أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، على توقيع قرار تنفيذ مخطط E1 الاستيطاني المثير للجدل، والذي يقضي بفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل، عبر ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بمدينة القدس الشرقية. 

وأكد نتنياهو بوضوح رفضه لإقامة دولة فلسطينية، في تحدٍ صريح للمجتمع الدولي الذي يرفض هذا المشروع منذ عقود.

تصريحات نتنياهو من قلب المستوطنات

أدلى نتنياهو بتصريحاته خلال زيارته لمستوطنة "معاليه أدوميم"، حيث أعلن عن إضافة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة. 

وقال: "قلت في اليوم الثاني من الحرب إننا سنغير الشرق الأوسط، وقد فعلنا ذلك خطوة بخطوة وأزلنا تهديداً وجودياً، وسنكمل المهمة"، مؤكداً أن مسار حكومته سيستمر رغم كل الاعتراضات.

الموقف الفلسطيني: الدولة قادمة لا محالة

في المقابل، سارع نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ إلى الرد عبر منصة "إكس"، حيث كتب: "الدولة الفلسطينية قادمة بحتمية انتصار الشعوب المقهورة والمُحتلة ورحيل الاحتلال وزواله، مهما تجبّر وتنمّر الاحتلال مصيره إلى الرحيل".

 وأضاف الشيخ أن "لا E1 ولا غيرها من الإجراءات الاحتلالية ستمنع الشعب الفلسطيني من الوصول لأهدافه الوطنية المشروعة، بدعم وإسناد الأشقاء والأصدقاء في العالم".

نتنياهو في تصريحات استفزازية: لا يوجد مكان آمن في العالم للمسئولين عن 7 أكتوبرنتنياهو: لن تكون هناك دولة فلسطينية وسنحقق أبدية إسرائيلأبو شامة: إعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق طموحات نتنياهو هدف إسرائيل الآنضياء رشوان: نتنياهو خلق وضعا ضده في المنطقة باستهداف قطرضياء رشوان: الوساطة المصرية في الاتفاق بين إيران و"الدولية للطاقة الذرية" تفسد على نتنياهو إشعال المنطقة

انتقادات دولية متصاعدة

الخطوة الإسرائيلية قوبلت بموجة انتقادات دولية واسعة، حتى من دول تعتبر من أقرب حلفاء إسرائيل، وذلك بسبب تصعيدها الاستيطاني وتواصل حربها في غزة. 

ودفعت هذه الممارسات بعض الدول الأوروبية إلى التوجه نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر عقدها هذا الشهر.

خرق للقانون الدولي

يرى المجتمع الدولي أن مشروع E1 يمثل خرقاً للقانون الدولي، باعتبار أن الاستيطان في الأراضي المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، غير شرعي.

 كما أن تنفيذ هذا المشروع سيقضي فعلياً على إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.

تفاصيل المخطط الاستيطاني E1

مخطط E1 ليس وليد اللحظة، بل تمت المصادقة عليه أول مرة عام 1999، على أراضٍ فلسطينية مساحتها 12 ألف دونم، أي ما يعادل 12 مليون متر مربع.

 ويستهدف المخطط تعزيز مشروع "القدس الكبرى"، الذي يربط ثلاث كتل استيطانية رئيسية حول المدينة، وهي: "معاليه أدوميم" شرقاً، "جفعات زئيف" شمالاً، و"جوش عتصيون" جنوباً.

الهدف الاستراتيجي للمخطط

يهدف المخطط إلى ضمان التواصل الجغرافي بين المستوطنات الإسرائيلية شرق القدس، مقابل عزل الأحياء والقرى الفلسطينية وحرمانها من التواصل مع المدينة المقدسة.

وتعتبر "معاليه أدوميم" نقطة محورية في هذا المخطط، حيث تعد من أكبر المستوطنات وأخطرها استراتيجياً على إمكانية قيام دولة فلسطينية.

مشروعات استيطانية ضخمة

تشمل الخطط الاستيطانية إقامة مدينة ملاهي عملاقة على مساحة 800 دونم " تُعادل 1000 متر مربع (أو 0.1 هكتار)، تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وملاعب رياضية وفنادق، في إطار سياسة تهدف إلى جذب السياحة للمناطق المحتلة.

 كما تتضمن بناء حي استيطاني جديد باسم "مفسيرت أدوميم" يتألف من أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية لربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن.

ربط المستوطنات وتعزيز السيطرة

يخطط الاحتلال أيضاً لربط مستوطنة "كيدار" بـ"معاليه أدوميم" عبر بناء مستوطنات جديدة في المنطقة الفاصلة بينهما، ما يجعل السيطرة الإسرائيلية على الضفة الشرقية للقدس شبه كاملة، ويعزل الفلسطينيين عن حدودهم الشرقية مع الأردن.

دلالات القرار وتبعاته

القرار الأخير الذي وقعه نتنياهو يمثل تصعيداً خطيراً قد يقضي على أي فرص لاستئناف عملية السلام، إذ يعني عملياً تقويض حل الدولتين.

ومع استمرار الرفض الدولي، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى قدرة المجتمع الدولي على كبح جماح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، في وقت يصر الفلسطينيون على أن دولتهم ستولد مهما حاول الاحتلال عرقلتها.

طباعة شارك نتنياهو مخطط E1 الاستيطاني تصريحات نتنياهو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو تصريحات نتنياهو معالیه أدومیم دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

يديعوت: ابن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات.. طلب ضمانات

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس، إن ولي العهد السعودي يضغط على الولايات المتحدة للحصول على ضمانات ملزمة بإقامة دولة فلسطينية خلال خمس سنوات.

وأضافت: "يتوقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الولايات المتحدة ضمان إجراء مفاوضات من أجل دولة فلسطينية واختتامها خلال خمس سنوات، وذلك عقب لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

ولم تعلق السعودية أو الولايات المتحدة الأمريكية فورا على تقرير الصحيفة الإسرائيلية.
وأعلنت تل أبيب مرارا رفضها إقامة دولة فلسطينية.

وكان الأمير السعودي قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض مساء الثلاثاء: "نرغب في الانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" (لتطبيع العلاقات مع إسرائيل) ضمن مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل".

ويرغب ترامب بشدة في تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، لكن الرياض ترهن الأمر بإيجاد مسار يضمن قيام دولة فلسطينية.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن "التصريحات العلنية الصادرة عن ترامب وولي العهد أشارت إلى مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية، لكن المسؤولين الإسرائيليين فسروا هذه التصريحات على أنها غير ملزمة".

وقالت: "من شأن ضمان أمريكي رسمي أن يجعل الرؤية السعودية للدولة الفلسطينية أكثر واقعية".

كما أوضح الأمير في محادثاته بواشنطن عقب لقائه ترامب، أنه، في تقديره، "لن تضم القوة الدولية المزمع تشكيلها في غزة جنودًا من أي دولة عربية أو إسلامية. والسبب هو أن الجنود المسلمين لن يقاتلوا حماس أو ينزعوا سلاحها".

وتساءلت "يديعوت": "إذا لم يقاتل المسلمون حماس، فالسؤال المطروح هو: من سيقاتل؟ قد يكون الجواب أن القوة الدولية لن تُنشأ، أو ستُنشأ فقط كإطار غير فعال، مثل اليونيفيل في لبنان. المرشحون لمحاربة حماس هم من يقاتلونها الآن - إسرائيل، وإلى حد ما السلطة الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • استطلاع: 67% من الجمهور في إسرائيل يعارضون دولة فلسطينية
  • صحيفة إسرائيلية: بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات
  • يديعوت: ابن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات.. طلب ضمانات
  • صحيفة: بن سلمان طلب ضمانة أميركية لإقامة دولة فلسطينية خلال خمس سنوات
  • باحث: قرار مجلس الأمن يفتح أفقاً غير مسبوق نحو دولة فلسطينية
  • عبد المنعم سعيد: لا دولة فلسطينية ممكنة دون احتكار شرعي واحد للسلاح
  • معاريف العبرية ترد على نشأت الديهي: «السياسة الإسرائيلية واضحة.. لن تكون هناك دولة فلسطينية»
  • وزير إسرائيلي يلوّح بالتخلي عن التطبيع رفضًا لقيام دولة فلسطينية
  • الغندور يرد على تصريحات ميكالي الأخيرة.. تفاصيل
  • الملك عبد الله الثاني .. حضور سيادي يرسّم ملامح القوة الأردنية وصعود دور المملكة في المشهد الدولي