بوابة الوفد:
2025-12-01@08:26:26 GMT

نوبل جائزة تائهة بين سلام مفقود

تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT

لماذا تتحول أرفع جائزة سلام في العالم إلى هوس للقادة والسياسيين؟ بينما تبقى الحضارات العريقة التي أسست أسس السلام غائبة عن التكريم؟ أسئلة تطفو على السطح في وقت يسعى فيه دونالد ترامب بجنون للفوز بالجائزة، بينما تقدم مصر عبر تاريخها الطويل نموذجًا حيًا للسلام الحقيقي.
يشن ترامب حملة غير مسبوقة للحصول على الجائزة، معتمدًا على ما يصفه بإنجازاته في الوساطات الدولية.

لكن طريقته في المطالبة العلنية بالجائزة تثير التساؤلات حول دوافع هذا الهوس، خاصة وأن لجنة نوبل تنص على أن "الضغوط الإعلامية والسياسية لن تؤثر في قراراتها".
يحاول ترامب تبرير مطالبته بالجائزة بالحديث عن "إهانة للولايات المتحدة" إذا لم يحصل عليها، لكن هذا التبرير يبدو هشًا أمام حقيقة أن العديد من الرؤساء الأمريكيين لم يحصلوا على الجائزة دون أن يعتبروا ذلك إهانة لبلادهم.
يشوب تاريخ الجائزة الكثير من الجدل، حيث منحت لشخصيات ارتبطت أسماؤهم بحروب ونزاعات مثل مناحم بيجن الذي حصل على جائزة نوبل  رغم كونه زعيم منظمة "الإرجون"  التي نفذت عمليات مثل مذبحة دير ياسين وتفجير فندق الملك داوود.
كما حصل شيمون بيريز على الجائزة رغم كونه من المؤسسين الأوائل للترسانة النووية الإسرائيلية وامتلاكه دورًا في العدوان الثلاثي وحادثة قانا. فيما قاد أبي أحمد بعد سنة من حصولة على الجائزة سنة 2019 حرب أهلية ضد التيجراي، مستخدمًا أحدث الأسلحة ضد شعبه وحلفائه السابقين.
تكشف هذه الحالات أن الجائزة لا تمنح دائمًا بناءً على إنجازات سلام حقيقية وملموسة، بل غالبًا ما تخضع للاعتبارات السياسية والرغبة في تشجيع سياسات معينة، كما صرح توربيورن ياغلاند، رئيس اللجنة النرويجية عند إعلان جائزة أوباما: "أردنا أن نعبر عن دعمنا للنهج الذي يتخذه تجاه المشكلات العالمية".
وعلى الجانب الآخر، نرى مصر منذ فجر التاريخ منارة للسلام وللعلم وقدمت للعالم أسس الحضارة  والمعرفة، من خلال علوم التحنيط والهندسة والطب. علمت مصر النظافة لأوروبا والتداوي بالأعشاب على يد القديسة المصرية فيرينا بنت الأقصر التي سافرت ضمن كتيبة طيبية في القرن الثالث الميلادي، والتي ما زالت تُكرّم حتى الآن في سويسرا وألمانيا، وتنتشر صورها في أنحاء أوروبا.
فمصر لم تكن بقعة جغرافية فحسب، بل كانت رمانة الميزان لحل الصراعات والنزاعات في المنطقة، بوساطة هادئة دون ضجيج إعلامي، بل تعمل بجد دون التركيز على الأضواء. فمن المعروف أن مصر تلعب دورًا محوريًا في جهود التهدئة في غزة وليبيا واليمن والسودان ولبنان، ولم يقف دورها عند الدول العربية بل امتد ليشمل الدول الأفريقية ومساعدتها في تحقيق التنمية.
وتشير الوثائق القديمة إلى أن مفهوم السلام في الحضارة المصرية القديمة لم يكن مجرد غياب للحرب، بل كان "مشروعًا حضاريًا متكاملاً". فالمخطوطات الفرعونية تظهر كيف أن المعاهدة المصرية-الحيثية عام 1258 ق.م كانت أول معاهدة سلام في التاريخ تنص على مفاهيم المساواة وعدم الاعتداء والتعاون المشترك.
كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى عربياً في مشاركات قوات حفظ السلام، حيث ساهمت بأكثر من 30 ألف جندي في بعثات أممية.
يبقى السؤال الأهم: هل يقاس السلام بالإنجازات الحقيقية أم بالدعاية السياسية والرغبة في التكريم؟ فالجوائز لا تمنح لمن يطلبها، بل لمن يستحقها.
من الواضح أن الجائزة تحتاج إلى إصلاح جذري في معاييرها وآليات اختيار الفائزين، ويبدأ الإصلاح بتفكيك المركزية الغربية التي تهيمن على تعريفات السلام، وربما حان الوقت لظهور جوائز سلام جديدة تكون أكثر شفافية واستقلالية، وأقل تأثرًا بالاعتبارات السياسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضغوط الإعلامية على الجائزة

إقرأ أيضاً:

إسبانيا تدعو لتطبيق حل الدولتين من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط

إسبانيا – دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، امس الجمعة، لتطبيق “حل الدولتين” من أجل تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط.

جاء ذلك في كلمته في المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، المنعقد في مدينة برشلونة الإسبانية.

وأكد ألباريس أنّ السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بتطبيق حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وقال: “حان الوقت لإنهاء كل هذه المعاناة وبناء سلام دائم”.

وأضاف: “تشكل خطة السلام الأمريكية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803 الداعم لها دليلا لتطبيق حل الدولتين. هذا هو البديل الوحيد القادر على إعادة السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط”.

والخطة الأمريكية مكونة من 20 بندا أعلنها البيت الأبيض أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، وانخرطت إسرائيل منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم في أولى مراحلها التي تنص على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى مع حركة الفصائل الفلسطينية، لكنها ما زالت تعرقل العبور إلى مرحلتها الثانية بتكرار خروقاتها للاتفاق.

وأوقفت الخطة إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 بغزة بدعم أمريكي، واستمرت لعامين، مخلفة نحو 70 ألف قتيل فلسطيني، ونحو 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

من جانبه، انتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في كلمته “رفض إسرائيل الاعتراف بالقانون الدولي وإفلاتها من العقاب” على الرغم من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة.

وقال الصفدي: “لا يمكننا الاستمرار في التصرف وكأن شيئا لم يحدث”، مضيفا أنهم لن يقبلوا أبدا بإقامة نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين، وأن السعي إلى حل الدولتين سيستمر.

جدير بالذكر أن منظمة “الاتحاد من أجل المتوسط” تضم 43 دولة، 16 دولة مطلة على البحر المتوسط، وجميع دول الاتحاد الأوروبي.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • المصرية لحقوق الإنسان: تدوينة “الرئيس” أعادت الثقة في الحياة السياسية
  • عون مستقبلا بابا الفاتيكان: باقون ولن نيأس ولن نستسلم
  • تركيا: روسيا وأوكرانيا مستعدتان للسلام
  • السيدة الأولى عن زيارة البابا: ضيف كريم على أرض تتوق دومًا إلى السلام
  • فوز الكاتبة والروائية «سلوى بكر» بجائزة البريكس الأدبية في دورتها الأولى لعام 2025
  • مذكرة تفاهم بين التنمية الاجتماعية وجائزة الحسن للشباب
  • المصرف الليبي الخارجي يعلن حصوله على جائزة جودة النخبة الدولية في المقاصة لعام 2025
  • زين الأردن تحصد جائزة “أفضل مبادرة للتحوّل الرقمي في قِطاع الاتصالات” عن مبادرتها المُبتكرة (Agentic AI)
  • إسبانيا تدعو لتطبيق حل الدولتين من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط
  • برعاية الشيخة فاطمة.. «الأعلى للأمومة والطفولة» وجامعة الدول العربية يطلقان جائزة «إعلام الطفل 2026»