قبل افتتاحه.. المهندس جورج هاملتون يكشف لـ«الوفد» أسرار التصميم المعماري للمتحف الكبير
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
قبل ساعات من افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يترقبه العالم أجمع، كشف المهندس المدني جورج هاملتون، أحد مهندسي المشروع، عن أسرار هندسية مذهلة وراء تصميم هذا الصرح الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم، مؤكداً أن كل تفصيلة فيه تمثل مزيجًا فريدًا من العبقرية الهندسية والرمزية الحضارية.
. معلومات صادمة عن توت عنخ آمون قبل عرض مقتنياته بالمتحف الكبير
قال جورج هاملتون في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكتروني، إن اختيار موقع المتحف لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة دراسات دقيقة جمعت بين البعد التاريخي والجغرافي، مشيرًا إلى أن المتحف يقع على بعد نحو كيلومترين فقط من الأهرامات الثلاثة، ويتوازى معها هندسيًا في محاذاة مذهلة.
وأضاف هاملتون أن المتحف الكبير صُمم بحيث يتفاعل بصريًا مع الأهرامات، فهناك نقطة هروب هندسية تربط بين واجهته الرئيسية ورؤوس الأهرامات الثلاثة، وهو ما يخلق امتدادًا بصريًا يربط بين الماضي والحاضر عبر ما يُعرف بـ البعد الرابع في التصميم.
أوضح المهندس أن تصميم المتحف الحالي جاء عبر مسابقة دولية عام 2002، شارك فيها أكثر من 1200 مكتب هندسي عالمي، وكان الفائز بها مهندس شاب من أصل صيني نرويجي، استطاع أن يدمج الفكر المعماري الحديث مع الرمزية المصرية القديمة في بناء واحد يمثل الجمال والدقة معًا.
ويعد التصميم الهندسي للمتحف من أعقد المشاريع في العالم، إذ لا يحتوي على أي ضلع أو ارتفاع متوازٍ مع الآخر، مما جعل عملية التنفيذ في غاية الصعوبة، موضحًا أن كل خطوط المشروع متقاطعة وليست متوازية، لتلتقي جميعها في نقطة مركزية رمزية داخل المبنى، في إشارة إلى مركز طاقة الحضارة المصرية القديمة.
وارتفاع المبنى يتجاوز 46 مترًا، وهو ارتفاع سقف القاعات الرئيسية، بينما تمتد الواجهة الأمامية لأكثر من 800 متر، في مشهد يرمز إلى العظمة والاتساع، ويتكون المشروع من جزأين أساسيين: مبنى متحفي ومبنى تجاري خدمي، يجمعان بين الثقافة والترفيه والسياحة في تجربة متكاملة.
وأشار المهندس إلى أن تنفيذ المشروع تم بواسطة شركة أوراسكوم المصرية بالتعاون مع شركة بيسيكس البلجيكية، مؤكدًا أن التعاون بين الخبرة المحلية والعالمية كان سر نجاح هذا الصرح الفريد.
وفيما يخص التصميم الداخلي، أوضح أن المتحف صُمم ليكون تجربة إبهار متكاملة، من حيث الحجم والضوء والزخرفة والتكنولوجيا، فكل تفصيلة فيه من الأسقف المعلقة إلى أنظمة الإضاءة المتطورة جرى تنفيذها لتخدم رؤية المتحف كـ"مدينة حضارية داخل مدينة".
ولفت هاملتون إلى أن المدخل الرئيسي للمتحف صنع من حجر الألباستر الشفاف الذي يسمح بمرور الضوء الطبيعي في مشهد يخطف الأنفاس، بينما جعلت الجدران الشمالية متوازية مع هرم خوفو، والجنوبية مع هرم منقرع، فيما يتوسط المحور العام للمتحف اتجاه هرم خفرع، ليظل المتحف في حالة انسجام هندسي دائم مع أهرامات الجيزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير افتتاح المتحف المصري الكبير بث مباشر المتحف المصري الكبير سعر المتحف المصري الكبير تذكرة المتحف المصري الكبير المتحف المصري اخبار المتحف المصري موعد افتتاح المتحف المصري الكبير تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير احتفالية المتحف المصري الكبير موعد المتحف المصري الكبير صور المتحف المصري الكبير حفل افتتاح المتحف المصري الكبير المتحف الكبير الجيزة آثار المتحف المصري الكبير المتحف المصري الكبير 2025 تصمیم المتحف المصری الکبیر خبیر أثری إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير أثري لـ "الوفد": هناك تمثال يظنه الزوار لملك لكنه في الحقيقة لملكة عظيمة
بين أروقة المتحف المصري الكبير يقف تمثال ضخم يجذب أنظار الزوار منذ اللحظة الأولى، بملامحه القوية وهيبته الملكية التي توحي بأنه لأحد ملوك مصر العظام، إلا أن المفاجأة التي لا يدركها كثيرون أن هذا التمثال يخص سيدة عظيمة حكمت مصر بذكاء وقوة، إنها الملكة حتشبسوت، إحدى أعظم نساء التاريخ المصري القديم.
يُظهر التمثال الملكة وهي جاثية على ركبتيها في وضع التعبد، تحمل بيديها أواني "قرابين" لتقديمها للإله آمون رع، في مشهد يجمع بين التقوى والعظمة في آنٍ واحد، ونُحت التمثال من الجرانيت الأحمر الصلب، ما يعكس دقة الفنان المصري القديم في إظهار أدق تفاصيل الجسد والملامح رغم الطبيعة القاسية للمادة.
ويبدو أن الملامح القوية للتمثال من الصدر العريض والذقن البارزة وغطاء الرأس الملكي التقليدي هي السبب في اعتقاد كثير من الزوار أن التمثال لرجل، لكن الحقيقة أن الفنانين في عهد حتشبسوت تعمدوا تصويرها بمظهر الملوك الرجال كي تؤكد أحقيتها في العرش بعد أن تربعت على الحكم في زمنٍ كان يُعد فيه المُلك للرجال فقط.
وقال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الأثار المصرية والمدير التنفيذي لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، خلا تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكترونية، أن تشبّه حتشبسوت بالرجال في صورها وتماثيلها، وارتداءها لأزياء الفراعنة الذكور، كان قرارًا سياسيًا ودينيًا استراتيجيًا، ولم يكن له علاقة بكونها لم تكن أنثى.
وأضاف علي دشيش، أن المنصب الأعلى في مصر القديمة كان "الفرعون"، وهو مفهوم سياسي وديني ارتبط بشكل أساسي بالذكور، وكان يُنظر إلى الفرعون كـ "حورس الحي" على الأرض وفي الثيولوجيا المصرية القديمة، كان دور الملك الذكر هو ضمان النظام الكوني "ماعت"، موضحًا أن المجتمع المصري القديم لم يكن مستعدًا لتقبل مفهوم فرعون أنثى بصفة دائمة، خاصة بعد أن تجاوزت دورها كوصية على ابن زوجها (تحتمس الثالث) لتتولى الحكم الفعلي.
وعن ارتدائها عباءة الملكية، فقد قال علي أبو دشيش كان ذلك لتأكيد شرعيتها وسلطتها المطلقة أمام الكهنة والشعب، وكان عليها أن تتبنى الزي والصفات الرسمية التي لا لبس فيها لـ الفرعون، هذا يتضمن ،ارتداء اللحية المستعارة الاحتفالية التي كان يرتديها الفراعنة الذكور، وارتداء النقبة القصيرة (الشنديت)، تصويرها على هيئة ذات عضلات وأكتاف عريضة في بعض التماثيل.