خالد الجندي: معجزة النبي بدأت قبل النبوة.. والخلق النبوي صناعة إلهية مخصوصة
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الأخلاق المحمدية لم تأتِ مصادفة، بل كانت جزءًا من إعداد إلهي مخصوص لحامل الرسالة، مشددًا على أن المعجزة في شخصية النبي محمد ﷺ بدأت قبل بعثته، وليس بعدها كما يعتقد البعض.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن النبي ﷺ عاش 63 عامًا، منها 40 عامًا قبل البعثة النبوية، مشيرًا إلى أن "ثلثي حياة النبي كانت قبل أن يُبعث بالرسالة، وخلال هذه الفترة، كان معروفًا بين قومه في المجتمع الجاهلي بلقب الصادق الأمين، رغم أن هذا المجتمع كان يعج بالفساد، من شرب للخمر، وأكل أموال اليتامى، وظلم الضعفاء".
وأوضح الجندي أن "هذا الثبات الخُلقي للنبي في بيئة لا تعرف القيم، هو دليل على إعداد إلهي فريد، فالله سبحانه وتعالى صنع نبيه على عينه، كما قال في حق موسى عليه السلام: (ولتصنع على عيني)، فكيف بسيد الخلق؟".
وتابع: "النبي ﷺ لم يكن طالبًا للمكانة، بل كان مطلوبًا، فكل ما طلبه الأنبياء السابقون ناله النبي دون أن يطلب، كما في قوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك)، بينما طلب موسى عليه السلام ذلك بنفسه، وقال: (رب اشرح لي صدري)".
وأشار إلى أن الله أنعم على النبي ﷺ بفضل لم يُمنح لغيره، مثلما جاء في قوله: (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)، مضيفًا أن "النبي هو الوحيد الذي ذُكر اسمه مقترنًا بكلمة (أنعمت) في قوله تعالى: (أنعمت عليهم)، وهذا يدل على منزلة النبي الخاصة عند ربه".
وأكد على أن محبة النبي ﷺ واتباعه هما من تمام الإيمان، وأن رضا الله لا يُنال إلا برضا رسوله، مصداقًا لقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، موضحًا أن "للنبي قضاءٌ كما أن لله قضاء، وهذا ما يجب أن يدركه كل مسلم".
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ خالد الجندي خالد الجندي لعلهم يفقهون المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: النبي علمنا كيف نسعد ونمرح في إطارٍ من الالتزام والمسئولية
كتب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك” قال فيه: “إن سيدنا رسول الله ﷺ علمنا كيف نسعد وكيف نمرح، علمنا هذا في إطارٍ من الالتزام والمسئولية، وفي إطارٍ من التواضع والحب والود واللين واللطف، وفي إطارٍ من الشرع والعقيدة”.
وأضاف أنه كان صلى الله عليه وسلم لا يحب أن يكون أحدنا مضطربًا، ولذلك نهانا عن الغضب والغيظ، وعن الأفعال غير المحسوبة، فقَالَ ﷺ: «لاَ تَغْضَبْ ولك الجنة».
ولفت إلى أن السعادة والمرح قيمةٌ في ذاتها، وعَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه، فيما أخرجه البخاري في صحيحه، قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ “ أي ولدًا صغيرًا”، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ ﷺ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟».
قال أنس: نُغَرٌ -طائر صغير- كَانَ يَلْعَبُ بِهِ.
فقوله ﷺ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» يدل على أنه كان يُدخل السعادة بلطفٍ على الطفل الذي يلعب بطائره الصغير.
ونوه إلى أنه لم يكن ﷺ كئيبًا، ولا متشددًا، ولا معتزلًا للناس، بل كان لطيفًا حلوًا جميلًا، يعلمنا كيف نمرح وكيف نسعد.
وعن أم خالد بنت خالد رضى الله تعالى عنها قالت: أُتِىَ النَّبِىُّ ﷺ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ -ثوب- سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُو هَذِهِ؟» فَسَكَتَ الْقَوْمُ،
فَقَالَ ﷺ: «ائْتُونِى بِأُمِّ خَالِدٍ»، فَأُتِىَ بِهَا تُحْمَلُ –وكانت طفلة صغير-.
فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ، فَأَلْبَسَهَا، وَقَالَ ﷺ: «أَبْلِى وَأَخْلِقِى» -أي: دوبيها في عرق العافية-
وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ». وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ.
فهذا يرد على لسان سيدنا رسول الله ﷺ ليعلمنا البساطة، والسعادة، والمرح، وأن نُداعب الأطفال بلطف، ونختصهم بما يُدخل الفرح على قلوبهم؛ كالثياب الجديدة والكلمة الطيبة.