قمة ترامب وبوتين.. ترسانة نووية على طاولة المفاوضات
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، عشية قمة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب إن بلديهما ربما يبرمان اتفاقا جديدا بشأن الأسلحة النووية في إطار جهود أوسع نطاقا لتعزيز السلام.
ووفقا لما ذكرته وكالة رويترز، يتعرض بوتين لضغوط من ترامب للموافقة على إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة في أوكرانيا، وهو أمر تقول موسكو إنه أمر من مجموعة من الأمور الأمنية المعقدة التي زادت التوتر بين الشرق والغرب إلى أخطر مستوياته منذ الحرب الباردة.
ومع تقدم القوات الروسية تدريجيا في أوكرانيا، يرفض بوتين دعوات كييف لوقف إطلاق النار التام والفوري.
ولكن إذا أحرزت القمة تقدما نحو إبرام معاهدة جديدة للحد من الأسلحة، فقد يمكن ذلك بوتين من القول إنه منخرط في قضايا السلام الأوسع نطاقا، وقد يساعده ذلك في إقناع ترامب بأن الوقت غير مناسب الآن لفرض عقوبات جديدة، بعد أن هدد الرئيس الأميركي بفرضها على روسيا ومشتري نفطها وصادراتها الرئيسية الأخرى.
الترسانة النووية
يطلق بوتين منذ اندلاع الحرب تهديدات مستترة حول استخدام الصواريخ النووية، ويحذر من أن الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة.
وجاءت التهديدات في شكل تصريحات شفهية، ومناورات حربية، وخفض معايير أو مستويات التهديد، التي يمكن لروسيا عندها استخدام الأسلحة النووية.
يقدر اتحاد العلماء الأميركيين أن المخزونات العسكرية لدى روسيا تبلغ 4309 رؤوس نووية ولدى الولايات المتحدة 3700 رأس نووي، وتأتي الصين خلفهما بنحو 600 رأس نووي.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قد وقع مع نظيره الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف في 2010 معاهدة نيو ستارت التي تحدد عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها.
ويقتصر العدد المسموح به لكل منهما على ما لا يزيد عن 1550 رأسا نوويا، وبحد أقصى 700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل، والأسلحة الاستراتيجية هي التي صممها كل طرف لضرب مراكز القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية للعدو.
ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 2011 ومُددت في 2021 لخمس سنوات أخرى بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، وفي 2023، علق بوتين مشاركة روسيا في المعاهدة، لكن موسكو قالت إنها ستواصل الالتزام بالحدود المتعلقة بالرؤوس الحربية.
وينتهي سريان المعاهدة في الخامس من فبراير 2026، ويتوقع المحللون الأمنيون خرق الطرفين للحدود إذا لم يجر تمديد المعاهدة أو الاتفاق على بديل لها.
ويلوح في الأفق أيضا سباق تسلح يتعلق بالصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.
وخلال ولايته الأولى، وفي عام 2019، أخرج ترامب الولايات المتحدة من معاهدة كانت تنهي استخدام جميع الأسلحة الأرضية من هذه الفئة، ونفت موسكو اتهاماته لها بالخداع.
وتخطط الولايات المتحدة للبدء في نشر أسلحة في ألمانيا اعتبارا من 2026 تشمل صواريخ (إس.إم-6) وصواريخ (توماهوك) التي كانت توضع سابقا على السفن في الأساس، بالإضافة إلى صواريخ جديدة فرط صوتية.
وقالت روسيا هذا الشهر إنها لم تعد تلتزم بأي قيود على الأماكن التي قد تنشر فيها صواريخ متوسطة المدى.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوقع اتفاقا من بوتين وتبادلا للحدود والأراضي بين روسيا وأوكرانيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إنه يعتقد بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيبرم اتفاقا بشأن تسوية محتملة بين روسيا وأوكرانيا، وتحدث عن تبادل للحدود والأراضي بين البلدين.
وأضاف ترامب، في مقابلة مع إذاعة "فوكس نيوز"، أن أي اتفاق بشأن أوكرانيا سيبرم في لقاء ثلاثي بعد قمته المتوقعة مع بوتين بمدينة أنكوريج في ولاية ألاسكا غدا الجمعة.
وأوضح أنه يفكر في 3 مواقع لعقد اجتماع ثان مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتابع أنه في حال سارت الأمور على ما يرام فسيتصل بزيلينسكي والزعماء الأوروبيين.
كما قال الرئيس الأميركي إنه في إطار التسوية المحتملة سيكون هناك تبادل بشأن الحدود والأراضي بين روسيا وأوكرانيا.
ورغم إبدائه تفاؤلا بأن يوافق الرئيس الروسي على الخطوط العريضة لتسوية محتملة، أشار ترامب إلى أن هناك احتمالا لأن تفشل القمة المرتقبة في أنكوريج بنسبة 25%.
واعتبر أن التهديدات بفرض عقوبات على روسيا أدت دورا على الأرجح في سعي موسكو إلى عقد اجتماع، قائلا إنه قد يفرض عقوبات على روسيا في حال عدم التوصل لاتفاق.
وفي تصريحات متزامنة تقريبا، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن هناك ضرورة لمناقشة الضمانات الأمنية والخلافات بشأن الأراضي والمطالبات بضمها، مشيرا أيضا إلى أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف روبيو أن الاستعدادات للقاء أنكوريج تجري بشكل متسارع، مؤكدا أن ترامب يريد معرفة ما إذا كان من الممكن تحقيق السلام عبر محادثاته مع بوتين.
في غضون ذلك، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصا عاما يعلّق مؤقتا بعض العقوبات المفروضة على روسيا بما يسمح بإجراء المعاملات اللازمة لعقد الاجتماع المقرر في ولاية ألاسكا بين الرئيسين الأميركي والروسي.
لا اتفاقات ستوقع
في الجانب الآخر، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم إنه لا خطط لتوقيع أي اتفاقات في ختام القمة الروسية الأميركية في ألاسكا.
إعلانوأضاف بيسكوف أنه من الخطأ الكبير التنبؤ بنتائج المحادثات بين الرئيسين الروسي والأميركي، مشيرا إلى أن الحديث الآن يدور حول لقاء روسي أميركي في حين ستطرح القضايا المتعلقة بموقف أوكرانيا في مراحل لاحقة.
وتابع المتحدث الروسي أن "بوتين وترامب سيحددان في ختام قمة ألاسكا دائرة الاتفاقات والتوافقات التي تمكنا من تحقيقها".
وفي السياق، قال بوتين إن موسكو تعمل لتهيئة الظروف من أجل إحلال السلام، وإن الولايات المتحدة تبذل جهودا صادقة لتسوية الوضع بشأن أوكرانيا.
وشدد بوتين على أهمية التوصل إلى اتفاقات مع واشنطن بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية.
وكان الرئيس الأميركي سعى في الأشهر القليلة الماضية إلى إعلان وقف لإطلاق النار مدة 30 يوما بين روسيا وأوكرانيا، معتبرا ذلك مقدمة لمفاوضات سلام.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أجرى الجانبان الروسي والأوكراني جولات محادثات في إسطنبول لم تسفر عن أي تقدم.
وأثارت تحركات الرئيس الأميركي مخاوف لدى الدول الأوروبية من أن يبرم اتفاقا مع نظيره الروسي يؤدي إلى انتزاع أجزاء من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا.
وفي إطار الحرب الدائرة منذ أواخر فبراير/شباط 2022، تسيطر روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وقد أعلنت بالفعل ضم مناطق أوكرانية إليها، وترفض حتى الآن التنازل عنها.
وتحدّث زيلينسكي -الذي يرفض التنازل عن أراض لروسيا- هاتفيا أمس مع ترامب، واتصل به أيضا زعماء أوروبيون وأعربوا بعد ذلك عن ثقتهم في أن الرئيس الأميركي سيسعى إلى وقف إطلاق النار بدلا من الحصول على تنازلات من كييف.