بوابة الوفد:
2025-10-21@18:51:54 GMT

جهاز مستقبل مصر.. فكرة سبقت السوق والزمن

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

منذ فترة ليست قصيرة- آثرت الابتعاد عن التسوق بعد أن تحول إلى مصدر دائم لحرقة الدم.. الأسعار تتقافز بلا منطق، والجودة تتراجع رغم أنها تعانق عنان السماء فى التكلفة.. وكنت أرى الأسواق ما هى إلا فوضى، وكنت كلما خرجت منها أحمل انقباضاً فى الصدر وحرقة دم مميتة.. حتى نصحنى أحد الأصدقاء مؤخراً بالابتعاد عن تلك الأسواق التى لا ضمير لها، وزيارة منافذ (جهاز مستقبل مصر) فظننت أنه يكرر حديثاً مكرراً لا علاقة له بالواقع.

. لكننى قررت أن أجرب وأرى بعينى، لا بآذان سئمت المبالغات.

وسألت عن عناوين الفروع القريبة منى- حتى توصلت لأحد الفروع، وما إن دخلته- حتى وجدت نفسى فى مكان مريح نفسياً ومختلف عما يحدث فى الأسواق فى هذه الأيام.. سلع وفيرة وجودة عالية وسعر ربما يكون أقل كثيراً، لم أشترِ فقط احتياجاتى، بل خرجت وأنا أحمل قناعة جديدة بأن هناك من يحاول بصدق تصحيح مسار ما، وأن فكرة (مستقبل مصر) ليست مجرد مشروع اقتصادى، بل رؤية تعيد للإنسان ثقته فى الدولة وفى قيمة ما ينتج بأيدى أبنائها.. ربما نحتاج إلى مزيد من الجودة ومزيد من الانخفاض فى قائمة الأسعار، وكلى ثقة بأن هذا المشروع سوف يحدث طفرة إيجابية كبرى مع بعض التطوير وزيادة أعداد المنافذ والنظر بشكل دائم فى الجودة والسعر.

ففى ظل التغيرات السريعة، التى تشتد فيها المنافسة على الموارد والأسواق، يبرز جهاز مستقبل مصر كنموذج حضارى بدايته مبشرة تعكس أن هناك عقلاً متوهجاً فى الرؤية والتخطيط والتنفيذ.

بالبحث الجاد- علمت أن هذه المنظومة هى ليس مجرد مشروع زراعى أو إدارة للتوريد، بل عقل استراتيجى يرسم ملامح الأمن الغذائى المصرى، ويصنع توازناً نادراً بين متطلبات السوق واحتياجات المواطن.. فمنذ أن انطلقت فكرته، أدرك القائمون على (مستقبل مصر) أن بناء منظومة غذائية مستقرة لا يتحقق بالمصادفة أو بالقرارات العاجلة، بل بالعلم والعمل والاستشراف الدقيق للمستقبل.. لقد وضع هذا الجهاز أسساً جديدة لمفهوم الإنتاج والتوزيع والتخزين، ليصبح أحد أهم أعمدة الأمن القومى، وسلاحاً اقتصادياً يحمى مصر من تقلبات الأسواق العالمية وضغوط الاستيراد وأسعار الدولار. 

إن الفلسفة التى يقوم عليها (مستقبل مصر) ليست مجرد زيادة فى الإنتاج، بل تحقيق كفاءة وطنية شاملة، تبدأ من استصلاح الأراضى بزراعات استراتيجية، مروراً بتطوير أنظمة الرى الحديثة، وانتهاء بتأمين السلع وضمان وصولها إلى المواطن بأسعار عادلة.. فلقد استطاع الجهاز أن يربط بين الأرض والسوق، بين الفلاح والمستهلك، فى شبكة دقيقة من التخطيط المحكم الذى يمنع الاحتكار ويكبح جماح الأسعار دون المساس بحقوق المنتجين أو إضعاف حركة السوق.

ووراء هذا النجاح الكبير يوجد قائد داعم ومساند ومؤمن بالعقول المتوهجة التى تحمل الفكرة بإيمان نادر، وتقاتل من أجل أن تبقى مصر فى مأمن من فوضى الأسعار ونقص السلع.. قائد آمن بأن الفكر الناضج لا يثمر إلا فى بيئة تحتضن العقول المخلصة، فقدم الدعم، وفتح الأفق أمام المبدعين ليحولوا الرؤية إلى واقع، والواقع إلى إنجاز ملموس.. هذا الإيمان بالكوادر الوطنية المخلصة كان حجر الأساس فى استمرار نجاح الجهاز وتوسعه دون ضجيج، حتى أصبح اليوم أحد أنجح المشروعات الاستراتيجية فى تاريخ الدولة المصرية الحديثة.

لقد أصبح جهاز مستقبل مصر نموذجاً للفكر العملى الذى يترجم الرؤية إلى واقع.. فهو لا يتعامل مع الزراعة كمجرد نشاط اقتصادى، بل كمشروع حضارى يستعيد روح الاعتماد على الذات، ويرسخ قيمة العمل الإنتاجى فى وجدان المجتمع- وبينما تتبدل الأسواق وتتأرجح الأسعار فى كثير من دول العالم، ظلت مصر قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية بفضل هذا المشروع العملاق الذى كبح جماح السوق وأعاد الاتزان إلى معادلة العرض والطلب.

إن أعظم ما يميز (مستقبل مصر) أنه يعمل دون ضجيج.. فى صمت منظم، وبخطى ثابتة يزرع ويحصد، يخطط ويدير كأنه يقول إن التنمية لا تحتاج إلى صخب إعلامى بل إلى إرادة صادقة وعقل مستنير. 

ولذلك تحول هذا الجهاز إلى مرجع فى كيفية إدارة المشاريع الكبرى دون فقدان البوصلة، فكل خطوة فيه محسوبة، وكل إنجاز نابع من فكر علمى ومتابعة دقيقة.. قد يختلف الناس فى السياسة، لكنهم لا يختلفون فى الإشادة بنجاح واضح الملامح، لمسوه فى الأسواق وفى موائدهم اليومية.. ربما سيمنح (مستقبل مصر) الطمأنينة للمواطن ويؤكد أن الدولة تعمل من أجل استقراره الحقيقى، لا بوعود مؤقتة، بل بأفعال تمتد من الأرض إلى المائدة.. وهكذا يظل جهاز مستقبل مصر أحد أعمدة الرؤية المصرية الحديثة، يجسد فلسفة التخطيط الهادئ والتنفيذ الصادق، ويثبت أن التنمية لا تقاس بالكلمات، بل بما تجود به الأرض من خيرات، وبما تحدثه السياسات من استقرار.

من وجه نظرى أرى أن هذه التجربة ستكون فريدة وسوف تثبت أن الفكر عندما يتحول إلى مؤسسة، يصنع المستقبل حقاً.. لقد كان وراء هذا المشروع العملاق رئيس امتلك رؤية تتجاوز الحاضر إلى آفاق المستقبل، فآمن بأن بناء الدول لا يتم بالقرارات السريعة، بل بالتفكير العلمى والعمل المستدام.. فلقد رأى الرئيس فى (جهاز مستقبل مصر) أكثر من مجرد مشروع زراعى، رآه منظومة حياة تعيد للدولة سيادتها على غذائها، وتكرس لفلسفة الاعتماد على الذات كركيزة للأمن القومى.. ببصيرته التى تقرأ ما وراء الأزمات، وجه بدعم الفكرة منذ لحظتها الأولى، ففتح الطريق أمام العقول المخلصة لتعمل بحرية، وأمام الأرض لتنتج بعطاء.. ومن هذا الدعم ولدت ملحمة وطنية من العمل والإنجاز، أكدت أن القيادة الواعية حين تؤمن بالفكر، وتمنحه الثقة، فإنها تزرع المستقبل وتؤمِّن الحاضر فى آن واحد.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ..

 

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار ة ليست قصيرة ك الأسواق التى لا جهاز مستقبل مصر

إقرأ أيضاً:

هبوط جديد بأسعار الذهب في مصر مع تراجع الأسعار العالمية

انخفضت أسعار الذهب في مصر اليوم بنحو 55 جنيهًا، ليهبط عيار 21 وهو الأكثر تداولًا في الأسواق المحلية  إلى 5810 جنيهات، مقارنةً بـ 5900 جنيه أمس، وذلك بالتزامن مع تراجع الأسعار العالمية للمعدن النفيس إلى نحو 4300 دولار للأونصة مقابل 4360 دولارًا في تعاملات مساء أمس.

نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع شهداء الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين إلى 80 شهيدا المنظمة المصرية الألمانية تُحيي زيارة الرئيس السيسي إلى بروكسل الجالية المصرية فى المانيا تقطع مسافة 1000 كيلو لاستقبال الرئيس السيسي

 

أسعار الذهب اليوم في مصر:

عيار 24: 6640 جنيهًا

عيار 21: 5810 جنيهات

عيار 18: 4980 جنيهًا

الجنيه الذهب: 46480 جنيهًا

وجاء هذا التراجع بعد أن أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكوكًا حول استمرار الحرب التجارية مع الصين، رغم تأكيده أن المحادثات بين واشنطن وبكين ما زالت تسير في مسارها الصحيح. وأوضح ترامب أن الرسوم الجمركية المرتفعة على الصين غير مستدامة، مشيرًا إلى لقاء مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال أسبوعين.

كما أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن بلاده ستجري محادثات مع مسؤولين صينيين هذا الأسبوع، ما عزز التفاؤل في الأسواق العالمية وأدى إلى تحول المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر وتراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

يأتي ذلك في ظل عمليات جني أرباح بعد الارتفاع القوي الذي شهده المعدن الأصفر خلال الشهرين الماضيين، إضافة إلى استمرار الضبابية بشأن الاقتصاد الأمريكي في ظل إغلاق الحكومة الفيدرالية والرهانات على مزيد من خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

وتترقب الأسواق هذا الأسبوع نتائج المحادثات الأمريكية الصينية إلى جانب بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المقرر صدورها يوم الجمعة، والتي من المتوقع أن تُظهر استقرارًا في معدلات التضخم الأساسي بالولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • لماذا ثبتت الحكومة أسعار البنزين لمدة عام؟ خبير اقتصادي يوضح
  • هبوط جديد بأسعار الذهب في مصر مع تراجع الأسعار العالمية
  • بعد زيادة أسعار الوقود.. هل ترتفع أسعار الخضروات والفاكهة؟
  • الذهب يواصل الصعود.. وعيار 21 يتجاوز 6 آلاف جنيه
  • السولار.. كلاكيت ثانى مرة!
  • ترامب يلوح باستيراد لحوم من الأرجنتين لخفض الأسعار في السوق الأمريكي
  • زلزال مالي عالمي يهزّ وول ستريت.. 28 تريليون دولار على المحك
  • السماح باستيراد زيت الزيتون لتغطية حاجات السوق المحلي
  • رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات يشارك فى برنامج تقنيات إعادة التدوير