إليك ما نعرفه عن قوة الاستقرار الدولية في غزة.. غموض وعراقيل
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
تسود حالة من الضبابية والغموض حول التفاصيل المتعلقة بالقوة الدولية المنوي تشكيلها في قطاع غزة، والتي سمتها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قوة الاستقرار"، بهدف تأمين المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنع تهريب الأسلحة، والمساعدة في توزيع المساعدات الإنسانية، وتدريب قوة شرطية فلسطينية.
لكن ثمة عراقيل وتحديات تواجه تشكيل القوة الدولية، لأسباب متعددة منها ما يتعلق بعدم رغبة العديد من الدول في إرسال قوات أمنية إلى غزة، وفقاً لما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وتعود حالة التردد إلى المخاوف المتزايدة من الخطر الذي يهدد القوة، بفعل عدم وضوح مهمتها أو النظر إليها كـ"قوة احتلال".
في المقابل، تبرز تحديات وعراقيل من جانب الاحتلال الإسرائيلي الذي بات يلّوح بالاعتراض على مشاركة دول معينة في القوة الدولية، وتحديدا تركيا التي أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفضه لمشاركتها.
وتعلقيا على ذلك، قال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إن مسألة وجود قوات أجنبية على الأرض "ستعتمد على موافقة الحكومة الإسرائيلية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يستبعد دورا تركيا في المرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار، دون توضيح ماهية هذا الدور.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، أوضح فانس أن "أي ترتيبات أمنية أو سياسية تخص غزة يجب أن تكون بالتنسيق الكامل مع إسرائيل"، لكنه أضاف أن واشنطن "تقدر الجهود التركية السابقة في التوصل إلى الهدنة الحالية"، معربا عن امتنانه لأنقرة "لدورها البناء خلال مفاوضات وقف إطلاق النار الأخيرة".
تكوين القوة وفكرتها
وبالعودة إلى التفاصيل المتوفرة حول "قوة الاستقرار الدولية" (ISF)، فإنها بناء على التوصيف الوارد في خطة ترامب، هي قوة أمنية متعددة الجنسيات، وسيجري تكوينها بالتعاون مع شركاء عرب ودوليين، للمساعدة في توفير الأمن، وتدريب قوة شرطية فلسطينية جديدة، والإشراف على نزع السلاح، وإعادة تطوير قطاع غزة.
ووفق ما ورد في مقترح ترامب، تهدف مهمة القوة الدولية إلى إيجاد حل أمني داخلي طويل الأمد، وتسهيل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل تدريجي من قطاع غزة.
نبعت فكرة القوة الدولية من مقترح قدمه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في تموز/ يوليو 2025، وكانت تتمثل في البداية قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في قطاع غزة، وجرى مناقشتها مع ترامب ومستشاره جاريد كوشنر في آب/ أغسطس 2025.
وحينما طرح ترامب خطته المكونة من 20 نقطة لإنهاء حرب غزة في أيلول/ سبتمبر 2025، تضمنت بنودا تتعلق بتشكيل حكومة مؤقتة بإشراف دولي في قطاع غزة، وقوة حفظ سلام متعددة الجنسيات بقيادة عربية.
في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أعلن ترامب أن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين قد وافقوا على قبول المرحلة الأولى من خطته المقترحة للسلام، ووقّع الطرفان على الاتفاقية في اليوم التالي، ودخلت حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
المهام الأساسية
بموجب الاقتراح، سيتم نشر القوة الدولية وقوة شرطة مدنية محلية في قطاع غزة، بالتزامن مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وتُسند لهذه القوات مهمة تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، وتركز على 4 مهام أساسية، وهي:
⬛️ أمن الحدود والمحيط
⬛️ مكافحة "الإرهاب" والاستجابة للتهديدات عالية الخطورة
⬛️ البنية التحتية والحماية الإنسانية
⬛️ دعم الشرطة المدنية الفلسطينية
التشكيل الفعلي للقوة
بناء على خطة ترامب، من المفترض تشكيل قوة "الاستقرار" المشتركة متعددة الجنسيات فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والذي بدأ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، لمراقبة الاتفاق.
في 15 تشرين الأول/ أكتوبر، أفادت تقارير بوجود حوالي 25 عنصرا أمريكيا في المنطقة، يقومون بدور التنسيق والإشراف على قوة الاستقرار الدولية التي بدأ تشكيلها.
في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، كشفت تقارير بأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تعمل على صياغة نص قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن القوة الدولية في غزة.
مركز التنسيق المدني- العسكري
في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بدأت الولايات المتحدة في إنشاء مركز التنسيق المدني- العسكري (CMCC)، بقيادة براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، لتنسيق جهود مراقبة وقف إطلاق النار، وكان من المقرر وصول فريق من حوالي 200 فرد أمريكي إلى إسرائيل في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن يضم المركز أيضا قوات من مصر وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة، ولا يُقصد نشر أفراد أمريكيين داخل قطاع غزة نفسه، وفق تأكيد المسؤولين في البيت الأبيض.
في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، سافر براد كوبر برفقة ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى قطاع غزة للتحقق من امتثال الاحتلال الإسرائيلي للمرحلة الأولى من الاتفاق.
في 21 تشرين الأو/ أكتوبر 2025، زار نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس مقر مركز التنسيق المدني- العسكري في كريات جات، وجرى التأكيد أيضا على وجود ضباط تخطيط عسكري بريطانيين داخل المركز.
⬛️ جرى اختيار مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة من قبل مستشار ترامب كدول يمكن أن تساهم في القوة، إلى جانب مناقشات للمساهمة في القوة من تركيا وباكستان وإندونيسيا وأذربيجان وأستراليا وماليزيا وكندا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة ترامب الاحتلال القوة الدولية غزة الاحتلال قوة دولية ترامب حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی متعددة الجنسیات وقف إطلاق النار قوة الاستقرار القوة الدولیة تشرین الأول فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
معاريف: خطة ترامب تنهار.. ودول عدة ترفض إرسال قوات إلى غزة
سلطت صحيفة "معاريف" العبرية الضوء على ما أسمته "انهيار خطة ترامب"، نتيجة رفض عدد من الدول إرسال قوات إلى غزة، بناء على خطة الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار في غزة يواجه تحديا كبيرا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التحدي يتمثل في عدم رغبة العديد من الدول في إرسال قوات أمنية دولية إلى القطاع، وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، منوهة إلى أن خطة ترامب للسلام تدعو إلى إنشاء مثل هذه القوة، إلا أن دبلوماسيين ومسؤولين مشاركين في المناقشات أفادوا بتزايد المخاوف بشأن المخاطر، وعدم وضوح مهمة القوة، والخوف أن يُنظر إليها على أنه "قوة احتلال".
ولفتت "معاريف" إلى أن هذه المعلومات تتناقض مع تصريحات ترامب، التي ادعى عكس ذلك تماما في مؤتمر صحفي، وقال إن "هناك دول اتصلت بي عندما شاهدت عمليات القتل التي ارتكبتها حماس، وأرادت التدخل ومعالجة الوضع".
ووفق خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة، والتي أفضت إلى وقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى، فسيتم نشر قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة، ويتمثل دورها في تأمين المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنع تهريب الأسلحة إلى القطاع، والمساعدة في توزيع المساعدات الإنسانية، وتدريب قوة شرطة فلسطينية.
وأكدت "معاريف" أن إنشاء هذه القوة ونشرها يعد أمرا بالغ الأهمية، لتحويل وقف إطلاق النار الحالي إلى اتفاق مستدام، وتعزيز سلام مستقر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن "نيويورك تايمز"، أنه لم يتم إحراز أي تقدم يذكر في تشكيل القوة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الالتباس، وعدم الوضوح بشأن مهتمها، وهو ما يعد العائق الأخطر، وقد صرّح ممثلون من عدة دول تعتبر مرشحة محتملة سراً بأنهم لن يلتزموا بإرسال قوات دون توضيح دورها في القطاع.
وتابعت: "يتمثل القلق الرئيسي في أن تُطلب من قواتهم محاربة عناصر حماس المسلحين لصالح إسرائيل. بل إن عدة دول أشارت إلى أنها لا تريد تمركز قواتها في مراكز مدن غزة، نظرًا للخطر الذي تُشكله حماس وشبكة أنفاقها".