بلدية ظفار تنفّذ مشروعي تصريف مياه الأمطار وحماية الأودية بتكلفة تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
العُمانية: تنفّذ بلدية ظفار حاليًّا مشروعين حيويين في ولاية صلالة ضمن جهودها لتعزيز منظومة البنية الأساسية والحضرية، هما مشروع تصريف مياه الأمطار في الأحياء السكنية والطرق الداخلية، ومشروع إنشاء حاجز حماية الأودية من التآكل الناتج عن الفيضانات، وذلك بتكلفة إجمالية تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني.
وقال الدكتور عبدالله بن محمد باعوين مدير عام المديرية العامة للمشاريع والشؤون الفنية ببلدية ظفار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إنّ مشروع إنشاء شبكة تصريف مياه الأمطار بولاية صلالة تُقدّر تكلفته بـ 4 ملايين ريال عُماني، فيما وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 76 بالمائة، ومن المقرر الانتهاء منه في أبريل 2026.
وأوضح بأن المشروع يستهدف رفع كفاءة تصريف مياه الأمطار في عدد من الأحياء السكنية والطرق الداخلية بمدينة صلالة، بما يحدّ من تجمعات المياه ويحافظ على انسيابية الحركة المرورية.
وأضاف أن مشروع حماية الأودية من التآكل بلغت تكلفته حوالي 2.6 مليون ريال عُماني، ويشمل تنفيذ أعمال خرسانية في وادي صحلنوت ووادي ثمرين بولاية صلالة، إذ وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 54 بالمائة، ومن المتوقع الانتهاء منه في النصف الثاني من عام 2026.
وبيّن أن تنفيذ هذه المشروعات التنموية يأتي في إطار الجهود المتواصلة لبلدية ظفار لتطوير البنية الأساسية وتعزيز منظومة الحماية من مخاطر الفيضانات وتجمعات البرك المائية، بما يُسهم في استدامة التنمية العمرانية وتحسين جودة الحياة في المحافظة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تصریف میاه الأمطار ریال ع مانی
إقرأ أيضاً:
نور المدينة مشروع عماني يمزج التراث الظفاري بالابتكار
صلالة– بخيت الشحري
تمثل قصة نجاح رائدة الأعمال العُمانية نور باعمر صاحبة المشروع الريادي «نور المدينة» نموذجا حيا لاستثمار الموروث الطبيعي والتراثي من البيئة العمانية، ومثال ناجح للقيمة المضافة للمنتج المحلي، إذ انطلقت من شغف عميق بالأعشاب واللبان الظفاري لتؤسس مشروعها الخاص في صناعة منتجات تجميل من مكونات البيئة المحلية في ظفار من نباتات، وأعشاب، وزهور. وقد التقت بها "عُمان" لتسليط الضوء على رحلتها في دمج الأصالة بالابتكار العلمي، وتطلعاتها نحو تصدير منتجات «نور المدينة» للعالم.
وتحدثت نور باعمر عن بدايتها قائلة: "شغفي بالأعشاب بدأ منذ سنوات طويلة، فقد كنت أراقب استخدام النساء في ظفار للأعشاب واللبان الظفاري في العناية والجمال. من هنا وُلدت فكرة أن أقدّم هذا الموروث بطريقة عصرية وآمنة، تجمع بين أصالة التراث والابتكار العلمي".
وأكدت باعمر أن البيئة الظفارية ألهمتها بثرائها بالنباتات العطرية والطبية كاللبان، والورد، والأعشاب الجبلية، مشيرة إلى أن هذا الكنز يستحق أن يخرج للعالم بصيغة حديثة تعبّر عن الهوية العُمانية.
ولم يكن المشروع مجرد هواية، بل انطلق من خلفية وتجربة عملية: "عملت سابقًا في شركة طبية لمستحضرات الصيدلة، واكتسبت خبرة كبيرة في المكونات الطبية وآلية تصنيع المستحضرات. بعدها طوّرت معرفتي بدراسة خصائص الأعشاب وتجريبها بطريقة علمية حتى وصلت إلى صيغ فعّالة وآمنة".
وعلى الصعيد الاجتماعي، أشارت نور إلى أن ردود الفعل في البداية شابها (الدهشة والتردد)، لكن النتائج ونجاح المنتجات غيرت الموقف، وأصبح الأهل والمجتمع أكبر داعم للمشروع.
اللبان والورد والسر في الجودة
تقدم نور باعمر حاليًا مجموعة متكاملة من الغسولات العشبية، والزيوت العلاجية، والكريمات الطبيعية، معتمدة في ذلك على مزيج من الوصفات المستوحاة من التراث ولمساتها الخاصة التي تضيفها بعد التجربة والدراسة؛ لتحقيق نتائج أسرع وأكثر أمانًا.
وتعتمد في صناعتها بشكل رئيسي على المكونات العُمانية الأصيلة، وفي مقدمتها: اللبان الظفاري، والورد العُماني، والمرة، والسدر، والصبار الجبلي التي تُستخلص جميعها بطريقة طبيعية للحفاظ على فعاليتها ونقائها.
وتشير إلى أن (ماء الأعشاب العلاجي) المستخلص من اللبان والمرة، هو أحد المنتجات التي لاقت إقبالًا واسعًا لفعاليته في علاج الإكزيما والحساسية، مؤكدة أن فكرته مستوحاة من وصفات نساء ظفار القديمة.
ولضمان الجودة والسلامة، تؤكد نور باعمر حرصها التام على تجربة كل منتج بنفسها أولًا، ثم إخضاعه لتجارب متعددة قبل اعتماده، مشيرة إلى أنها تستخدم مكونات طبية نقية ومعقمة، وتشرف بشكل كامل على عملية التصنيع في معملها الصغير الخاص مع فريق محدود من المساعدات المدربات على التعقيم والتحضير وفق معايير السلامة.
التحديات
لم تخلُ مسيرة المشروع من التحديات، وكان أبرزها إقناع الجمهور بـ"جودة المنتج المحلي في مقابل المستورد"، إضافة إلى صعوبة الحصول على بعض التراخيص ومواد التعبئة الخاصة، كما أشارت إلى أن الإجراءات الطويلة للحصول على الاعتمادات الصحية شكلت تحديًا في البداية، ولكنه بدأ يسهل بالتعاون مع الجهات المختصة.
وفي مواجهة المنافسة من الشركات الكبرى، تعبر نور عن إيمانها بأن التميّز في الجودة والصدق مع الزبائن هو السلاح الأقوى، مؤكدة أن منتجاتها تحمل بصمة عمانية أصيلة لا يمكن تقليدها.
وفي سياق الدعم الحكومي، تتمنى نور باعمر (مزيدًا من الدعم الفني والتسويقي لرواد الأعمال في هذا المجال، وتسهيل وصول منتجاتهم إلى المعارض المحلية والخارجية).
وعلى صعيد الاستدامة، تعمل نور باعمر مع نساء محليات في ظفار لجمع بعض الأعشاب وتجفيفها بطريقة مستدامة لا تضر بالبيئة، مما يوفّر لهن مصدر دخل ويدعم تمكين المرأة الريفية.
و أكدت نور باعمر طموحها في التوسع خارج سلطنة عمان، حيث تعمل حاليًا على تجهيز خطة لتصدير منتجاتها إلى دول الخليج وبعض الدول العربية، مشيرة إلى أنها تتطلع لأن يكون مشروعها خلال السنوات الخمس القادمة مركزًا عمانيًا متكاملًا للتجميل بالأعشاب الطبيعية، يُدرّب الفتيات على التصنيع، ويُصدّر منتجات عمانية برائحة ظفار إلى العالم.
ووجهت باعمر نصيحتها للفتيات العُمانيات بالبدء بخطوة صغيرة بثقة، مؤكدة أن كل مشروع ناجح وُلد من فكرة بسيطة وشغف حقيقي، وأن التوازن في الحياة بين العمل والأسرة يتحقق بتنظيم الوقت واعتبار الشغف بالعمل مصدر طاقة وفرح.