صحيفة البلاد:
2025-10-21@01:55:59 GMT

المساعدة القهرية

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

المساعدة القهرية

إن من أسمى معاني الإنسانية مساعدة الآخرين؛ ليحققوا مرادهم والوقوف إلى جانبهم،
وإرشادهم إلى بوصلتهم الحقيقية، وهذه المساعدة تُعبّر عن سموّ النفس وقدرتها على التعاطف مع الآخرين. أن تمد يدك لمن يحتاج، أن تخفف عن أحدهم وجعه، أو تشاركه طريقه هذا من أجمل ما يعبّر عن إنسانيتك. فالعطاء الحقيقي يزرع في قلب الفرد دفئًا، ويمنح الروح شعورًا عميقًا بالرضا والاتصال بالآخرين.


لكن، ماذا لو أصبحت هذه المساعدة قهريّة؟
حين يتحول اللطف إلى عادة لا تُكسر، والعطاء إلى التزام يُقدم بشكل اجباري لا يمكن عدم قبوله. يحدث هذا حينما يبدأ الإنسان بمساعدة الجميع في كل شيءٍ إجبارياً ، ليس بدافع الحب فقط، بل بدافعٍ خفيّ لإثبات أنه الأقدر والأوعى، وأن الآخرين بحاجة إليه على الداوم؛ كي تسير أمورهم. هنا يبدأ العطاء في الانحراف عن صفائه الأول، ويصبح وسيلة لإثبات الفهم والسيطرة بدل أن يكون مشاركة في الخير.
وبلا شك أن النمط المتعب يجعل صاحبه أسيرًا لصورة “المنقذ”. يعيش داخل دائرة لا تنتهي من الجهد، ويشعر بالمسؤولية عن كل ما يدور حوله. وفي أعماقه، يكبر الخوف من أن يتوقف فيفقد قيمته، أو أن يكتشف الناس أنهم يستطيعون الاستغناء عنه. إنها مساعدة ظاهرها الرحمة، وباطنها حاجة خفية للاعتراف والتقدير.
وتكمن المشكلة في أن هذا النوع من العطاء لا ينضج الآخرين، بل يضعفهم. فبدل أن يمنحهم مساحة للتجربة، يسلبهم فرصة النمو. وبدل أن يُشعرهم بالرضا، يُثقلهم بالإرهاق والخذلان. لأن المساعدة التي يقدمها الفرد إجبارياً لا تُجدي نفعًا لأن هدفها ليس المساعدة فقط هي محاولة إثبات الأفضلية لمن يقدمها.
ويعود هذا السلوك بأثر سلبي على من يتبعه، كما أن المساعدة الواعية لا تُلغِي الحدود، بل تحترمها. أن تساعد وقت الحاجة دون أن تُجبر الآخرين، أن تثق أن لكل إنسان طريقًا خاصًا وخبرة مختلفة، وأن دورك ليس أن تفهم كل شيء، بل أن تترك مساحة للجميع كي يفهموا بطريقتهم. فالنور لا يكتمل حين يأتي من شخصٍ واحد، بل حين نتقاسمه بوعي.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يدرس تقديم المساعدة في ملف نزع سلاح حماس بغزة

يعتزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دراسة آليات المساعدة وتقديم التمويل والخبرات في ملف نزع سلاح حركة حماس بقطاع غزة، وذلك ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في القطاع، والتي تضمنت عقد صفقة لتبادل الأسرى.

ويناقش الاتحاد الأوروبي في اجتماع يعقده يوم الاثنين المقبل في لوكسمبورغ، الدور الذي يمكن أن يساهم فيه التكتل بهذه العملية. ووفق وثيقة أعدها مكتب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، يتعين على الدول الأعضاء "تقييم واستكشاف سبل تمويل وتوفير الخبرة اللازمة لنزع السلاح" في غزة.

وتناقش الدول الـ27 الدور الذي يمكن أن تلعبه، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية وتركية وأمريكية.

وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق من القطاع، وجرى فعلا الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكن لم يكتمل تسليم جثث الأسرى. وانسحب جيش الاحتلال من مناطق محدودة، بينما يقوم بخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ الجمعة.

ووفق خطة ترامب بشأن غزة المكونة من 20 نقطة، تشمل المراحل التالية نزع سلاح حماس ومنح العفو لقادتها الذين يسلّمون أسلحتهم، ومواصلة الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء حكم لغزة بعد الحرب لا دور لحماس فيه.



وتحدد الوثيقة التي ستُطرح على طاولة الاجتماع، مجالات العمل المحتملة الأخرى بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر المانح الدولي الرئيسي لغزة.

ووفق نص الوثيقة، فإن "الأولوية هي ضمان تسليم فوري للمساعدات على نطاق واسع في غزة وفي مختلف أنحاء القطاع، وفقا للقانون الإنساني الدولي".

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن استعداده لإعادة نشر بعثة مراقبة عند معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر عند فتحه، فضلا عن إمكانية المساعدة في تدريب قوة شرطة مستقبلية في غزة.

ووفق دبلوماسيين في بروكسل، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا في تمويل إعادة الإعمار في القطاع، باعتباره داعما ماليا دوليا رئيسيا للفلسطينيين، إلى جانب دول الخليج المدعوة إلى أخذ زمام المبادرة.

من جانب آخر، يناقش الوزراء الاثنين إمكانية التخلي عن اقتراحات فرض عقوبات على إسرائيل، بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه. وبينما تدفع تل أبيب باتجاه التخلي عن هذه الإجراءات، يشدّد عدد من دول الاتحاد على ضرورة إبقائها على الطاولة للحفاظ على الضغط على تل أبيب، لأسباب منها تدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • سوريات يتهمن صاحب متجر خيري تركي بالتحرش الجنسي
  • كوشنر: على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين إذا أرادت الاندماج في محيطها
  • مستشار ترامب: على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين إذا أرادت الاندماج في الشرق الأوسط
  • برج الميزان .. حظك اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025: تقبّل آراء الآخرين
  • أنجلينا جولي: يجب إعادة النظر في النظام الدولي لفهم ما يعيق مساعدة المواطنين بغزة
  • برج العذراء.. حظك اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025: تجنب الكلمات القاسية
  • برج الحمل .. حظك اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025: اطلب المساعدة
  • الاتحاد الأوروبي يدرس تقديم المساعدة في ملف نزع سلاح حماس بغزة
  • خطورة تتبع عورات الآخرين وتداولها بين الناس