«تحت القبة شيخ ... حكايات الأولياء» كتاب يرصد حكايات الاولياء فى محافظة الفيوم والذين نسج حولهم العامة اساطير ارتبطت اغلبها  باسمائهم. 
 الدكتور إبراهيم عبد العليم حنفي فى كتابه بين واحداً من أهم أنماط التدين الشعبي في مصر وأبرزها، ألا وهو ذلك النوع من التدين المرتبط بالأولياء الصالحين والذي يرقى في كثير من الأحيان إلى درجة الأسطورة.

 

حدد الكتاب  ثمانية أولياء بمدينة الفيوم خمسة منهم في منطقة «درب الطباخين» والآخريْن في مدينة الفيوم ومنطقة السواقي وواحد فى قرية فيديمين وهم سيدي علي الروبي، وسيدي حابس الوحش، وسيدي أبو الحمل، وسيدي جاد الحق، ومقام الشيخ رجب، ومقام «أبو الحارس»، ومقام «أبو خلف»، ومقام الشيخة مريم. وكما هو واضح من الأسماء السابقة، فإن أغلبها يرتبط بوظيفة ما عادة ما يشتهر بها هذا الولي أو ذاك: فحابس الوحش يشير إلى قدرة الولي على ردع الأرواح الشريرة، وأبو الحارس يدل على وظيفة الحماية، وأبو خلف يدل على قدرة الولي على التخصيب والبرء من العقم.

اساطير حول الاولياء
وبديهي أن يرتبط ذلك كله بأجواء أسطورية، كما في القصة المتعلقة بتسمية الولي «أبو الحارس»، والتي تشير إلى أنه كان فارساً حربياً أبلى بلاء حسنا في الحروب، حتى أنه فقد في إحدى المعارك ثلاثة أرباع جسده على حين طار الربع المتبقي قاطعاً الفيافي إلى أن استقر بقرية «فيديمين» ونزل بها!! وقد ارتبط نزوله هذا بقدوم الخير والبرَكة على أهل القرية وما حولها، فإذا بالمسلمين والمسيحيين يحتفلون به، كما لو أنه صورة إسلامية لمار جرجس الفارس الشهيد المدافع عن الحق في المسيحية.
واهتم "حنفى"  بدراسة الصلة بين حكايا الأولياء من جهة والنصوص الأدبية والأغنية الشعبية في مناطق محافظة الفيوم من جهة أخرى، إلا أنه توسع في دراسة الأنماط الشعبية والأدبية المعبرة عن ذلك لتشمل، إلى جانب الأغنية الشعبية، كلاً من: الإنشاد الديني، وطقوس الزار، والبكائيات، والتعاويذ، والأغاني المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالزواج، والسبوع والأغاني المحفزة على العمل، والموال... إلخ.
ويتحدث الباحث عن   «قداسة الزمان والمكان»، حيث يتوزع الزمان على ثلاثة أزمنة هي: زمان متكرر، وهو الزمان الذي يُمارِس فيه المجتمع طقوسه أسبوعياً مرة أو مرتين، وزمان مفرد يأتي مرة واحدة كل عام ويتبع التقويم الشمسي (يوم شم النسيم) ويُحتَفل فيه بموالد الأولياء (أبو خلف أبو قرعة، وأبو الحارس، والشيخة مريم)، أو يتبع التقويم القمري (ليلة النصف من شعبان التي يُحتَفل فيها بمولد سيدي علي الروبي). وأخيراً يتمثل الزمن الثالث في العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث يُحتَفل فيهما بمولد الولي «أبو الحمل»، والولي جاد الحق.
أما قداسة المكان، فتنبع من وجود الأولياء أنفسهم، وهي تتعدد بحسب أماكنهم: فهناك البرية وبها مقام سيدي حابس الوحش، وموطن الماء أو سيل الماء وبها مقام الشيخ رجب أو بِرْكَةُ الشيخ رجب والشيخة مريم، أو في المقابر كمقام الولي جاد الحق.
ثم يتحدث الدكتور ابراهيم عبد العليم حنفى فى كتابه عن  جملة الشعائر والطقوس المتعلقة بالأولياء وهي تنقسم إلى: طقوس أسبوعية، وطقوس موسمية. أما الأولى فتحمل في نسيجها علاقة المجتمع بالولي الذي يمثل له معنى «العدل»، في حين تُؤدَى الطقوس الثانية لولي يُمثِّل «قضاء الحاجة». وضمن الطقوس الأولى نصادف: «كنس مقام الولي، وتخضيب مقدمة المقام بالحناء، والاستحمام بماء البِرْكَة المقدسة، والمظلمة، وثقب الأذن، والربط بسعفات النخيل الثلاث، والاستحمام بالماء والملح، والتدحرج، وقراءة الكف». أما الطقوس التي تُمارَس بهدف قضاء الحاجة، ففي مقدمها: «طقس شرب الخمر- البُوظَة، والضرب بالبرسيم، والطواف بالمقام والمشاركة في حلقات الذكر، وأكل عيش-  خبز مريم، والمرماح، وتنصيب المريد الصوفي إلى درجة خليفة، وطقس عاشوراء».
و خصص المؤلف فصلا  لطقوس الزار وارتباطه بحكايا الأولياء ومراحل أدائه الأربعة: التدحرج، الكشف، الاستمالة، الحكم على الجان بالخروج من جسم الإنسان؛ تناول الفصل الأخير الأداء والمؤدين فرفع الستار عن كيفية الأداء/ الإنشاد، وعلاقة المؤدين بالجمهور، وأنواع الجمهور. كما تناول علاقة الشيخ بمريديه، وآليات المشاركة النسائية في البكائيات حيث تتشكل على هيئة مثلث تجتمع عند رأسه النساء للمشاركة في الندابة، وضلعا هذا المثلث هو الدوران حول المتوفى، أما قاعدته فتتمثل في باب الوداع، وهو المكان الذي تودع فيه النساء فقيدهن، أي المدخل الرئيس للمقابر.
على أن الطقوس المرتبطة بالأولياء تتعدد بتعدد الأولياء وطبائع وظائفهم المرتبطة بأسمائهم من جهة، كما تتعدد وتتنوع بتعدد الأمكنة والأزمنة من جهة أخرى. فإذا كان طقس «ثقب الأذن» الذي يُؤدَى عند مقام سيدي علي الروبي يرتبط بالرغبة في طرد الأرواح الشريرة وإبعاد حسد الحاسدين عن المولود الجديد، ذكراً كان أم أنثى، فإن طقس «الاستحمام في بحر يوسُف» الذي يُمارس في «أربعاء أيوب» يرتبط بالرغبة في الشفاء من الأمراض عامة. وهكذا تتنوع الطقوس لتشمل حياة الإنسان كلها: مولداً، وزواجاً، ومرضاً، ووفاة.
وإلى جانب الطقوس المتعلقة بالوفاة، كصلاة الجنازة في مقام الولي علي الروبي ليكون عوناً للمتوفى في قبره عند سؤال الملَكين، هناك طقوس عدة تُمارَس بعد الانتهاء من الجنازة، على رأسها «طقس التوبة»، ويتمثل في رجوع النساء بعد تشييع الجنازة إلى مقام الولي بهدف قبول الولي توبتهن على ما فعلن أثناء الجنازة من لطم الخدود وشق الجيوب إلى غير ذلك!! وهكذا يكون مبتدأ الإنسان الميت عند الولي ومنتهاه، وكذلك يكون مبتدأ السعي للإنسان الحي عند الولي وإليه منتهاه!

و طقس الدحرجة امام مقام حبس الوحش وهو للسيدات الباحثين عن "الخلفة" او لطرد الجن من الجسد او حتى الشفاء من الامراض  ومرور الاسياخ فى الخد وهو طقس كان يؤديه اتباع الطريقة الرفاعية امام مسجد الروبى فى يوم المولد لجذب الانتباه .

وهناك العديد من الموالد التى لم يرصدها الكتاب مثل مولد اولاد ميزار فى قرية شكشوك يقال انهم 7 ابناء اخوه كانوا يعيشون فى الجانب الشمالى لبحيرة قارون ولذلك يتبرك مريدو المولد بالاستحمام فى البحيرة لاخذ البركة من اولاد ميزار الذين تتجسد ارواحهم فى المياه.

كما ان هناك مولد الصايم فى ابشواى والشيخ شعبان فى قرية عبود وتنفرد قرية سنهور القبلية باقامة 3 موالد للمشايخ الدرينى والمغربى والشيخ على "نور الدين" ومولد الشيخ عطالله فى قرية الياس ومولد الشيخ العبد فى قرية سنهور البحرية واغلب هذه الموالد تقام يوم الجمعه ويسبقها غالبا الخميس وايضا يتبعها السبت.

5663 5666 الدكتور ابراهيم عبد العليم حنفى دخول الاسياخ فى الوجه مقام حبس الوحش

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم أساطير التدين الشعبي علی الروبی أبو الحارس فى قریة من جهة الذی ی

إقرأ أيضاً:

هل السيد البدوي من الأولياء أم المجاذيب؟.. دار الإفتاء ترد وتحسم الجدل

أجابت دار الإفتاء المصرية على سائل يقول: إن هناك مَن يدَّعي أن السيد البدوي ليس من الأولياء، وإنما كان مجذوبًا وليس وليًّا، فهل هذا صحيح؟ وكيف نرد على مَن يدَّعي ذلك؟.

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السائل قائلة: إن سيدي أحمد البدوي: هو السيد الشريف الحسيبُ النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليلُ البَضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة، كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والمُلثَّم، والسطوحي، والسيد، وهو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه، بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية.

وأضافت الإفتاء أن السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامتِه الأكابرُ والأصاغر، وترجمه بذلك المؤرخون، والعلماء والحفاظ والفقهاء في كل القرون، ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه، بحيث إنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، ولا يطالع إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، والدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه.

وأوضحت الإفتاء أن السيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد، فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء، وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا، يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه] اهـ.

وأضافت «الإفتاء» أنه من بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا، فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية، بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: «العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ»، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ].

وقالت دار الإفتاء إنه وبلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوي" تيمنًا وتبركًا، حتى كثر ذلك في الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبي أحمد الأموي المجلسي الشنقيطي، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوي الشنقيطي المجلسي [ت: 1208هـ] صاحب نظم «عمود النسب»، حيث سمّاه ولقبه «بأحمد البدوي» تيمنًا باسم السيد البدوي ولقبه رضي الله عنه، كما ذكره صاحب «رياض السيرة والأدب، في إكمال شرح عمود النسب» (1/ 3، ط. دار الفتح).

وبينت الإفتاء أن إمام الجامع الأحمدي الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهريّ الشافعي [ت: 1325هـ]، سمّى ولدَه «بمحمد الأحمدي» تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري إمام الجامع الأزهر [ت: 1363هـ].

وأشارت الإفتاء إلى أن هذا كله من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه، كما قال الله جل في علاه: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا» [مريم: 96].

اقرأ أيضاًمحافظ الغربية: حملات مكثفة لإعادة الانضباط بمحيط الساحة الأحمدية بعد انتهاء مولد البدوي

السفير الفرنسي من طنطا: ما شاهدته في مسجد السيد البدوي يوازي رمزية برج إيفل في باريس

وسط إجراءات مكثفة.. محافظ الغربية يتابع ميدانياً احتفالات الليلة الختامية لمولد البدوي

مقالات مشابهة

  • شبكات يرصد ردود الفعل على تظاهرات مناهضة لترامب وغضب تونسيين
  • الجمل والهودج بمواكب الأولياء.. محاولة لتفكيك الرموز
  • انقطاع الكهرباء غداً عن 17 قرية بـ9 مراكز في كفر الشيخ
  • هل السيد البدوي من الأولياء أم المجاذيب؟.. دار الإفتاء ترد وتحسم الجدل
  • فصل الكهرباء غداً عن قرية الكوم الطويل وتوابعها بكفر الشيخ
  • مواطن يرصد طفلين يسرقان محتويات سيارات في إربد
  • الشبكة يرصد حل غسالة نوبل للسلام السحري لإزالة جرائم الحرب
  • مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يرصد فضائل إطعام الطعام
  • محمود التهامي يشعل أجواء الليلة الختامية لمولد البدوي بطنطا.. إنشاد ومديح في حضرة الولي الكبير