االشهيد الغماري .. قائد فرض معادلات جديدة وحاصر أم الرشراش حتى أرهق العدو الإسرائيلي وجرّه للوساطة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في زمن الحصار والتآمر العالمي على اليمن، صعد من بين ركام الحرب قائدٌ بصمتِه الجهادي أعاد تشكيل المشهد العسكري والسيادي اليمني، ودوّن اسمه في سجلّات المجد: الشهيد محمد عبدالكريم الغماري، الرجل الذي ارتقى شهيدًا لكنه ترك خلفه حصارًا بحريًا خانقًا على ميناء أم الرشراش المحتل، جعل العدو الإسرائيلي يركض مذعورًا نحو وساطات عربية وإقليمية لفك الطوق البحري اليمني، بعد أن وجدت تل أبيب نفسها محاصرة على بعد آلاف الأميال من صنعاء.
يمانيون/ تقرير/ خاص
القائد الذي أعاد تشكيل موازين الردع
يؤكد العميد مجيب شمسان، الخبير العسكري، أن الغماري كان أحد أعمدة البناء العسكري النوعي للمؤسسة الدفاعية اليمنية، لا سيما في ظروف الحصار الخانق. يقول شمسان: من الصفر إلى مواجهة 17 دولة .. هذه ليست مبالغة، بل واقع خطّه الغماري بدمه وعقيدته، لقد أعاد بناء جيش يمتلك الإرادة والتكتيك والسلاح رغم العدوان والحصار
وما بين معركة الوعي والتخطيط العملياتي، كان الغماري يرسم مسارات الرد الاستراتيجي التي تجلت أخيرًا في فرض حصار بحري محكم على ميناء أم الرشراش (إيلات)، ما أحدث شللًا فعليًا في واحدة من أهم بوابات الكيان الصهيوني على البحر الأحمر.
أم الرشراش في مرمى الحصار اليمني .. والعدو الإسرائيلي يستنجد
تؤكد تقارير اقتصادية صهيونية، منها صحيفة كالكاليست، أن ميناء إيلات لا يزال مغلقًا، وأن شركات الشحن الدولية ترفض العبور عبر البحر الأحمر باتجاهه، وأن الإدارة الصهيونية في الميناء تواصلت مع السفارة الأمريكية وطالبت بإدراج قضية الحصار ضمن ملفات اتفاق شرم الشيخ، حسب الصحيفة ذاتها.
ويعلق الخبير في شؤون العدو د. نزار نزال قائلًا: الحصار البحري اليمني قرار سيادي، وفشلت كل الضربات الأمريكية والصهيونية في كسره، هذا ما دفع الكيان للجوء إلى وساطات عربية في المنطقة، ويضيف نزال: تل أبيب باتت تدرك أنها تواجه مشروع تحرر إقليمي قائم على إرادة صلبة وحسابات دقيقة.
الغماري شهيدًا .. وخلفه أجيال من القادة
يرى د. عبدالرحيم الحمران، رئيس جامعة صعدة، أن استشهاد الغماري كان بداية لمرحلة جديدة لا نهاية لمسيرتها الجهادية، إذ يقول: مدرسة الغماري لا تموت، وخريجو مدرسة القرآن التي أنجبته هم اليوم من يحاصرون الموانئ الصهيونية، ويذيقون أمريكا مرارة الهزيمة، ويؤكد أن خلفه الكثير من القادة الذين سيرفعون راية الردع الجهادي عاليًا، ويضيف أن استهداف القادة لا يوقف المسيرة، بل يولّد قادة أشد بأسًا وعزمًا.
البعد الاقتصادي للحصار وأثره على العدو
يرى الخبير الاقتصادي رشيد الحداد أن نجاح القوات اليمنية في فرض الحصار البحري يعكس صلابة القرار السياسي والعسكري اليمني، ويقول: قرار حصار العدو الإسرائيلي قرار سيادي، وفشل مؤتمر الرياض الأخير في تقديم مخرج لهذا الحصار دليل على عجز العالم عن كسر الإرادة اليمنية، ويشير إلى أن اليمن نجحت لأول مرة في تاريخها المعاصر في فرض قرار بحري له تبعات اقتصادية مباشرة على كيان العدو والعواصم الغربية، ويقول الحداد: أم الرشراش باتت في عزلة بحرية كاملة، والعدو يخشى من توسع هذا النموذج إلى باقي الموانئ الحيوية،
رسائل يمنية إلى العدو .. انتظروا ما بعد الغماري
وفي حديثه عن الأثر المعنوي الكبير لاستشهاد الغماري، يقول د. نزيه منصور، عضو سابق في كتلة الوفاء للمقاومة: الحشود اليمنية التي خرجت لتشييع الغماري ليست مجرد مظاهر حزن، بل هي إعلان استمرارية في مشروع المقاومة، كل شهيد هو وقود لمسيرة أكثر اشتعالًا.
أخيراً
الشهيد محمد عبدالكريم الغماري لم يكن مجرد قائد عسكري؛ كان أيقونة في زمن المواقف، وبوصلة في مرحلة ضبابية، برحيله، ظن العدو أن العاصفة هدأت، لكنه فوجئ بحصار أشد وأنكى.
اليوم، ومع تواصل العزلة البحرية على أم الرشراش، وطرق العدو أبواب الوساطة الإقليمية، تبرز ملامح نصر يمني لم تعد تحجبه المسافات ولا البحار.
فالغماري رحل، لكنه ترك بحرًا من التحدي، وجيلًا لا يؤمن إلا بالنصر أو الشهادة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی أم الرشراش
إقرأ أيضاً:
انشقاق قائد عسكري من الحوثيين وانضمامه لقوات الجيش اليمني (شاهد)
أعلن قائد عسكري الثلاثاء، انشقاقه عن جماعة "أنصار الله" الحوثي، وانحيازه إلى قوات الجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا، في تطور لافت بعد 10 سنوات من الحرب الدائرة بالبلاد.
واستقبلت قيادة الجيش اليمني في محافظة مأرب ( شمال شرق)، الثلاثاء، العميد، صلاح الصلاحي، قائد اللواء العاشر صماد التابع للحوثيين، الذي انشق عن قوات الجماعة وانضم إلى القوات الحكومية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، عميد ركن، عبده مجلي، اليوم إن أبواب الحكومة اليمنية مفتوحاً لكل من يعود إلى جادة صوابه، ويترك المليشيات الحوثية وينأى بنفسه عن الأعمال الإجرامية والانتهاكات الجسمية ضد أبناء الشعب اليمني.
وأضاف مجلي خلال مؤتمر صحفي بمأرب، خلال استقباله العميد الصلاحي المنشق عن الحوثيين، إن وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش اليمني تجدد دعوته للعناصر الحوثية ترك أسلحتها وعدم التورط في الجرائم التي المليشيات بحق اليمن واليمنيين.
فيما دعا العميد المنشق عن الحوثيين "جميع العناصر المنتمية للحوثيين " إلى الرجوع إلى حضن الوطن والجمهورية وترك القتال وعدم توريط أنفسهم في جرائم الجماعة التي ترمي بأبناء اليمن إلى المحارق.
واتهم العميد الصلاحي، وفق موقع "ٍسبتمبر نت" الناطق باسم الجيش اليمني، جماعة الحوثيين "بارتكاب أبشع الجرائم بحق أهاليهم ومناطقهم وتفخيخ الأجيال ونشر الأفكار المسمومة".
وبحسب قائد اللواء التابع للحوثيين المنشق فإن الحوثيين ينتهجون ويمارسون "التمييز والعنصرية" ضد غيرهم، في الوقت الذي لا يثقون بمن يعمل معهم مهما بذل من جهد ومهما قدم من طاعة وولاء.
ودعا العميد الصلاحي الجميع إلى إدراك ما تقوم به الجماعة من أعمال قتل وتمزيق للمجتمع وزراعة الثأرات انتقاما منه، وفق تعبيره
ولم يصدر أي تعليق من جماعة الحوثي حول انشقاق قائد اللواء العاشر التابع لها. فيما لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من قيادات في الجماعة حول هذا الأمر والاتهامات التي أدلى بها الرجل.
وينتمي العميد الصلاحي وهو زعيم عشائري لقبيلة الأمجود في مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، وكان يعد من القيادات العسكرية الميدانية في الحوثيين والذي يشرف على القوات المنتشرة في الريف الشمالي الغربي، والتي تشهد تحشيدا واسعا للحوثيين في الفترة الأخيرة.