الضربة الإسرائيلية في صنعاء.. رسالة رمزية تشعل التوتر وتدفع اليمن إلى صراع اوسع
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية التي طالت العاصمة اليمنية صنعاء في 30 أغسطس 2025، وأسفرت عن مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من أعضاء حكومته وقيادات بارزة في الجماعة، برزت تساؤلات ملحّة حول مغزى العملية وانعكاساتها على مستقبل الصراع في اليمن والمنطقة.
وبينما ندد الحوثيون بالهجوم ووصفوه بـ”العدوان الدولي”، يذهب خبراء إلى اعتبار الضربة رسالة رمزية ذات أبعاد إقليمية تتجاوز حدود اليمن وساحاته الداخلية.
قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة في صنعاء جاءت “رمزية أكثر منها حاسمة عسكرياً”، موضحاً أن رئيس الوزراء الحوثي المستهدف لم يكن القوة المحورية للجماعة، ما يجعل التأثير العسكري محدوداً.
وأكد الزغبي أن “العملية قد تمنح الحوثيين صعوداً جماعياً داخلياً، وتعزز من شعارات التضامن مع غزة، بما يزيد من حجم الدعم الشعبي لهم”، مشيراً إلى أن استهداف قيادات الجماعة قد يدفع نحو مزيد من العنف بدلاً من إنهائه.
وأضاف أن “الضربة الإسرائيلية تحمل رسالة استراتيجية مزدوجة، تتمثل في تحجيم النفوذ الإيراني في البحر الأحمر، وضرب الرمزية السياسية للجماعة”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن النتيجة الأقرب هي “إعادة شحن الصراع لا كبحه، في ظل قدرة الحوثيين على الرد وتنامي خطاب الانتقام”.
ورأى الزغبي أن “المنطقة دخلت فعلياً مرحلة من التوتر المتعدد الأبعاد: عسكري، وبحري، وإنساني”، لافتاً إلى أن ما جرى في صنعاء “ليس نهاية فصل بل افتتاحية موسم دموي جديد”.
وحذر من أن “اليمن قد يتحول إلى ساحة تصدع جديدة تستنزف الأمن والاقتصاد الإقليمي، وتفتح الباب أمام جبهات أخرى في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “كل غارة جديدة تقلص فرص التهدئة وتوسع مدى الصواريخ”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الضربة الجوية الإسرائيلية صنعاء اليمن البحر الأحمر قيادات الحوثيين الضربة الإسرائیلیة فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
تقرير عبري: السيسي يوجه صفعة رمزية للكيان باختيار موعد محادثات غزة في ذكرى “نصر أكتوبر”
يمانيون |
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية أن اختيار السلطات المصرية يوم السادس من أكتوبر لانطلاق محادثات إنهاء الحرب على غزة في مدينة شرم الشيخ لم يمر مرور الكرام داخل الأوساط السياسية والإعلامية في تل أبيب، واعتبرته الصحيفة “سخرية دبلوماسية” موجهة ضد الكيان الصهيوني في يوم يحمل رمزية عسكرية قاسية بالنسبة له.
وقالت الصحيفة إن مصادفة بدء المحادثات في الذكرى الثانية والخمسين لـ حرب أكتوبر 1973، التي يسميها الكيان “حرب يوم الغفران”، أثارت موجة واسعة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي المصرية، حيث اعتبر الناشطون أن تحديد الموعد جاء كجزء من الاحتفالات الوطنية بانتصار الجيش المصري، في مشهد يجسد المفارقة بين ذكرى النصر وواقع الاحتلال الصهيوني العالق في مستنقع غزة.
وذكرت الصحيفة أن عدداً من المعلقين المصريين اقترحوا — في سياق السخرية — أن تُعقد الجلسة الأولى من المفاوضات في الساعة الثانية ظهرًا، وهي اللحظة نفسها التي بدأت فيها المدافع المصرية والسورية بإطلاق نيرانها قبل اثنين وخمسين عامًا، مشيرين إلى أن الوفد الصهيوني غادر تل أبيب إلى شرم الشيخ في التوقيت ذاته تقريباً، ما أضفى على الحدث بعدًا رمزيًا يصعب تجاهله.
وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن المصريين أحياوا هذا اليوم كـ عيد وطني للانتصار والتحرر، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي قبر الجندي المجهول، ووضع إكليلاً من الزهور على قبري الرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر، وعقد اجتماعاً مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في مشهد قالت الصحيفة إنه يعزز من حضور روح أكتوبر في القرار السياسي المصري حتى بعد نصف قرن من المعركة.
وتابعت الصحيفة أن مصر قررت — رغم منح السادس من أكتوبر عطلة رسمية سنوية — تأجيل الإجازة إلى التاسع من الشهر الجاري ودمجها مع عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما أثار تساؤلات في الأوساط الصهيونية حول ما إذا كان هذا القرار محاولة لفصل رمزي بين ذكرى انتصار 1973 وذكرى هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية ضد الكيان.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن بشمت ييفت، المحاضِرة في جامعة “أريئيل” في تل أبيب، قولها إن “هذا التوقيت، حتى وإن بدا مصادفة، يحمل رسائل سياسية موجهة من القاهرة”، معتبرة أن المصريين يحرصون على “إعادة تثبيت الوعي القومي بحرب أكتوبر كحدث يُذكّر الكيان الصهيوني بهشاشته العسكرية، في وقت يتخبط فيه في غزة منذ عام”.
وأضافت الأكاديمية الصهيونية أن المقارنات بين حرب أكتوبر وهجوم السابع من أكتوبر العام الماضي عادت بقوة في الوعي الشعبي المصري، وأن كثيرين في القاهرة يعتبرون ما جرى في غزة امتداداً لـ”روح أكتوبر”، بما تحمله من معاني المقاومة والمفاجأة والانتصار على العدو.
ووفق الصحيفة، فإن المفاوضات في شرم الشيخ تنعقد برعاية مصرية وقطرية وبمشاركة وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، بينما يمثل الكيان وفد يرأسه رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية، إلى جانب مشاركة المستشار الأمريكي السابق جاريد كوشنر والمبعوث ستيف ويتكوف، في إطار ما وصفته الصحيفة بـ”محاولة دولية لاحتواء الحرب بعد فشل الخيار العسكري الصهيوني”.
وأوضحت “يديعوت” أن القاهرة تسعى إلى تسريع تنفيذ بنود اتفاق يناير، الذي يتضمن انسحابًا صهيونيًا أوليًا من بعض مناطق القطاع، مقابل إطلاق سراح الأسرى والرهائن من الجانبين، مشيرة إلى أن القيادة المصرية تخشى من “مفاجآت إسرائيلية” قد تعرقل التنفيذ، سواء بتأجيل الانسحاب أو بإثارة ملف سلاح حماس لتبرير المماطلة.
وتحدث التقرير عن جهود مصرية مكثفة لإعادة توحيد الصف الفلسطيني، حيث تعمل القاهرة على استضافة قمة للفصائل قريبًا لبحث ملف السلاح ووضع رؤية وطنية موحدة، منعاً لاستخدام الانقسام كذريعة لتمديد العدوان أو تعطيل وقف إطلاق النار.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن التزامن بين ذكرى نصر أكتوبر ومفاوضات غزة يمثل في الوعي الصهيوني أكثر من مجرد صدفة، بل تذكيرًا مؤلمًا بتاريخ من الهزائم التي لا تزال تترك ندوبها في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بينما يصر المصريون على تحويل التاريخ ذاته إلى أداة رمزية للسخرية السياسية وإعادة الاعتبار لروح الانتصار العربي في زمن تعاني فيه تل أبيب من مأزق وجودي متصاعد.