المستوى المعيشي للفرد
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
سارة البريكية
sara_albreiki@hotmail.com
تعيش أغلب دول الخليج في مرحلة النضج الاقتصادي وتطور الاقتصاد العالمي والعربي بشكل ملحوظ؛ حيث تزدهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية بشكل كبير، وتنمو المجتمعات، وتزيد الفرص الاستثمارية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتنمو العلاقات، ويحدث التكامل الاقتصادي أولًا بين الدول المتقدمة، فتكثر الوظائف وتتاح الفرص للشباب.
غير أننا في سلطنة عُمان، ونحن الدولة العصرية التي تحظى بالكثير من المواسم التي تخلق فرصًا عظيمة للاستثمار، يكاد البعض لا يجد ما ينفقه مع اقتراب نهاية الشهر، وليست المشكلة في الراتب الحكومي، وإنما المشكلة في متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية؛ فالحياة ليست على وتيرة واحدة، والأسر تكبر. وفي ظل شُحّ الوظائف أصبح المعيل الوحيد للعائلة يواجه ضغطًا كبيرًا، فبعد أن كبر وتقاعد وأصبح ينتظر من أولاده أن يُعيلوه، بات الأمر مختلفًا؛ حيث لا يزال هو المعيل الوحيد. لذا لا بُد من وقفة صادقة وصريحة، ولا بُد من المسؤولين النظر بعين الاعتبار إلى أن هناك من لا يستطيع أن يتحدث أو تأخذه العِفّة، بينما وجعه يكبر ويكبر.
نحن بحاجةٍ ماسّةٍ إلى الاهتمام، وبحاجةٍ ماسّةٍ للعمل على تحقيق الأهداف المرجوة من مستوى الجودة الشاملة في الحياة اليومية، من خلال توفير بيئة مناسبة للجميع، وتوفير أفضل السبل لتحقيق التنمية المُستدامة وخلق مجتمعٍ حيويٍّ ومُستدامٍ قادرٍ على مواجهة التحديات المستقبلية، وألّا يشعر أحد بأنه أقل من الآخرين أو أنه لا يستطيع الحصول على أبسط الحقوق.
لو تأملنا في فئة الباحثين عن عمل وتفكرنا، لوجدنا أنها الفئة المظلومة في الحياة؛ فأقل الحقوق من حقوق الفرد هو العيش الكريم وعدم سؤال الناس: أعطوه أو منعوه، بينما هذه الفئة مظلومة كثيرًا؛ فهي لا تجد أبسط حقٍّ من حقوقها، ولا يمكنها العيش بهذا المستوى؛ حيث لا دخل، ولا مال، ولا فرص عمل. هذا الوضع يشكل خطرًا كبيرًا وفرصةً كبيرةً لزعزعة استقرار المجتمعات، ووجب علينا التصدي له بكل الطرق، ولا بأس، لكن مَن أكمل 30 عامًا في الخدمة لن يتقاعد ليتم حل ملف الباحثين عن عمل وتوظيف أكبر قدر من الشباب والطاقات الشبابية في مختلف المجالات، ولا بُد من المساواة والعدالة لكي نخرج بمستقبلٍ مشرقٍ وببشرٍ يحبون الحياة والعطاء والعمل.
إن الاستثمار في أبناء الشعب هو أفضل استثمارٍ ممكنٍ لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهم منظومة العطاء والعمل، وهو مشروع ناجح؛ فكل ما تقدمه يعود إليك، وكل ما تنفقه في سبيل العيش الكريم لأبناء هذا الوطن هو أمرٌ عائدٌ للوطن نفسه، فكم من عراقيل ستنتهي إلى الأبد، وكم من حالاتٍ تستحق أن تعيش بكرامة، وكم وكم وكم؟!!
دعوتنا اليوم موجّهة لأصحاب القرار في توفير فرص عملٍ للشباب، فمن هو منتجٌ اليوم سيكون أقل إنتاجًا غدًا، ومن له القدرة على تحمّل المسؤولية اليوم سيكون غدًا أقل قدرةً على ذلك؛ فالعمر له دور، والطموح له دور، وقتل الطموح له دور أيضًا، وسنوات الانتظار لها دورٌ أيضًا، وتوفير فرصٍ للحياة الكريمة لنا جميعًا له دورٌ كبير في خلق مجتمعٍ قادرٍ على رسم مستقبلٍ واعدٍ، وبناء مجتمعٍ متكاملٍ قادرٍ على مواجهة كل الظروف المحيطة به، ومن شأن ذلك هو الأمر الذي جعل الكثير منا يشعر بأنه بلا فائدة أو شخص غير مرغوبٍ فيه في كثيرٍ من الأحيان.
إن الحل ليس بيد وزارة العمل فقط، وإنما هو منظومةٌ متكاملةٌ شاملةٌ، على رأسها رئيسٌ قادرٌ على بناء مجتمعٍ متكاملٍ قادرٍ على مواجهة التحديات التي تواجه القطاع العام والخاص والقطاع التشغيلي والاقتصادي والمالي بشكلٍ أفضل. رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قطر ومصر تنظمان حدثا رفيع المستوى بالقاهرة لدعم غزة
أقامت قطر ومصر، حدثا رفيع المستوى في العاصمة المصرية القاهرة، سلط الضوء على جهود البلدين المشتركة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار الشراكة الإنسانية المستمرة بين البلدين الشقيقين.
مثل الجانب القطري في الفعالية التي أقيمت أمس الاثنين وزيرة الدولة للتعاون الدولي، مريم بنت علي بن ناصر المسند، في حين مثل الجانب المصري وزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمم المتحدة: إمدادات غزة لا تكفي لمواجهة المجاعةlist 2 of 2مسؤول أممي: غزة أكثر مكان مدمر على الأرض وأهلها يواجهون تحديات هائلةend of listوشهد الحدث حضورا واسعا لعدد من المنظمات الإنسانية والتنموية، من بينها قطر الخيرية، وصندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وشركاء إنسانيين.
وتناول الجانبان خلال اللقاء آليات تعزيز التنسيق الميداني، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية والإغاثية داخل قطاع غزة، بما يشمل الغذاء والدواء والمأوى وحماية المدنيين، في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة.
وأكد الطرفان على عمق التعاون القطري المصري والتكامل بين جهودهما الإنسانية، انطلاقا من الواجب العربي والإنساني المشترك تجاه الشعب الفلسطيني.
دولة قطر تقيم حدثًا رفيع المستوى في القاهرة لتسليط الضوء على الجهود القطرية المصرية المشتركة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/Qv1Bzv0o0e
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) October 20, 2025
وفي بيان منفصل صدر اليوم الثلاثاء في الدوحة، أعلنت قطر الخيرية أنها خصصت خلال مشاركتها في الحدث 16 مليون دولار إضافية للتدخلات الإنسانية في غزة، ليصل إجمالي مساهماتها إلى 142 مليون دولار منذ اندلاع الحرب.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الخيرية يوسف بن أحمد الكواري، إن الدعم الإضافي يهدف إلى "التوسع الفوري في عمليات المساعدات داخل القطاع، بما في ذلك الغذاء والمياه والرعاية الصحية والمأوى للمدنيين المتأثرين من الصراع".
إعلانوأكد الكواري أن المنظمة تعمل "بتنسيق وثيق مع السلطات المصرية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين لضمان تسريع الإجراءات اللوجستية وتسهيل مرور الشاحنات ورصد سير التوزيع". كما دعا إلى إزالة جميع العوائق أمام وصول المساعدات وضمان تدفقها عبر الممرات الإنسانية.
وكشف الكواري عن تدشين جسر بري بين الدوحة والعريش المصرية لنقل أكثر من 16 ألفا و694 خيمة إلى غزة، إضافة إلى 29 ألف خيمة أخرى تم شحنها بحرا إلى ميناء بورسعيد، على أن يبلغ إجمالي عدد الخيام 75 ألفا و264 خيمة بحلول منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ووجّه الكواري الشكر إلى الوزيرتين القطريّة والمصرية على "دعمهما وتعاونهما المثمر في تيسير الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة، التي تلامس حياة الآلاف من الأسر المتضررة وتجسّد روح التضامن الإنساني بين البلدين".
وتأتي هذه الجهود ضمن مبادرات قطر الإنسانية المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني، والتي تشمل إطلاق جسر بري وإنساني بالتنسيق مع مصر والأردن لنقل قوافل مساعدات محمّلة بالخيام ومواد الإيواء والمواد الغذائية والطبية والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى دعم مالي إضافي بقيمة 20 مليون دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة داخل القطاع.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تقوم إلى جانب وقف الحرب على انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
ورغم الاتفاق، قالت سلطات غزة إن نحو 100 فلسطيني استشهدوا وأصيب 230 آخرون، جراء 80 خرقا نفذها الجيش الإسرائيلي منذ إعلان وقف إطلاق النار.
وأنهى الاتفاق حربا استمرت سنتين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 170 ألفا، وتدمير غالبية البنى التحتية في قطاع غزة.