NYT: سياسات ترامب تُجبر العالم على دخول عصر جديد من الفوضى
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقال رأي لكل من ريبيا ليسنر، الزميلة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي وميرا رابر- هوبر الزميلة في مجموعة آسيا، قالتا فيه أن الرئيس الرئيس الأمريكي يقود العالم حول عصر من الفوضى.
وجاء في المقال، أن أنظار العالم ستتجه في الأسبوع المقبل إلى عاصمة كوريا الجنوبية، حيث يجتمع القادة لحضور قمة اقتصادية كبرى، ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة منذ عام 2019.
ويأمل الزعيمان أن يسهم الاجتماع في استقرار العلاقات المتوترة بين القوتين العظميين. ومع ذلك فحتى الانفراج في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لن يعيد الثقة في القيادة الاقتصادية الأمريكية، فمن خلال استمراره في فرض تعريفات جمركية باهظة بشكل عقابي، أحادي الجانب، وغير متوقع، قلب ترامب النظام الاقتصادي الدولي القائم على القواعد الذي قادته أمريكا لمدة 80 عاما.
وقالتا إن حملة التعريفات الجمركية ليست سوى جزءا واحدا من هجوم ترامب على القوانين والمؤسسات التي رعتها وساهمت في إنشائها واشنطن لتعزيز قوتها وامتيازاتها بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن العالم يكافح الآن لفهم ما يعني تخلى الزعيم العالمي الحاكم عن النظام ذاته المصمم للحفاظ على هيمنته، فبدون خطة لما بعد وبدون خليفة طبيعي، فالولايات المتحدة لا تسهم بتدهورها السريع، فحسب، بل وتجبر العالم أيضا على دخول عصر جديد من الفوضى.
وقد دمرت الحروب وعلى مر التاريخ الحديث الأنظمة العالمية، لتظهر بعدها هياكل جديدة، وبعد الحرب العالمية الثانية، وضعت أمريكا وحلفاؤها نهجا لتنظيم العلاقات بين الدول، أملا في إعادة الإزدهار لعالم دمرته الحروب ولمنع نشوب صراعات مستقبلية، وعلى مر الزمن وقفت الأمم المتحدة كهيئة حاكمة رئيسية، بينما تم إنشاء قواعد ومؤسسات أخرى، مثل منظمة التجارة العالمية.
وفي أوج قوتها، وبصفتها الدولة الحليفة الوحيدة التي نجت من ويلات الحرب الشاملة، أصبحت الولايات المتحدة قائدة هذا النظام العالمي الجديد ومديرته، وكان نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية ناجحا لأنه حقق مصالح شركاء أمريكا أيضا.
فقد حقق التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والاستقرار والقدرة على التنبؤ والمكاسب السياسية والاقتصادية للعديد من الدول، فيما قبلت واشنطن بتقييد نفوذها لأنها أدركت أن ضمان موافقة الدول الأخرى هي استراتيجية أكثر فعالية لتعزيز أهدافها العالمية بدلا من ممارسة الإكراه، وبينما كان هذا النظام العالمي بلا شك ناقصا وعفا عليه الزمن من نواحٍ عديدة، إلا أنه مع ذلك منح واشنطن الأفضلية عندما تولى ترامب منصبه لولاية ثانية في كانون الثاني/يناير، وتعلق الكاتبتان أن إدارة ترامب تشن الآن حملة تدمير منهجي.
قال ماركو روبيو خلال جلسة استماع لتأكيد تعيينه وزيرا للخارجية في كانون الثاني/ يناير: "إن النظام العالمي لما بعد الحرب ليس باليا فحسب، بل هو الآن سلاح يستخدم ضدنا". فبدلا من التجارة الحرة والمفتوحة، فرضت الإدارة تعريفات جمركية معرقلة، لم تعاقب منتهكي قواعد التجارة مثل الصين، ولكن أيضا حلفاء أمريكا والمستهلكين الأمريكيين الذي تحملوا عبء الأسعار المرتفعة الناتجة عن التعريفات الجمركية.
وبدلا من التمسك بالسيادة ومبدأ عدم الاعتداء، يهدد ترامب بعمل عسكري ضد فنزويلا، ومع ذلك لم يتخذ أي إجراء ملموس عندما انتهكت روسيا المجال الجوي لحلف الناتو، وقد تودد ترامب إلى قادة استبداديين مثل فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جين بينغ، وكيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية، ملمحا إلى أن واشنطن قد لا تدافع عن حلفائها الديمقراطيين.
ووصفت الكاتبتان ما يقوم به ترامب وإدارته بأنه عمل مذهل ينم عن انتحار للقوى العظمى: فمن النادر أن فككت قوة عظمى مهيمنة وعن عمد نظاما صمم أصلا للحفاظ على قيادتها، خاصة في الوقت الذي كانت فيه تلك التصميمات تحقق فوائد هائلة، وتتنبأ الكاتبتان بأن هذا العصر لن ينتهي بانقلاب مفاجيء، كالذي شهده العالم تاريخيا، حيث ولدت منه أنظمةً عالمية جديدة. بل ستكون السنوات القليلة القادمة، على الأرجح، فترة فوضويةً بدأت معالمها تتضح.
وستبقى الولايات المتحدة قوية للغاية، حتى وإن كانت متقلبة، ولا شك أن المؤسسات القديمة ستصمد: ستظل الأمم المتحدة تعقد جلساتها، وسيراجع القضاة القضايا في منظمة التجارة العالمية، ولكن بقدر ضئيل من القدرة للتغلب على ميل الدول الأعضاء الطبيعي نحو المنافسة والصراع،
قد تبقى التحديات المشتركة، من الأوبئة إلى تغير المناخ إلى الذكاء الاصطناعي، دون حلول عملية تذكر.
وعليه، فكلما كان العالم مضطربًا، فسيزداد العنف. فقد كان هذا العام دمويًا بما في ذلك الصراعات المسلحة في جنوب وجنوب شرق آسيا، والضربات الإسرائيلية في قطر وسوريا ولبنان واليمن وإيران، بالإضافة إلى الحروب في السودان وأوكرانيا وغزة، وانضمت إدارة ترامب إلى إسرائيل في حربها على إيران، وقادت ضرباتها الخاصة ضد الحوثيين وفي منطقة البحر الكاريبي.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه ترامب عن رغبته بالسلام، إلا أنه وباستثناء وقف إطلاق النار الأخير في غزة، يبدو أنه يركز نظره للحصول على جائزة نوبل للسلام أكثر من تركيزه على التنفيذ الدائم الذي يضمن بقاء اتفاقيات السلام.
وقد تمتد هذه الصدامات إلى المجال الاقتصادي، فالقومية والنزعة التجارية تطغى على الاهتمام السائد بالتجارة الحرة والمفتوحة، حيث تقود أمريكا حملة فرض أعلى رسوم جمركية منذ قرن. ولن يؤدي التفكك الاقتصادي إلى إبطاء النمو العالمي فحسب، بل سيثير أيضا صراعا بين الدول في سباق للحصول على الموارد، من المعادن الأساسية إلى أشباه الموصلات المتقدمة.
سيحتاج العالم إلى قوة تنظيمية جديدة، مع أنه لا توجد أي مؤشرات على ظهورها. فمع تزايد نفوذ الصين، تبدو غير مؤهلة لتولي الراية التي حملتها أمريكا، ذلك أن بيكين تسعى لبناء عالم جيد وأمن للاستبداد، مما يسمح لها بترسيخ سيطرتها الحزبية داخليًا ونشر نفوذها خارجيًا دون تدخل، لكنها تفتقر إلى خطط عملية للحد من الصراعات أو تحقيق الاستقرار المالي أو إدارة التهديدات العابرة للحدود الوطنية مثل الانتشار النووي.
وربما تعاون حلفاء أمريكا الديمقراطيون في آسيا وأوروبا للحفاظ على ما تبقى من النظام الدولي الليبرالي. فهم، مجتمعون قد يماثلون وزن أمريكا من حيث الناتج المحلي الإجمالي. لكن المقاومة الداخلية لميزانيات الدفاع المتزايدة في ظل بيئة اقتصادية متزايدة الصعوبة قد تحبط طموحاتهم.
وبعد سنوات من الآن، قد تتاح لرئيس أمريكي فرصة العمل جنبا إلى جنب مع قادة عالميين آخرين لبناء نظام دولي جديد وإضعاف مكاسب الصين. وسيواجهون أقرب ما تكون صفحة بيضاء جيوسياسية، وهو ما شهدناه منذ عام 1945.
ويمكن لرؤية جديدة أن تحول الفوضى إلى فرصة لإعادة الابتكار: من خلال تعميق التعاون التكنولوجي والاقتصادي والأمني مع حلفاء أمريكيين مختارين وغرس مناهج مبتكرة للتنمية الاقتصادية أو بناء مؤسسات تضم الشركات الرائدة إلى جانب الدول ويجب على الطامحين السياسيين الذين يستعدون لتلك اللحظة اليوم أن يبدأوا بإدراك استحالة العودة إلى الماضي وما كانت عليه الأمور سابق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب والصين سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
آل الشيخ يعلن دخول موسم الرياض منصة Roblox العالمية
البلاد (الرياض)
أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، عن إطلاق مجموعة من تجارب موسم الرياض الترفيهية داخل منصة الألعاب العالمية الشهيرة “روبلوكس”(Roblox)، في خطوة هي الأولى من نوعها تعكس مكانة المملكة الريادية في صناعة الترفيه، وتفتح آفاقًا جديدة لربط الجمهور العالمي بالموسم عبر عالم رقمي تفاعلي متكامل، وذلك ابتداءً من اليوم الاثنين.
وقال آل الشيخ:” إن موسم الرياض يقوم على الإبداع والاحتفال وتقديم تجارب غير مسبوقة تربط الناس من مختلف الثقافات، مؤكدًا أن منصة روبلوكس تُعد البيئة المثالية لنقل الموسم إلى جمهور عالمي من فئة الشباب واللاعبين”. وأضاف:” إن هذه الخطوة تمثل امتدادًا لرؤية الموسم في الابتكار والتوسع خارج الحدود التقليدية، ودعوة مفتوحة للمستخدمين في كل مكان لخوض موسم الرياض بطريقة جديدة كليًا”. وتقدم التجارب الافتراضية داخل “Roblox” عوالم رقمية نابضة بالحياة تم تصميمها خصيصًا لتعكس هوية موسم الرياض ومناطقه الشهيرة، وفي مقدمتها “بوليفارد سيتي” و “بوليفارد وورلد”، حيث يعيش اللاعبون تجربة محاكاة واقعية بأسلوب لعب تفاعلي يدمج بين الاستكشاف، والمغامرة، والترفيه البصري، وتتيح “بوليفارد وورلد” للمستخدمين الانتقال بين ثقافات عالمية متعددة مثل باريس، الكويت، كوريا الجنوبية، وإيطاليا داخل بيئة واحدة، ما يعكس تنوع الموسم الحقيقي على أرض الواقع.
وتوفر التجارب الافتراضية أنشطة مبتكرة تمنح اللاعبين شعورًا حقيقيًا بالمغامرة، من بينها قيادة السيارات فوق البحيرة، وتسلق ديناصور عملاق، وركوب المنطاد، والطيران عبر التلفريك. كما تقدم التجارب مجموعة من الألعاب المصغّرة التفاعلية المستوحاة من فعاليات موسم الرياض، من بينها لعبة التنس Six Kings Slam، ولعبة المطرقة التفاعلية (Whack-a-mole)، ولعبة صيد الكنوز، وجمع التذاكر الذهبية، واستبدالها بعناصر رقمية حصرية (UGC) تحمل هوية موسم الرياض. ولا تتوقف التجارب عند هذا الحد، بل ستتطور باستمرار طوال فترة موسم الرياض من خلال تحديثات ومحتوى وأحداث جديدة تُضاف تباعًا للحفاظ على تنوّع التجربة وجاذبيتها، وتشمل هذه التحديثات إطلاق منطقة Beastland من MrBeast احتفالًا بالمنطقة الواقعية، بالإضافة إلى لعبة ملاكمة تحاكي النزالات العالمية التي يستضيفها الموسم، ولعبة مصارعة بالتزامن مع استضافة WWE Royal Rumble في الرياض، إلى جانب منافسة ضخمة بجوائز غير مسبوقة في Roblox، ما يجعل التجربة الرقمية امتدادًا افتراضيًا للموسم الواقعي. وقد طورت هذه التجارب بالتعاون مع شركة The Gang، إحدى أبرز الشركات العالمية المتخصصة في إنشاء تجارب الألعاب والعناصر الرقمية (UGC) للعلامات التجارية الكبرى. وتجسد هذه الخطوة رؤية موسم الرياض في الجمع بين الواقع والعالم الافتراضي، حيث تُمكِّن التجربة الملايين من مختلف الأعمار واللغات والثقافات من التفاعل مع الموسم والمشاركة في فعالياته دون حدود جغرافية. كما تمثل دخولًا إستراتيجيًا إلى أحد أكبر مجتمعات الألعاب في العالم، مما يعزز الحضور الدولي للموسم ويعكس مكانته العالمية الرائدة في الترفيه.