المناعية، كما يمكن أن يحدث انقطاع الطمث بسبب التدخلات الجراحية (مثل استئصال المبيضين) أو بسبب علاجات مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

الأكزيما

وتعرف الأكزيما، وفقا لموقع ويب ميد، بأنها حالة جلدية التهابية مزمنة شائعة تؤثر على حياة الملايين حول العالم، تبدأ الأعراض عادة في الطفولة على شكل جفاف وحكة واحمرار في الجلد، وتتحسن مع التقدم في العمر، لكن قد تستمر معاناة بعض الحالات حتى البلوغ.

إعلان

وتشير الدراسات إلى أن 10% من البالغين يعانون من نوبات متكررة بسبب عوامل مثل التغيرات المناخية والتوتر أو ملامسة المواد المثيرة للحساسية مثل الصابون والعطور، كما كشفت أبحاث حديثة أن التغيرات الهرمونية وخاصة انقطاع الطمث قد تلعب دورا في تحفيز ظهور أعراض الأكزيما.

يعزى ذلك إلى التراجع الكبير في مستويات هرمون الإستروجين خلال فترة انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى جفاف الجلد وضعف مرونته، كما يسهم انخفاض الكولاجين المسؤول عن تعزيز مرونة الجلد ونضارته في تفاقم الجفاف وزيادة حساسية البشرة خلال هذه المرحلة وما بعدها، بالإضافة إلى ذلك تقل قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يزيد من الشعور بالجفاف والتهيج.

يمكن للنساء التخفيف من حدة هذه الأعراض من خلال العناية اليومية بالبشرة مثل استخدام المرطبات الغنية، وتجنب المنتجات القاسية، والحرص على شرب كميات كافية من الماء لدعم ترطيب البشرة من الداخل، فضلا عن استخدام مستحضرات تنظيف لطيفة خالية من العطور المهيجة، كما تستخدم في الحالات الشديدة علاجات موضعية تحتوي على الستيرويدات أو جرعات منخفضة من العلاج الهرموني، يصفها الأطباء لتخفيف الأعراض.

تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الوعي بالتأثيرات الجلدية المصاحبة لانقطاع الطمث، داعية النساء إلى طلب المشورة الطبية فور ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في البشرة، كما تبرز أهمية اعتماد نظام عناية جلدية مخصص خلال هذه الفترة بهدف وقاية الجلد من التدهور وتخفيف الأعراض المزعجة المرتبطة بهذه المرحلة.

مقالات مشابهة

  • الجبهة المسيحية: لقاء بن سلمان وترامب يُنبىء بقيام شرق أوسط
  • عبد المسيح: نريد العدالة لا الاستعراض
  • ساعر: الولايات المتحدة أقرب حلفاء إسرائيل في العالم
  • واحدة من كل أربع نساء تقول إنها تعاني من أعراض الأكزيما بعد انقطاع الطمث
  • تثبيت التحالف المسيحي- الشيعي في استحقاق العام ٢٠٢٦
  • بعد قرون من اختفائها.. قطعة أثرية نادرة تعود لزمن المسيحية الأولى تظهر من جديد (صور)
  • آسرار تكشف للمرة الأولي .. ماذا تخبئ جدارية المسيح؟
  • تيار التغيير والتحرير يدين بشدة قمع تظاهرات النساء في عدن ويحذر من التداعيات
  • الصحافة بين كماشة القمع: سجن في صنعاء واعتقال في عدن.. والكلمة الحرة تدفع الثمن
  • جيروزاليم بوست: إسرائيل تعاني من أزمة داخلية حادة ستدمرها