محللون: نتنياهو يتسلح بترامب المؤيد لاحتلال غزة
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
رغم التأكيدات المتكررة الصادرة عن القيادة العسكرية بشأن عدم جدوى احتلال مدينة غزة، تستمر حكومة بنيامين نتنياهو في النهج ذاته، الحرب والقتل والتدمير والتجويع والقضاء على كل فرص التوصل لاتفاق يؤدي للإفراج عن أسراها، وهو نهج يقول محللون تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث" إنه يدفع إليه بتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
فلم يهتم نتنياهو للأصوات الداخلية والخارجية التي تحذر من أن عملية "عربات جدعون 2" لن تحقق له أهداف الحرب، بل أنها ستزيد من خسائر الجيش الإسرائيلي، وهو ما أشار إليه لواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، بقوله إن "خطة إعادة احتلال غزة قد تفضي إلى نتائج كارثية على إسرائيل"، مؤكدا أن الجيش يفتقر إلى القدرات البرية والوسائل القتالية اللازمة لحسم المعركة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
كما لم يعبأ نتنياهو وجيشه بالتحذيرات الأممية من التبعات الكارثية لعمليته العسكرية على نحو مليون شخص من سكان مدينة غزة.
ويقول محللون إن نتنياهو ما كان ليتمسك بموقفه في ظل الضغوط الداخلية والخارجية عليه لولا الدعم الأميركي، وهو ما يؤكد عليه الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، د. لقاء مكي، بقوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتسلح بموقف ترامب الداعم للعملية العسكرية في غزة، ولا يستبعد أنه يدفعه لإعلان ضم الضفة الغربية المحتلة في حال اعترفت الدول الأوروبية وغيرها بالدولة الفلسطينية.
ويرى مصطفى من جهته أن ترامب هو الوحيد في العالم الذي يؤيد استمرار العملية العسكرية في غزة، وبأنه أكبر معادٍ للحق الفلسطيني، ويقول إنه بخلاف الأوروبيين الذين يؤيدون إسرائيل ويعارضون حكومتها، يؤيد هو -أي ترامب- هذه الحكومة من منطلق أيديولوجي، وهو مثل موقف سفيره لدى إسرائيل مايك هاكابي، يحرض على ضم الضفة الغربية وعلى احتلال قطاع غزة.
إعلانوحتى في موضوع فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، فإن نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) متردد حتى اللحظة، لأن ترامب لم يقدم له الضوء الأخضر، بحسب مصطفى.
تحريض وإبادةوبعد أن عارض رئيس الأركان إيال زامير في البداية خطة احتلال غزة، خضع في الأخير وقامت مؤسسته العسكرية بتجنيد عشرات الآلاف في إطار عملية "عربات جدعون2″، التي يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا إن هدفها هو ما سماه الردع العقابي، أي الانتقام من المدنيين الفلسطينيين وتدمير البنى التحتية للمقاومة.
وحسب الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، د. مهند مصطفى، فإن جيش الاحتلال كان مترددا في خوض عملية احتلال غزة، لخوفه من الخسائر ومن التكلفة الباهظة التي قد يدفعها، ويقول إنها المرة الأولى التي يقود فيها هذا الجيش عملية عسكرية لا يوجد إجماع عليها داخل إسرائيل.
كما يستفيد رئيس الوزراء الإسرائيلي -بحسب محللين تحدثوا لبرنامج "مسار الأحداث"- من المزاج العام داخل إسرائيل، والمؤيد في أغلبه لإبادة الفلسطينيين، وهو ما يشير إليه مهند مصطفى، بقوله إن التيار الذي يحذر من أن الكارثة الإنسانية في غزة ستلاحق اليهود ظهر في الآونة الأخيرة، لكنه ضئيل، في حين أن الأغلبية لا تكترث بما يفعله الجيش في غزة، ولولا قضية الأسرى لما حدثت مظاهرات تطالب بوقف الحرب.
ويعمل اليمين الإسرائيلي على التحريض ضد الفلسطينيين ويقوم بتجييش الإعلام لصالحه حتى أن القناة 14 على سبيل المثال تبث برامج تستهزئ بالتجويع في قطاع غزة، كما يقول مهند مصطفى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات احتلال غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: مرحلة القتال المكثف في غزة تقترب من نهايتها لكن إسرائيل جاهزة للعودة للقتال
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “مرحلة القتال المكثف” في مواجهات غزة تقترب من نهايتها، لكنه شدد على أن الحرب لم تنته بعد وأنه “يمكن العودة للقتال في أي جبهة إذا لزم الأمر”.
وتأتي هذه التصريحات وسط مشاورات إسرائيلية مستمرة للاستعداد لمناورات عسكرية مستقبلية، بينما تفرض التوترات مع حركات مثل حماس وحتى حزب الله نفسه أفقاً مفتوحاً لسيناريوات متعددة.
في مقابلة مع قناة 14 الإسرائيلية، نقلتها وسائل إعلام دولية، أوضح نتنياهو أن إسرائيل ليست على استعداد لإنهاء الصراع طالما أن حماس تواصل السيطرة على قطاع غزة، مؤكدًا أنه “لن يترك حماس كما هي”، حسب ما نقلته دويتش فيلله.
وقال نتنياهو إن بعد انتهاء مرحلة القتال الكثيف، ستتم إعادة نشر بعض القوات نحو الحدود الشمالية مع لبنان، في ظل تصاعد المواجهات مع حزب الله المدعوم من إيران. وفق رئيس الوزراء، هذا التحرك سيكون أولاً للدفاع، وثانيًا لاستعادة سكان تم إجلاؤهم من المناطق الحدودية، وفقا لـ رويترز
في الوقت نفسه، لا يغلق نتنياهو الباب أمام العودة إلى القتال إذا فشلت الوسائل الدبلوماسية، فقد وصف خيار استئناف العمليات بأنه خيار “واقعي ومتاح”، مشيرًا إلى أن حكومته تحتفظ بحق اتخاذ خطوات عسكرية من جديد “إذا لزم الأمر”.
يُنظر من قبل محللين إلى هذه التصريحات على أنها رسالة ضغط متعمد على حركة حماس، خصوصًا في ضوء التفاوض على المرحلة التالية من الاتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وفق هؤلاء المحللين، فإن تهديد العودة للمعارك قد يُستخدم كورقة تفاوضية لزيادة الضغط على المقاومة لإرضاء المطالب الإسرائيلية.
إضافة إلى ذلك، تقول تحليلات إن تصريحات نتنياهو ترتبط أيضاً بداخل المشهد السياسي الإسرائيلي: فحسب بعض الأصوات، فإنه يستخدم تهديد استئناف القتال خدمةً لمواقفه السياسية وطموحاته في البقاء في السلطة، في وقت تتزايد الانتقادات ضد حكومته من اليمين ومن المعارضة على حد سواء.
وقد شدد نتنياهو مؤخرًا على أن أي مفاوضات نهائية حول الحرب ستشترط “نزع سلاح حماس” وسحب قياداتها من غزة، مع التأكيد على رغبة إسرائيل في إقامة إدارة مدنية فلسطينية محلية تكون تحت رقابتها العسكرية.
مع ذلك، يلفّ التصريحات هذا التوتر بين خيارين متضادين: السعي إلى مخرج دبلوماسي من جهة، والاستعداد العسكري الكامل من جهة أخرى، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية مزدوجة تمازج بين الضغط العسكري والسياسة في آن واحد