أزهار الحمض النووي.. روبوتات دقيقة تستلهم الطبيعة وتعد بثورة في الطب والبيئة
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
طوّر باحثون في جامعة نورث كارولينا الأمريكية، روبوتات دقيقة، على شكل أزهار، قادرة على التفاعل مع محيطها كما تفعل الكائنات الحية؛ في خطوة علمية توصف بأنها قفزة نحو دمج الحياة بالتقنية.
هذه "الأزهار الذكية" مصنوعة من بلورات تجمع بين الحمض النووي ومواد غير عضوية، ما يمنحها قدرة مذهلة على الطي والانفتاح في غضون ثوانٍ، تبعاً للتغيرات في البيئة المحيطة مثل مستوى الحموضة.
ووفق تقرير لموقع Interesting Engineering، فإنّ الحمض النووي داخل كل زهرة يعمل كأنه برنامج حاسوبي مصغّر يوجّه حركتها واستجابتها. وبفضل هذه الخاصية، يمكن لهذه الروبوتات الدقيقة أداء مهام ذاتية في المستقبل، من توصيل الأدوية إلى أماكن محددة في الجسم، إلى تنظيف الملوثات البيئية.
وفي السياق نفسه، قال المشرف على البحث ومدير مختبر "فريمان" في الجامعة، رونيت فريمان: "يحلم العلماء بتطوير كبسولات ذكية تطلق الدواء تلقائياً عند ظهور المرض وتتوقف عن العمل عند الشفاء، وموادنا الجديدة قد تجعل هذا الحلم ممكناً".
وأوضح فريمان أنّ: "هذه التقنية يمكن أن تُستخدم لتصميم أزهار دقيقة قابلة للبلع أو الزرع داخل الجسم، لتوصيل جرعات علاجية محددة، أو حتى لإجراء خزعات دقيقة وتنظيف الجلطات الدموية".
إلى ذلك، استوحي الفريق فكرته من الطبيعة، من طريقة تفتح الأزهار أو حركة الشعب المرجانية، بهدف محاكاة السلوك الذكي للكائنات الحية داخل مواد صناعية قابلة للتكيّف.
ويكمن سر هذه الأزهار في طريقة ترتيب الحمض النووي داخل بلوراتها: فحين تزداد الحموضة، تنغلق بتلاتها، وعندما تعود الظروف لطبيعتها، تنفتح مجدداً. هذا السلوك البسيط يمكن استثماره في التحكم بالتفاعلات الكيميائية أو إطلاق مواد علاجية في الوقت والمكان المناسبين.
وعلى الرغم من أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، يتصور الباحثون استخدامها في المستقبل داخل الجسم البشري لاستهداف الأورام، إذ يمكن للزهور "استشعار" الحموضة العالية حول الورم وإطلاق الدواء مباشرةً في مكانه.
كما يتوقع أن يكون لهذه المواد الذكية دور في حماية البيئة، إذ يمكنها إطلاق مواد تنظيف داخل المياه الملوثة ثم التحلل بعد انتهاء مهمتها، أو حتى تخزين كميات هائلة من المعلومات الرقمية في مساحات صغيرة للغاية.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في سبيل تطوير مواد قادرة على الإحساس والاستجابة، ما يقرّب البشرية خطوة إضافية نحو عالم تتلاقى فيه الحياة بالآلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الحمض النووي المواد الذكية حماية البيئة حماية البيئة الحمض النووي المواد الذكية المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
أمازون تزيد الاعتماد على روبوتات الذكاء الاصطناعي لتقليل العمالة البشرية
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن شركة أمازون تسير بخطى متسارعة نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات في قطاع التجارة الإلكترونية، في مسعى لزيادة الكفاءة وتقليل الاعتماد على العمالة البشرية.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن الشركة أعلنت عن ثلاث تقنيات جديدة تختبرها أو تستعد لاعتمادها في مستودعاتها وشاحنات التوصيل، تشمل ذراعا روبوتية تدعى "بلو جاي" لفرز الطرود، ووكيل ذكاء اصطناعي باسم "إيلونا" لمساعدة المديرين في توزيع العمال وتجنب الاختناقات التشغيلية، إضافة إلى نظارات واقع معزز مخصصة لسائقي التوصيل في الميدان.
وتأتي هذه الابتكارات ضمن جهود أمازون المستمرة منذ استحواذها على شركة كيفا سيستمز عام 2012، والتي مهدت لأتمتة واسعة في مرافق الشركة. وتشير الشركة إلى أن نحو 75 بالمئة من عمليات التوصيل اليوم تتم بمساعدة الروبوتات بطريقة أو بأخرى.
ويواصل الرئيس التنفيذي، آندي جاسي، دفع الشركة نحو تبني أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى تقليص الحاجة إلى العمال ذوي الياقات البيضاء.
وتظهر الاتجاهات الحالية أن الأمر نفسه بدأ ينعكس في المستودعات؛ إذ انخفض متوسط عدد العمال في مرافق أمازون إلى 670 عاملا في عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ 16 عاما، وفقا لتحليل الصحيفة.
ويتوقع المحللون أن تحقق الشركة وفورات سنوية بمليارات الدولارات مع توسع الأتمتة، عبر زيادة الإنتاجية وتقليص تكاليف العمالة، حيث يتوقع أن تدير أمازون نحو 40 مركز توصيل روبوتي بحلول نهاية العام المقبل، ما قد يوفر قرابة 4 مليارات دولار سنويا.
وأوضحت أمازون أنها تختبر روبوتات "بلو جاي" في منشأة بولاية ساوث كارولينا بهدف تعميمها في شبكة التوصيل السريع، في حين تجرى تجربة تشغيلية لوكيل الذكاء الاصطناعي "إيلونا" في مستودع بولاية تينيسي، حيث يمكن للمديرين الاستفسار منه حول توزيع الموظفين الأمثل لتفادي الازدحام التشغيلي.
وفي منشأتها المتطورة في شريفبورت، لويزيانا، تعمل أذرع روبوتية على فرز الطرود ونقلها إلى الشاحنات عبر آلات ضخمة تشبه المكانس الآلية، مما زاد من سرعة العمل بنسبة 25 بالمئة مقارنة بالمواقع الأخرى.
كما تختبر الشركة روبوتات بشرية تعرف باسم "ديجيت "Digit، يمكنها نقل الأشياء داخل المستودعات، بينما يختبر سائقو التوصيل نظارات واقع معزز ذكية تساعدهم في تحديد الطرود الصحيحة، وتوجيههم بدقة إلى مواقع التسليم، وحتى تحذيرهم من وجود كلاب في الموقع.