“أديبك 2025” يختتم أعماله بصفقات قيمتها 46 مليار دولار
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
اختُتمت اليوم الخميس فعاليات “أديبك 2025″، الذي واصل تحقيق أرقام قياسية شملت تنفيذ 35000 صفقة ضمن قطاعات مختلفة بلغت قيمتها الإجمالية 46 مليار دولار أمريكي.
وبلغ عدد الحضور 239709 ضمن الحدث الأكبر في قطاع الطاقة العالمي والذي يساهم في صياغة توجهاته المستقبلية، بزيادة بنسبة 17% مقارنة بنسخة الحدث العام الماضي 2024.
وساهم “أديبك” في دعم اقتصاد أبوظبي، حيث حقق عوائد تُقدّر بنحو 400 مليون دولار أمريكي، خصوصاً في قطاعات الضيافة والسياحة والنقل.
ومن خلال استضافته مشاركين يمثلون مختلف مجالات ومراحل منظومة الطاقة العالمية، بدءاً من كبرى شركات الطاقة وصولاً إلى رواد التكنولوجيا والممولين وصنّاع السياسات، رسخ “أديبك 2025” مكانته كأكثر الفعاليات تأثيراً على المستوى التجاري في قطاع الطاقة العالمي.
وشاركت 54 من أكبر شركات الطاقة الرائدة في العالم، بما في ذلك “أدنوك”، وأرامكو، وإكسون موبيل، وسي إن بي سي، وأوكسي، وشل، وبي بي، وشيفرون، وإن إن بي سي، وبتروناس، وتوتال إنيرجيز، بالإضافة إلى الشركات المستقلة الناشئة، ورواد التكنولوجيا الذين ساهموا في فتح آفاق تقدم جديدة لـ “أديبك 2025”.
وجسّد “أديبك 2025” الذي استضافته “أدنوك” تحت شعار “طاقة ذكية لتقدم متسارع” مبدأ تنويع مصادر الطاقة وتعزيز مواردها بأقل انبعاثات، لتلبية الطلب العالمي المتزايد بشكل مسؤول ومنضبط.
واستقبل “أديبك” وفوداً رسمية رفيعة المستوى من مختلف الدول والجهات المعنية بالسياسات والتجارة والاستثمار من مختلف الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، ما يؤكد تنامي تأثيره كمنصة للحوار بين الحكومات.
وبمشاركة 172 دولة، أكد الحدث مجدداً على ريادة دولة الإمارات لمشهد الطاقة ودورها الرئيس في استضافة الأطراف المؤثرة في القطاع، بما يرسخ مكانتها مركزاً عالمياً للطاقة وبناء الشراكات الذكية وتبني الابتكارات المؤثرة.
وبدعوة من معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ “أدنوك” ومجموعة شركاتها، شدّد القادة على مدى أسبوع على أهمية تعزيز موارد الطاقة من خلال إضافة إمدادات آمنة ومتنوعة ومنخفضة الانبعاثات، مع الاستفادة من قدرات وإمكانات الذكاء الاصطناعي والاستثمار لتحويل الأهداف الطموحة إلى إنجازات عملية.
وفي كلمته الافتتاحية لـ “أديبك 2025” أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر على أهمية تطبيق سياسات واقعية وعملية وبنّاءة لتأمين احتياجات العالم من مصادر الطاقة المستقرة والموثوقة على المدى البعيد، ودعا قيادات القطاع وصنّاع السياسات والمستثمرين إلى المساهمة في خلق فرص العمل، والنمو الاقتصادي، وتعزيز التنافسية العالمية من خلال تطبيق سياسات واقعية وبناء شراكات قوية.
وبهذه المناسبة قال عبد المنعم الكندي، رئيس معرض ومؤتمر “أديبك 2025”: “في ظل ما يشهده قطاع الطاقة العالمي من تزايد على الطلب، وتطور في التقنيات، فإن ما يحتاجه القطاع أكثر من أي وقت مضى هو منصة تجمع منظومة الطاقة بالكامل لإيجاد حلول عملية وذكية. وهذا ما يقدمه “أديبك” كل عام من خلال ربط صنّاع السياسات والمبتكرين والمستثمرين لتحويل الطموحات إلى منجزات واقعية ملموسة”، موضحاً أن المشاركة القياسية والشراكات التي شهدها الحدث هذا العام تؤكد مواكبته للمتغيرات العالمية المتسارعة وتطورات القطاع، والتركيز على تسريع وتيرة التقدم والنمو الاقتصادي العالمي من خلال موارد الطاقة”.
تضمّن “أديبك” محوران رئيسان، المؤتمر الاستراتيجي والمؤتمر التقني، وشمل ذلك 12 برنامجًا، وأكثر من 380 جلسة، بمشاركة أكثر من 1,800 متحدث، من بينهم وزراء من دول مختلفة ونخبة من الرؤساء التنفيذيين والمبتكرين والأكاديميين والخبراء المتخصصين بينهم أكثر من 16000 مشارك في المؤتمرات والحوارات المتعددة.
وفي كلمه له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال دوغ بورغوم، الوزير الخامس والخمسون للداخلية ورئيس مجلس الطاقة الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية: “نحن نقف عند لحظة حاسمة في الزمن، حيث يتقاطع الابتكار والأمن القومي والازدهار على نحوٍ لا سابق له في التاريخ، لقد شكّلت الطاقة دائمًا أساسًا للأمن القومي والازدهار، لكن اليوم تتلاقى هذه القوى بطريقة غير مسبوقة في التاريخ.”
وفي ظل تزايد الطلب العالمي على الطاقة، وتغير موازين الجغرافيا السياسية، والنمو المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، شارك الوزراء وقادة قطاع الطاقة والمستثمرون في حوارات واقعية حول أمن الطاقة، واستقرار الأسواق، وأطر الاستثمار، حيث ناقشوا سبل تفعيل نماذج تمويل شاملة وشراكات عابرة للقطاعات لتحفيز تدفق رؤوس الأموال اللازمة لإنشاء بنية تحتية للطاقة قادرة على مواكبة المستقبل. كما سلط برنامج “أديبك” للتمويل والاستثمار الضوء على دور التوظيف الاستراتيجي لرأس المال ووضع السياسات اللازمة لتسريع تطوير منظومة الطاقة وتحقيق الازدهار على المدى الطويل.
وقال كريستوفر هدسون، رئيس شركة “دي إم جي إيفنتس”، الجهة المنظمة لـ “أديبك”: “لقد كان “أديبك 2025″ استثنائياً بكل المقاييس، من حيث العدد القياسي للصفقات الموقعة، إلى الحجم الكبير للمشاركة والابتكار المعروض. وعلى مدار أربعة أيام، شهدنا آلاف الحوارات تتحول إلى شراكات ومشاريع واستثمارات ستسهم في رسم ملامح مستقبل الطاقة على مستوى العالم.”
وأضاف هدسون: “أثبت “أديبك” مجددًا دوره باعتباره المنصة الأكثر تأثيراً في العالم لتحويل الأفكار إلى أفعال، من خلال جمع ممثلي منظومة الطاقة من أنحاء العالم في تجسيد هو الأقوى من نوعه لوحدة الهدف والتعاون. ومع استمرار نمو الطلب العالمي على الطاقة، يواصل “أديبك” تركيزه على ربط قادة قطاع الطاقة بصنّاع القرار والمبتكرين في مجال التكنولوجيا والمؤسسات المالية، لتبادل المعرفة وبناء الشراكات التي تحقق تقدمًا حقيقيًا لقطاع وأسواق الطاقة.”
وتجسيداً لالتزام أديبك بتحويل الطموحات إلى واقع، تضمنت فعالياته انعقاد المؤتمر التقني، الذي يُعتبر أكبر تجمع عالمي للمهندسين والخبراء التقنيين، في نسخته الأضخم حتى الآن، مع تنظيم 203 جلسات ومشاركة 1420 متحدثاً استعرضوا أحدث المنجزات والابتكارات والحلول الملموسة التي تُسهم في دفع التقدم في قطاع الطاقة. وسلط المؤتمر الضوء على الدور المحوري للهندسة التطبيقية والتكنولوجيا في تحويل الطموحات إلى نتائج ملموسة عبر مشهد الطاقة العالمي.
وفي انعكاس للدور المتنامي لـ “أديبك” كمحفز رئيسي للحلول المتكاملة التي تدفع محركي التقدم التوأمين، الطاقة والذكاء الاصطناعي، شهدت نسخة هذا العام مشاركة غير مسبوقة من رواد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، من بينها مشاركات من “ميسترال إيه آي”، و”آي بي إم”، و”سيسكو”، و”مايكروسوفت”، و”جيكو روبوتيكس”، و”إيه آي كيو”، و”ساندبوكس إيه كيو”، و”Inclusive Brains”.
وبرز دور الشراكات التكنولوجية الجديدة وإطلاق المنتجات في إعادة تشكيل عمليات الأنظمة الذكية، وكيف تسرّع جهود خفض الانبعاثات، وتلبي الطلب المتزايد على الطاقة في الاقتصادات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي. وأظهرت هذه الابتكارات كيف يُسهم التعاون بين القطاعات والابتكار في إعادة صياغة مشهد الطاقة العالمي وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي.
وبدءاً من مبادرات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وصولاً إلى برامج التنوع والريادة والتطوير، شكّلت أهمية الذكاء بشقيه البشري والاصطناعي محورًا مشتركًا في جميع النقاشات، ما يعكس فهمًا جماعيًا بأن المرونة تعتمد على أنظمة أكثر ذكاءً، ورؤية استراتيجية، وتعاون عابر للقطاعات.
يعود معرض ومؤتمر أديبك إلى أبوظبي في الفترة من 2 إلى 5 نوفمبر 2026، مواصلاً مهمته في توحيد قطاع الطاقة العالمي ودفع التحول الشامل نحو مستقبل آمن وشامل ومستدام.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«أديبك 2025»: قادة قطاع النفط والغاز يدعون إلى تسريع تمويل الاستثمارات في الطاقة
أبوظبي (الاتحاد)
اختتم اليوم الثالث من «أديبك 2025» في 5 نوفمبر بدعوة موجهة إلى صناع القرار والممولين وقادة الطاقة حول العالم، لتسريع وتيرة الاستثمار في الطاقة والبنية التحتية وانعقدت جلسات حوارية رفيعة المستوى خلال فعاليات اليوم، سلطت الضوء على الحاجة الملحّة لتوفير رأس المال القابل للتوسع لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
ومع تجاوز حجم الاستثمار العالمي في الطاقة 3.3 تريليون دولار هذا العام، عزز «أديبك» مكانته كمحفّز رئيس لإطلاق الشراكات الاستراتيجية والابتكار المالي عبر سلاسل القيمة في قطاع الطاقة.
ويُعقد «أديبك 2025» خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر، ليجمع صناع القرار والمُمولين وقادة القطاع بهدف تخصيص رأس المال والأدوات والأطر اللازمة لإحداث التحول الملموس في منظومات الطاقة على مستوى العالم بسرعة.
وفي ظل تأثير أمن الطاقة وتبعات التحول على قرارات الاستثمار، وبروز التحديات في الاقتصادات الناشئة مثل ارتفاع تكاليف الاقتراض، ومخاطر الاستثمار، ومحدودية الجهات القادرة على الشراء، وعدم وضوح اللوائح التنظيمية، يسلّط برنامج التمويل والاستثمار في «أديبك 2025» الضوء على كيفية مساهمة تدفقات رأس المال المعاد توجيهها، وتطور المحافظ الاستثمارية، والأطر الشاملة في تعزيز المرونة والتنافسية وخفض الانبعاثات على المدى الطويل.
أسس راسخة
وفي جلسة بعنوان «قيادة العقد المقبل: كيف يستعد القادة للتقلبات العالمية والفرص»، ناقش الخبراء التخطيط المالي طويل الأمد في مجال الطاقة التفاعلي، وأوصى المشاركون في الجلسة باتخاذ قرارات تستند إلى أسس راسخة بدلاً من السياسات التفاعلية.
وفي الجلسة، قال مارتين ويتسلار، الرئيس التنفيذي لشركة «موف»: عليك دائماً أن تستثمر بناءً على الأسس الراسخة، وليس بناءً على آخر تغيير في السياسات، سواء كان ذلك في أوروبا أو الولايات المتحدة أو أي مكان في العالم، لأن تأسيس الاستثمارات في الطاقة يستغرق وقتاً طويلاً، وسيكون من المخاطرة أن تستجيب لآخر التحديثات من أي مكان في العالم.
الأهداف العالمية
وفي الوقت الذي يسعى فيه قطاع الطاقة على مستوى العالم إلى إدخال المزيد من مصادر الطاقة إلى الخدمة، أوصى خبراء القطاع بالاستمرار في التركيز على خفض الانبعاثات في منظومة الطاقة الحالية، لضمان استدامة الطاقة على المدى الطويل ويُعد تقليص انبعاثات الكربون والميثان جزءاً أساسياً من هذا التوجه، ويتطلب استثمارات أكبر في ابتكار التكنولوجيا.
وخلال جلسة بعنوان «خفض انبعاثات الميثان: أولوية في مسار خفض الكربون»، تحدّث زوبين بامجي، مدير إدارة الطاقة والصناعات الاستخراجية العالمية في مجموعة البنك الدولي، عن الدور المحوري للتمويل في معالجة قضية خفض انبعاثات الميثان.
وقال: التمويل يُعد من العناصر الأساسية المفقودة في منظومة خفض انبعاثات الميثان والحرق، وترغب مجموعة البنك الدولي في سد هذه الفجوة. الفكرة تتمثل في توفير تمويل تحفيزي تحتاجه العديد من الدول النامية أو الاقتصادات الناشئة، ليدركوا أن هناك بالفعل فرصة حقيقية في هذا المجال.
وأيّد هذا الرأي خالد بن هادي، المدير العام لشركة «سيمنس إنرجي» في الإمارات، حيث ربط القدرة على التقدم في مسار خفض الانبعاثات بالاستثمار في الابتكار، قائلاً: «بالنسبة لي، الابتكار يعني إيجاد حلول للمشكلات. نحن بحاجة إلى تطبيق الابتكار، وتوسيع نطاقه، وهذا يتطلب ثلاثة عناصر: الاستثمارات، والشراكات الصناعية، والشراكة الحقيقية.
الأسواق الناشئة
وتسعى العديد من الاقتصادات الناشئة التي تشهد تطوراً سريعاً إلى ربط رأس المال بمشاريع استخراج الموارد، والتي غالباً ما تعتمد على التعاون بين القطاعات المختلفة وعبر الحدود.
وفي جلسة بعنوان «تعزيز مكانة نيجيريا» و«إن إن بي سي» في أسواق الطاقة العالمية، تحدّث بايو بشير أوجولاري، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إن إن بي سي»، عن نهج نيجيريا في تطوير قطاع الطاقة المتنامي.
وقال: مع الإنتاج تأتي الحاجة إلى الاستثمار، لذا نركّز على التعاون الذي يبدأ من الأساس، من خلال تعزيز فعالية وكفاءة شراكاتنا الحالية، إلى جانب مناقشة شركاء جدد، واستثمارات جديدة، وفرص جديدة.
وأكد المتحدثون في «أديبك 2025» مرة أخرى على أهمية السياسات المستقرة والواضحة والفعالة في جذب التمويل والاستثمار وإطلاق إمكانياتهما.
واختصرت شارلوت وولف-باي، الرئيس التنفيذي للاستدامة في «بتروناس»، الرسالة بوضوح وقالت: الأعمال تسير بشكل جيد عندما تكون لدينا رؤية واضحة للأطر التنظيمية والسياسات، هذه رؤية واضحة، ونحن نحب هذا، معظمنا يعمل في عدة دول. ونستمتع بذلك. حينها يتدفق الاستثمار. أما عدم القدرة على تنظيم بعض هذه الالتزامات السياسية، وربما غياب آليات التنفيذ، فلا يساعد فعلياً.