كيت بلانشيت تتحدث عن معاناة الفلسطينيين والسودانيين أثناء تكريمها في الجونة
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
في ظهور إنساني مؤثر على هامش مهرجان الجونة السينمائي في مصر، أطلقت الممثلة الأسترالية الحائزة على الأوسكار كيت بلانشيت "نداء من أجل اللاجئين حول العالم"، وفي مقدمتهم الشعبان الفلسطيني والسوداني، مؤكدة أن "وراء كل رقم إنسانا له اسم وذاكرة وأمل".
بلانشيت، التي تشغل منصب سفيرة النيات الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحدثت خلال جلسة حوارية أدارتها الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، عن رحلتها الطويلة في خدمة قضايا النزوح الإنساني، مشددة على أن الفن يمكن أن يكون جسرا بين الوعي والرحمة، ويعيد للضحايا حضورهم الإنساني وسط ضجيج العالم.
وأوضحت النجمة البالغة من العمر 56 عاما أن عملها مع المفوضية مكّنها من الاقتراب من قصص اللاجئين عن قرب، ومن بينهم اللاجئون الفلسطينيون الذين ما زالوا، رغم مرور عقود على النكبة، يحلمون بالعودة إلى أرضهم.
وقالت، "أجيال وُلدت في المنافي، تحمل ذاكرة جماعية من الفقدان والأمل في آن واحد. هؤلاء الناس لا يريدون سوى أن تُسمع أصواتهم وأن تُحترم إنسانيتهم".
وأضافت بلانشيت أن المفوضية تعمل منذ عامين على تطوير صندوق دعم خاص بالنازحين، إلى جانب حملات توعية دولية لإيصال أصوات المتضررين من الحروب والنزوح إلى المجتمع الدولي. وأكدت أن الفن والسينما يمكن أن يُسهما بفعالية في تغيير النظرة السطحية تجاه اللاجئين، من خلال تسليط الضوء على حكاياتهم وقيمهم الإنسانية.
مصر.. نموذج في الاحتضانوخلال الجلسة، أشادت بلانشيت بالدور الكبير الذي تقوم به مصر في دعم السلام والاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن القاهرة تتحمل أعباء ضخمة في استضافة اللاجئين من دول الجوار، خاصة من السودان وسوريا.
وقالت "تستضيف مصر اليوم نحو مليون ونصف المليون لاجئ، وربما أكثر من ذلك بكثير، حسب تقديري. ما يميز التجربة المصرية هو أن اللاجئين لا يعيشون في مخيمات مغلقة، بل يندمجون داخل المجتمع ذاته، وهو ما يمنحهم إحساسا بالكرامة والإنسانية بدلا من العزلة والاغتراب".
إعلانوأكدت الممثلة الأسترالية أن هذا النموذج الإنساني الذي تقدمه مصر "يستحق التقدير الدولي"، لأنه يضع الكرامة في صميم السياسة الإنسانية، وهو ما تفتقده كثير من الدول في تعاملها مع اللاجئين.
السودان.. مأساة مفتوحةبلانشيت تطرقت أيضا إلى الوضع المأساوي في السودان، واصفة إياه بأنه "واحد من أكبر النزاعات الإنسانية في العالم حاليا"، مشيرة إلى أن أكثر من 12 مليون شخص اضطروا للنزوح بسبب الحرب الدائرة هناك.
وقالت بأسى، "التقيت بعائلات فرت من منازلها في منتصف الليل دون أن تحمل معها شيئا سوى أطفالها. يعيش هؤلاء في ظروف قاسية وسط الطين والعجز المالي الحاد الذي تعانيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين".
وأضافت أن الأزمة السودانية تذكّر العالم بمدى هشاشة أوضاع اللاجئين، وأن نقص التمويل الدولي يزيد من تفاقم معاناتهم، محذرة من أن تجاهل هذه الأزمات "يهدد قيم التضامن الإنساني التي تربطنا كبشر".
8 سنوات في خدمة الإنسانيةكما استعرضت بلانشيت رحلتها الممتدة منذ 8 سنوات في دعم قضايا اللاجئين، ووصفتها بأنها "تجربة غيرت نظرتها إلى الحياة".
وقالت "العمل في الميدان جعلني أدرك أن المساعدة لا تقتصر على توفير المأوى أو الغذاء، بل تشمل الحفاظ على الهوية والكرامة الإنسانية لمن فقدوا كل شيء".
ولفتت إلى أن عدد اللاجئين والمشردين في العالم تضاعف خلال العقد الأخير ليتجاوز 60 مليون شخص، مؤكدة أن النقص المزمن في التمويل جعل المجتمعات المضيفة تتحمل عبئا يفوق قدراتها.
وشددت على أن الدعم النفسي والمعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي، خاصة في ظل ما يعانيه اللاجئون من صدمات الحرب والتغير المناخي وفقدان الأمن الشخصي.
من "كابوريا" إلى هوليودوفي الجزء الثاني من الجلسة، تحدثت بلانشيت عن بداياتها في عالم التمثيل، كاشفة أنها لم تكن تخطط مطلقا لأن تصبح ممثلة. وروت أنها ظهرت في مشهد قصير ضمن فيلم "كابوريا" للمخرج خيري بشارة وبطولة الفنان الراحل أحمد زكي، حين كانت طالبة تدرس التاريخ في القاهرة.
وقالت ضاحكة "شاركت في الفيلم مقابل مبلغ بسيط وسندوتش فلافل! لم أكن أتخيل أن تلك التجربة العفوية ستكون الشرارة التي غيّرت حياتي كلها".
وأضافت أن تلك اللحظة كانت درسا مبكرا في أن الفن لا يعرف حدودا أو لغات، وأن التواصل الإنساني الصادق هو اللغة التي يفهمها الجميع.
جائزة "بطلة الإنسانية"وفي ختام الجلسة، كرّم مهرجان الجونة السينمائي النجمة كيت بلانشيت بمنحها جائزة "بطلة الإنسانية" تقديرا لجهودها المستمرة في الدفاع عن قضايا اللاجئين ودعم المبادرات الإنسانية حول العالم.
وصعدت بلانشيت إلى المسرح لتتسلّم الجائزة قبل عرض فيلمها الجديد "أب، أم، أخت، أخ" (Father, Mother, Sister, Brother) للمخرج جيم جارموش، الذي شهد مهرجان الجونة عرضه الأول في العالم العربي.
وقالت في كلمتها أمام الحضور، "الفن لا يغيّر الواقع وحده، لكنه يذكّرنا بإنسانيتنا المشتركة، وبأن وراء كل أزمة إنسانا ينتظر أن يُسمع صوته".
وختمت حديثها بابتسامة مؤثرة قائلة، "إذا كان للفن دور، فهو أن يجعلنا نرى العالم بعيون الآخر… وهذا ما نحاول جميعا أن نفعله هنا في الجونة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات مهرجان الجونة
إقرأ أيضاً:
العالم ينتفض.. ظاهرات حاشدة تندد باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
عواصم - الوكالات
تواصلت الاحتجاجات الدولية المنددة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إذ شهدت عدة مدن حول العالم مظاهرات ومسيرات واسعة تطالب بوقف الحرب ووقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، إلى جانب دعوات متزايدة لدعم الحقوق الفلسطينية.
ففي برلين، تظاهر ناشطون أمام عدد من المؤسسات الحكومية رافعين أعلام فلسطين ولافتات تدين ما وصفوه بـ"الإبادة الإسرائيلية" في قطاع غزة. وطالب المشاركون الحكومة الألمانية بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، معتبرين أن استمرار الدعم العسكري تسهيل لانتهاكات خطيرة بحق المدنيين.
وفي سيدني الأسترالية، نظم ناشطون مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مناهضة للاحتلال، من بينها "جميعنا فلسطين". ودعا المحتجون إلى مقاطعة داعمي إسرائيل والضغط على الحكومة الأسترالية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الجارية في غزة.
وفي سياق متصل، أكد وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي أن ما تقوم به إسرائيل "خطير للغاية"، مشيرًا إلى أن الحرب لم تنته بعد وأن وقف إطلاق النار "هش للغاية". وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة إن الحوكمة المستقبلية لقطاع غزة يجب أن تكون فلسطينية بالكامل، لافتًا إلى أن الدعم الدولي لإقامة دولة فلسطينية "أقوى من أي وقت مضى".
وأضاف الوزير النرويجي أن الوضع الراهن "صعب لكنه يشكل فرصة لإنهاء الحرب ووضع أسس حقيقية لحل الصراع"، موضحًا أن بلاده لا تستثمر في أي شركة تصدّر الأسلحة لإسرائيل، ومشدّدًا على أهمية متابعة ما يحدث في غزة بصورة بالغة.
وأشار إيدي إلى أن منح إسرائيل "حق الفيتو" في إطار اتفاق أوسلو كان "خطأً"، مضيفًا أنه لا بديل على المدى البعيد عن حل الدولتين الذي ينبغي أن يحظى بدعم دولي واسع. كما أكد أن الاحتلال غير قانوني بكل أشكاله، مستشهدًا بقرارات محكمة العدل الدولية.
وتعكس هذه التحركات والتصريحات تصاعد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في غزة، إلى جانب تزايد المطالب بوقف الحرب وإيجاد مسار سياسي يعيد إطلاق جهود السلام في المنطقة.