مكتب نتنياهو: معبر رفح مغلق حتى إشعار آخر
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
البلاد (رفح)
في الوقت الذي نص فيه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في العاشر من أكتوبر الحالي على إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر، لا تزال الحركة عبر المعبر البري الحيوي متوقفة، وسط قيود صارمة من الجانب الإسرائيلي، ما يعقّد إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر والمتضرر.
ويعتبر معبر رفح المنفذ البري الأهم للغزيين نحو الأراضي المصرية، حيث يستخدمه العاملون الدوليون في المجال الإنساني لنقل المساعدات والمواد الغذائية، فضلاً عن الوقود الضروري لتشغيل البنى التحتية الحيوية في القطاع، الذي يعاني من انقطاع مستمر للكهرباء. كما شكّل المعبر لسنوات المنفذ الأساسي للفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة منذ الحصار الإسرائيلي المفروض منذ العام 2007.
وبين عامي 2005 و2007، كان المعبر تحت سلطة السلطة الفلسطينية، قبل أن تتحكم فيه حركة حماس. ومنذ السابع من مايو 2024، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، مؤكدة استخدامه لأغراض تهريب أسلحة، وأغلقت كافة المنافذ، بما في ذلك تلك المخصصة للأمم المتحدة، قبل إعادة فتحه بشكل محدود خلال الهدنة السابقة مطلع عام 2025.
وعلى الرغم من النص الصريح في اتفاق وقف النار الأخير على فتح رفح، فإن إسرائيل لا تزال تمنع دخول الشاحنات إلا عبر بوابة فرعية إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق غزة، حيث تخضع البضائع لتفتيش صارم قبل السماح بدخولها للقطاع. ويشير السائقون إلى أن المساعدات التي تصل من مصر عبر ميناءي بورسعيد أو العريش تُفرغ وتُعاد تحميلها على مركبات أخرى قبل دخولها غزة، ما يبطئ وصول الإمدادات الضرورية.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المعبر سيظل”مغلقاً حتى إشعار آخر”، فيما أشارت السلطات الإسرائيلية إلى أن إعادة فتح المعبر ستقتصر على حركة الأفراد فقط. هذا في الوقت الذي نص فيه الاتفاق الأمريكي على إدخال 600 شاحنة يومياً، لكن إسرائيل تسمح حالياً بإدخال المساعدات بوتيرة محدودة، تمر ثلاثة أرباعها عبر معبر كرم أبو سالم والبقية عبر معبر كيسوفيم شرق القطاع.
كما يظل معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع مغلقاً منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023، بعد إعادة فتحه لفترة قصيرة مطلع 2025، بينما نادراً ما تصدر إسرائيل معلومات عن المعابر الأخرى مثل المنطار (كارني) والعودة (صوفا) وزيكيم، ما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات وإعادة الحياة الطبيعية للقطاع المحاصر.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
إنذار عربي حاسم لـ بنيامين نتنياهو عقب أزمة إغلاق معبر رفح
كشف مصدر مطّلع، في تطور دبلوماسي لافت، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلقّى إنذارا رسميا من جهة عربية تعتبر من الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، على خلفية استمرار إغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.
ويأتي هذا التحذير في سياق تصاعد التوترات بعد إصرار إسرائيل على بقاء المعبر مغلقا حتى إشعار آخر، رافعة شرط تسليم جثث الرهائن إلى حركة حماس قبل إعادة فتحه، وفقا لعدة تقارير إعلامية.
وبحسب البيان، فقد حمّلت الجهة العربية المعنية إسرائيل المسؤولية كاملة عن «آثار التصعيد» المتوقعة في حال لم تُطلَق عملية فتح المعبر وفق الجدول الزمني المتفق عليه، معتبرة أن القرار الإسرائيلي «نهج انتقامي» تجاه غزة، ما ينذر بتداعيات إنسانية وسياسية كبيرة.
ومن جهتها، أوضحت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن إعادة فتح المعبر ستُقرّ عند تلبية حماس التزاماتها، خصوصاً ما يتعلق بتسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين، وأن أي خطوة قبل ذلك «غير واردة».
ويُعدّ المعبر وحركة الشاحنات والمساعدات التي تمرّ منه نقطة محورية في ملف إعادة الإعمار والسلال الإنسانية في غزة، كما أنّه يشكّل ورقة تفاوض استراتيجية بين أطراف الصراع.
ويُنتظر أن تؤدي الضغوط العربية إلى إعادة جدولة فتح المعبر ضمن إطار الوساطة الدولية، وإلا فإن التصعيد ربما يشمل مراجعة «دور الضمانة العربية» في الاتفاق برمّته.