صحيفة البلاد:
2025-10-20@02:09:14 GMT

السعوديون أولى بوظائف الواجهة

تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT

السعوديون أولى بوظائف الواجهة

في زمن تتسارع فيه خطوات التنمية، وتتعاظم فيه طموحات الوطن، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد- حفظهما الله – أصبحت فرص العمل للشباب السعودي مسؤولية وطنية وأمانة اقتصادية، لا مجرد قرار تنظيمي أو مبادرة وقتية.
فاليوم، ومع ما حققته رؤية 2030 من نقلة نوعية في برامج التوطين وتمكين الكفاءات الوطنية، يبرز تساؤل منطقي:
لماذا لا تكون الوظائف المتوسطة، وخاصة في المبيعات والتسويق والاستقبال، محصورة في السعوديين والسعوديات
هذه الوظائف ليست هامشية- كما يظن البعض- بل هي الواجهة التي تمثل الشركة أمام عملائها وشركائها.

وهي التي تصنع الانطباع الأول عن جودة الخدمة والمصداقية والاهتمام. ومن الطبيعي أن يكون من يشغلها هو ابن الوطن، الذي يفهم طبيعة المجتمع، ويتحدث بلسانه، ويعكس ثقافته وقيمه.
إن المبيعات ليست مجرد عملية تبادل تجاري، بل هي فن بناء الثقة بين العميل والمنشأة، وهي الثقة التي تتعزز حين يكون من يتحدث باسم الشركة شابًا سعوديًا يدرك احتياجات السوق المحلي، ويشارك عملاءه الهمّ والاهتمام.
وكذلك الحال في وظائف التسويق والعلاقات العامة والاستقبال، فكلها تعتمد على الانطباع والتفاعل والروح الوطنية، وهي عناصر لا تُكتسب من التدريب وحده، بل من الانتماء.
لقد بدأت وزارة الموارد البشرية بخطوات جادة في هذا الاتجاه، عبر قرارات التوطين في قطاعات المبيعات والتسويق وخدمة العملاء ومكاتب الاستقبال، وأثبتت التجربة أن الشباب السعودي قادر على النجاح والتميز متى ما أُعطي الثقة والفرصة. بل إن كثيرًا من الشركات التي بادرت بتوطين واجهاتها أكدت أن الأداء تحسن، وأن رضا العملاء ارتفع بشكل ملحوظ.
من المهم أن تدرك الشركات الكبرى أن الاعتماد على الكفاءات الوطنية في هذه الوظائف ليس عبئًا ماليًا؛ بل استثمار طويل الأمد، يرفع من ولاء الموظفين، ويمنح الشركة مصداقية في السوق، ويعكس صورتها الوطنية المسؤولة.
فالاقتصاد الوطني اليوم يحتاج إلى شركات ترى في توظيف السعوديين واجبًا ومسؤولية، لا مجرد التزام نظامي.
إن تمكين الشباب السعودي في هذه الوظائف هو في الحقيقة تمكين لثقة المجتمع في مؤسساته، وتعزيز لصورة الوطن أمام كل زائر ومتعامل. فالمواطن عندما يرى ابن بلده في واجهة الشركات يشعر بالفخر والاعتزاز، ويزداد ارتباطه بالمنتج والخدمة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ماذا ينقصنا؟

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

شهدت بلادنا خلال السنوات الأخيرة إنجازات مُهمة على مختلف الصعد، تعكس رؤية طموحة وجهودًا مخلصة من قيادتنا الرشيدة، فقد تم سداد جزء كبير من الدين العام؛ مما عزَّز الثقة في الاقتصاد الوطني، ورفع مستوى تصنيف الائتمان للدولة إلى تصنيف مستقر وآمن، مؤكدًا قدرة السلطنة على إدارة مواردها وتحمل التزاماتها المالية، كما شهدنا تطويرًا مستمرًا للبنية الأساسية، وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية، وتمكين الشباب والكفاءات الوطنية في مختلف المجالات. هذه الإنجازات ليست مجرد أرقام، بل دلائل ملموسة على تقدم إدارة الدولة وتنمية الإنسان العماني، وعلى أن بلادنا قادرة على المضي خطوات كبيرة نحو المستقبل.

ومع ذلك، يظل التساؤل المشروع قائمًا: هل ما تحقق يوازي الطموح ويحقق تطلعات المواطن اليومية؟ فالمواطن، وهو يُتابع ما تحقق من منجزات، ما زال يتطلع إلى أن يلمس أثرها في تفاصيل حياته اليومية؛ في استقرار معيشته، وتوفير فرص عملٍ تليق بطموحه، وشعوره بالأمان تجاه المستقبل. ليست هذه المشاعر شكوى، بل هي صوت محبةٍ وحرص، ورسالة صادقة بأنَّ التنمية لا تكتمل إلا حين تُترجم الأرقام إلى واقعٍ يعيشه النَّاس، وحين يشعر كل فردٍ بأنَّ جهده وحلمه جزءٌ من مسيرة الوطن.

من هنا يأتي التساؤل: كيف نحقق ما نرجوه وما نسمو إليه؟ ماذا ينقصنا؟ هل ينقصنا ترتيب الأولويات؟

قد تتوافر الإمكانيات والموارد، وتوجد خطط واضحة، لكن غياب ترتيب الأولويات بشكل دقيق يؤدي أحيانًا إلى تباطؤ الإنجاز أو عدم الاستفادة المثلى من الإمكانات. ترتيب الأولويات يعني تحديد ما يحتاج المواطن إليه بشكل عاجل، وتوجيه الموارد البشرية والمادية لتحقيق أثر ملموس في الوقت المناسب، مع الحفاظ على استمرار المشاريع الكبرى الطويلة المدى.

هل ينقصنا تسريع العمل؟

المواطن لا يستطيع الانتظار. التسريع يعني تخطيطًا واضحًا، متابعة دقيقة لكل مشروع، وتحقيق النتائج في وقتها المحدد، مع مساءلة المسؤولين عند التأخير. هذا يضمن أن يشعر المواطن بالتحرك الفعلي نحو تحسين حياته اليومية، لا مجرد وعود مؤجلة  قد تتحقق وقد لا تتحقق.

هل ينقصنا إعلام حقيقي فاعل يساهم في البناء؟

الإعلام الوطني يجب أن يكون أداة للشفافية والثقة، وليس مجرد وسيلة للمديح المفرط أو التجميل. وعليه نقل الواقع بصراحة، وتسليط الضوء على التحديات والإنجازات على حد سواء، وتشجيع المشاركة الوطنية. المواطن يريد أن يرى الحقائق ليشعر أنه شريك حقيقي في عملية التنمية، وليس مجرد متلقٍ للمعلومات.

هل ينقصنا مراجعة الخطط والاستراتيجيات؟

الخطط ليست مقدسة؛ بل أدوات لتحقيق النتائج. يجب تقييمها باستمرار للتأكد من مواكبتها للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وتحديثها بما يخدم المواطن ويُعزز رفاهه. هذه المراجعة الدورية تحول الخطط من وثائق جامدة إلى أدوات حيَّة تصنع الفرق.

هل ينقصنا الكفاءات البشرية المؤهلة التي تستطيع حمل راية التحدي؟

الكفاءات ليست مجرد مؤهلات أو مناصب، بل قدرة على القيادة، واتخاذ القرارات الصحيحة، وتحويل الخطط إلى إنجازات ملموسة. المواطن بحاجة أن يطمئن أن من يدير التنفيذ والمشاريع هم من لديهم الخبرة، المهارة، والإخلاص، وأنَّ هناك خطة واضحة لتطوير هذه الكفاءات باستمرار ودعمها بالتدريب والخبرة.

هل ينقصنا اختيار القيادات الصحيحة؟

المسؤولية ليست مجرد منصب؛ بل تنفيذ حقيقي وتحقيق نتائج ملموسة. القيادة الفاعلة هي التي تستطيع توجيه الموارد والطاقات البشرية نحو تحقيق الأهداف الوطنية، وتمكين الكفاءات الشابة، ومحاسبة المقصرين، حتى يتحقق أثر كل قرار على أرض الواقع.

هل ينقصنا المال؟

الواقع أن بلادنا تملك كل المقومات والموارد، لكن كفاءة إدارة هذه الموارد واستثمارها بشكل ذكي هو ما يحول الإمكانيات إلى مشاريع تنموية ملموسة، ترفع مستوى حياة المواطن وتحقق التنمية المستدامة.

هل ينقصنا المساءلة والمحاسبة؟

دون مساءلة صارمة، لا يمكن ضمان استمرار الإنجازات أو تصحيح أي خلل قبل أن يتفاقم. المواطن بحاجة أن يرى أن المسؤولين يتحملون المسؤولية، وأن كل تقصير يُكشف ويُعالج على الفور.

هل قمنا بما يجب القيام به من أجل تمكين الشباب وريادة الأعمال؛ حيث إن دعم الشباب ليس شعارًا؛ بل فرص حقيقية للتدريب والتمويل والابتكار، ليصبحوا عناصر فاعلة في الاقتصاد الوطني.

وماذا عن التنمية البشرية والتعليم والتدريب؟ المواطن هو محور التنمية، والاستثمار في مهاراته ومعرفته يضاعف عوائد المشاريع ويقوي الاقتصاد.

ولذلك لا بديل عن التوازن بين الاقتصاد الوطني ورفاهية المواطن؛ فالتنمية ليست مجرد مؤشرات وأرقام؛ بل تحسين مستوى حياة المواطن، وتوفير فرص العمل، وتقليل الأعباء المعيشية، وضمان أنَّ كل جهد تبذله الدولة يعود بالنفع المباشر على المجتمع.

لربما ما ينقصنا في جوهره ليس الإمكانيات؛ بل الإرادة الصادقة، والعمل الجماعي، والشفافية، والعدل، وروح المسؤولية الوطنية. وحين نلتزم بهذه المبادئ، ننتقل من خطوات بسيطة إلى أميال من الإنجاز، ونحول الطموح إلى واقع ملموس يشعر به المواطن في كل جانب من حياته.

وفي الختام.. إن حب الوطن لا يقاس بالكلام؛ بل بالإرادة والعمل المستمر، والمواطن بحاجة لرؤية إنجازات آنية ملموسة يوميًا، تواكب الإنجازات الكبرى على المدى الطويل، حتى يشعر بالتغيير ويعي أثر العمل الوطني في حياته اليومية. علينا أن نترك الأنانية وحب الذات جانبًا، وأن نحمل كل مسؤولية بصدق، وأن نؤمن بأنَّ ما نقوم به اليوم هو للأجيال القادمة. كل تساؤل نطرحه يجب أن يتحول إلى فعل، وكل فكرة صادقة إلى إنجاز، لنصنع وطنًا يستحق أن يكون في مقدمة الأمم.

وحين نصل إلى ذلك، لن يكون السؤال ماذا ينقصنا؟ بل سيكون كيف وصلنا إلى تحقيق كل ما يصبو إليه المواطن، وكيف سنواصل مسيرة التقدم إلى أميال أبعد، مع إنجازات يومية ملموسة يلمسها المواطن بنفسه؟

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • غرفة أبوظبي تعزّز حضور الشركات الوطنية في «أبوظبي للأغذية»
  • الواجهة البحرية في جيزان.. جمال الطبيعة ترسمه الجبال وأمواج البحر
  • بمشاركة 208 جهات عارضة من كبرى الشركات العالمية.. انطلاق المؤتمر السعودي الدولي للخطوط الحديدية
  • عمرو سلامة يكشف تفاصيل أزمته مع فيلم “شمس الزناتي – البداية” ويتهم الشركة المنتجة بالتحايل والتزوي
  • مشروع "نفق بوتين–ترامب" بين روسيا وأميركا يعود إلى الواجهة
  • ماذا ينقصنا؟
  • بحضور زايد بن حمدان بن زايد ورئيس الوزراء الباكستاني.. الشركة العالمية القابضة تعلن الاستحواذ على 82.64% من حصص أسهم بنك فيرست وومن بنك ليمتد
  • سياسيون يُعرّون الدعاية الانتخابية: مجرد شعارات تتجاهل أزمات البلد
  • كابيلا يعود إلى الواجهة من نيروبي متحديا حكم الإعدام