دراسة: جينات المعمّرين قد تُبطئ وتيرة الشيخوخة لدى الأطفال المصابين بـ بروجيريا
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن جينات الأشخاص المعمّرين قد تلعب دوراً في الحد من وتيرة الشيخوخة المبكرة لدى الأطفال المصابين بـ "بروجيريا". اعلان
توصل باحثون من جامعة بريستول البريطانية بالتعاون مع مركز IRCCS MultiMedica الإيطالي إلى طريقة محتملة لعلاج مرض الشيخوخة المبكرة عند الأطفال (بروجيريا)، من خلال الاستعانة بما يُعرف بـ"جينات طول العمر" الموجودة لدى المعمّرين جدًا الذين تجاوزوا المئة عام.
نُشرت الدراسة في مجلة Signal Transduction and Targeted Therapy، وتعد الأولى من نوعها التي تظهر أن جينًا مأخوذًا من أشخاص معمّرين قادر على إبطاء شيخوخة القلب لدى الأطفال المصابين بمتلازمة هاتشينسون-غيلفورد بروجيريا (HGPS)، وهو مرض وراثي نادر ومميت يتسبب في تسارع الشيخوخة منذ مرحلة الطفولة.
ويُعزى المرض إلى طفرة في جين LMNA، تؤدي إلى إنتاج بروتين سام يُسمّى بروغيرين، يدمّر بنية نواة الخلية ويتسبب في شيخوخة مبكرة للأوعية الدموية والقلب. ومعظم المصابين يفارقون الحياة في سن المراهقة بسبب مضاعفات قلبية، فيما يُعد الإيطالي سامي باسو من أقدم الحالات التي صمدت أمام المرض قبل أن يتوفى العام الماضي عن 28 عامًا.
Related وداعا للنظارات.. السلطات الصحية الأميركية تجيز أول قطرة لعلاج مشاكل النظر المرتبطة بالشيخوخةكيف يكشف الذكاء الاصطناعي مؤشرات الشيخوخة في جسمك من خلال تحليل الدم؟الروابط الاجتماعية العميقة قد تُبطئ الشيخوخة..دراسة تكشف سرّ "العمر الجيني"وحتى الآن، لا يوجد علاج شافٍ، والعقار الوحيد الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) هو لونافارنيب (Lonafarnib)، الذي يخفف من تراكم البروتين السام. إلا أن التجارب السريرية الجديدة تعمل على الجمع بين هذا الدواء وآخر يُعرف باسم بروغيرينين (Progerinin) لزيادة النجاعة.
غير أن فريق الباحثين من بريستول رأى إمكانية مختلفة، فبدلًا من محاولة إزالة البروتين المسبب للمرض، قرروا استكشاف قدرة جينات طول العمر على حماية القلب من أضراره. وتركّزت دراستهم على جين يسمى LAV-BPIFB4، وهو جين سبق أن أُثبتت علاقته بالحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية لدى كبار السن.
وباستخدام نماذج فئران معدّلة وراثيًا مصابة بالمرض، تبيّن أن حقنة واحدة من الجين حسّنت وظائف القلب وخفّضت نسبة التليف وعدد الخلايا الهرمة، كما شجعت على نمو أوعية دموية جديدة تحافظ على نشاط أنسجة القلب.
ولدى تطبيق النتائج على خلايا بشرية مأخوذة من مرضى بروجيريا، لاحظ الباحثون انخفاضًا واضحًا في مؤشرات الشيخوخة والتلف الخلوي، من دون أن تتغير مستويات البروتين السام. وهو ما يشير إلى أن الجين لا يزيل السبب، بل يساعد الخلايا على مقاومة آثاره.
وقالت الدكتورة يان كيو، الباحثة في معهد بريستول للقلب: "لقد كشفنا عن تأثير وقائي لجين طول العمر لدى المعمّرين جدًا ضد تدهور القلب الناتج عن بروجيريا.. النتائج تمنح الأمل في نوع جديد من العلاج يعتمد على بيولوجيا الشيخوخة الصحية الطبيعية".
من جهته، قال البروفيسور أنّيبالي بوكا من مركز MultiMedica وعميد كلية الطب بجامعة ساليرنو: "للمرة الأولى نثبت أن جينًا مرتبطًا بطول العمر قادر على مواجهة الأضرار القلبية التي يسببها بروجيريا.. هذه النتائج تتيح فرصا لتطوير أدوية مبتكرة تحسن من جودة حياة المرضى وتزيد من فرص بقائهم."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة الصحة حركة حماس دراسة دونالد ترامب إسرائيل غزة الصحة حركة حماس دراسة الصحة مرض دراسة دونالد ترامب إسرائيل غزة الصحة حركة حماس دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حروب الحرب في أوكرانيا سوريا أوكرانيا فلاديمير بوتين المعم رین
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: وسائل التواصل الاجتماعي حتى في الاستخدام المحدود تُضعف القدرات الإدراكية للأطفال
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) أن استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي، حتى لفترات قصيرة، قد يؤدي إلى تراجع في الأداء الإدراكي والمعرفي بين الفئة العمرية من 9 إلى 13 عامًا، ما أثار قلق الأطباء وخبراء التعليم حول التأثيرات الخفية للتكنولوجيا على نمو الدماغ.
انخفاض في الذاكرة واللغة والقراءة لدى الأطفال يسبب وسائل التواصل الإجتماعيووفقًا لنتائج الدراسة التي شارك فيها أكثر من 6500 طفل أمريكي، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ساعة واحدة يوميًا ارتبط بانخفاض يتراوح بين نقطة إلى درجتين في اختبارات الذاكرة والقراءة.
وأما الأطفال الذين أمضوا أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على المنصات الرقمية، فقد سجلوا انخفاضًا يصل إلى أربع نقاط في الأداء المعرفي.
وأكدت شبكة ABC News وموقع Healthday الإسباني أن هذا التأثير السلبي ظهر حتى في الاستخدام المعتدل، مما يشير إلى عدم وجود مستوى آمن للتعرض لهذه المنصات في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
وقاد الدراسة الدكتور جيسون ناغاتا، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، ضمن مشروع وطني ضخم لدراسة نمو الدماغ البشري المعروف باسم ABCD Study والمدعوم من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية.
وتمت متابعة الأطفال على مدى سنوات باستخدام اختبارات معيارية للقدرات الإدراكية، مثل التذكر، الفهم، وسرعة المعالجة الذهنية.
وأظهرت النتائج أن 58% من الأطفال قلّلوا استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي مع مرور الوقت، بينما 37% زادوا الاستخدام بمعدل ساعة يوميًا عند بلوغهم 13 عامًا، و6% أمضوا أكثر من ثلاث ساعات إضافية يوميًا على هذه المنصات.
وقال الدكتور ناغاتا، إن "حتى المستويات المنخفضة من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كانت مرتبطة بنتائج معرفية أضعف"، موضحًا أن دماغ المراهقين في هذه المرحلة أكثر حساسية للتعرض الرقمي المكثف.
كما حذر فريق البحث من أن الاستخدام المفرط قد يعيق أنشطة مهمة مثل القراءة، والواجبات المدرسية، والتفاعل الاجتماعي الواقعي، مضيفين أن "الاختلافات الصغيرة في الأداء الإدراكي يمكن أن تُحدث تأثيرات تعليمية كبيرة على المدى الطويل".
استجابات من المنصات والمدارسوفي ضوء هذه النتائج، بدأت منصات مثل إنستجرام (Instagram) التابعة لشركة Meta في تطبيق إجراءات جديدة لحماية المراهقين، مثل تفعيل الرقابة الأبوية والقيود العمرية.
كما تبنت مدارس أمريكية سياسات تحد من استخدام الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي لتقليل التشتت وتحسين التركيز الأكاديمي.
ورغم أهمية النتائج، أشار الباحثون إلى أن الدراسة قائمة على الملاحظة، وبالتالي لا يمكن الجزم بوجود علاقة سببية مباشرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وانخفاض الأداء الإدراكي.
ولكنهم شددوا على ضرورة مواصلة البحث في كيفية تأثير التفاعل الرقمي اليومي على نمو الدماغ والمهارات المعرفية لدى الأطفال.